< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

42/02/11

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: - الأخوة والموالاة في النظام الاجتماعي - ( حرمة الغيبة ) - المسألة التاسعة - المكاسب المحرمة.

كنّا في الجهة الثانية في حرمة الغيبة وهي الأدلة الواردة في حرمة الغيبة وذكرنا الآية الكريمة وهي طويلة الذيل، وهي:- ﴿ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحا بينهما فإن بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل ﴾، وهذه قاعدة في باب الصلح ﴿ فأصلحوا بينهما بالعدل ﴾، يعني يمكن أن ينشئ الانسان صلحاً ولكنه صلح بجور أحد الطرفين على الآخر، فليس كل صلح هو صلح بالعدل، فهناك صلح بالجور وهناك صلح بالعدل، ولذلك في مبحث الصلح في النزاع بين الزوجين بمناسبة أشرنا في البحث الاستدلالي المطبوع وأيضاً في المنهاج أنه لابد في باب الصلح أو في صلح نزاع الزوجين أو في أيّ نزاع لابد أن يكون هناك معرفة من الطرفين بمقدار حقوقهما واستحقاقاتهما وإلا يكون نوعاً من الغبن والغرر والتدليس والجور، وهو مثل البيع ( نهى النبي عن بيع الغرر )، ففي الصلح أيضاً الأمر هكذا، فإن صلح من دون علم كلا الطرفين بمقدار الاستحقاقات والحقوق فهذا ليس صلح بالعدل وإنما هو صلح الغش أو بالتدليس ولذلك الآية الكريمة تشير إلى ذلك حيق قالت ﴿ فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل ﴾، فيوجد صلح بالجور وبالغش والغرر ويوجد صلح بالعدل، فإصلاح ذات البين نعم هو مهم ولكن تارة يكون بالجور وتارة يكون بالعدل وهذه نكتة مهمة وهي قاعدة فقهية مهمة في باب الصلح وحتى في باب القضاء فإنَّ الصلح باب يسري في أبواب كثيرة كباب النكاح والمعاملات بالإزاء المعاملاتي يقرر، وكذلك الصلح في باب القضاء أيضاً يقرر مع انه من باب الأحكام والايقاعات، فالمهم أنَّ الصلح مبحث معقد ومهم في حين أنه يتراءى أنه مبحث سهل ويسير.

فالمهم أنَّ هذه قاعدة، وهي أنه في باب الصلح الساري في الأبواب لابد أن يكون بالعدل أولاً قرر العدل ما هو ثم الصلح على ضوئه أولاً قرر استحقاقات وحقوق الأطراف كيف هي ثم الصلح بينهما، أما إذا كان أصل المعرفة بالاستحقاقات غير موجود كيف يكون الصلح؟!!، وهذا حتى الصلح بين المذاهب فإنه إذا لم يكون هناك معرفة بالحقيقة كيف يكون الصلح بين المذاهب، الآن التعايش الاجتماعي بحث آخر، أما أنك تريد ما وراء التعايش الاجتماعي إلى ذوبان الهوية في بعضهم البعض فهذا بحث آخر، وهذا مطلب آخر خطير في بحث الوحدة والتقريب بين المذاهب أو الاديان فتارة المراد من الوحدة والتقريب أو مكونات الوطن الواحد أو أي وحدة سواء كانت وحدة تراب بلاد أو وحدة على نطاق أوسع هذه الوحدة إذا كان مطمحها التعايش الاجتماعي من حقن الدماء والأعراض والأموال والتبادل المالي فهذه شأنها لا يتطلب ذوبان الهوية الدينية أو المذهبية لبعضهم البعض، أما إذا كان هناك افراط في تقريب الوحدة ليس بالوحدة التعايشية والمسؤولية في العيش المشترك بل المراد ذوبان الهوية، وهنا يقع الخلط كثيراً فيه، فإذا كان ذوبان للهوية فهذا يتطلب معرفة بالحقيقة والحقائق أولاً ثم بعد ذلك يصبح صلح بالعدل، فلاحظ أن نفس مبحث الوحدة والتقريب هو من مباحث الصلح، فبأي درجة من الصلح تريد، لماذا ماتت فاطمة سلام الله عليها ماتت وهي غاضبة عليه، وهذه نكتة مهمة، فالهوية شيء آخر مع أنه يوجد تعايش اجتماعي، وهي قد أذنت أن يدخل ولكنها ماتت ولكن حينما ماتت كانت غاضبة، فالهوية شيء آخر، سلام الله عليها التعايش شيء وذوبان الهوية شيء آخر وتعدد الهوية شيء آخر، وهذه سيرة معصوم فتلك يحتاج لها معرفة بالحقائق كيف يتم الصلح بالعدل إذا أريد من هذا الصلح أو هذه الوحدة في التقريب هي التوحد في الهوية فإن التوحد في الهوية شيء آخر ويحتاج أولاً إلى معرفة وحتى بين الأديان فإنَّ هذا يحتاج إلى عرفة وخوض ومداولات بالمعرفة حول الحقائق حينئذٍ تتوحد على شيء، فعلى كلٍّ يوجد افراط وتفريط، وهذه قاعدة قرآنية مهمة جداً وهي ﴿ فأصلحوا بينهما بالعدل ﴾ فبينهما نزاع سواء كانوا أدياناً أو مذاهباً أو غير ذلك، ثم قالت الآية الكريمة ﴿ واقسوا إن الله يحب المقسطين ﴾ والقسط غير العدل والقسط يعني الاستحقاقات وإن كان يوجد تقارب وتلازم وتشابه، فالعدل بالدقة هو رسم الاستحقاقات أما القسط الأداء واعطاء فالقسط هو المقدار المستحق، تقدير المقدار، فالقسط هو إعطاء المقدَّر، فـ﴿ وأقسطوا ﴾ يعني إعطاء المستحقات إنَّ الله يحب المقسطين أما العدل فهو نفس عملية التقدير والوزن ﴿ وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ﴾، فلاحظ أنَّ الميزان غير القسط نفسه، فإن القسط هو نتيجة التوزين والميزان بالعدل، يعني قد يفصَّل ويحكم بالعدل ولكن لا ينفّذ هذا الحكم فهنا حكم بالعدل ولكن لا يوجد قسط فإنَّ تنفيذ الحكم العادل غير موجود، أما الظلم مقابل العدل فهو أنَّ أصل الحكم ليس بموازين، فالجور مقابل القسط والظلم مقابل العدل، نعم قد يصير عدل مع جور فهو عدل ولكنه لم ينفّذ فيصير جوراً، أما الظلم فهو يقابل العدل والجور يقابل القسط، ( يملأها قسطاً وعدلاً ) ، وهذه قواعد فقهية مهمة يذكرها القرآن الكريم، ثم بعد ذلك تقول الآية الكريمة ﴿ إنما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا اله لعلكم ترحمون ﴾، ومرَّ بنا أنَّ هذه الآية الكريمة إذا كانت في سياق واحد فهي عامة للإيمان الظاهري والواقعي والايمان الظاهري الاسلام الظاهري، وليس من الضروري أن يكون ذيل الآية مورده نفص صدر الآية، وهي هنا ليست آية واحدة فقط وإنما هذه هي الآية الثالثة، ففي الآية الواحدة ليس من الضروري أن يكون ذيل الآية موضوعه صدر الآية نفسه فهذا ليس ضروري أبداً، فكم من آيات صدرها في شيء وذيلها في شيء آخر وليس من الضروري أن يكون الموضوع واحداً فضلا عن كون هذه ثلاث آيات وليست آية واحدة، فأياً ما كان هذه القاعدة أيضاً مهمة عند الفقهاء وهي أنَّ الأخوة إنما هي ببين المؤمنين، والتعبير بالأخوة بقول مطلق ما قرره المشهور لا سيما مهور المتأخرين بل مشور الفقهاء صحيح، الأخوة بقول مطلق والاخاء هي عنوان آخر للموالاة، الأخوة تعني فيما تعنيه حماية ورعاية وبيت مشترك، قوله عليه السلام ( كونوا احلاس بيوتكم ) ليس القصود منه بيوت الطين والجدار، أو قوله تعالى ﴿ في بيوت أذن الله أن ترفع ويرفع فيها اسمه ﴾ ليس معناه حجر ومدر، وإنما في بيوت يعني مناهج إلى الله تعالى وأوكار الهداية، الله نور السموات مثل نوره في بيوت، فالمنار والمناهج هي بيوت، ( كونوا أحلاس بيوتكم ) يعني أحلاس منهاج الايمان الذي أنتم عليه مشروع الايمان مشروع أهل البيت، وحِلساً فيه يعني أن تكون عضواً شديد المنفعة من دون أن يشعر العدو بمدى فاعليتك في هذا البيت، هذا هو تفسير ( كونوا أحلاس بيوتكم )، وحتى في اللغة ذكر أنَّ الحِلس هو بساط الكثير المنفعة فله منافع كمتعددة وكثيرة ولكن السارق يزهد فيه ولا يعرف مدى أهميته، فلاحظ التعبير بالحِلس، ( كونوا أحلاس بيوتكم ) يعني في مشروع أهل البيت عليهم السلام، فكن عضواً فاعلاً نافعاً ولكن لا يشعر العدو بمدى دورك الهام، وهذا المعنى أين والمعنى الدارج خطأً في الأذهان عن هذه القاعدة أين!!، ولغةً الأمر هكذا، فإنَّ الحلس شيء كنائي، فإن الحلس هل يصير بساطاً ولكن ما خاصية الحِلس عن بقية أدوات البيت، وهذا ذكروه في اللغة، وهذا في المعنى الاستعمالي، أما المعنى التأويلي فنحن لا نريده، ولكن نفس المعنى الاستعمالي هو كناية عن هذا، فعدم التأنّي في استنباط المعاني يولد نتائج خاطئة لقرون، فـ( كونوا أحلاس بيوتكم )، هذا هو معناه، يعني ناشط فاعل قوي جداً كثير المنفعة ولكن لا يشعر العدو بلولبيتك بالنشاط في مشروع أهل البيت عليهم السلام، فالبيت هو هذا، وهذا بمناسبة الأخوة لأنها أخوّة في البيت، فـ ﴿ إنما المؤمنون أخوة ﴾ يعني هذه أخوة مشروع ديني، فأنت تآخيت معه في أسرة بيت واحد وأيَّ بيت هذا؟ إنه بيت المشروع الإلهي ( مثل نوره ... في بيوت )، فالبيت عنوان قرآني للمنهاج الديني لا المنهاج القبيل أو العنصري أو القومي أو المادي وإنما هو عنوان للمنهاج النوري، وهذا ليس تأويلاً وإنما هي بيانات في القرآن الكريم، ولولا أن ينبهنا أهل البيت عليهم السلام لأخذ بنا الخطأ مسافات إلى ما شاء الله، فليس الأخوة هي الخروج من رحمٍ واحد، فالإمام عليه السلام يقول لعيك أن تلزم منهاجك فإنه توجد جائحة ووباء عقائدي وإلا فكلامه ليس في الجائحة البدنية وإنما توجد جائحة ووباء عقائدي في المشروع فعليك أن تلزم بيتك، أيَّ عليك أن تلزم منهاجك والأمر الذي كنت عليه من أمر أهل البيت عليهم السلام وكن عضواً فاعلاً وخفياً عن اطلاع العدو، واللطيف أنَّ خاصية الحِلس هي هكذا، وهو أنه كثير المعونة قليل المؤونة، فهو خفيف ولكنه كثير المعونة قليل المؤونة وهلم جرا، وهذا مذكور في اللغة، فهو يصلح أن تجعله بساطاً ويصلح أن تجعله ركاباً على الدابة ويصلح أن تجعله مناماً ويصلح أن تجعله في أمور كثيرة أخرى وتنتفع منه بها، فالأخوة هنا المراد بها أيّ اخوّة؟ ﴿ إنما المؤمنون ﴾ فالمؤمنون دين و( الأخوة ) يعني أخوة دينية ولم يقل إنَّ الذين هم من قبيلة واحدة أو من والد واحد هم اخوة وإنما القرآن الكريم اثبت الأخوة في الرابطة الدينية وليست في الرابطة النسبية أو النطف أو القبائل أو البدنية فقال ﴿ إنما المؤمنون اخوة ﴾، ولذلك المشهور عند الأعلام والفقهاء أن هذه القاعدة ﴿ إنما المؤمنون اخوة﴾ وهذه من مباحث هذه المسائل وقواعد أهم من اصل الحرمة الغيبة أو أصل حرمة السب لأن هذه قاعدة هي بمثابة خيمة تظلل كل هذه المباحث، فظلها وتداعيتها يؤثر على كل هذه المباحث وهي قاعدة الأخوة، وهي قاعدة فقهية خطيرة، ولا نظن أنها قاعدة أخلاقية، بل هي في الأصل قاعدة فقهية وكلامية ﴿ إنما المؤمنون أخوة ﴾، فالأخوّة اين هي، فالتعامل بين الأخ والأخ فيه رعاية حرمة واحترام ومسؤولة تجاه الطرف الآخر وليس فقط احترام ونما فيه مسؤولية ورعاية أكثر من أصل التعامل، يعين يزيد على أصل حرمة الغيبة وعلى أصل حرمة السب وهلم جرا، هذه الخصوصيات في الأحكام المولاة بعبارة أخرى، فلاحظ أنَّ الموالاة هي رابطة تعامل أشد من أصل الاحترام، الموالاة هي نظام تعامل وطيد متماسك أكثر من أصل الاحترام، لاحظ في الاسلام الظاهري ماذا قال سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله سلم؟ إنه قال في الاسلام الظاهري ( حقن دمه وعرضه وماله )، وحقن يعني لا يصح لأحد أن يتجاوز على دمه أو عرضه أو ماله، فـ( حفظ ) هنا بمعنى لا تتجاوز، أما الحفظ بمعنى حماية دمه فهذا شيء آخر، فـ( حقن ) هل أنك تحميه أو أنك تمنع نفسك عن العدوان عليه؟!، يوجد حديث يقول ولعله يمر علينا ( المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه ) يعني لا يتجاوز عليهم، أما المؤمن فهو من وجبت رعايته وموالاته، فهذا أين وذاك أين، ففي الاسلام الظاهري إنما بيّن صلى الله عليه وآله وسلم أصل عدم التجاوز عليه، أما الحماية فهي خاصة بالأخوة، يعني الموالاة والرعاية خاصة بالأخوة، فالأخوة لها استحقاقات وحقوق أكثر من أصل رابطة الالام أو رابطة التسالم، وقد مر بنا أن التسالم أيضاً هكذا حتى ولو كان بين المسلم، وغير المسلم إذا كان يوجد تسالم ومعاهدة وصلح وذمة، أما الأخوة فليس فقط فيها المنع عن العدوان بل فيه مسؤولية الحماية والرعاية والتكافل، هذا هو عنوان الموالاة، فالموالاة عنوان اشد تماسكاً وترابطاً في نظام التعامل من السلم في التعايش، فإنَّ التعايش السلمي أمر أما الحماية والرعاية والكفالة فهذا شيء متطور أكثر، فهذان عنوانان وبابان متغايران، هنا الفقهاء استفادوا من ﴿ إنما المؤمنون اخوة ﴾ أنَّ باب الموالاة موضوعها الأخوّة الايمانية ولا يكفي فيها ظاهر الاسلام الذي يشمل حت المنافقين، ولذلك نلاحظ في الآيات القرآنية ﴿ لا تصل على احد منهم مات ابدأً ولا تقم على قبره ﴾ فلا تجهّزه أصلاً، فالقرآن الكريم يعتبره كالجيفة مع أنه مسلم في الظاهر، وهذا الحكم ليس منسوخاً وهو وارد في سورة التوبة وهي تقريباً آخر السور نزولاً، وهذه نكتة مهمة فهاتان قاعدتان فقهيتان أصرّ الفقهاء على التنبيه عليهما، فأصل الاسلام الظاهري مقام وله آثار، والأخوّة الايمانية لها آثار، وتوجد قاعدة معروفة بين مذاهب المسلمين وهي ( المعروف على قدر المعرفة )، فإن صار إيمانٌ فحينئذٍ توجد كفالة ورعاية وأخوّة، فإنَّ الاخوة هي عنوان مرادف شرعاً - وليس من البعيد كذلك لغةً - للموالاة، واللطيف في الآية الكريمة في سورة التوبة تقول ﴿ المؤمنون بعضهم أولياء بعض ﴾، وفي آية أخرى تقول ﴿ والمنافقون والمنافقات بعضهم أولياء بعض ﴾، يعني نفس الموالاة، فلاحظ في الآية الواحدة في القرآن الكريم يفرض نسيجين اجتماعيين وهويتين اجتماعيتين في ظل الاسلام الواحد والمجتمع المسلم الواحد فئة مؤمنين بينهم موالاة وفي نفس هذا المجتمع الملم توجد فئة منافقة عندها هوية أخرى والترابط بينهما ترابط آخر، وهذا في مجتمع مسلم واحد، فهذا القرآن الكريم ينصّ على تعدد الذهبية، فنفس القرآن الكريم ينص على أنه ليس هناك ذوبان في المذهبية ففي حين أنه عيش سلمي مشترك واحد له وظائف مشتركة، فالمؤمنون ليس المسلمون فكليهما مسلمين سواء كانوا مؤمنين أو نافقين فكليهما مسلم بالإسلام الظاهري، فسبحان الله لاحظ كيف انَّ القرآن الكريم يرسم لنا خارطة العلاقات فماذا نحيد عن القرآن الكريم، وهذا الأمر نفسه مارسته الروايات وأصرَّ عليه الفقهاء، فمع أنه مجتمع مسلم واحد وتعايش سلمي وله وظائف مسؤوليات مشركة وبعض الأمور المشتركة موجودة في ولسكن هويتان في مجتمع واحد هوية إيمان وهوية نفاق، ﴿ المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ﴾، وليس المؤمنون والمنافقين يتوالى بعضهم البعض الآخر، فكيف تعطي الرعاية الدعم للمنافقين؟!! نعم أصل التعايش الاجتماعي موجود فهذا بحث آخر، أو بعض الاستحقاقات المشتركة فهذا أمر آخر، أما أن تكون أنت راعٍ وحامٍ له فهذا غير صحيح، ففي هذه الآية في سورة البراءة يوجد تنصيص على أنه في نفس المجتمع المسلم والواحد هناك مذهبان مذهب ضلال ومذهب هدى، مذهب ضلالة تحيى فيه الضلالة والباطل ومذهب هدى يحيى فيه الهدى والهداية مع أن التعايش مشترك.

فلاحظ أنَّ هذه قواعد تهيمن على أبواب ومسائل عددية وليست مسألة واحدة، والفقيه إذا لم يراع هذه القواعد فالأدلة الخاصة سوف لا تعطيه نتيجة سديدة بل لابد أن يعرض الأدلة الخاصة على هذه القاعد، وقد مرَّ بنا أنَّ الغفلة عن القواعد يكون الاستنباط من الأدلة الخاصة ذو نتيجة خاطئة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo