< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

42/01/28

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - الوحدة والتقريب بين نوعين 2 - المسألة التاسعة ( حرمة السب ) - المكاسب المحرمة.

كان الكلام في القاعدة قاعدة أهل الريب وأهل البدع، وهذه قاعدة ليس ببالي أنها بحثت بشكل مفصّل، فأهل الريب يعني المشككون وأهل التشكيك، أما هل الفحص والتساؤل نعم بهم فهم أهل الجدّ والمثابرة العلمية أما أهل التشكيك فهو ينكر قبل أن يفحص فهو يعطيك نتيجة بالنفي والانكار والجحود قبل أن يعرف، فهو يقول وما يدريك وسبحان الله هذا العبير موجود حتى في القرآن الكريم، ( ما يدريك ) فهذا التشكيك موجود والقرآن الكريم لاحق هذا المنهج في موارد عديدة حيث ذكر المرتابون وغير ذلك، وهو مرض فكري ونفسي، وهلم جرا، فالمقصود أنَّ هذه قاعدة أهل الريبة ( إذا رأيتم أهل الريب ) يعني ينشرون حالة الجحود والانكار السرعة فيلا الجحود والسرعة في الانكار والسرع في النهي فهذا ليس منهجاً علمياً وإنما هو منهج جهول وعناد، ولذلك عدم استيفاء واستقصاء التتبع هو يدرجه الانسان في منهج الريب أو الريب فعليك أن تستقصي وتتفحص، فالمهم هؤلاء هم أهل الريب وأهل البدعة، أما أهل البدعة فيصير شيئاً آخر ويستند إليه، فمرَّ بنا أنَّ في هذه القاعدة التي تذكر وهما قاعدتان فقهية فهذه القاعدة أو هاتان القاعدتان الفقهيتان ضابطة البدعة مرّت بنا وضابطة الريبة والريب مرّت بنا أيضاً أما هذه الضابطة التي تذكر وأمس تطرقنا لها في تشخيص البدعة وعدم البدعة أو الريب، وهو أنَّ كل ما اتفق عليه المسلمون فهو ضروري وكل ما اختلف عليه المسلمون فليس بضروي، فهذه المعادلة الثانية ما أنزل الله بها من سلطان بل هي معادلة خطيرة ومرفوضة تماماً، وهي مرفوضة عند جميع المذاهب وليست مرفوضة في مذهب الامامية فقط، بل كل المذاهب الفقهية والكلامية، لأنَّ كل المذاهب الاسلامية عند المسلمين يقرون بأنه توجد عندهم سماحة مشتركة ومساحة مختلف فيها ولكن كلهم يقرون بأنه يوجد عندهم اتفاق في الخلاف، فهو عندهم اتفاق في الاتفاق كما يوجد عندهم اتفاق بدرجة الضرورة في الخلاف، فيوجد وفاق بهذا التقريب لأنهم يقولون إنَّ هذه الخلافيات فيها بعض من دائرة الخلاف هي ضرورية وإنما حصل الاختلاف حتى في هذه الضرورية هو في تشخيصها وتطبيقها، وما هي الدائرة في الخلاف؟ هي أصول الايمان، فيوجد عندنا في أي مذهب كلامي أو فقهي عند المسلمين لأنَّ الفقهاء أيضاً يبحثون ضوابط الايمان وضابط الاسلام حتى الفقهاء ولماذا، لأنه مثلاً صلاة الجماعة أو القاضي يشترط فيه الايمان ولا يكفي فيه ظاهر الاسلام فقطن أو خليفة المسلمين فإنه يشترط فيه ضوابط الايمان، يعني في جملة من الأبواب اتفقوا على أنَّ الآثار الفقهية مترتبة على أصول الايمان وليس فقط أصول ظاهر الاسلام، مثلاً تجهيز الميت هل يجب تجهيز المنافق أولاً فإنَّ القرآن الكريم يقول ﴿ ولا تصل على أحدٍ منهم مات أبداً ولا تقم على قبره ﴾، وتقم على قبره يعني بقية تجهيز الميت من دفنه وغير ذلك، الآن موضوع تجهيز الميت المسلم أو المستضعف دون المنافق بالتالي لاحظ أنه هناك بحسب حتى الأدلة عند كافة مذاهب المسلمين أنَّ ظاهر الاسلام له أحكام والايمان له أحكام وبحسب حتى بديهي القرآن الكريم ﴿ قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولما يدخل الايمان في قلوبكم ﴾، فإنَّ من شرائط الايمان أن يقرّ في القلوب فأصول الايمان أمور أخرى، بالتالي التعددية بين أصول الايمان وأصول الاسلام هذه من بديهيات القرآن الكريم ومن بديهيات المذاهب الاسلامية، فهذه الصياغة من الوحدة والتقريب من أصحاب منهج الوحدة والتقريب غير صحيحة، ومرَّ بنا أنه لا نزاع في لزوم اطفاء نائرة الفتنة بين المسلمين وهذا لا كلام فيه فإنَّ الفتنة الأمنية أو العسكرية أما الفتنة الكفرية فهذا شيء آخر فإنَّ هذا امتحان فكري أو في الولاء فهذا كلام آخر ولكن الكلام في الفتنة العسكرية أو الأمنية والاقتتال بين المسلمين فبلا شك أنَّ هذا لا يقبل به الاسلام، فوحدة المسلمين في المسؤوليات أمام العدو هذا شيء لا ريب فيه، إنما كلامنا في هذه الصياغة الخاصة للتقريب فإنها لست بصحيحة لأنها مخالفة لضرورة المسلمين، لا أنك تحت شعار الوصول للوحدة تقول إنَّ كل ما اختلف فيه المسلمين فهو ليس بضروري فهو ينكر الضروري فهو ينكر مثلاً ضرورة إمامة أهل البيت عليهم السلام أو عند العامة ينكر إمامة الشيخين فهم لا يقبلون، بالتالي هناك منطقة أصول الايمان، فأصول الايمان عند الكل تختلف عن أصول ظاهر الاسلام وهذا لا يمكن انكاره، وفي قرار كل المذاهب أنَّ أصول الايمان ضرورية بل وضرورتها ويقينيتها لا تقل عن ضرورية أصول الاسلام، أما أصحاب هذا المنهج الجديد المدعي أنَّ كل ما اختلف فيه المسلمين ليس ضرورياً كضابطة فقهية وكلامية في هذا الباب أو في باب آخر هذه الضابطة ما أنزل الله بها من سلطان أبداً، وهذه تتصادم مع الضروري عند كل مذاهب المسلمين كما مر، يعني كل مذاهب المسلمين عندهم القائل بهذه المقالة هم منكرون لضرورة دينية وهذا خطر، القول بأنَّ كل ما اختلف فيه المسلمون ليس بضروري نفس الوهابي يتبرأ من هذه المقالة وكذلك الأشعري والمعتزلي والماتريدي والحنفي والحنبلي، لأنَّ الكل يقرّ بأن يوجد في بعض ما اختلف فيه المسلمون ضرورية ولكنهم تنازعوا في تشخيص هذا الضروري لا أنه لس بضروري، فقولهم هذا هو إنكار للضروري، ولذلك لاحظ أنَّ أصحاب هذه المقالة إما أنهم لم يخوضوا ويغوصوا في البحث أو لم يمهلوا فيما ذكره كل فقهاء المسلمين في مذاهبهم أنه لدينا أصول الدين تارة بحسب ظاهر الاسلام وتارة أصول الدين بحسب واقع الايمان، هذه التعددية هي مورد اتفاق ضروري بني كل مذاهب المسلمين، فإنه يوجد عندنا نمطان من أصول الدين، كل مذهب يقول هذا ليس فقط من أصول المذهب وإنما هو من أصول الايمان، نعم توجد أصول الايمان توجد أصول المذهب وهذا تقول به كل المذاهب، أما أن نخصر كل أصول الدين فقط بظاهر الاسلام فهذا إنكار للضروري عند كل مذاهب الاسلام، أن نقول ليس هناك وراء الشهادتين أصل من أصول الدين أو وراء المعاد لا يوجد شيء آخر فهذا غير صحيح كلا بل كل مذاهب المسلمين يقولون إنَّ هذا خلاف الضرورة فأنَّ الشهادة الثالثة لابد منها غاية الأمر نحن نقول إنَّ الشهادة الثالثة هي أشهد أن علياً ولي أما الطرف الآخر فيقولون غير ذلك وكذلك الصوفية والأباضية ولكهم يقولون إنَّ الشهادة الثالثة هي دخيلة في الدين الواقعي أما من هو صاحب الشهادة الثالثة فهو بحث آخر ، كم هو عدد أصول الايمان فهذا بحث آخر، ولكن أن يكون هناك تفكيك وتعددية وتفكيكية واثنينية بين أصول الاسلام أصول الايمان فهذا بديهي وإلا يجب أن نخالف قطعي القرآن وبديهي القرآن بأنَّ المنافقين في الرجة الأعلى من الجنة فإن هذا لا يمكن ، نعم حكم القرآن الكريم بأنهم يحقنون دمهم ومالهم واعراضهم ولكن لم يقل بقية الأحكام الاحترامية ثابتة لهم كتجهيز الميت فكيف نقول ليس وراء أصول الدين حسب ظاهر الاسلام أصولاً أخرى للدين فإنَّ هذا إنكار لضروري اتفق عليه كاف مذاهب المسلمين أن هناك أصول الاسلام وهناك أصول المذهب وأصول المذهب هي أصول الايمان غاية الأمر أنَّ كل مذهب شخص أصول الايمان حسب ما يرى ولكنهم اتفقوا على ما اختلفوا فيه وهو أنه ضروري في واقع الدين والايمان وأنه بأصول الايمان يدخل الانسان الجنة دون ظاهر الاسلام فإنَّ ظاهر الاسلام لا يكفي في دخول الجنان فكلهم اتفقوا على هذا، فانتم أصحاب مقولة كل ما اختلف فيه المسلمون فهو ظني فهذا خطأ فأنتم تنكرون ما به تكسب الجنان من حيث لا تشعرون أو تشعرون، فهذه المقولة فاسدة جداً عند كل مذاهب المسلمين، نعم الوصول إلى الالفة بين السمامين امر مهم وصحيح أما بهذه الصياغة وبهذه الطبخة التي ما أنزل الله بها من سلطان فهذا غير صحيح، يكفيك أيها الباحث ارجع إلى باب الطهارة منجزية الكفر ومطهرية الاسلام هناك بحث هناك بحث الفقهاء مسوطاً عن كيفية المذهبية وظاهر الاسلام وكيفية تعدد الأديان كيف هو، فهنا بحثوا بحثاً مفصلاً، من بديهيات فقهاء كل المسلمين ومتكلمي كل المسلمين هناك فرق بين أحكام الايمان وأحكاك الاسم ولماذا فرقوا؟ إنه بحسب بديهي القرآن، نعم اختلفوا في تشخيص ضوابط الايمان ما هي ولكن أصل أنه هناك إيمان يغاير الاسلام فهذا لم يختلفوا فيه، فلا يكفي ظاهر الاسلام وأصول الالام في الدخول إلى الجنان بل لابد من توفر شرائط وأصول الايمان، من قال لا إله إلا الله أمن من عذابي ودخل حصني ولكن بشرطها وشروطها، وأمن عذابي يعني فاز يوم القيامة ولكن بشرطها وشروطها فمن دون شروط الايمان لا يمكن ذلك، ومن شرائط الإيمان أشهد أنَّ فاطمة حجة الله وهلم جرا.

فالمقصود هذا المطلب: - وهو أنَّ إنكار أن يكون للدين أصول ورواء أصول ظاهر الاسلام هو إنكار لضروري اتفق عليه كافة مذاهب المسلمين، هو يقول كل ما اختلف فيه المسلمون فهو ظني، وظني يعني يمكن أن يخطئ ويمكن أن يصيب، وهذا عجيب، فكل ما اختلف فيه المسلمون يمكن أن يكون الكل خطأ؟!! إنَّ هذا غير مقبول أبداً، وهذه غفلة كبيرة، فهذه مقالة باطلة عاطلة، أو يقول أنا أؤمن بأهل البيت ولكن من باب الدليل الظني المعتبر فلعل الله لم يجع إماتهم؟ ولكن نقول إنَّ هذا ليس اعتقاداً بإمامة أهل البيت عليهم السلام، وتارة تقول أنا ضعيف ولكن رجاءً واحتياطاً فهذا بحث آخر، أما أنك تقول لعل تكون امامتهم ليست إمامة فهذا ليس إيماناً، الايمان يجب أن يؤسس على الضروري البديهي وهلم جرا، فعلى كلٍّ هذه جملة معترضة في قضية تطبيق قاعدة أهل الريب والبدعة كيف هي الضابطة في هذه القاعدة، أصلاً نفس مبحث الوحدة والتقريب أو مبحث العلاقة بين المذاهب الاسلامية والتمذهب وأصل الاسلام نفسه مبحث فقهي منتشر في أبواب الفقه فهو موزع بينها لمن يريد أن يخوض في علم المذاهب الاسلامي يجب أن يلملم مسائل كثير في البحث حتى تتضح له الصورة، وربما أصحاب هذه المقولة الباطلة سبب اخفاقهم في هذا المقال أنهم لم يجمعوا كلمات الفقهاء من كافة مذاهب المسلمين في البحوث الموزعة، فهم يقولون كل ما اختلف فيه المسلمون فهو ظني فهو اجتهاد وليس ضرورياً والحال أنه توجد عندنا أصول الاسلام وأصول الايمان، فهم يقولون المذهبية هي اجتهاد وليست ضرورة، فهم يقولون ما تفق عليه المسلمون فقط هو أصول الدين أما ما اختلف عليه المسلمون فليس له من أصول الدين من نصيب، وهذا خلاف كل المسلمين، وأصحاب هذه المقالة توسعوا إلى هذا وهو أنَّ كل ما اتفقت عليه الأديان الثلاثة فهو حق - يعني اليهودية والمسيحية والاسلام - وما اختلفت فيه الديان الثلاثة فهو من باب تعدد الشرائع، وهذا بحث فقهي وأيضاً بحث كلامي وهو مثار في الآونة المعاصرة، فكل ما اتفقت عليه الأديان الثلاثة فهو من العقائد الثابتة وكل ما اختلفت فيه الأديان الثلاثة فهو من باب تنوّع وتعدد الشرائع الفرعية، وهذه ضابطة أخرى في بحث الأديان وليس في بحث المذاهب، نعم هم هكذا يقولون إنَّ الدين واحد فما اتفقت عليه الأديان هو من الدين أما ما اختلفت فيه فهو من باب تعدد الشرائع وتعدد الشرائع أمر فيه سعة، فهو فيه سعة وواسع ليتحمل بعضه الآخر وليتسع صدر أحدنا إلى الآخر، وهذا غير قضية صياغة الوحدة والتقريب وإنما هذه صياغة وحدة الأديان، فهنا هو لا يقول هي ظنية وإنما يقول من باب تعدد الشرائع، وهذه المقالة بطلة أيضاً.

قبل أن ندخل في هذا نستدرك شيئاً في ما مضى في المذهبية فإنَّ نفس بحث نظام المذاهب في دين الاسلام بعده الفقهي وبعده العقائدية مبحث ابتلائي حساس ومن لا يجول في هذا البحث في ديار أبواب الفقه وديار أبواب الكلام فسوف يخفق في تصوير هذا النظام نظام المذاهب التمذهب في الاسلام، كذلك مبحث الأيديان، وباعتبار قاعدة الريبة والبدعة أطلنا البحث في هذا ولكن هذه قواعد مهمة أبواب مهم وفيها غفلات كثيرة، ولذلك يجب التنبيه على هذه المصادر للبحث، وأنا أستدرك شيئاً في مبحث المذهبية ولدينا كتيب الوحدة والتقريب الوجه الآخر في الوحدة والتقريب وقد طبع عد مرات وما ذكرناه فهي مضغوط ومفهرس ولكنه قواعد وأسس فهرست قائمة القواعد الفقهية والكلامية بحسب الأبواب، ونحن نستدرك شيء في مبحث المذاهب فهذا كل ما اتفق عليه المسلمون فهو ضروري فحصر الضروري في هذا أيضاً في المعادلة الأولى أيضاً خطأ فكما مرَّ بنا أنَّ المعادلة الثانية فيها خدشة كذلك المعادلة الأولى فيها خدشة فإنه ليس كل ما اتفق عليه المسلمون هو ضروري كلا بل حتى في ما اختلف عليه المسلمون هو ضروري وليس ظنياً، وبعبارة أخرى لا ينحصر الضروري فيما اتفقوا عليه من دون اختلاف أصلاً، نعم الضروري ما اتفقوا عليه ولكن هناك ما اتفقوا عليه واختلفوا فيه في حين أنهم اختلفوا فيه ومرَّ الوفاق في الخلاف والوحدة في الكثرة، فالمعادلة ليس فيها استدراك، وإنما ما بيناه سابقاً هو استدراك على المعادلة الثانية ولكن نقول إنَّ المعادلة الأول فيها استدراك أيضاً وما بيّناه سابقاً هو مؤاخذة على المعادلة الثانية أما المعادلة الأولى فهي فيها مؤاخذة أيضاً، فحصر الضروري فيما اتفقوا عليه هو خطأ، لأنه هناك ضروري فيما اختلفوا فيه مع أنه ضروري فالضروري لا ينحصر فيما اتفقوا عليه، فإذاً إصلاح الثانية تلقائياً يصير إصلاحاً للأولى، لا أنَّ الأولى تبقى على حالها وهذه هي النكتة، توجد حادثة بين أمير المؤمنين عليه السلام وبين اليهود حيث قالوا له إذا ًما الفرق بيننا فنحن اختلفنا وأنتم اختلفتم؟ فقال لهم: - أنت اختلفتم عن ونحن اختلفنا في، وما الفرق بين ( عن ) و( في )؟ فعلى كل كلمة عن ليس في أو استعمل حرف جر آخر، فالمقصود أن أمير المؤمنين عليه السلام بين لهم انه في حين الاختلاف يوجد وفاق بينما أنتم خلافكم هو خلاف ليس فيه وفاق.

نعود إلى نظام الأديان: - فهذا البحث أيضاً تم بحثه بشكل جيد في كتاب الوحدة والتقريب ولكن لملمة كلمات الفقهاء في الأبواب أمر مهم، فأصحاب هذه الصياغة يقولون إن كل ما اتفقت عليه الأديان الثلاثة فهو من الدين وكل ما اختلفوا فيه فهو من الشرائع، ولكن نقول هل ما اتفقوا عليه هل هو بحسب واقع الكتب السماوية أو بحسب الأنظار فإن كان بحسب الانظار فجماعة كثيرة من اليهود لا يؤمنون بنبوة سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم فهل تكون نبوة سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم من الشرائع؟ إنَّ هذا غير ممكن وإنما نبوة سيد الأنبياء ليست من أصول الدين فقط بل هي أصل أصول الأنبياء ولك الانبياء فرعٌ له - أي الأديان الثلاثة كلها- فبالتالي حصر الدين والدين يعني عقيدة بما اتفقوا عليه هو خطأ، واللطيف ظاهر حجة المسلمين والمؤمنين أن احترام النبي موسى والنبي عسى وظيفة يقوم بها كل المسلمين لا سيما اتباع أهل البيت عليهم السلام بينما هم أبداً أيّ مسلم فضلاً عن المؤمن لا ينال من شخصية الأنبياء بينما هم ينالون من شخصية سيد الأنبياء، فانظر الفرق بيننا وبينهم فمن الارهابي الآن أو من هو احب ثقافة الكراهية والحقد والعداوة نحن أم هم، وطبعاً ليس كلهم فإن بعض المسيحين يمدحهم القرآن الكريم فهم يقرون بالحق وحتى من اليهود وفي ذلك وردت آيات كثيرة فإنَّ بعضهم يمتدحهم القرآن الكريم وهم الذين قرون ويذعنون للحق ولكن الكلام في البعض الكثير الاخر الذي يتل على شخصية الأنبياء فمن هو الذي يبث الكراهية؟!! أنتم في مقرراتكم أن الحرية لا تشمل بث الكراهية فكيف تسوغون ذلك لأنفسكم أو هو دجل وازدواجية وتآمر؟!! وما أكثر الدحل والازدواجية.

وهناك ظاهرة مهمة في بحث الأديان: - وهي أنَّ مدرسة أهل البيت عليهم السلام بالخصوص هي تعظم الأنبياء أشد من أتباعهم، فهي تعظم النبي موسى مثلاً أكثر من تعظيم اليهود له، وهذه ظاهرة فريدة، فمن هو ولي النبي موسى عليه السلام هم أم نحن؟!، ومدرسة أهل البيت عليهم السلام تعظّم النبي عيسى عليه السلام أعظم من أتباع النبي عيسى، أما قضية الخمر ونسبتها إلى النبي عيسى أو لحم الخنزير ولكن نحن ننزّه النبي عيسى عن كل هذا فمن الذي يعظم النبي عيسى أكثر؟!! وهنا توجد إشارة من السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي وتوجد قصة لا نريد الخوض فيها، فلاحظ أنه مع هذه الظاهرة الفقهية والعقائدي في اتباع أهل البيت وهي أنهم يجلّون ويعظمون الأنبياء أكثر من المذاهب الأخرى وأكثر من اتباع الأنبياء نفهم، الصابئة يدعون أنهم يدعون أنهم يتبعون إبراهيم ويحيى عليهما السلام ولكنهم لا يعظّمونهم كما يعظّمهم أتباع أهل البيت عليهم السلام، فما هي هذه الظاهرة الفريدة وكأنما الولي المحامي عن الأنبياء هم أهل البيت عليهم السلام وليس اتباع الأنبياء، وهذا استدل به الأئمة أنَّ الحق في هذا المنهاج.

فعلى أية حال هذه المقولة وهي قضية نظام الأديان في مبحث أهل الريبة سوف نبحثه في الجلسة اللاحقة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo