< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

42/03/15

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - الولاية شرط صحة العبادات – حرمة الغيبة – المسألة التاسعة – المكاسب المحرمة.

 

وصل بنا المقام إلى هذه الرواية من روايات حرمة الغيبة:- ( تحرم الجنة على ثلاثة على المنان وعلى المغتاب وعلى مدمن الخمر )، وفي علم الكلام ذكروا هذه الضابطة ﴿ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ﴾ فهناك ما يوجب الزحزحة عن النار ولكن عمله لا يوصله إلى دخول الجنة، فسقوط العقوبة والعقاب فقط يزيح عن النار أما قبول العمل فهو الذي يدخل الجنة، المعروف في كلمات الكثير من الأعلام الأكابر أنَّ الفقه مهمته اسقاط العقوبة يعني فقط الزحزحة عن النار، وماذا عن ﴿ وأدخل الجنة ﴾ فإن ﴿ أدخل الجبة ﴾ يجب القبول للعمل، فجملة من الأعلام فرقوا بين شرائط الصحة وشراط القبول فقالوا إنَّ شرائط الصحة هي التي تزحزح عن النار فأنت إذا أتيت بعمل صحح لتأمن من العقوبة يعني تزحزح عن النار وأما شراط القبول يعني أُدخِل الجنة، وهذه ضابطة ذكرناها في مباحث الكلام في المعارف نذكرها الآن المدار في قبول الاعمال وصول العمل أو العامل بالعمل إلى الجنة فهذا هو المدار على قبول الاعمال وهو دخول الجنة، أما جزاء العمل في الدنيا أو جزاء العمل في القبر أو عند الموت أو في البرزخ أو في القيامة أو في الرجعة يعني في كل شيء، ويوجد بيان لطيف من اهل البيت عليهم السلام حيث قالوا ( كل مصيبة دون النار تهون )، لأنها لها أمد ( وكل جزاء دون الجنة لا يعبأ به ) يعني ليس هو مثل الجنة، وهذه نكتة لطيفة جداً، ولذلك يجازي الباري تعالى يجازي ربما في الدنيا أو في البرزخ أو في الموت أو في القيامة أصحاب النار بالثواب والحال أنهم من أصحاب النار، فهو يجازيهم على ثواب عمل صالح اتوا به، وهذا البحث لا نريد الدخل فيه ولكن له ربط بالبحث الفقهي وه شرائط القبو وشرائط الصحة ولو أنه بحث كلامي بامتياز، والكثير من المؤمنين بناءهم أن اصحبا النار لا يجزون ثواباً من قبل الله تعالى، لكلا بل هم يجازون على الثواب ﴿ ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ﴾ وليس من عمل مثقال ذرة جنة يره وإنما العبارة في الآية الكريم ﴿ ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ﴾ ولم يقل جنة ولم يقل يرى الجنة ولم يقل طوبى يرى، ﴿ من يعمل مثقال ذرة شراً يره ﴾ ولم يقل ناراً يرى، فحتى المؤمنين أيضاً إذا فعل سيئة فهو شراً يرى سواء في الدنيا أو في القبر أو في البرزخ ولكن هذا ليس هو ميزان الهداية والضلال، وهذا لا يعني أنَّ أهل الضلال لا يجازون في البرزخ ثواباً، وهذا عجيب، نعم أهل الضلال يجازون ثواباً في البرزخ وأهل الهداية قد يجازون عقاباً في البرزخ، فلاحظ أن واحداً من أهل الضلال ينعّم وواحد من أهل الهداية يعذّب، فالميزان في الصلال والهداية ليس البرزخ وإن كان البرزخ هو نعيم للمؤمنين ولكن لس فقط في دار الدنيا، وتوجد رواية وظاهراً لعلها في عيون اخبار الرضا عليه السلام وهذه الرواية متواترة عند الفريقين، يسأل فيها الراوي والامام عليه السلام يقول له إنَّ بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل أكثر أصحابه يمنعون من الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي البخاري أيضاً موجود أنَّ أكثر الصحابة يمنعون وليس أقل الصحابة، فالمعظم من صحابة النبي صلى الله عليه وآله يمانع بينعهم وبين شرب ماء الحوض ( يحلأون أو يذادون عنه )، الراوي نبه وقد سأل سؤالاً لطيفاً وجواب المعصوم أعظم، فقال يا سيدي وهل يصلون إلى قريب الحوض والحال أنهم أهل ضلال، فإنَّ الوصول إلى قريب الحوض ليس بالسهل، فلاحظ كيف هو جواب الامام الرضا عليه السلام حتى يعطينا ضابطة في علم الفقه وعلم الكلام، قال الامام إنما تمكنوا وقدروا أن يصلوا إلى قريب الحوض لما لهم من سوابق مع النبي صلى الله عليه وآله، الآن يوم القيامة أحد المؤمنين الضعاف يرى رأيت الضلال وراية يقدمها فلان ويصل إلى قريب الحوض فيقول ما هذا ولكنه لا يعلم فيما بعد أن يذاد عن الحوض ويحلأ عنه، فلاحظ هذه السوابق بين يدي النبي صلى الله عليه وآله يعطى جزؤها حتى في القيامة ولكن هذه السوابق لم توصله إلى الجنة، هنا مدار الهداية والضلال، ﴿ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ﴾، فإذاً لاحظ أنَّ الجزاء للعمل في القيامة وفي البرزخ وفي الرجعة وفي القبر هذا ليس دليل قبول العمل بل إذا وصل العمل وأصول صاحبه إلى الجنان الأبدية فنعم هذه من علامة قبول الهداية، أما الجزاء حتى في القيامة وليس في البرزخ فقط فهذا لا يغرك فقد يكون الله عز وجل يجزيه هنا ولكنه ليس من أهل الهداية، فالهداية والضلال ليس بالجزاء في القبر فقط ولا بالجزاء في البرزخ أو القيامة، طبعاً الأعمال الصالحة يجازى بها ثواب وهي علامة صلاح وليست علامة هداية، والقرآن الكريم يفرق بين عمل الصالحات وبين اهتدوا ﴿ لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ﴾، فالقرآن يفرّق بين العمل الأصل وبين الهداية فقد يعمل بالعمل الصالح ولكنه ضال مضل، فالهداية هي التي توصله إلى الجنة، لأنَّ هذا الشخص وظف العمل الصالح لأئمة الضلال ولمشاريع الضلال، حافظ للقرآن كله ولكن يوظف حفظ القرآن الكريم لترويج أئمة الضلال، إذا دور الفقه ووظيفة الفقه ما هي هل هو فقط اسقاط العقوبة أو ادخال الجنة؟ فهل هو فقط اسقاط العقوبة ولكن ادخال الجنة كيف يكون فهل هي وظيفة علم الكلام أو ماذا؟ بلا شك هناك آيات قرآنية كثيرة تقول إن العمل الصالح مهما بلغ صلاحه ليس سبب النجاة به.

فعلى أيّ حال المهم الالتفات إلى الآيات الكريمة، فإنه وإن كان العمل صالحاً ولكن مع ذلك هو لا ينجي وقد نبه على ذلك أهل البيت عليم السلام في آيات عديدة وهذا وارد في بحث الكلام أن العمل الصالح بمفرده لا يسبب النجاة من النار، والآية نفسها ﴿ وإني لغفار ﴾ يعني منجي، فليس مثيب وإنما غفار ومعنى غفار يعني يزيحوك عن النار لا أنه يدخلك الجنة، أما مثيب فهذا يدخلك الجنة وليس أي ثواب وإلا ﴿ ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ﴾ هذا أيضاً مثيب ولكنه ليس مثيب الجنة، يثب الجنة فقط، توجد آيات معدودة في القرآن الكريم ذكرت ﴿ لهم طوبى وحسن مآب ﴾، فالباري تعالى حكمته عظيمة فوعده دقيق أين وعد بالخير وأين وعد الجنة وأين وعد بغير ذلك، فالكلام هنا وهو أنه توجد آيات عديدة فلاحظ نفس هذه الآية ﴿ وإني لغافر ﴾ يعني النار من النار والنجاة من النار لا يكفلها العمل الصالح بمفرده بل لابد أن تكون هناك هداية، آمن أفترض الشهادتين فهذه لا تكفي في ان تزحزحه عن النار بل يجب ان تكون هناك هداية والهداية هي الولاية، ﴿ وإنما أنت منذر ولك وقوم هاد ﴾ فأنت منذرٌ وعليٌّ هادي، فلاحظ أنَّ العمل الصالح بمفرده بنض هذه الآية الكريمة لا ينجي من النار، وتعالوا إلى الفقه والفقهاء فإنَّ شرائط الصحة أليس دورها اسقاط العقوبة؟ نعم، فإذاً من شراط الصحة التي تسقط العقوبة ليس صلاح العمل فقط بل لابد من الهداية والولاية، هذا دليل ولعل البعض يقول لعل الولاية ليست هي شرط الصحة وإنما هي شرط القبول، وشرط القبول يعني أنَّ الولاية ليست هي شرطاً للنجاة من النار فإن البعض توهم هكذا، ولكن الولاية شرط لدخول الجنة أي للقبول فإنَّ القبول هو ﴿ وأدخل الجنة ﴾، كلا بل حتى النجاة من النار شرطها الولاية فإن الولاية هي شرط الصحة قبل أن تكون شرط القبول، فهي شرط صحة وشرط قبول، ولماذا؟ ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ﴾ وطبعاً جل علمائنا الأعلام من طبقات فقهاء الامامية يرون أنَّ الولاية شرط في صحة العبادات فصلاتك مثلا لا تصح إلا بالولاية، وطبعاً يحكم عليه بالإسلام الظاهري فهذا أمر آخر ويترتب عليه انه مسلم وأنه يجوز ناحه وأنه يتوارث مع المسلمين فهذا بحث آخر ولكن صح الصلاة التي تزحزحه عن النار يشترط فيها الولاية لأهل البيت وبأي نص؟ بنص هذه الآية الكريمة وهي أحد الأدلة التي نبه عليها أئمة أهل البيت عليهم السلام، فإني لغفار يعني مزحزح يعني مسقط العقوبة وليس دخلاً للجنة وليست قبولاً، فأصل سقوط العقوبة لا يكفي فيها الصلاة من دون ولاية فإذاً الولاية شرط لصحة الصلان، فإذاً متى تكون الصلام مسقطة للعقوبة؟ إذا اقترنت بالهداية، والصوم متى يسقط العقوبة؟ ّغا اقترن بالهادية، فإذاً الهداية شرط صحة لأن مدار الصحة أن تسقط العقوبة، فأيَّ عمل صحيح الذي لا يسقط العقوبة؟ فهو صلّى ولكن يعاقبه على الاتيان بالصلاة، فإذاً هذا خلل في الصلاة وهو الولاية، وكلامنا مع كل طبقات فقهاء الشيعة وعلماء الامامية فجل ومعظم وكل طبقات علماء الامامية إلا النادر والأندر عندهم أنَّ الولاية شرط الصحة لهذه الآية الكريمة ﴿ وإني لغفار ﴾ يعني مسقط العقوبة فهل لأجل أنه آمن وتشهد الشهادتين؟ كلا، وهل لأجل أنه عمل صالحاً؟ كلا، بل لابد أن تقرن بالشهادة الثالثة، فهذا هو شرط الصحة، إذا إني لغفار يعني مسقط العقوبة من تاب وآمن وعمل صالحاً، فحتى التوبة فعساك لو تذبل اعيننا من البكاء وغير ذك لا يسقط الله العقوبة إلا بالولاية، إبليس لعه الله لو بكى ما بكى ولكنه تمرّد على الله تعالى في ولاية آدم عليه السلام ولا زال متمرداً عليه في ولاية آدم فلم يقبل الله ذلك منه ولا يرفع عنه العقوبة، لأنه يطيع الله في جوانب ويعصيه في أعظم جانب، فما الفائدة من ذلك، فإذاً هو متمرد على الله تعالى، إذاً هذه الآية بنفسها دليل على أن الولاية شرط في الصحة يعني هي شرط اسقاط العقوبة وشرط النجاة من النار فالعمل الصالح بمفره لا ينجي ولذلك الأمة عليه السلام قالوا لا تتكلوا على العمل الصالح من دون رجاء شفاعتنا وكذلك لا تتكلوا على شفاعتنا من دون العمل الصالح، فالآية الكريم ذكرت أنه ﴿ تاب وآمن عمل صالحاً ثم اهتدى ﴾، أما أنك لا تريد أن تعمل صالحاً وتريد النجاة فهذا لا يمكن، بل لابد أن تعمل صالحاً وتؤمن وتتوب وتتوالى من أمرك الله بولايتهم ﴿ قل لا أسألكم عيله أجراً إلا المودة في القربى ﴾، لا التطاول عليهم والمناوئة لهم بلساننا وبقلمنا وبتشكيكنا وبصدنا عن أهل البيت عليهم السلام، فإذاً لاحظ هذه الآية العظيمة - ﴿ إني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدي ﴾ - الواردة في سروة طه هي نصّ في أنَّ الولاية شرط صحة الأعمال لا أنها شرط قبول وإنما هي شرط صحة والذي هو شرط صحة فإنَّ كل شرط صحة هو شرط قبول، وهذه قاعدة فقهية موجودة عند الفقهاء، وليس كل شرط قبول هو شرط صحة، لأنَّ شرط القبول زيادة على شرائط أخرى تضم إليها شرائط أخرى حتى يكون القبول، ﴿ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ﴾، فإذاً كانت الولاية شرط صحة واضح أنها شرط قبول لا أنها شرط صحة فقط بل هي شرط صحة وقبول، وهنا يأتي ﴿ إنما يتقبل الله من المحسنين ﴾ وإنما يتقبل الله ممن يصل رحمه وأعظم رحم أمر الله أن يوصل هو رحم أهل البيت عليهم السلام ..... وهلم جرا.

نعود إلى ما كنا فيه في مفاد هذه الرواية المرتبطة بهذا البحث: - ( تحرم الجنة .... )، فلاحظ أنَّ حرمان الجنة شيء وإدخال النار شيء آخر، ﴿ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ﴾، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة معاً فقد فاز وتوجد عدنا روايات وبيانات في الروايات ثابتة أن هناك من يزحزح عن النار ولكنه لا يستحق دخول الجنة، ولذا توجد ضابط فقهية غير التي مرت بنا على أنَّ علامة قبول العمل هي أن يصل أو يوصلك إلى الجنة، أما أنه فقط يزحزحك عن النار فهذه مرتبة أخرى، أما إذا وصل أو أصولك إلى الجنة فنعم حينئذٍ هذا هي علامة القبول، ففرق بين مرتبة القبول ومرتبة الصحة، وكما مرَّ بنا الولاية شرط الصحة وليست فقط شرط القبول، والولاية إذا كانت شرط الصحة فالولاية ليست فقط اعتقاد بل يجب أن تكون معرفة في الجنان ايضاً قول باللسان والقول باللسان هي أشهد أنَّ علياً وأولاده المعصومين والصديقة فاطمة عليهم السلام حجج الله، هذه الشهادة الثالثة هي شرط صحة التشهد في الصلاة، فهي شرط صحة لزومي ولو مرة في العمر ولذلك نقول مستحبة بمعنى أن تكرارها مستحب أما أصل طبيعتها فهي واجبة من باب أنها شرط صحة، مثل صلاة الظهر حينما تكررها فهل تنوي أنها صلاة واجبة أو هي صلاة مستحبة؟ فتكرار صلاة الظهر إما مستحبة أو واجبة، قال الفقها إن البعد الفردي فيها مستحب أما أصل طبيعتها واجبة، وكذلك الشعائر كزيارة أهل البيت فأصل الزيارة طبيعتها واجبة فإنَّ صلة أهل البيت عليهم السلام واجبة وقطيعتهم حرام أما تكرار الزيارة فهو مستحب، أما أصل طبيعة الزيارة التي هي صلة أهل البيت عليهم السلام فهي طبيعة واجبة وليست مستحبة، وكذلك الشعائر الدينية والشعائر الحسينية، فأصل طبيعتها واجبة ولكن التكرار الذي هو البعد الفردي مستحب، وكذلك صلاة الظهر لو كررتها فهل تنويها نافلة أو تنويها فريضة الظهر؟ إنك تنويها صلاة الظهر ولكن تكرارها مستحب، والشهادة الثالثة أيضاً هكذا، فأنت في الأعمال يجب أن تلفظ بأشهد أن علياً ولي الله فإن هذا واجب، فعساك تؤمن ما تؤمن فإن لم تلفظ باللسان مرة في عمرك أشهد أن علياً ولي لا تصح الأعمال، فعاك تؤمن ما تؤمن فإذا مرة واحدة في عمرك لم تلفظ بلسانك أشهد أن محمداً رسول الله لا يبل منك العمل، وإذا لم تتلفظ بلسانك أشهد ألا إله الله لا يقبل منك العمل بل لابد أن تتلفظ، فأصل الطبيعة واجبة الشهادة الثالثة ولكن تكرارها مستحب وإلا فإن الولاية هي شرط صحة كل صلاة صلاة وفي كل يوم من عمرنا ولكن أنت أديت هذا الشرط ولكن في تكراره يصير مستحباً، وقد يقول قائل أنتم الأصوليون وضحوا الصورة لنا فلماذا تتركونها غائمة ؟ ولكن نقول إنها ليست غائمة وإنما طبيعة الطبيعة قد تكون واجبة ولكن البعد الفردي يكون مستحباً، وإذا أردت أن تتوضح لك الصورة فراجع الصحيح والأعم في علم الأصول فهناك بحث علمي طويل الذيل هل نتصور الجزء المستحب في الطبيعة الواجبة أو لا، الكمباني يصعب عليه هذا المبحث والسيد الخوئي تابع أستاذه الكماني فقال نعم هو ممتنع أنه جزء ممتنع في الطبيعة الواجبة، ولكن مشهور علماء الامامية يقولون نعم يمكن تصوير الطبيعة واجبة وفيها جزء مستحب، فالطبيعة هي بنفسها واجبة ولكن فيها جزء مستحب، وطبعاً هذا المبحث له صلة بهذا البحث وأن الطبيعة واجة أما البعد الوجودي الفردي في الطبيعة قد يكون مستحباً أما كيف يجتمع فإنَّ هذا بحثه الأصوليون في مبحث الصحيح والأعم، فعليك مراجعة مبحث الصحيح والأعم وسوف تلتفت إلى هذا وأنه كيف تجمع بين الواجبة والجهة المستحبة، وقد بحث هذا حتى الشهيد الأول والشهيد الثاني في شرح اللمعة، وهو أن صلاة الظهر أو صلاة العصر حينما تكررها أو فرضية المغرب والعشاء حينما تكررها أنت لا تنوي أنا نافلة وإنما انوها أنها واجبة، فحينما تقول أشهد أن علياً ولي الله فعليك أن تنويها واجبة وأنها من الدين حتى الشهيد الثاني وكل علمائنا قالوا إنَّ الشهادة الثالثة من أحكام الايمان يعني أصل الايمان فهي واجبة ولكن تكرارها مستحب فالطبيعة الفردية فيها مستحب فهي شرط صحة لزوم ولو مرة واحدة في العمر، لأنه ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ﴾، فليس فقط التوبة والعمل والصالح والايمان إنما لابد من الهداية والهداية وهي أشهد أنَّ علياً ولي الله وليس فقط الايمان بالقلب وإنما لابد أن تقولها باللسان ولو في العمر مرة، أما أنك تكررها فهذا طبيعته أنه واجب ولكن التكرار مستحب، وهل يصح أن تجمع بين المستحب والواجب؟ نعم يصح ذلك، فإنَّ البعد الفردي مستحب ولكن الطبيعة واجبة، فإنه ولو أنَّ هذه اصطلاحات علمية معقدة على بعض السامعين في مكان آخر ولكن المطلب هو هكذا.

إذاً وظيفة الفقه هل هي إسقاط العقوبة أو إدخال الجنة؟ فيا أيها الفقهاء مجرد التأمين من النار لا يكفي وإنما لابد من أن تدخلوننا الجنة وليس فقط زحزح عن النار، فإذاً دعونا نصلح الاصطلاح، فإذاً وظيفة الفقه ليست فقط اسقاط العقوبة وإنما وظيفته هي دخول الجنة، فالمهم أنَّ الرواية ذكرت أنه ( تحرم الجنة على ثلاثة المنان والمغتاب ومدمن الخمر )، وهذه الاصطلاحات من الوحي ليست عبطاً.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo