< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

42/03/10

بسم الله الرحمن الرحيم

محاضرة: - 351 - بحث الفقه- لسماحة الأستاذ الشيخ محمد السند - 10 / ربيع 1 / 1442 هـ ق- ليوم الثلاثاء.

الموضوع: - الغيبة والعدل – حرمة الغيبة – المسألة التاسعة – المكاسب المحرمة.

وصل بنا المقام إلى استعراض الروايات التفصيلية في حرمة الغيبة لاستيعاب بقية الجهات في حرمة الغيبة التي أثارها الشيخ الأنصاري، وقد قرأنا الرواية الأولى ومرَّ أنها ترتب حرمة الغيبة على خصوص المؤمن لا فقط خصوص المؤمن بل خصوص المؤمن العادل لا مطلق الانسان ولا مطلق المسلم ولا مطلق المؤمن بل المؤمن العادل، وهذه الرواية وروايات آتية أخرى تبين وجه ربط حرمة الغيبة بموضوع العادل والسبب في ذلك أن العادل ساتر لعيوبه حتى بما فيها المعاصي، يعني وجه من جوه دلالة هذه الروايات العددية أن معنى العدالة في غير المعصوم هو العدالة بحسب حسن السيرة الظاهرة، استقامة السيرة الظاهرة هذه هي العدالة، وطبعاً إذا تعرف العدالة بهذا التعريف بالتالي المعاصي الواقعية لا تخل، ويوجد جدل فقهي في أبواب الفقه أنَّ العدالة في غير المعصوم العدالة في الأبواب الفقهية هي على درجة واحدة ووتيرة واحدة ونمط واحد أو أنَّ العدالة في الأبواب الفقهية تختلف فإن العدالة في القاضي أو في المفتي أو في الوالي يتشدد فيها أما العدالة في الشاهد فيتوسط في التثبت منها أما العدالة في إمام الجماعة أو في غير ذلك فيهون الأمر في التشدد بها فلا تشدد فيها، وتعبير السيد الخوئي في فتواه وهي فتوى كثيرين أنَّ الظن بوثاقة وعدالة إمام الجماعة من أي منشأ حصل كان كافياً لتصحيح ولجواز الائتمام به ولا حاجة إلى قيام شاهدين أي بينة عادلة على عدالته، مثلاً صالح من الصلحاء يصلي خلفه فهذا يورث قرينة ظنية بأنَّ إمام الجماعة هذا صالح فهذا يكفي أو أنَّ وقاره في مشية يكفي في ذلك، فإنَّ هذه قرينة واحدة ولكن هذا المقدار يكفي، ففي باب صلاة الجماعة لا تشدد في كيفية احراز وثاقة أو صلاح أو عدالة إمام الجماعة وهذا نوع من الترويج لصلاة الجماعة كي لا ينكفئ المؤمنون أو المسلمون عن صلاة الجماعة.

فعلى كلٍّ هل هذا تفاوت في آلية احراز العدالة، فهل هي جنبة اثباتية أو أنه تفاوت في الثبوت في نفس ماهية العدالة ودرجة العدالة في الأبواب؟ يوجد اختلاف عند الأعلام، فقال البعض إنَّ هذا ليس تفاوتاً في درجة العدالة وإنما هو تفاوت في آلية احراز العدالة، والسيد الخوئي عند مراجعة مبانيه في باب الشهادات الذي كتبه بنفسه نجد إنَّ مبانيه في باب القضاء وباب الشهادات أقل تشدداً من مبانيه في علم الرجال للروايات الواردة في إيصال الأحكام - يعني في الشبهة الحكمية -، فتشدده في علم الرجال أشد أضعافاً مما تبناه في باب القضاء، أما باب القضاء فتشدده متوسط في احراز العدالة في الشاهدين وحتى في القاضي، فتشدده في وثاقة الراوي لروايات الأحكام الكلية أشد من تشدده في عدالة القاضي، مثلاً حسن الظاهر في باب الشهادات في باب القضاء يقبله في باب القضاء ولكنه لا يقبله في باب الراوي، فالمهم أنه توجد مباني كثيرة يشك عليها السيد الخوئي وهذا نوع من التدافع أو نسميه شيئاً آخر وهو أن بمبنى السيد الخوئي في الروايات الواردة في الأحكام الكلية أشد بكثير جداً من مبناه في عدالة الشهود في باب القضاء أو مطلق الشهادات أو القاضي، بل المعروف في عدالة القاضي أشد من عادلة الراوي لا العكس، ولذلك مشهور علماء الامامية بنوا على أنَّ الراوي غير الاثنا عشري غير الامامي إما من الفرق الشيعية الأخرى أو من المخالفين إذا كان موثوق اللسان يعمل بروايته، وهذا ما يبني عليه السيد الخوئي أيضاً ولكن مع ذلك كيف يصير التشدد في الراوين للروايات في الأحكام الكلية اشد من آلية احراز التثبت في باب القضاء في عدالة القاضي وفي الشهود في القضاء، حسن الظاهر في باب القضاء وفي باب الشهادات اعتبره السيد الخوئي إنما هو عدالة أو كاشف عن العدالة بينما في علم الرجال لم يأبه به لاحراز العدالة وشنّع عليه لاحراز العدالة وقال إنَّ من يبني على هذا المبنى، فهو من القائلين أنَّ الأصل في الرواة أو الأصل في الرجال هو العدالة وقال هذا هو مبنى العلامة الحلي والصدوق وقد حمل عليهما حملة علمية، والحال أن نفس السيد الخوئي في باب القضاء وفي باب الشهادات يبني عليه والحال أن المفروض أنه في باب القضاء المفروض يكون التشدد أكثر من التشدد في غيره فإذا كان هذا يصلح في باب القضاء لروايات كثيرة دالة عليه فكيف لا تقبله في علم الرجال؟!!

فالمهم أنَّ هذه الروايات الواردة في حرمة الغيبة دالة على أنه هناك ارتباط ماهوي بين ماهية وحقيقة الغيبة والعدالة، لأنَّ حرمة الغيبة كشف وفضح الخص في عيوبه المسورة، والستر في العدالة قوام من دعائم العدالة، هذا هو الارتباط الماهوي بين حرمة الغيبة والعدالة، صرف الايمان مع عدم العدالة أو الاسلام أو الانسانية فلا، المؤمن العادل يستر عورته، كيف أنَّ هذا موجود في باب النكاح أنَّ غير الساتر لعوته هو قد ابتذل حرمة نفسه، أما العادل فهو ساتر لعورته والمقصود هنا العورة المعنية وليس العورة البدنية، فهذا العادل الساتر لعوته المعنوية، فانظر أن معنى الصيانة وأحد درجاتها أن يستر الانسان عيوبه ولو هو مبتلى بها، وهذا نوع من تطهير الجو العام، ولذلك مكروه أو حرام أن يفشي الانسان عيوب نفسه للآخرين فإن هذا خطأ جداً بل عليه أن يبقى متستراً على نسه، طبعا بالدرجة الأولى أن يستصلح نفسه واقعاً ويقلع عن السيئات ولكن هذا لا يعني أنه يرفع يده عن الستر والتستر حفاظاً على تعقيم الجو العام، فتعقيم الجو العام أهم من دخول المريض في فترة علاجية وتحجيره على نفسه، لأنَّ هذا الجو العام الشارع يوليه أهمية كبيرة في الحفاظ عليه، ومرَّ بنا أنَّ أحد وجوه حرمة الغيبة هو قضية أنه نوع اشاعة للفحشاء والمنكر وهذا غير صحيح، إذا هذا هو الربط بين حرمة الغيبة والعدالة في جملة من الروايات وهو ربط ماهوي، يعني من نفس ماهية الغيبة يستكشف الفقيه موضوع حرمة الغيبة ما هو،.

الرواية الثانية في الباب: - وهي موثقة سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: - ( قال:- من عامل الناس فلم يظمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم كان ممن حرمت عيبته )، وطبعاً هنا يوجد ربط بين حرمة الغيبة والعدالة، ( كان ممن حرمت غيبته وكملت مروءته ) يعني إنسانيته، فإنَّ المروءة هي ما يعبر عنه في الاصطلاح العصري الانسانية أو حتى في اللغة قديماً، هذه هي المروءة وهي نوع من الخلق يزيد علواً ونبلاً عن الحيوانات أو عن بقية المخلوقات، وهي مروءة الانسان أو المرء، فالمروء في الرجل والمرأة كذلك، فأيضاً المروءة في المرأة متصورة وهي إنسانيتها بعفتها لا بحيوانيتها ومروءة الرجل برجولته إنسانيته لا بحيوانيته، بينما في النموذج الغريب الاسنان يجعلون نموذجية الانسان بخنزيريته وبتشدده وانفلاته في الشهوات وهذا غير صحيح، ( وكملت مروءته وظهر عدله )، وظهر عدله يدل على أنَّ العدل شيء ثبوتي، ( ووجبت أخوته )، فهنا توجد أربعة أحكام بينت في هذه الرواية الشريفة في عرضها العرض ملازمة مترتبة على الستر الظاهري.

فإذاً استثناءات الغيبة تلقائياً تظهر من هذه الرواية، فإنَّ الفاجر والفاسق المعلن بفسقة يخرج تخصصاً، فيوجد تخصّص وليس تخصيصاً في استثناءات حرمة الغيبة.

الرواية الثالثة:- وهي معتبرة على الأصح وإن وجد فيها سهل بن زياد فإنَّ الأمر في سهل سهل كما قال الشيخ البهائي، قال:- ( قال أبو عبد الله عليه السلام:- المسلم أخو المسلم هو عينه ومرآته ودليله لا يخونه ولا يخدعن ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه )، فهنا الرواية جعلت المسلم وليس المؤمن، ولكن بقرينة قيد الأخوة واضح أنَّ المراد به ليس الدرجة الدانية من الاسلام وإنما يراد به الدرجة العالية من الاسلام، وهذه نكتة مهمة وهي أنَّ اختلاف الاصطلاحات حتى بحسب الوحي، فهناك من يأتي ويشتبه عليه الأمر أو يغالط، مثل تعبير القرآن الكريم ﴿ وما يؤمن اكثرهم بالله إلا وهم مشركون ﴾ الآن هذا الشرط الذي يشير إليه قارآن الكريم في هذه الآية الكريمة مثل ﴿ وقاتلوا المشركين كافة ﴾؟ إنَّ هذا الاشراك أين وذاك الاشراك أين، مثلاً يوجد عندنا في الروايات أنَّ من أعطاه الله عطية أسند هذه العطية إلى مخلوق فهذا من أنواع الشرك ولكنه ليس شركاً اصطلاحياً واصطلاحياً بمعنى ﴿ وقاتلوا المشركين كافة ﴾، فهنا إذا أتى آتٍ وغالط وكذلك الوهابية وقعوا في هذه الصلاة حيق قالوا إنَّ تارك الصلاة كافر يعني مثل الكافر الأصلي، ولكن المراد ليس هذا، فإذا قلتم بأنه مسلم في الظاهر كافر في الباطن فإذاً هو كافر، ولكن هذا غير صحيح بل لابد أن تعرف اصطلاحات الوحي واصطلاحات الفقهاء، فإذا كانت لدى القارئ أزمة عليمة في فهم اصطلاحات الوحي واصطلاحات الفقهاء فسوف يحدث ضوضاء فوضوية فيقول الكفر كذا والتكفير كذا، ولكن نقول يلزم أن تلتفت إلى الاصطلاحات العلمية فإنَّ عدم الالتفات إليها غير مقبول، وبعض النظر عن انتماءاتهم ولكن الاصطلاحات العلمية يجب الالتفات إليها، فإنها حتى بحسب الوحي فإن الوحي لا يستخدم الشرك بمعنى واحد ولا يستخدم الكفر بمعنى واحد وإنما يستخدمها بمعانٍ عديدة أما أنك تريد ان تجعله ميزاناً ومعياراً واحداً وترتب عليه آثاراً فتقول إنَّ علماء الامامية كذا وأنهم كذا فإن هذا غير صحيح وكفى هذه الجهالات، فإنَّ هذه اصطلاحات عديدة، ﴿ ما يؤمن أكثرهم بالله إلا هم مشركون ﴾، فالشرك هنا بأيّ معنى فإنه يوجد شرك خفي ويوجد أخفى ويوجد شرك جلي ويوجد شرك متوسط فالشر درجات، وكذلك الاسلام درجات، فإنَّ أزمة معرفة الاصطلاحات هي أزمة خطيرة إذا لم يلتفت إليها أو يزايد عليها أو يهرج عليها، لا أنَّ العنوان له معنى واحد، ليس الاسلام له معنى واحد أو الشرك له معنى واحد أو الكفر له معنى واحد، النبي إبراهيم عليه السلام أسلم وجهه له وهو نبي ورسول وخليل الله آتاه الله الامامة ﴿ إني جاعلك للناس إماماً ﴾، فبعد هذه المقامات الاصطفائية الأربعة نبوة ورسالة وخلّة وإمامة فضلاً عن اصل الاسلام بعد ذلك في سورة البقرة النبي إبراهيم يدعو الله أن يجعله هو وابنه اسماعيل مسلمين فأي إسلام هذا؟، ﴿ ربنا واجعنا مسلمَين لك ﴾ فأيّ اسلام هذا والحال أنه نبي ومن أولي العزم ورسولاً فأيّ اسلام هذا الذي يريده إبراهيم عليه السلام؟ هو مقام خامس بعد الامامة العامة يطلبه النبي إبراهيم عليه السلام، فهذا أي اسلام؟ من الواضح أنَّ هذا تسليم من درجة اصطفائية فوق الامامة العامة التي هي إمامة خاصة موجودة في ذرية إسماعيل من بني هاشم من أهل البيت عليهم السلام ﴿ ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ﴾، هذه الدولة المحمدية التي فيها بني هاشم يطمع النبي إبراهيم أن يكون وزيراً أو معاون وزير أو معاوناً متوسطاً فيها بعبارة مختصرة، فهذا الاسلام هو معنى آخر، ﴿ ربنا واجعلنا مسلمَين لك ﴾، فإذاً الاسلام له معاني وله درجات، أما أني أأتي واربك وازايد بالالتباس والتدليس معاني معينة كي نشعل الفتنة بين المسلمين فهذا أمر عجيب، فهذه اصطلاحات بحسب الوحي يجب أن نلتفت إليها فضلاً عن اختلاف الاصطلاحات بالنسبة إلى الفقهاء، عنوان واحد ولفظة واحدة تستعمل في معاني متعددة لكن البعض قول إنه تستعمل في معنى واحد وهذه هي مشكلة الوهابية فإنهم أرادوا أن يكفروا سائر المسلمين على أنهم يفهمون من الحديث أنَّ الكفر له معنى واحد، مثلاً ( من ترك شكر النعمة فقد كفر ) فهذا الكفر بأيّ معنى، هو الكفر بالنعمة والكفر بالمنعمة أين والكفر بمعنى الردّة أين فلإن الكفر بمعنى الردَّة له معنى آخر، فإنَّ الكفر له معانً متعدد والاسلام له معان متعددة والشرك له معانً متعددة، وإن لم كن تعدد في المعاين فهو درجات، إن لم يقرّ الباحث أو يدرك أن له معانٍ ولكن له درجات في المعنى الواحد، ﴿ ربنا واجعلنا مسلمَين لك﴾ فأيَّ الاسلام هذا، فهل هو شيء لم يحصل للنبي إبراهيم عليه السلام وهو يدعو الله له أو هو شيء حاصل، فإن كان أصل الاسلام فهذا ممتنع لأنه قد حصل له سابقاً، وكذلك الاسلام الاصطفائي أيضاً ممتنع لأنَّ اصطفاء النبوة قد حصل واصطفاء الرسالة قد حصل واصطفاء الخلَّة قد حصل واصطفاء الامامة العامة قد حصل، فإذاً هو يطالب باصطفاء عالٍ وليس الاصطفاء الدارج، وهذا يثبت أنَّ بني هاشم الاصطفائيون منهم اصطفاءهم عالي سواء كانوا من الدارة الأولى أو الدائرة الثنية، وفي سورة أخر يدعو النبي إبراهيم عليه السلام أن يجعله الله من الصالحين فأيّ صلاح يقصد؟، وكذلك النبي سليمان عليه السلام أيضاً يدعو الله أن يجعله من الصالحين، فهو نبي فأيّ صلاح هذا؟، وكذلك النبي يوسف عليه السلام يدعو الله أن يجعله من الصالحين في آخر حياته، ودائماً هذه الدعوات في آخر الحياة فأيّ صلاح هذا؟!!، فلاحظ أنَّ صالح له درجات، فليس صالح بمعنى أنه عادل غير معصوم، ولا صالح بمعنى الاصطفاء، وإلا فهم قد اصطفاهم الله تعالى، فهم أنبياء ورسل بل وصفهم الله تعالى بأنهم أئمة فأيّ صلاح يطالبون به؟، إنه نفس هذا الصلاح الأعلائي الموجود لدى بني هاشم الموجود في الشجرة النبوية المحمدية، عمادها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم البقية، فالمقصود أنَّ الصلاح درجات في القرآن الكريم والاسلام درجات والايمان درجات، وكما ينبه على ذلك زين العابدين عليه السلام ( وإنَّ قوماً آمنوا بألسنتهم ليحقنوا به دماءهم فأدركوا ما أمَّلوا )، فإنَّ الايمان باللسان شيء والايمان بالقلب شيء آخر وبالفكر وبالعمل بالأعضاء، فإذاً الايمان درجات بغض النظر عن تعدد معاني الايمان وآثار الدرجات تختلف، أما أنه بشكل هوجائي تهريجي تقول هو درجة واحدة ومعنىً واحد وتترتب عليه كل الآثار فهذا غير صحيح، أو التكفير بمعنى استباحة الدماء والأموال، فإنَّ هذا غير صحيح ولماذا هذا الافتراء؟!!

فعلى أيّ حال قضية الاصطلاحات شيء مهم، فلاحظوا أنه كما مرَّ بنا في الرواية ( المسلم أخو المسلم )، فهنا المراد في هذا الحديث ليس أصل الاسلام في هذا الحديث وإنما المراد به درجة الايمان وليس الايمان فقط وإنما الايمان العادل لأن العادلة فوق أصل الايمان، مؤمنين عدول متقين موقنين ورعين ثم اليقين واليقين درجات ثم المخلِصين والمخلَصين والمحسنين، فالمقصود أن استعمال العنوان الواحد بمعاني من الضروري الالتفات إليه في بيانات الوحي واصطلاحات علماء العلوم الدينية وإلا سوف تحصل أزمة علمية، فمثلاً ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقول الله حق تقاته ولا تموتنَّ إلا وأنتم مسلمون ﴾، فمع أنه فرض أنهم متقون ولكنه يريد درجة أخرى من الاسلام، فأيَّ اسلام هذا؟!!، ولذلك ورد في بيانات أهل البيت عليهم السلام وهم أعلم بما في بيت النبوة وبيت الوحي أنَّ الايمان عشر درجات، وهذا أيضاً أحد بياناتهم إلا توجد بيانات أخرى أنَّ درجات الايمان شيء لا متناهي في الدرجات، حتى أنه في بياناتهم عليهم السلام انَّ الايمان درجات غيبية وغيبية لا يعلمها إلا الله تعالى.

وخلاصة هذا المطلب: - وهو أنَّ أزمة الاصطلاحات بحب الوحي وبحسب كلمات العماء إذا لم يشخصها الشخص فهذا عنده أزمة وتأزيم علمي ويربك ساحة المسلمين لأغراض معينة والعياذ بالله، ( المسلم أخو المسلم هو عينه ومرآته ودليله لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه )، فأصلاً هذا المراد به المؤمن العادل ويوجد عنده صدق تعامل، يعني يمكن أن يقال إنَّ حرمة الغيبة هي درجات، يعني من المؤمن العادل فما فوق، فالورع حرمة الغيبة فيه أكثر، والمتقي حرمة الغيبة فيه أشد ..... وهكذا، هذا ما يستفاد من الروايات.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo