< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

43/08/17

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الدور الأمني في اعداد الظهور (10)

 

شمولية الأمن لكل البيئات والمجالات

كنا في هذا البحث وهو دور الأمن في ظهور صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، ومر بنا أن الأمن المراد به ليس خصوصاً الاستخبارات والمخابرات وإنما المراد من الأمن معناه الشمولي الذي ربما يستعمل في العصر الحديث بعنوان الأمن الوطني او الأمن القومي ومن هذا القبيل فمراد به مطلق الأمن كل حقل مجال بيئة لها تخصص وتخصصات ولها امن، طب هناك امن طبي وهناك تشعب ثالث وهو إدارة الطب، وقد يطلق على جمع الإدراة وأمن الطب، يطلق عليه سترجة الطب، وان كانت هذه السترجة يراد بها البرنامج الذي يمكن من خلاله السيطرة، فكما مر إذن كذلك في الزراعة، الزراعة تخصص المال، هناك الأمن المالي وهناك إدارة المال، هذه الثلاثة مختلفة عن بعضها البعض. كما ان امن البنوك من جهة نفس علم المال، يعني الزوايا التي تؤمن البيئة المالية او الصناعية او الزراعية او الاخلاقية للمجتمع، فالأمن صار كالشريان الدموي في التخصصات المختلفة، الأداة أيضًا كذلك، كالشريان الدموي، الان وصية أمير المؤمنين في اخر الحياة المقدسة العظيمة لسيد الأوصياء.

 

وصية امير المؤمنين في تنظيم الأمور

اول ما أوصى الحسنين في محضر بقية أولاد امير المؤمنين وبني هاشم، اول ما أوصاهم: الله الله، يعني تهويل وتعظيم حث كبير، الله الله في نظم امركم، والتقوى فسرها امير المؤمنين بالنظم، شبيه ما فسره الامام أنّ اكرمكم عند الله اتقاكم، يعني ان يتقنه في اعظم الفروض التي افترضها اله على المؤمن، أي الولاية، وأعظم فروض الولاية هو الأمن، الولاية يشمل دولة الإيمان كيان الإيمان، وأعظم فرائض الولاية هو جانب حفظ الولاية، ومن ثم يقول الامام الصادق ان المراد والتفسير الأعظم لهذه الاية، يعني ان تتقي الله في اعظم الفرائض لا ان تتقيه في ما هو اوسط في الفرائض، أو ما هو ادنى هذا ليس تقوى كاملة، نسبية ضئيلة، إذن صدق جعفر بن محمد الصادق، من ثم الكلام الكلام في طالب العلم، اعظم فريضة موجهة اليه هي تحصيل العلم، والعياذ بالله افسد فسق يرتكبه طالب العلم هو ان يتكاسل في تحصيل العلم، استغفر الله، أعظم فريضة هذه بها يحفظ الدين بها بها، والعلم يجر الانسان لكل بقية بنود التقوى، الاخلاقية وفي السير والسلوك العملي، العلم اخطر شيء،

 

حفظ الولاية أعظم غايات التقية

المقصود نرجع ان اكرمكم عند الله اتقاكم، أشدكم تقية يعني يراعي الجانب الأمن سليمًا هو اكثر الفرائض، من يلتفت من الفقهاء لولا تنبيه الامام الصادق، ان مادة التقوى والتقية واحد، من ثم كل الفرائض موقتة محددة، الصلاة موقوتة، إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا الحج؟ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ الجهاد العسكري، في مواطن، حتى الامرَ بالمعروف والنهي عن المنكر له مواطن، اما الولاية لا قيد زمانًا ولا موضوعًا، ما دام يرتبط بالولاية لا حد ولا حدود له، مثل الإيمان بالله، لا حد ولا حدود له، فهذا إنما ينبع إنما فريضة باب التقية باب عظيم، الاكتراث به امر عظيم، التقية ديني ودين آبائي، اصل الدين، اشد حتى مَن لحن الخطاب الوارد في الصلاة، من لا تقية له لا دين له، لأنه فرط في اعظم الفرائض، من ثم فهذه الفريضة الأمنية من أوجب الواجبات، والعتاب على التفريط بهذه الفريضة اشد من العتاب حتى على ترك الصلاة، لو قلت ان التارك للتقية كالتارك للصلاة بل اشد في بعض الروايات، فإذن تنمية الحس الأمني، العقل الأمني لا فقط في جانب الاستخبارات، حراسة لكيان الإيمان، المؤمنين لكيان بيضة الإيمان، ضروري يجب ان يكون عند الانسان، كلكم راع كيف غير مسؤول، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ومن احد فصول التقية دوام التخطيط في مقابل تخطيط العدو، التخطيط المعبر عنه بالكيد، يذم امير المؤمنين يُمكن بكم ولا تمكرون، ضحية فريسة سائغة للعدو، وهذا على الدوام موجود، ذم تقريع شديد، ومن موارده، من الروايات الصحيحة الإسناد التي رواها الكليني في باب 34، صاحب الوسائل اوردها في باب التقية والحال انها في التقية، كيف اقحمها؟ واضح ان اكبر مصاديق التقية الأمنية هو حفظ الإيمان دار الإيمان مجتمع كيان الإيمان مشروع الايمان، افرض الفرائض امير المؤمنين حديث رد الشمس يصب اصلًا في بحث الأمن، لم يشتغل بالصلاة عن حفظ الأمن لسيد الرسل، مجازاة الله لأمير المؤمنين رد الشمس له، فحافظ على رسول الله في مقابل الصلاة، بينم امتحن بعض الصحابة في هذا فرجحوا صلاتهم الصورية على رسول الله، وهذا خطأ، فإذن هذه هي البصيرة، لاحظ امير المؤمنين يذم الصحابة انهم تركوا الرسول وقعدوا يعطون الحكم لأحدهم، الآن جثمان رسول الله في المدينة هو بصمة الدين، على كل، المقصود ان فرائض التقية الركن الركين فيها هو حفظ الأمن في الجانب العام لا البعد الفردي، قال أبو جعفر (عليه السلام): ولاية الله أسرها إلى جبرئيل (عليه السلام) وأسرها جبرئيل إلى محمد (صلى الله عليه وآله) وأسرها محمد إلى علي وأسرها علي إلى من شاء الله، ثم أنتم تذيعون ذلك، من الذي أمسك حرفا سمعه؟ قال أبو جعفر (عليه السلام): في حكمة آل داود ينبغي للمسلم أن يكون مالكا لنفسه مقبلا على شأنه عارفا بأهل زمانه، هم عندهم استشراق وليس عندنا استغراب، المقصود هو معرفة الطرف الاخر، مراكز، احد الإخوة من رجال الدين هو مهاجر الى الدول الاسكندنافية، مر بإحدى الدول التي ما زالت تقبع تحت الاحتلال الفلاني، يقول شاهدت سلسلة من مراكز الاستشراق، هم ما زالوا تحت الاحتلال مع ذلك تطلعهم لاحتلال العالم موجود، لاحظ التطلع الذي عندهم، يعرفون كل شعب شعب، احد الأخوة اراد ان يأخذ الجنسية، يقول سألتني عن النجف وزواياها واحداثها كواحد نجفي، لاحظ كيف يعرفونا ولا نعرفهم، هذا كلام امير المؤمنين، عارفًا باهل زمانه، أين تعرفنا على الآخرين، كيف نعرف مكرهم، بالتالي عندنا تخلف كبير في هذا الجانب، فاتقوا الله ولا تذيعوا حديثنا هذا هو الشغل الشاغل الذي ينبغي ان يكون للمؤمن، ل النبوي ان يكون شغله الشاغل اسرتي زوجتي، مهم، لكنه ليس أهم المهمات، أول شرط شرطه رسول الله على الصديقة البضعة الطاهرة ان لا تشغل عليا بشيء من مسؤوليات المنزل عن مسؤوليات علي العام في الاسلام والإيمان، مرات ومرات يأتي البيت يجد فيه نواقص كثيرة، فتقول له ان ابي امرني أن لا أشغلك، مع ان الشؤون الأسرية في بيت المساء شؤون الدين، فالمقصود ان اصل باب الأمن وباب التقية خصص لحفظ الأمن في كل ابعاده وصلى الله على محمد واله الطاهرين.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo