< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/05/02

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - المسألة السادسة من النوع الرابع ( التنجيم ) - المكاسب المحرمة.

هذه الرواية الشريفة المنقولة عن كتاب الرؤية للكليني من قبل السيد بن طاووس، وللعلم أن السيد بن طاووس مكتبته مليئة بتراث علم الرجال وعلم الحديث وعلم التفسير وعدم طبع المخطوطات الموجودة الآن في زماننا هو تفريط كبير منا نحن هذا الجيل وعدم الاكتراث بتراث الوحي، فكما مرّ بنا أمس ضرورة طباعة كتب الحديث بل حتى كتب علماء الامامية في العلوم الدينية ليس لحفظ العلم فقط بل لأنَّ هذه الكتب الشريفة لعلمائنا أيضاً هي محتوية على روايات قد لا نجدها في كتب الحديث الواصلة إلينا فقضية طباعة التراث سيما كتب الحديث وسيما كتب القدماء أمر ضروري جداً وهو ليس مستحب وليس واجباً فقط بل ضرورة وجوب، لأنه حفظ تراث الدين، ومن ضمن حفظ تراث الدين في هذا الزمان جمع هذه الكتب في موسوعة ألكترونية لأنَّ هذا يعبد الطريق إلى الباحثين والمجتهدين والفقهاء للوصول إلى تلك الكتب، أما طباعة الكتب ورقياً مهما يكن فلا يكفي لأنه حتى لو طبعت بخمسة آلاف نسخة فهي لا تصل إلى كل العلماء والباحثين قطعاً وكذلك لو كانت الطباعة عشرة آلاف أو عشرين ألف نسخة فالأمر كذلك، فإنَّ الطباعة الورقية هي ضرورية وثائقية ولكنها غير كافية وقد بتنا نعيش في هذا الزمان التوثيق الالكتروني ضروري إلى جنب التوثيق الورقي، والمعروف في زمن المجلسي أنه كانت تعوزه مصادر وهي مصاد لست نادرة ولكنها تصل إليه وكانت عند اقرانه ولكنهم شحوا بها عليه، وغير المجلسي أيضاً، فإنَّ النسخة الورقية ليست كالنسخة الالكترونية فإن النسخة الالكترونية تصل إلى الكل، فهذه خطوة ليست مستحبة وديكورية وزخرفة وإنما هي خطوة ضرورية جداً لحفظ وإحياء الدين، وهي ليست قابلة للتسويف وبحمد توجد طاقات كثيرة في الحوزة العلمية ولكنها تحتاج إلى برمجة.

قال أبو عبد الله عليه السلام:- ( قوم يقولون النجوم أصح من الرؤية ) وفي النسخة الأصح هو تعبير ( وكان ذلك صحيحاً ) وهذا هو الموجود كتاب ابن طاووس المطبوع ( وكان ذلك صحيحاً حين لم ترد الشمس على يوشع بن نون وعلى أمير المؤمنين عليه السلام فلما ردَّ الله عز وجل الشمس عليهما ضل فيها علماء النجوم فمنهم مصيب ومخطئ )[1] ، هذه الرواية تقيم علمياً ومن ثم لها مفاد فقهي، اولاً هي تقيم علمياً النجوم كما تقيم عالم الرؤية، وبماذا تقيم؟، مرّ بنا أنَّ هناك لغظ كثيرة في الرؤيا وهذا ضروري، وقبل أن ندخل هذا البحث هو أن مفاد هذه الرواية أن للرؤية شأن لو كانت من قبل النجوم كما أنَّ للنجوم شأن أيضاً هذا هو المفاد الأول للرواية، والسؤال هنا وهو أنه كيف نثبت للرؤية شأنان والحال أن رؤيا المعصوم وحي ورؤيا الأنبياء وحي، فحينما سأل عبد الله بن عباس سيد الشهداء لم أنت تتوجه إلى العراق قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمرني بذلك فلم يعترض عبد الله بن عباس بعد ذلك، لأنَّ رؤية أهل بيت العصمة والطهارة حجة، أما غير المعصوم فرؤيته ليس بحجة وهذا محل اتفاق عند علماء الامامية وهو أنَّ رؤيا غير المعصوم ليس بحجة، وهذه قد ذكرناها في كتاب دعوى السفارة، فرؤيا غير المعصوم ليست بحجة وليس مثل خبر الواحد وليس مثل الدليل القطعي أو الدليل الظنين الرؤيا حتى الصادقة ليست حجة فضلاً عن غيرها، الرؤيا لغير المعصوم ليست بحجة، ولكن هل هي لا فائدة فيها أو أنَّ لها فائدة؟ نعم لها فائدة ولكنها ليست حجية، والمشكلة والتشويش الذي يحصل هو هنا وهو أن الفوائد للرؤية التي تجعل عند الناس أنهم يجعلون لها الحجية وهذا خطأ، فهو بين الافراط والتفريط، وبين من يريد أن ينفي حجية الرؤية وصحيح أنَّ الرؤية حتى الصادقة ليست بحجة، فهذا الذي يريد أن ينفي حجية الرؤية فهذا صحيح ولكن يقول ي فائدة للرؤية بعد هذا؟ والحال أنَّ هذا ليس بصحيح وإنما سنبين أنَّ الرؤيا حتى الكاذبة لها فائدة بنص الروايات وبفهم العلماء الحاذقين وكذلك الريا الصادقة لها فائدة، ولكن لها فائدة ليس معناه انها تترقى إلى الحجية فإنَّ هذا خطأ وهو افراط من جانب آخر، فلا هي حجة ولا هي لا فائدة منها أبداً، إذ لو كانت هباءً منثوراً لماذا القرآن الكريم يعطي قيمة لها، ففي سورة يوسف يعطي القرآن الكريم رؤية غير المعصوم قيمة، وهي غير رؤية يوسف عليه السلام ( إني رأيت أحد عشر كوكباً ) فهذه رؤية معصوم ورؤية المعصوم وحي، ولكن روية غير المعصوم ليس رؤية الملك فقط وإنما حتى رؤية صاحبي السجن، وأكثر من هذا، وهو أنَّ النبي يوسف عليه السلام أعطى معادلة كلّية لرؤية غير المعصوم ( ما يأتيكما من طعام ترزقانه ) سمى العلم المعلومة المستقبلية فهذا تأويل حق، فلماذا أنت تكفر بالتأويل وتقول أنا لا أقبل التأويل، كلا فجُلّ القرآن الكريم هو تأويل، وهو تأويل حقّ بموازين، فإنَّ دين الاسلام والقرآن فيه تأويل بموازين، ( ما يأتيكما من طعام ترزقانه )، سمّى القرآن الكريم المعلومة المستقبلية طعاماً ( فلينظر الانسان إلى طعامه ) قال صادق الحقائق عليه السلام ( علمه الذي يتعلمه )، ونصّ القرآن الكريم يبيّن أنَّ الطعام هو علم والماء علم، ولولا أهل البيت لم نتنبَّه إليه ( ما يأتيكما من طعام ترزقانه )، فالرزق ليس فقط الأكل والبطن والفرج بل اعظم الرزق العلم، ( ما يأتيكما من طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله )، فالنبي يوسف عليه السلام لا يتكلم عن رؤيا الأنبياء وإنما يتكلم عن رؤيا الناس العاديين، بالعض يقول إنَّ الرؤيا كلها خرافة، كلا بل الرؤيا حقيقة وإلا فلنشطب على سورة يوسفن ثم عن تأويل الأحاديث هو علم م الله تعالى لدين وحياني للنبي يوسف في تأويل رؤى غير المعصومين وليس لرؤى نفسه، فيف بداية سورة يوسف قال تعالى ( يعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليه على آل يعقوب ) فهو علمه علم تأويل الأحاديث، فنفس هذا هو نوع من علم التأويل، إذاً وسرة يوسف أصلاً خاصية النبي يوسف هي معرفته بهذا العلم اللَّدنّي وهو تأويل رؤيا غير المعصم أما المعصم فهو يستطيع أن يبدي المعنى الحقيقي للرؤية، فاصلاً سورة يوسف في باب رؤية غير المعصوم أما رؤيا المعصوم فهي على حالها فسواء رؤيا النبي يوسف أو رؤيا سيد الأنبياء، وإنما رؤيا غير المعصوم أيضاً هكذا، وأسماه القرآن الكريم علمٌ وطعامٌ ورزق وليس يسميه خرافة واساطير ولكن الافراط فيه خطأ والتفريط فيه خطأ أيضاً، وإنما هناك ميزان فليس هو حجة ولكنه هو لا شيء، وإلا فرؤيا الملك هو وصلته معلومة وهذه المعلومة مرتبطة بإدارة بلاد كلها بل وإدارة أقليم كله، فالرزق ليس رزق فرد واحد وإنما رزق يؤثر في ادارة دولة وفي مستقبل أمة وكأنما برنامج إلهي لإدارة مستقبل شعوب يأتي عبر رؤية وهي رؤية غير معصوم ولكن لمن عنده مسؤولية خطيرة، فلاحظ برنامج السماء كيف هو، وأنا لا أريد أن أغلي كثيراً في الرؤية ولكن أقول إنها ليست خرافة وأساطير، كلا وإلا فأنت انسف القرآن الكريم ولا تؤمن وإنما عليك أن تؤمن ببعض القرآن وتكفر ببعض، ولكن الصحيح هو عدم الافراط والتفريط، فلا افراط من جهة النفي ولا افراط من جهة الايجاب، بل يجب أن يزن الانسان الأمور، ونحن هذا البحث لأنه مرتبط بدعاوى الفرق الضالة في الرؤية وهذا خطأ فإنه افراط في هذا الجانب ولتضليل العبد، ومن جانب آخر بعض من لا يؤمن بعالم المعنى وعالم الروح وعالم البرزخ، ولا يؤمن يعني لا أنه لا يؤمن أصلاً وإنما لا يتفاعل جداً مع هذا وإنما يحب البعد الاجتماعي، وهذا صحيح ولكن للإنسان بعد روحي أيضاً وليس بعداً اجتماعياً فقط فالتوازن هو الصحيح كما مر، بدر التي هي من أعظم المعارك آيات القرآن التي تتكلم عن ملكوت حادثة بدر أزيد من الآيات الكريمة التي تتلم عن ناسوت عالم الشهادة في معركة بدر، وكل غزوات البي الآيات التي تتعرض إلى البعد غير المري الملكوتي أكثر يعني أنتم لا تغركم أنفسكم ولا تغرّنكم الأسباب المادية فإنَّ الأسباب المعنوية أكثر، فانتم ايها البشر مثل الدمى وليس جبرية وغنما وما النصر إلا من عند الله وإن كان ( إن تنصروا الله ينصركم )، ( وعلى الله فليتوكل المتوكلون) لا المتواكلون، فالمقصود هو هذا المطلب يعني توازن بين الأمرين.

فالمقصود هذا المطلب وهو أنه في أصول الكافي في الجزء الأول وهذا شيء عجيب واقعاً وهو أنَّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يستحفي السؤال ممّن حوله فيقول لهم هل من بشارةٍ هل من رؤيةٍ والحال أنه سيد الرسل وعنده المصدر العظيم للوحي فلماذا يسأل البقية، فلو كانت الرؤية ليس لها قيمة فلماذا يسأل؟! فإذاً هناك أمور كثيرة، وغيرها وغيرها لو تتبع الباحث ولكن كما ذكرت أن تسالم علماء الامامية أنه ليس حجية تصديقية ابداً من فلاسفة وفقهاء ومحدثين ولكن تسالم جهم إلا الشاذ أو النادر أنَّ لها فوائد، ولكن كيف تقولب هذه الفوائد صناعياً وما هي فوائدها، سواء كانت الرؤية صادقة فهذا واضح أو كانت الرؤية الكاذب فحتى الكاذبة سنبين انه ككيف لها فواد حت بلحاظ الروايات فهي فوائدها أقل ولكن لها فوائد وسننقل كلام العلامة الطباطبائي، أصل هذه الفوائد نلاحظها وهذه نكتة مهمة جداً فشيء ليس هو بحجة ولكن مع ذلك ليس عديم الفائدة، ليس عديم الفائدة العلمية ومع ذلك لس بحجة فلا يمكن أن يعوّل عليه الانسان بمفرده، فما معنى هذا ؟

ونحن نشرح هذه النقطة:- وهو أنه هناك فرق بين باب الارشاد وباب الحجية وقد خاض في ذلك علماء الفقه والأصول، فإن باب الارشاد يختلف عن باب الحجية والحج، باب الارشاد يقولون هذا أمر ارشادي وأخبار ارشادي فالأمر الارشادي والاخبار الارشادي أو الانشاء الارشادي - أمر أو نهي أو إخبار- لا حجية فهي ولكنه ليس عديم الفائدة وإنما الفائدة فيه هي أنَّ نلاحظ المرشد إليه، فإذا كان المرشد إليه واجداً لموازين الحجية فبها، وإن لم يكن واجداً لها فلا، فالأصوليون بنوا على أنَّ الارشاد إخبارياً كان أو إنشائياً ليس فيه حجية ولا تنجيز لا تعاقب عليه ولا تثاب عليه وإنما لابد أن توزن المرشد إليه، ولكن فائدة الارشاد هو أحداث التصور فهو كان جاهلاً مركباً أو غافلاً أو ناسياً فهي حيما ترشده فتنبهه إلى المعلومة المرشد إليها وأنت توزن المعلومة مثل كأنما تنادي فلان لتنبهه، دققوا أنّ باب الارشاد يساوي عقلاً في المعنى العقلي والمعنى الأصولي يساوي الارشاد والتنبيه والإيماء والاشارة، ورما كثر من أربع عناوين كلها بمعنى واحد، وتنبيه يعني تنبه الغافل أو الجاهل إلى الشيء فذاك الشيء وهو المرشد إليه هو الذي يحرك المكلف، فلاحظوا ابن سينا سمى كتابه ( التنبيهات والاشارات ) وتنبه واشراه هو هذا معناه، وهذه امور يجب أن نتقنها، أحد مناهج التفسير الموجودة وهو مهم وقد أشار اليه السيد شهاب الدين المرعشي حيث كانت عنده رسالة في مناهج التفسير طبعت في مقدمة أحد كتاب التفسير وهي رسالة لطيفة في مناهج التفسير، فأحد مناهج التفسير الموجود عند علماء المسلمين سيما علماء الامامية والصوفية والعرفاء تبعوا الشيعة التفسير يسمونه التفسير الاشاري يعني بالإشارات فإنه يستخرج الاشارات في القرآن، والاشارات يعني الخفايا، التفسير الاشاري أو تفسير النبيهات أو تفسير إيماءات القرآن، يعني لا يذهب إلى الدلالة الواضحة وإنما يذهب إلى الدلالة الخفية وهذا فيه كنوز كثيرة في القرآن الكريم يسمونه التفسير الاشاري أو التفسير الايمائي أو التفسير التنبيهي، فإذاً التنبيه والاشارة والارشاد لاحظوا المظفر ف صاول الفقه في دلالة التنبيه والايماء يذكر الجدل العلم حول حجية هذه الدلالة، وفي كتاب القوانين للميرزا القمي أيضاً بحث هذا البحث، وسابقاً في العام الماضي أو قبله اقترحت هذا الاقتراح وهو أنه لو باحث أو عدة باحثين يجمعون كملات علماء الامامية في دلالة التنبيه والاشارة فه بحث عظيم لأنه ينفع في منهج التفسير وينفع حتى في الفقه وينفع في علم المعارف والكلام ولا أحد بحث فيه بحثاً مفصلاً، فهو موجود في كتاب الفصول لصاحب الفصول وكذلك الكتب الأصولية المطوّلة الأخرى فهو بحث مهم جداً فيصير رسالة عظيمة ومفيدة.

فإذاً الارشاد ومرادفاته ليس له حجية ولكن له قيمة وهو أنَّ قيمته التصورية عظيمة، وهناك مثال آخر وهو أنَّ متأخري الأصوليين اتفق غالبهم من قرنين أو ثلاثة على أنَّ كلمات اللغويين ليست بحجة ولكن مع ذلك صاحب الكفاية وغيره ذهبوا على أنها ليست بحجة وأيضاً والعراقي والكمباني ولكن مع ذلك علماء الأصول والفقه لم يقولوا إنَّ كتب اللغة لا فائدة فيها أو أنها تطرح في البحر أو عرض الجدار، بل ألزموا أنفسهم في يوميات الفقه والعلوم الدينية في الرجوع إلى كتب اللغة مع أنها ليس بحجة، ولماذا؟ إنه يأتي نفس الكلام، فصحيح أنه كلماتهم ليست بحجة وأنها مرسلة ولكن يرجعون إليها في يوميات الاستنباط لأنها ترشد إلى ما هو دليل أما هي فليست دليلاً، انت تجد شواهد اليقين أو الاطمئنان فإن نفس الاطمئنان ليس هو الحجة وإنما منشأ الاطمئنان هو الحجة الشواهد والأدلة بالتراكم للقرائن والطرق.

هنا توجد وقفة مهمة خطيرة:- وهي أنَّ الروايات الضعيفة سلمنا أنها ليست بحجة ولكنها ليست عديم الفائدة، وإنما كل سيل الروايات الضعيفة له هذه القيمة من الفائدة وهي نفس الارشاد والتنبيه وتراكم الاحتمالات، نفس الكلام الذي مّر بنا في هذه الباحث، فلاحظ أنَّ هناك ضابطة صناعية مهمة جداً عند الفقهاء والأصوليون والمتكلمين أن الذي ليس بحجة ولكنه لا أنه يسقط عن الفائدة فخلاصة البحث في الرؤيا لغير المعصوم هو هذا وهو أنها ليس بحجة وأنها ليست كخبر الواحد حجة ومعتبر ولا هي وحي فضلاً عن غر ذلك، وقد مرّ بنا الفرق بين الحس والوحي، فيوجد عندنا وحي ويوجد عندنا عقل ويوجد عندنا حس ويوجد عندنا خبر ظني والخبر الظين هو دون الحس واليقين، فهذه أربع مراتب وهي أكثر ولكن هذا اجمالاً، فلاحظ أنَّ هذه المنظومة المنهجية في الحج تؤثر في علم الفقه وعلم التفسير وعلم الكلام والعلوم الأخرى إذا لم يتقنها الانسان من علم الأصول ممزوجاً بالأمثلة والتطبيقات فسوف لا يلتفت إليها، أيضاً نلاحظ باباً آخر وهو باب الاستشارة والمشورة والشورى ما هي حقيقة الشورى عند مذهب أهل البيت؟ إنها ليست حجة ولكن هي ليست حجة شيء وان لها فائدة شيء آخر، ( من استبد برأيه هلك )، ( من شاور الرجال شاركهم في عقولهم ) يعني يصير أعقل الناس لأنه أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله، صاحب الجواهر في كتاب الصلاة في الصلاة المندوب للاستخارة بمناسبة هذا البحث في باب واف الصلاة يتعرض إلى الاستخارة وصلاة الاستخارة يتعرض مبسوطاً للاستخارة فهناك يتعرض إلى سبع اوست أنواع من الاستخارة وينقل مشهور أو تسالم علماء الامامية أنَّ أعظم أنواع وأبرك وأنجح وأفتح أنواع الاستخارة في الاستشارة لا المسبحة ولا الاستخارة بالمصحف الشريف ولا ذات الرقاع وإنما أعظم أنواع الاستخارة على الاطلاق هي الاستشارة، ولماذا فإنَّ المشير قوله ليس بحجة؟ نعم قوله ليس بحجة ولكن الاستشارة فيها ارشاد عظيم وهي بنك معلومات وبنك تجارب، الآن بات في عقل البشر أن يقيموا المؤتمرات والندوات ويدعون فيها أبناء العلم، ففي العلم كعلم وليس كسلطة فإنَّ السلطة شيء والعلم شيء آخر، فكعلم يستفيدون من كل البشر مؤتمر يدعى إليه ما هي الأزمة الموجودة فيبقون يبحثون لشهور في الملتقيات والمنتديات حول الصورة العليمة الواضحة لحلحلة هذه الأزمة ما هي، وهذا باب واسع، فلاحظ أنَّ المشورة هي بنك معلومات، وإلا يحصل صراع ويكون بنتك المعلومات خواء وبلا فائدة، بخلاف مركز الدراسات والمشوريات إذا وتحشّد الطاقات وتكرست وتركزت في الخبرات فكل الحلول تصير واضحة، فيوجد فرق بين باب التغالب والقدرة والقوة وباب العلم فإنَّ باب العلم هو باب نور، غير أن أدفع إلى باب تغالب القوة وبين باب نور العلم وبنك العلم ومركز العلم وملتقى العلم، صحيح أنه ناعم، فهو ناعم وايضاً هو سلام وأيضاً هدوء، دوام ملتقيات علمية ودوام خبرات فهي ليس بلها حجية وليس لها سلطة ولنها علم وفائدتها الجانب العليم، فهذا ليس له صلاحية وهو أجنبي وهذا صحيح ولكن كلامنا ليس في أجنبيته وإما كلامنا في العلم، فإن العلم شيء والارادة والسلطة والصلاحية شيء آخر، فنفس العلم شيء مهم، فعلى كلٍّ هناك فرق بين الحجية وبين باب الارشاد وهذا يعطينا حتى فهماً دستورياً لكل مرافق أبواب الفقه في الحياة والعلوم الدينية وهي المنهجة في الحجج.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo