< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

42/02/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - التركيبة الاجتماعية والتعايش- المسألة التاسعة ( حرمة السب ) - المكاسب المحرمة.

خلاصة ما مرَّ بنا أنَّ لدينا مجموعة من الأحكام التي انطلقت أو نشأت من الاحترام والحرمة للطرف الآخر واستثني منها أهل الريبة وأهل البدعة وأهل الفجور، هذا الاستثناء رغم كون أهل الريبة ممن يتشهد الشهادتين أو أهل البدع من يتشهد الشهادتين أو المنافق أو المتجاهر بالفسق وهلم جرا فهذه الفئات رغم أنه يحكم عليها بالإسلام إلا أنه لا تراعى فيهم درجات الاحترام الأخرى، وبعبارة أخرى أنَّ الاحترام مراتب وأقسام، فحرمة الدم والمال والعرض تراعى فهي تراعى حتى في المسالم والذمي فكيف بمن تشهد الشهادتين ولو كان منافقاً أو ولو كان مبتدعاً وصاحب بدعة وضلالة، والضلالة يعني أهل الريب فهم ضالون ومضلون وهم المشككون المعاندون الجاحدون، فهذه الفئات رغم الحكم عليها بالإسلام الظاهري إلا أنه لا يترتب عليها أقسام أخرى من الاحترام نعم خصوص حرمة التعايش وأصول التعايش الاجتماعي يحكم لهم بها ولكن كما مرَّ أنَّ التعايش الاجتماعي يستوعب التباعد الاجتماعي فإن التميز الاجتماعي والانفصال الاجتماعي في حين التعيش الاجتماعي موجود ذو مسارات، ولذلك لذلك نعرف بهذا الحدث النبوي ( إذا رأيتم أهل الريب ) الذين هم أصحاب اضلال وتضليل وضلالات فهم ضالون مضلون يزعزعون عباد الله عن الايمان ( فأظهروا البراءة منهم )، واللطيف لاحظ أنَّ أهل الريب ليسوا من فئة خارجة وإنما هو من الداخل وإنما يزلزل ويزعزع ويشككك، أما أهل البدع قد يكونوا متميزين فهم ميزوا انفسهم ببدعة سواء كانت صغيرة أو كبيرة فهم غالباً ميزوا أنسهم وإنما أهل الريب ليس كذلك وإنما هو شيء بنخر من الداخل، فتوجد فئات عددية من هذه الفئات التي ذكرها الحديث النبوي، هن في البيان النبوي ( فأظهروا البراءة منهم ) لم يقل لا تعايشهم ولا تحترم لهم دماً أو مالاً أو عرضاً ولم يقل اسلبوا أموالهم أو اهدروا ماءهم وإنما في الحديث تباعد اجتماعي، ففي حين يوجد تعايش اجتماعي في أصل الحركة المالية أو حفظ الأمن العام كمسؤولية مشتركة ولكن يوجد تباعد اجتماعي وتباعد أسري وتباعد في العلاقات الاجتماعية فلا تبنوا معهم علاقات حميمة اجتماعية، ففي حين يوجد تعايش اجتماعي يوجد تباعد اجتماعي لأن هؤلاء أصيبوا بوباء في حين انهم لم يخرجوا من المجتمع ولكن يجعل بين الاصحّاء وبين أصحاب الوباء تحجيراً وتباعداً اجتماعياً وهذا هو معنى ( فأظهروا البراءة منهم ) فإن الوباء البدني هكذا فكيف بالوباء العقائدي أو الفكري، ومن ضروريات علم الطب والصحة هو ضرورة عزل الاصحّاء عن ذوي الوباء والعدوى، فتارةً لا يوجد وباء أو عدوى كضغط الدم أو السكر هذا لا يعدي أما الوباء فهو ذو عدى، الريب والريبة والتشكيك والتزلزل ف العقائد وجحد العقائد هذا وباء تسري عدواه، كل نفث ينفثه هذا فهو موبوء في المجتمع، ( فهم في ريبهم يترددون )، فهم مذبذبون فإنَّ نفس التذبذب هو مرض فكري عقائدي منهجي، وهذا ليس طابعاً علمياً ابداً نعم المشكك يظهر أنه ذو طابع علمي ولكن في الواقع هو يعيش حالة مرض الحيرة والتحير ومرض العجز عن البصيرة، فهم مذبذبون مرددون وهلم جران فهنا لم يوصي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه قاتلوهم وإنما أنه لا تعايشوا معهم ولكنه تعايش في ضمن تباعد اجتماعي وهذا هو البراءة أي التباعد الاجتماعي، ( فأظهروا البراءة منهم ) يعني تباعد كي لا تصيبكم العدوى، ﴿ إنا برئاء منكم ومما تعبدون ﴾، لاحظ النبي هارون عليه السلام ﴿ مالك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني قال إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ﴾، فأصل التعايش الاجتماعي لم يزعزع البني هارون عليه السلام ولكن أوجد تباعداً اجتماعياً ﴿ قال يا قوم إنما فتنتم ....﴾، فاستعمل التباعد الاجتماعي ففي حين أنه حفظ التباعد الاجتماعي لكنه في نفس الوقت أوجد تباعداً اجتماعياً، برّم وتنفر وتباعد عن وبائهم الفكري والعقائدي ولم يروّج لهم ولم يجاملهم بأن يعطيهم صبغة الصحة وإنما تباعد عنهم.

فإذاً خلاصة هذه القاعدة إذا رأيتم أهل البدع والريب وبالتالي المنافقين وذوي الفجور وما شال ذلك فأظهروا البراءة منهم يعني يجب أن يكون هناك تباعد في المسار والمنهج ولا يسوغ لكم خلط الحابل بالنابل، بل لابد أن تتباعد المسارات، لأنَّ المجتمع ليس فقط هو أكل وشرب وبيع وشراء وإنما هذه ظاهرة مشتركة في المجتمع فالأمن ظاهرة مشتركة بين المجتمع ولكن توجد ظواهر أخص في المجتمع مثل السرة فهي ظاهرة اجتماعية أخرى والزواج هو ظاهرة اجتماعية أخرى والتكافل القريب المالي كالإرث وغيره هذه ظاهرة اجتماعية في المجتمع وهي ليست عامة وإنما تتخصص، ففي هذا الطابع الاجتماعي الأخص عليك أن تتباعد اجتماعياً فلابد من الانعزال وهلم جرا، كذلك الأجواء التربوية لا تجعلونها موبوءة بهم، وأحد وظائف الشعائر الدينية هو هذا وهي أنها تخلق أجواءً سليمة بعيدة عن الأجواء السقيمة وبعيدة عن الانزلاقات الاخلاقية أو العقائدية وهذا من احد الوظائف الكبيرة للشعائر، وهي ليست إعلام للغير فقط وإنما من أحد الوظائف الكبيرة جداً للشعائر سواء كانت شعائراً دينية او حسينية أو للعتبات هي البناء التربوي لنفس أهل الايمان، فإنَّ الانسان يحتاج إلى وقود روحي كذلك الايمان يحتاج إلى وقود وإلا ينضب الايمان إذا لم يزود بالوقود فأد الوظائف المهمة في الشعائر أنها تعطي مصدراً تربوياً، فإذاً أصحاب الوباء إذا جاءوا إلى هذا الجو فهم سوف يتطهرون وتعاد الصياغة التربوية لهم، وهذه هي وظيفة الشعائر، أما إذا قل في المجتمع الفداء والفداء ظاهرة مهمة للمجتمع كي يصير المجتمع شجاعاً أمام تهديدات الأعادي، فإنَّ المجتمع الذي لا يوجد فيه فداء يصير مجتمعاً جباناً يطع فيه كل عدوان، فلابد أن تأتي هنا الشعائر الحسينية والذي هو أحد أهدافها هو تنمية الفداء وتنمية الروح الفدائية في المجتمع، ولذلك بعض الشعائر الحسينية فيها لون التضحية، لأنها في الأساس أنشئت لأجل ترقية روح الفداء والتضحية، أما أنك تريدها مخملية ناعمة فكرية جرداء مجردة صحراء مصحّرة فهذا لا يصح، وسبحان الله من أوّل الشعائر الحسينية إلى يومنا هذا قدر الله تعالى أن تكون دائماً بمخاطر سواء كانت مخاطر كورونا أو البعثيين أو الأمويين وهلم جرا أو ممانعة الشغب أو ممانعة السيطرات وغير ذلك، فالشعائر الحسينية هي أصلاً تدريب على عدم الخوف وأنَّ الخوف لا يكون حاجزاً يجبَّن ويجبُن به المجتمع، بل يجب أن يقتحم الخوف كي يعيش المجتمع المؤمن حراً أبياً.

إذاً البناء الاجتماعي والظاهرة الاجتماعي وابواب الفقه تتفل بناء الظواهر الاجتماعية، فكل باب يتكفل بناء ظاهرة اجتماعية معينة، وهذا بحثنا حرمة السب وحرمة الغيبة لو أردت قراءتها في علم الاجتماع أو في لغة القانون الوضعي هو هذا، لأنَّ هذا يتكفل ألان بناء الظاهرة الاجتماعية والبناء الاجتماعي وعلم الاجتماع هو علم معقد، فإذاً هو موضوع هذه المسائل الآن بحث السب و﴿ لا يسخر وقم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ﴾، وغيرها كلها موضوعات اجتماعية، تركيبة المجتمع والمجتمع كظاهرة موضوعية تترتب عليها الأحكام القانونية الشرعية هذه مركبة معقدة يجب أن يكون الفقيه حصيفاً يفرز بين أبوابها، من قال لك إنَّ غرض الشعائر فقط هو الإعلام، نعم ولكنه ليس هو الغرض الوحيد وإنما الغرض تربوي، الآن الحج شعائر ﴿ والبدن جعلناها لكم من شعائر الله ﴾ ليس من الضروري فقط أن كون إعلاماً فقط وغنما يكون بناءً داخلياً والبناء الداخلي من الاعلام، لأنَّ الاعلام هو أمنك تدعو الآخرين أن يدخلوا في حظيرة الايمان أو حظيرة الاسلام الآن الداخل لابد ان تحافظ عليه قبل أن تدعا الآخرين فإذاً كان الداخل مخلخل وموبوء فهل تدعوا الآخرين أن يدخلوا في الموبوء؟!! فرق نهج أمير المؤمنين عليه السلام عن المستولي للخلافة الأول الثاني والثالث فأولئك كانوا في فكر التوسع أما أمير المؤمنين عليه السلام كان في فكر الاصلاح الداخلي، لأنَّ الداخل إذا كان سقيماً موبوءاً فهل تدعا الآخرين أن يخرجوا من وباء إلى وباء فماذا صنعت؟!! فلاحظ أن دور البناء الاجتماعي كأهداف - فقه المقاصد في الفقه - أعظم من التوسعة مع داخل منهار ومتهرئ، ( كونوا دعاةً لنا بغير ألسنتكم ) أي بأعمالكم وبصلاحكم، فأولاً أصلح داخل نفسك ثم ادع الآخرين، ثبت العرش ثم انقش، فأنت تدعوا الآخرين لأي نموذج فهل تدعو لنموذج الحضارة الأموية والعباسية ومجالس اللهو الأموية فهل هي هذا النموذج ؟!! وهل يزيد شارب الخمر أو لعبه بالقرود هو النموذج؟!! فإلى أيّ شيء تدعوهم إلى الاسلام؟!!، أو قائد عسكري يفتح ويوسّع فينزو على امرأةٍ قتل زوجها في نفس الليلية من دون عدّة، فأيَّ توسّع هذا؟!! بل لابد أن تأخذ المرأة عدّة ولكنه يجامعها في نفس الليلة والحال أنَّ زوجها كان مسلماً ولكنه اختلف معه، هذه هي الدعوة الداعشية، وهذا حصل في صدر الاسلام بعد أشهر قليلة من رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهل هذا هو النموذج؟!!، بينما نموذج أمير المؤمنين عليه السلام هو إصلاح الداخل، فأيّ والٍ فاسد اعزله وأي منحرفٍ اعزله فيكون ذلك اصلاحاً للداخل، ولو أنه كلّف ما كلّف، لأنه إذا لم صلح الداخل فهذا سوف يكون سرطاناً وبائياً، فإذا دعوت الآخرين فغنهم سوف يصيروا موبوئين أكثر، فأيَّ منطق هذا وإلى ماذا تدعو الناس؟!!، فلاحظ أنَّ هذا البحث المنطقي يبين لنا في الأبواب الفقهية أنَّ وظيفة الشارع من الأول هي البناء الداخلي وليس الإعلام، فسواء حصل الإعلام أو لم يحصل فهذا ليس بمهم، والفقيه لابد أن يميز في بحثه أنَّ وظيفة الشارع هل هي البناء أو الإعلام وأن البناء أهم أو الإعلام، وقد قلنا عن الإعلام هو التوسع ودعوة الآخرين ولكن البناء هو الأهم.

فعلى أية حال هيه البحوث مهمة لأنه مأخوذ فيها موضوعات اجتماعية في البواب وليست موضوعات فردية فيجب الالتفات إليها وان طبيعة العلاقات الاجتماعية طبيعة البناء الاجتماعي مركب ذو طبقات وذو حلقات وذو فصول وذو أبواب لا يكال بيل واحد ولا يوزن بميزان واحد وإنما تود موازين متعددة وتوجد بيئات مختلفة، فإذاً لاحظ ( إذا رأيتم أهل الريب ) ليس في غيركم وإنما فيكم فإذا رأيتم من هو فيكم وليس من غيركم وهذا علاج داخلي، إذا أردنا أن نقرأ هذه القاعدة بقراءة علم الاجتماع والسياسة الاجتماعية فهو هذا المعنى ( إذا رأيتم أهل الريب ) أي فيكم، وهم الذين فيهم دأب الاضلال وزعزعة الثوابت بدلاً من بلورة الأنوار الموجودة في الدين في الدين والشريعة يحاول أن يكمها بالظلاميات، لأنَّ التشكيك والريب هو نوع ستار ظلامي يريد أن يحجب به النور الموجود في الشريعة في براهين الحقيقة، وهذا من ضمن الدخل ولكنك تمارس معه التباعد الاجتماعي في حين عنده تعايش اجتماعي فلا تترك وباءه يسري، ( فإذا تشهد الشهادتين حقن دمه وعرضة وماله ) أبداً لا يتوهم من هذا الموضوع وهذه القاعدة - أي قاعدة الشهادتين - أنه تترتب كل الأحكام، كلا بل فقط تترتب عليها أصول التعايش فقط ما بقية الأحكام الوطيدة في العلاقات الاجتماعية فهي لا تترتب عليه، وإنما هي تحتاج إلى نموذج سوي سليم، مثلاً الأخوة والمؤاخاة ماذا تعني؟ يعني علاقات وطيدة قوية حميمة وتقارب اجتماعي وطيد جداً هذه هي الأخوة وهذه لا تكون إلا إذا كان الطرف سليم سوي وهذا لا يترتب على الاسلام الظاهري وإنما يترتب على الايمان.

هذا خلاصة ما قرره الفقهاء في بحث قاعدة الريبة، ولذلك لاحظ في تجهيز الميت عند القدماء من المفيد الطوسي والمرتضى وغيرهم أنه لا يترتب على الاسلام الظاهرية وإنما هو خاص بالمؤمن أو المستضعف وهو الذي عنده إسلام واقعي ولكنه ناقص، وحتى أنَّ جملة من القدماء عندهم الزواج والزيجة خاصة بالإيمان الآن توجد تفاصيل لا نستطيع الخوض فيها الآن ولكن إجمالاً إذا أردنا أن نقرر كلامهم أنه إنَّ الاسلام الظاهري الذي يندرج فيه المنافق هذا لا تترتب عليه كل احكام الاحترام وإنما تترتب عليه فقط أصول التعايش الاجتماعي، وأما بقية الأحكام فهي مرتبة على الأخوة - على الايمان - ولا يكفي ظاهر الاسلام، كما لو أردت أن تعطي إنساناً صلاحية القضاء فلا يكفي فيه أن على ظاهر الاسلام بل لابد ان تتحقق من وجود صفة العدالة فيه، لأنَّ هذا موقع حساس .... وهلم جرا، وهذا لا يلزم أن نلتفت إليه وهو أنه بمجرد الاسلام لا تترتب جميع الاثار بل أصول التعايش الاجتماعي هي التي تترتب فقط.

حرمة الغيبة: -

وهي من نفس الشجرة، فنحن نذكرها هنا ولا نؤخرها كما فعل الشيخ الأنصاري، لأنها نفس الأجواء ونفس القواعد ونفس الضوابط فالحريّ أن يراعي الشيخ الأنصاري في المكاسب ذكرها تلو هذا البحث لا أن تبعد عنه ببحوث أخرى، ونحن بناءنا تغيير فهرست المكاسب المحرمة على غير منوال الشيخ الأنصاري، فالأحكام المنطلقة من قواعد مشتركة نقارب بين البحث فيها، فمثلاً السحر والشعبذة والكهانة فإنَّ الشيخ بحثها بشكل متباعد والحال أنَّ بينها تقارباً ولا يوجد بينها تباعد، وكذلك الغناء والرقص واللهو بحثها الشيخ بشكل متباعد بينما هي من عائلة واحدة وهي عائلة المجون.... وهلم جرا، فالأولى أن يصير البحث كما ذكرنا، فلذلك نبدأ ببحث حرمة الغيبة إن كان الشيخ جعلها فيما بعد، ولك نحن نبحثها هنا لأنَّ بحوثها في نفس الأجواء مع نفس القواعد والضوابط مع خصوصيات سيتم التعرض لها إن شاء الله تعالى، ونعنون شيئاً ما في الغيبة، يعني أنَّ الشيخ الأنصاري بحث عدة جهات في الغيبة كأصل الحرمة هذه جهة وكونها كبيرة وهذه جهة ثانية وتوجد جهة ثالثة، وهل حرمة الغيبة تشمل الأطفال المميزين أو لا، وهل تختص بالمؤمن أو تعم كل مسلّم بالإسلام الظاهر، وهناك جهة خامسة في حقيقة وهي ماهية الغيبة، فتوجد ست أو سبع جهات تعرض لها الشيخ الأنصاري في حرمة الغيبة، وطبعاً جملة من هذه الجهات مشتركة مع حرمة السب ولذلك البحث الذي مرَّ بنا في حرمة السب يغنينا عن إثارته في بحث حرمة الغيبة وسيتم التعرض إلى الجهات المختصة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo