< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

43/11/15

بسم الله الرحمن الرحيم

العقائد/أخوة علي والنبي(ص) ونفسه فوق الإمامة/15 ذو القعدة/1443......................الدرس11

مر بنا أن هناک غدیریات متعددة من السید الأنبیاء تجاه السید الأوصیاء في من الخطأ بمکان کبیر قراءة صلاحیات الاصطیفائیة لأمیر المؤمنین ومقاماته في غدیر الخم، أو قراءة غدیر الخم بمعنی الوصایة والخلافة من بعد رسول الله(ص)، هذا کما مر بنا لو بنینا علی أن الإمامة الالهیة تنعقد لأمیر المؤمنین ببعد سید الأنبیاء لتنزلت حقیقة الإمامة الإلهیة من الإمامة الإلهیة الملکوتیة کذا کذا ومقامات اصطیفائیة الی مجرد کونها إمامة السیاسیة ظاهریة واجتماعیة، والحال أن هذا أحد شؤون الإمامة، الإمامة لها شؤون عدیدة، أو قل أن مقامات أمیر المؤمنین، حتی مقامات أمیر المؤمنین من بین بقیة الأئمة(ع) لا تنحصر في الإمامة الإلهیة فضلا عن إمامة السیاسیة کما بین وبنه الإمام علی بن موسی الرضاء أن من أعظم مقامات أو من أعظم الصلاحیات التي اصطفي لها وفيها أمیر المؤمنین أن جعله الله تکوینا بمنزلة نفس رسول الله، هذا فوق الإمامة الإلهیة، فوقق الوصایة وفوق کونه خلیفة، مقام أخو رسول الله، أخوه لیس من البدن، من أم و أب آخر، إنما الأخوة في عالم النور التي من مقامات الاصطیفائیة من عالم الارواح التي منها مقامات اصطیفائیة کثیرة، بمقتضی هذه الاخوة وهذا الجعل الذي جعل تکوینا نوریا اصطیفائیا بمنزلة نفس النبي وروح النبي(ص) تحقق لأمیر المؤمنین جمیع المقامات الاصطیفائة التي لسید الأنبیاء عدا مقام واحد و هو النبوة، ففي بیان علي بن موسی الرضا(ع) إذن إذا أردنا أن نعرف علیا لا نعرف أنه إمام فقط إمام الهي و اصطیفائي من الله، هذا لیس کل شؤون علي بن ابي طالب الاصطیفائیة، بل کما یبین الرضاء(ع) ذروة الاصطیفائیات علي ینعشب منه بقیة الاصطیفائیات ذروته أنه أخ رسول الله(ص) أخوه في الرسالة أخوه في علم اللدني أخوه في کونهما في مقام الشهادة علی اعمال العباد أخوه في ولایة الطاعة علی الانبیاء، في سورة آل عمران« وإذ أخذ الله من النبیین میساقا، لما آتیتکم من الکتاب والحکمة ثم جائکم رسول مصدق لما معکم لتؤمنن به ولتنصرنه» هذا کما ثابت لسید الأنبیاء مقام ثابت لأمیر المؤمنین، أن الأنبیاء إنما استحقوا النبوة و افیضت علیهم النبوة والکتب السماویة والمقامات الغیبیة جزاء من الله لإیمانهم بالنبي(ص) وعلي(ع) مقضی عموم المنزلة« أنت مني بمنزلة هارون من موسی إلا» النبوة، وسیأتي ماهي النبوة التي استثنیت، کی یبقی ما عداها و ما سواها، فإذن بحسب بیان الرضا(ع) اعظم تعریف لصلاحیات اصطیفائیة لأمیر المؤمنین اعظمها علی الاطلاق أنه أخ رسول الله بمنزلة نفس رسول الله هو نفس رسول الله، وبحسب بیان الرضاء فحدیث المنزلة«أنت مني بمنزلة هارون من موسی» مفسر الی انفسنا و أنفسکم، أو أحدهما یفسر الآخر، هکذا لیقرأ الغدیر أیضا، لا أنه یقرأ الغدیر بوصي والإمام و الخلیفة فقط، کما مر بنا من أعظم مقامات النبي(ص) إنا أرسلناک في الرتبة السابقة شاهدا، هذا شاهدا للنبي قبل ولادته هو شاهد علی جمیع الانبیاء بنص القرآن أن کون النبي شاهد یغایر الکون البدني للنبي، هذا الکون الشاهد للنبي بعینه ثابت لعلي ابن ابي طالب، بل بنصوص الآیة هذا حتی ثابت لبقیة أهل البیت فضلا عن أمیرالمؤمنین، وبکلمة واحدة مقامات السید الأنبیاء من الاخلال في معرفتها بمکان أن تحصر في النبوة و الرسالة، مقامات السید الأنبیاء الاصطیفائیة الحججیة الحجیة مقامات کبیرة وعظیمة ویجب أن ننقب ذروتها وقیمتها أي منها، وإلا فسید الأنبیاء أیضا هو إمام الأئمة لأثناء عشر بضرورة الدین، لاریب أن تعاریف التي ذکرها المتکلمون أو المفسرون أو الفلاسفة أو العرفاء هي تعاریف وتعابیر مقتبضة مخلة بتمام الجهات و ما تستوی بتمام الجهات، لا في السید الأنبیاء ولا في السید الأوصیاء، فإذن هذا بعد مهم وهو بعد أن أمیر المؤمنین(ع) هو أخو رسول الله و هذه الأخوة جعله تکویني، وإرادة التطهیر في آیة التطهیر إرادة تکوینة ولیست إرادة التشریعیة وما توجب الجبر اصطیفائیا، هکذا هنا جعل الله علیا بمنزلة نفس رسول الله جعل تکویني ولا تنافي الاختیار، بناء علی هذا إذن بعث الله محمدا وعلیا في الدعوة الی دین الإسلام، طبعا هذا لیست بعرض واحد أصالة لسید الأنبیاء وتبعا لسید الأوصیاء، أصل أو أحد محاور القیمة في القراءة الجدیدة للغدیر هي هذه و إن کان مرت بنا عدة قراءات جدیدة هذا العام، ویحتاج الی مقدمات کثیرة و هي هذه المقدمات بنفسها قراءات اخری للغدیر جدیدة منها ما کان فیها و هي أن النبي اقام محافل الغدیر متعددة طیلة ثلاثة وعشرین سنة یعرف فیها مقامات اصطیفائیة لأمیر المؤمنین، لا أنه فقط خلیفة لرسول الله بعد النبي أو وصي، مثلا أي غدیر آخر؟ جلاه النبي وقام بتجلیته؟ هذا الملف الذي مربنا و هو أن هناک ارهاصات غیبیة وحیانیة جرت لعلي بن ابي طالب أمیر المؤمنین بمحضر من النبي واراه النبي المسلمین والصحابة، لکي یتبین لهم أن علیا یتلقی الوحي وإن لم یکن وحیا نبویا کما یتلقاه النبي، وهذه الأحادیث ذکرت لکم لیس رواها الشیعة فقط بل رواها الفریقان وهي مستفیضة، کنا وصلنا الی هذا الحدیث: مثلا لاحظوا هذا الحدیث« أنا مدینة العلم وعلي بابها» هذا أیضا من مقامات أمیر المؤمنین و هذا الحدیث لا ربط له بالوصایة، غیر الوصایة و الخلافة، لأن علم النبي کمدینة وغیوب غیبیة و في تلک الغیوب الغیبیة باب الوصول الیها نور علي أمیر المؤمنین هو هذا معناه، هذا لا ربط له بالحدیث الثقلین و لا ربط له بالإمامة الإلهیة، هذا مقام آخر، أن الارتباط الغیبي بالغیب و بالوحي کما لي أنا البني أیضا ثابت هذا الارتباط الغیبي بالوحي لعلي، هذا مقام آخر و اصطیفاء آخر.

في صحیحة حمران بن أعین قال قلت لأبي عبد الله(ع) جعلت فداک، مع أنه فقیه والروایة صحیحة، حمران بالأصل من تلامیذ الباقر(ع) وتوفي في زمن الإمام الصادق، فهو أسبق زمانا من زرارة اخیه، ویعد من القضاء والسلسلة روات القراءات العشرة و السبعة، وله مکانة و جاه کبیر عند العامة، قال نفس حمران أخ زرارة« قال: قلت لأبي عبد الله(ع) جعلت فداک بغلني أن الله تبارک و تعالی قد ناجا علیا» هذا البحث غیر الإمامة وجود قراءة وحیانیة بین الله وبین علي، کما مر حدیث المناجات من طرق العامة أکثر من طرق الخاصة« بلغني أن الله تبارک وتعالی ناجا علیا(ع) قال أجل قد کان بینهما مناجات في الطائف نزل بینهما جبرئیل» لما یعلم أن بدن النبي عندما التقی ببدن أمر المؤمنین علي بن ابي طالب کان بمثابة برج غیبي بدن النبي لیتنزل جبرئیل علی أمیر المؤمنین،ویوصل الوحي من الله لأمیر المؤمنین بمشهد و محور من النبي، فالنبي مربي والنبي همزة وصل وأخذا من النبي لکن لیس من بدن النبي بل أخذا من نور النبي« لایبلغ عنک»مقامک العالي«إلا أنت» بدنک« أو» یتلقی علي.

في موثقة منصور بن حازم عن أبي عبد الله(ع) قال إن رسول الله ناجا علیا یوم الطائف، فقال اصحابه» حسدا أو کذا« فقال اصحابه ناجیت علیا من بیننا» لماذا تمیزت و هو أصغر سنا منا، نحن عاقرنا الخمر وهو ما عاقر الخمر و لم یعبد الوثن قطا، نحن عبدنا الوثن« وهو أحدث سنا فقال ما أنا ناجیه بل الله یناجیه« هذا یبین أن الارتباط بالنبي بتجلي لله لأن النبي(ص) اعظم تجلي لله تعالی« جاء ربک والملک صفا صفا» یفسر غیر ذات الإلهیة والا ذات الإلهیة لیست تتحرک وتنتقل، مجیئ رسول الله بمثابة مجیئ الله،« من حج البیت خمسین مرة زاره الله في مواطن عدیدة» زاره الله یعني رسول الله، ینتزل الله في عرفات یعني رسول الله، والا ذات الله لیس فیها تجافي المکان« ما أنا ناجیت بل الله یناجیه».

أیضا روایة علي بن أعین، عن أبي عبد الله(ع) قال:« قال رسول الله(ص) لأهل الطائف لأبعثن الیکم رجلا کنفس یفتح الله به الخیبر سیفه سوطه فیشهد الناس له، فلما اصبح و دعی علیا، فقال اذهب بالطائف ثم أمر الله النبي أن یرحی الیه بعد أن رحله أو رحل علیا فلما صار الیهم کان علی رأس الجبل فقال له رسول الله افلک فسمعنا مثل صریر الرحی، فقال یا رسول الله ما ذا؟ قال إن الله یناجي علیا(ع)»

یعني هم شاهدوا المسلمین علي فوق قیمة الجبل في أرهاصات ملکوتیة غیبیة ما هذه في علي؟ قال إن الله یناجي علیا، هذا یعني أن النبي(ص) یقول أن علیا یرتبط بالوحي و بالنبوة لیس فقط عن طریق بدن النبي(ص) بل یرتبط ایضا عن طریق روحه و نوره بنور النبي(ص) وأرواح العلیا للنبي« لایبلغ عنک» هذه خارطة حدیث قدسي«عنک» یعني مقام النوري، مقام الغیبي والا یبقی النبي هو واسطة لکن لیس بدن النبي بل الواسطة هو نور النبي وروح العلیا للنبي« فقال یا رسول الله ماذا؟ قال إن الله ناجا علیا» لاحظوا ارهاصات غریبة هذه الارهاصات الغیبیة شاهدوا في علي بمحضر و مشهد من النبي(ص) فالنبي لیس في صدد أن یقول أن علیا نبي آخر، بل في صدد أن الارتباط الوحیاني بالغیب لا ینحصر بالنبوة بل أیضا عن طریق وحي الولایة، وحي الولایة أخذا من باطن النبي، ما یقول باطنه حدیث قدسي«لایبلغ عنک إلا أنت أو رجل منک» نفس القرآن یقول وعنده أم الکتاب و أم الکتاب هو الباطن، الباطن یعني الغیب هذا ثبته القرآن في مواطن عدیدة، والقرآن یقول:«إنه لقرآن الکریم في کتاب مکنون» وغیبي«لایمسه» لا یصل الی هذا الغیب الا أهل البیت«الا المطهرون» ومنهم فاطمة، لما ذا أقحمت فاطمة، وبالتالي فاطمة مرتبطة، ولماذا اعطیت فاطمة الکتاب المبین؟ کلها عبث؟ أنت عبث ما تعرف مقامات القرآن ومقامات الدین، لیس في القرآن والدین عبث، یتلجلج الی یوم القیام، وإلا هذا نص القرآن بعد ما ذا تریدیون.

إذن النبي(ص) لکي لایدعي مدع ویقول أنظر علیا في مشهد النبي له قنات وانترنت غیبي، وهذا الانترنت الغیبي الذي لدی علي غیر موقوف علی بدن النبي(ص) یعني حتی لو بدن النبي ارتحل هذا الارتباط الغیبي بعلي بعده باقٍ.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo