< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/05/09

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - المسألة السادسة من النوع الرابع ( التنجيم ) - المكاسب المحرمة.

تتمة هذه الرواية العاشرة التي كنا فيها وهي ( إن خبرّ المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء وإن خبّر هو بخير لم يستطع تعجيله )، فلاحظ هنا الامام عليه السلام نستطيع أنه نقول إنه بين أنواع القضاء والقدر وأنواع البداء، فهنا بين الامام عليه السلام إن خبّر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء يعني بالتالي ليس للمنجم أو الكاهن أو الساحر أن يرد القضاء، وسبحان الله الدعاء يرد القضاء والصدقة ترد القضاء أما السحر والتنجيم والكهانة فلا ترد الفضاء، وكيف يريدون الفرار من القضاء ؟ يقول مثلا إذا ذهبت إلى المكان الفلاني مقدر عليك سيحدث كذا بلاء فلا يذهب أفلا يصيبه هذا البلاء في مكان ثانٍ، بل حتى في الروايات أصلاً ذهابه إلى ذاك المكان الأول هو يريد أن يتفاداه بإرادته بالكهانة أو التنجيم أو السحر ولكن فجأة يرى أن شيئاً من الظروف أو الأقدار الجأته إلى الذهاب إلى نفس المكان، يعني حتى في تفاصيل القضاء والقدر هذه التفاصيل ليس من المعلوم أنه يمكن للإنسان أن يفر منها، نعم هو يفر منها بل لا أنه يفر منها وإنما يفر من أصل القضاء والقدر فضلاً عن تفاصيله يستطيع أن يفر منه بالدعاء والصدقة والأعمال الصالحة كصلة الرحم مهما كان القدر محتوماً، إذاً كما يوقل الفقهاء في هذا الباب في مسألة التنجيم أبواب الأدعية وأبواب الصدقة وأبواب التوكل وأبواب اللجوء والاستعانة بالله هي أبواب مفتوحة هي الأبواب التي يريد الله تعالى للعبيد أن يطرقوها لا أن يطرفوا ابواب علم التنجيم أو علم الرمل أو علم الجفر، وطبعاً توجد علوم محللة وتوجد علوم محرمة ولكن سواء كان العلوم محللة او محرمة لا يريد الشارع أن يخلد العباد إلى الأسباب محللة كانت أو محرمة بل يخلدوا إلى خالف الأسباب ومن هو وراء الأسباب وهو الله عز وجل ولذلك نرى أن الدعاء هو طفرة وعبور عن كل عوالم المخلوقات، فلاحظ أن الدعاء كم هو عظيم فهو عظيم من جهة أنه مظهر توحيدي عظيم، الصدقة وصلة الرحم والبر كل أنواع البر كل هذه أمور نافعة وليس فقط هذه تجاه القضاء والقدر وإنما حتى تجاه العين وتجاه الشر وتجاه أي شيء، فنوع من ث الباري تعالى للإنسان وللعباد نحو مسار الخير، فهو تربية، ( إن خبّر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء وإن خبّر هو بخير لم يستطع تعجيله ) فلاحظ أنه يذكر حتى التفاصيل، ( وإن حدث به سوء ) فهنا لا ينكر الامام عليه السلام أن علم النجوم يتوصل إلى أصل الحادثة ولكنه لا يستطيع أن يغير شيئاً بخلاف الصدقة أو الدعاء أو غير ذلك، أو المعصية فلربما إنسان كتب له عمراً طويلاً فيقطع رحمه يبتر عمره، يقطع رحم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو زيارة سيد الشهداء أو الأئمة يبتر عمره، وهذا موجود في الروايات إن أحدكم ليكون عمره لثلاثين سنة فيترك زيارة الحسين فجعل ثلاث سنين، فهو كقطع الرحم وأعظم رحم نحن مأمورون نحن نصلتها هي رحم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهي أعظم من الرحم الخالص بحسب نظام الدين، فالمعاصي توجب زوال الخير عن الانسان، زوال الرزق ومرّ بنا مرارا أنه حتى العين أو السحر لا يصيب الانسان إلا بسبب ما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير، لذلك الذين يريدون أن يعالجوا العين أو المسحور أو المصروع المعالجة بالدرجة الأولى يجب أن تنصب على التوبة من الذنب الذي بسببه صيب هذا المبتلى إما هو أو ولديه أو أرحامه وهذا لا ينافي ( ولا تزر وازرة وزر أخرى )، فعلى أي تقدير هذه امور هي تدفع الخير أو هناك أمور تدفع الشر، فالله تعالى جعل سنته التكوينية أن العمل هو الشيء الحاسم الفاصل للإنسان نحو الخير أو الشر وليس القضاء والقدر لكي يحث الله عزّ وجل العباد على العمل الصالح واجتناب العمل الطالح، مثل ما هو منسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلام ( وداؤك فيك وما تشعر )، فالمهم هو داخل ذات الانسان، ( وإن حدث به سوء لم يمكنه صرفه والمنجم يضاد الله في علم بزعمه )، أي بزعم المنجم فهو يقول إنه يستطيع أن يهرب من القضاء والقدر، نعم أنت تستطيع أن تهرب بالأعمال الصالحة، أما أنك تريد بتوسط علم النجوم أو غيره فهذا لا ينفع، ( إنه يردّ قضاء الله عن خلقه )،[1] وهذا لا يمكن، اليهود في توهمهم في علوم السحر أو في التنجيم يظنون هذا الظن فيقولون عن يد الله تعالى مغلولة، وفي قوم يونس مع أنه نبي مرسل وقد حتّم عليهم أنه سيصيبهم عذاب وعقوبة ولكن مع ذلك لجأوا إلى الدعاء وهذا الدعاء حتى في قبال إخبار نبي من أنبياء الله تعالى فكيف بك بغير النبي وهذا مما يدل على أن الدعاء شأن عظيم، فإن التضرع إلى الله تعالى شان عظيم، وقد ورد في الروايات في تفسير العياشي أن الموالين لنا لو تضرعوا بقوة وبصدق لعجّل فرجنا وفرهم، وهذه الرواية موجودة، والتضرع أنه في ابواب الدعاء وآدابه شيء اسمه الانقطاع فهذا الأمر يلزم أن يحصل عنده حتى يستجاب الدعاء، وأنا شاهدت بعض المؤمنين عنده انقطاع يعني هو موهوب أنه يستطيع أن ينقطع فيستجاب له الدعاء.

الرواية الحادية عشر: - وهي مرسلة من المحقق الحلي والعلامة والشهيدان قال: - ( قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم من صدّق كاهناً أو منجماً فهو كافر بما أنزل على محمد )، وهذا الكفر ليس من الضروري أن يكون كفراً اصطلاحياً ولكنه نوع من الكفر العقائدي ولو بحكم فقهي يعني لا أنه يخرج من الملة وإنما هو يوجب الفسق مثلا أو كفراً خفياً، وهذا المضمون ورد في روايات مسندة مرت بنا كقول أمير المؤمنين عليه السلام للمنجم ( من صدقك فقد كفر بما أتى به محمد )[2] ، لأن ما أتى به سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم أن اله تعالى يده ليست مغلولة، لا مغلولة بالقضاء ولا بالعرش ولا بأي شيء، ( الرحمن على استوى )، لا أنَّ العرش على الرحمن، فالرحمن على يعني استعلاء، يعني حتى العرش لا يحتّم على الله شيئاً وإنما الله تعالى هو الذي يحتّم على العرش وعلى كل المخلوقات فهذا ما أتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا كان المنجم يقول بغير هذا فهذا كفر بما أتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا اللحاظ.

الرواية الثانية عشر: - وهي الرواية الأخيرة في هذا الباب، وهذه الرواية مع أنها مرسلة فقد رواها اب طاووس عن كتاب للشيخ الفاضل محمد بن علي بن محمد في دعاء الاستخارة أنه كان يدعو به الامام الصادق عليه السلام، ومع كون هذه الرواية مرسلة إلا أن كل فقرات هذه الرواية أو جملها واصلها مطابق لجمل الروايات التي مرت بنا، وهذا يسمونه قوة المضمون وصحة المضمون، يعني نفس مضمونها مطابق مائة بالمائة للضوابط التي مرت في الروايات المستفيضة وهذا يعبر عنه بصحة المضمون، ومرَّ بنا مراراً أنَّ الشيخ المفيد والصدوق وجلّ العلماء السابقين عندهم أنَّ المدار في الحجية والصحة على المضمون لا على الطريق، فالمهم هذه الرواية في هذا الدعاء هي تلخص لضوابط كل الروايات التي مرت، قال الامام الصادق عليه السلام:- ( اللهم إنك خلقت أقواماً يلجان إلى مطالع النجوم بأوقات حركاتهم وسكونهم وخلقتني أبرأ إليك من اللجئ إليهم ومن طلب الاختيارات بها وأيقن أنك .. )، فلاحظ هنا يوجد بحث آخر، أما البحث الأول هو أن يجب أن يكون لجوء الانسان إلى ما وراء عوالم الخلقة وهذا توحيد عظيم وتوكل عظيم وعقيدة عظيمة، هذا هو المطلب الأول وهذا هو الحكم العقائدي للتنجيم، أما الحكم الثاني الذي يذكره الامام هو ( وأيقن أنك لم تطلع أحداً على غيبك في مواقعها ولم تسهّل له السبيل إلى تحصيل أفعالها )، يعني علم النجوم لا يحيط به البشر إلا الأنبياء عليهم السلام من جهة علم الله تعالى وتعليمه، وفي دعاء السمات اشارة إلى هذا الشيء، فلاحظ كيف أنَّ الحديث يشهد بعضه لبعض، من أحد براهين الانبياء أن كل نبي يصدق الآخر، ويصدّق يعني لا أنه فقط أنه يعترف يوقر وإنما يصدق بأن كل ما أتى به كل نبي هو مطابق بالتمام لما أتى به النبي الآخر هذا التطابق في العقيدة والمعارف وأصول التشريع يدل على أنهم أرسلوا من جهة واحدة وإلا فالبشر هواهم مختلف، فهذا معناه انه من طرف واحد، فمصدّق يعني مطابق في لغة العقل النظري، وهذا برهان، نفس الروايات هي أيضاً برهان وهو أن تطابق الروايات عن بعضها البعض في المضامين دال على الصحة والصحة بمعنى التطابق والصدق بمعنى التطابق أصلاً الصدق مأخوذ فيه التطابق للواقع، لأنه لا يخفى عليكم بين الصدق الفاعلي والصدق الفعلين الصدق الفاعلي هو أنَّ هذا الانسان لا يتعمد الكذب ولكن قد يشتبه فهنا لا كذب فاعلياً وغما يكذب في الفعل وإن لم يكذب في فاعلية الفعل، والعكس موجود فيوجد صدق فلعي وإن كان الفاعل كاذباً ، كما لو ادّعى أنه عنده علم كما لو رجم بالغيب ولكن ظهر كلامه صادقاً فهنا يوجد صدق فعلي دون صدق فاعلي، والخطأ في مدرسة السيد أحمد بن طاووس وتبعه السيد الخوئي أن تركيزهم في الحجية على الفاعلي بينما المفيد يقول الحية على الفعلي وليس الفاعلي وهو الصحيح، فصحيح أنَّ هذا الراوي ثقة عادل ولكنه اشتبه فكلامه هنا لا يكون حجة، أو قد يكون الراوي فاسقاً ولكن بقرائن ظهر كلامه مطابق للواقع فالمطابق للواقع هو الحجية وهذا معنى حجية المضمون، الصدور يشير إلى الجهة الفاعلية صناعياً أما المضمون فهو يشير إلى الجهة الفعلية والمدار في الحجية على مطابقة الواقع وهذه نكتة صناعية نفسية جداً في تحليل ماهية حجية الخبر والفرق بين القدماء والمتأخرين، فهنا عليه السلام يقول ( أيقنوا أن لم تطبع أحداً على غيبك في مواقعها ولم تسهل له السبيل لتحصيل ... )، فهنا هو لا ينفي علم النجوم إنما يقول قصور البشر وذه جهة أخرى في بحث علم النجوم فتلك جهة عقائدية وهذه جهة موضوعية وهي أنَّ ادعاءهم الجزم والبتّ كاذب، فهم لا يطّلعون على ذلك، هذه هي الجهة الثانية في الدعاء، أما الجهة الثالثة فهي ( وأنك قادر على نقلها في مداراتها عن السعود العامة والخاصة إلى النحوس وعن النحوس الشاملة المضرة إلى السعود لأنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكاتب )، فهذا جهة ثالثة من البحث وهو بداء أكبر، والبداء الأكبر لا يسيطر عله عم النجوم، وهذا البداء الأكبر يعين حتى لو كان هناك الانسان ملم بعلم النجوم كما لو كان نبياً من الأنبياء فهو وحياني ولكن مع ذلك الله عزّ وجل إذا آن الأوان يقلب الأمر، وهذا هو البداء الأكبر، فإنه لا يعلم به حتى الأنبياء إلا بعد صدوره، وهذه جهة أخرى وهي جهة ثالثة، وهي الحرمة الفقهية أو الكراهة الفقهية فلا تعتمد أنت على الأسباب فهو عزّ وجل مسبب الأسباب، فهذه الرواية جامعة مانعة لجهات البحث، ( ما أسعت من اعتمد على مخلوق مثله)، فهذا هو بحث اللجئ الذي هو تابع للجهة الثالثة، ( ما أسعدت من اعتمد على مخلوق مثله استبد الاختيار لنفسه، ولا أشقيت من اعتمد على الخالق الذي أنت هو لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ) ، فهذه الرواية جامعة مانعة.

وكما مرّ بنا أنَّ المجلسي في البحار عقد بابين أيضاً في النجوم، ولا نريد الاطالة أكثر ولكني انتخبت جملة من تلك الروايات، يعني الروايات التي نقلها المجلسي في الباب العشرون والباب الثاني والعشرون في باب السماع والعادة فهما بابان سيما الباب العاشر فهو حافل جدًا وفيه سبعون رواية، وهذه الذي نذكره أو أنَّ الدورة الروائية الفقهية الموجودة في البحار بينها وبين الوسائل عموم وخصوص من وجه، يعني لا يصح الاكتفاء بالرجوع إلى الوسائل بل المفروض أن يراجع البحار وهذا غير مستدرك النوري فبين الثلاث عموم وخصوص من وجه، ومراراً مرّ ذكر هذا المطلب هو أنَّ الدورة الفقهية في البحار في الطبعة الجديدة من المجلد ثمانين إلى المائة فيه عشرون مجلد، أياً ما كان في هذه الرواية التي انتبتها لكم نذكرها لأنه فهيا نكات لم تضرنا في الروايات ولكي يكون البحث شاملاً سنقرأ هذه الروايات ثم نغلق البحث ثم نذهب إلى مسألة أخرى ذكرها الشيخ الأنصاري، إنه في الاحتجاج عن هشام بن الحكم عن ابي عبد الله عليه السلام قال:- ( فما تقولون في علم النجوم؟ قال:- هو علم قلت منافعه وكثرة مضّراته لأنه لا يدفع به المقدور ولا يتّقى به المحذور ) وهذه قرأناها نفسها.

الرواية الأخرى:- وهي عن الخصال عن أبي الحصين قال:- ( سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:- سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الساعة فقال:- عند إيمان ... )، وهذا مرّ بنا وهو الجانب العقائدي، وكذلك رواية أخرى في الخصال هي :- ( نهى رسول الله ... ) وهذه قد قرأناها، وفي البصائر عن عمه عبد الصمد بن علي بإسناد إلى الصفار قال:- ( دخل رجل على علي بن الحسن فقال له علي بن الحسن من أنت، فقال:- أنا منجّم، قال:- فأنت عرّاف، قال:- فنظر إليه )، فلاحظوا أن العرّاف والمنجم متقارب، فالعرّاف ذكرنا سابقاً العرّاف يختلف عن الكاهن فقد يؤدي به الحال إلى الكهانة ولكنه يختلف، فالعرّاف هو شخص نفسه موهوب بشفافية خاصة فبعض رادارات الروح تعمل عنده ولكن غالباً لا يوظفها توظيفاً جيداً فيستثمر هذه الرادارات في الارتباط بالجن مثلاً ولكن لبيس بنحو الكهانة، نعم قد تؤدي إلى الكهانة، ومتى تؤدي إلى الكهانة؟ إذا اعتمد على كلام الجن وقولهم والارتباط بهم فتصير حينئذٍ كهانة وإلا أصل العرّاف يختلف عن الكهانة يعني العرّاف يمكن أن يتبدل إلى كاهن، وعموماً المنجم قال له عرّافاً لأنه إذا احترف التنجيم تصير عنده موهبة في استخراج الحاد المستقبلية أو الماضية فمن ثم يسمى عرافاً، ( قال فأنت عرّاف؟ قال:- فنظر إليه ، ثم قال:- هل أدلك على رجل قد مرّ مذ دخلت علينا في أربعة عشر عالماً )، يعني من حين دخولك لدقائق هذه الدقائق التي دخلت فهيا يوجد رجل طوى أربعة عشر عالم كل عالم أكبر من الدينا ثلاث مرات وهو لم يتحرك من مكانه يعني هو زين العابدين نفسه، ( قال:- من هو؟ قال:- أنا، وإن شئت أخبرتك بما أكلت وما ادّخرت في بيتك )، يعني يريد أن يقول له إنَّ جانب علم الوحي اعظم من التنجيم الذي أنت تعتمد عليه.

الرواية الأخرى: - رواها ابن طاووس في كتاب النجوم ( فرج المهموم ) بإسناده عن الأصبغ بن بناته عن أمير المؤمنين عليه السلام وهي نفس الرواية التي مرت بنا ولكن هذا جانب منها، وهذا يبيّن ضابطة في علم النجوم وما شابه ذلك قال:- ( ثم قال له:- يا دهقان أنت مسيّر الثابتات؟ قال:- لا، قال:- فأنت تقضي على الحادثات؟ قال:- لا )، فإذاً من هو مسيطر على النجوم أولى من الرجوع إليه من نفس النجوم وهذا استدلال برهان عقلي لعدم الاعتماد على النجوم.

الرواية الأخرى:- وهي أيضاً ينقلها ابن طاووس في كتابه عن قيس بن سعد عن أمير المؤمنين عليه السلام:- ( يا دهقان هذه قضية عيص فاحسبها وولّدها إن كنت عالماً بالأكوار والأدوار )، والدور يعني مثل دور السنة أو دور الأسبوع أو دور اليوم فهذا يسمونه دوراً وأدوار جمع دور، أما أكوار فالأكوار قد يطلق على القرون وقد يطلع على الأجيال والعوالم والأمم، ويوجد تعبير ( أعوذ بالله من الحول بعد الكور )، فالأكوار تارة تستخدم بمعنى العوالم وتارة تستخدم بمعنى القرون، يقول:- ( قال:- لو علمت ذلك لعلمت أنك تحصي عقود القصب في هذه الأجمة )، وقد مرّ بنا دعاء السمات فيه ( وأحصيت الكواكب بأسمائك ) [3] وهذا يدل على أنَّ احصاء الكواكب ليس أمراً متيسراً للبشر ، وسنواصل تتمة الروايات.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo