< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

45/05/04

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: كتاب الطهارة/الدفن /مكروهات

السابع: تجديد القبر بعد اندراسه (1) إلا قبور الأنبياء والأوصياء والصلحاء والعلماء (2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1_ على المشهور بين الاصحاب، وقال جمع: منهم المحقق الهمداني، والسيد الوالد (قدس سرهما) وكفى به دليلاً للكراهة من باب المسامحة.

وربمّا يؤيد الكراهة النهي عن تجصيص القبور والبناء عليها بناً على التعميم ليشمل الظاهر والباطن، كما يؤيدها ايضاً خبر الاصبغ بن نباته قال: "قال امير المؤمنين عليه السلام من جدّد قبراً او مثّل مثالاً فقد خرج من الإسلام"[1] ، بناءً على كون (جدّد) بالجيم ودلالين مهملتين، وعليه قال المحقق الهمداني بأنّ الخبر يدل على الكراهة.

ولكن الرواية لا تنهض لأثبات شيء لا للكراهة ولا غيرها، لأنها مجملة لفظاً ومحتملة لأمور: فقد نقلها الشيخ وغيره -على ما في الوسائل- عن الصفّار أنّه رواها (جدّد) بالجيم والدال وقال: لا يجوز تجديد القبر ولا تطيين جميعه بعد مرور الأيام"، ويحتمل أن تكون رواية أخرى.

وعن سعد بن عبد الله أنّه رواها (حدّد) بالحاء المهملة، يعني (من سنّم قبراً).

وعن البرقي انه رواها (من جدّث قبراً) بالجيم والثاء بمعنى دفن ميت في قبر آخر، وعن المفيد أنّه (خدّد) بالخاء المعجمة والدالين بمعنى الشق فيكون دليلاً على حرمة النبش، ومع هذا النقل المختلّف والاحتمالات المتعددة لا يمكن اثبات شيء، ومع ذلك لا تخلو عن التأييد، لأنّ الحكم مبني على المسامحة، كما تقدمت الإشارة اليه.

ثم إن المراد بالمندرسة ما ذهبت آثارها، وان علم كون الموضع قبراً مع وجود القرائن عليه، وقال السيد الوالد (ره): ولعل المراد بالقبور المندرسة التي ورد ذكرها في مناجاة موسى عليه السلام قبور خلّص المؤمنين الذين لا يعرفون غير الله ولا يعرفهم الا الله تعالى.

وفيهم قال شاعرهم: مساكن أهل الحب حتى قبورهم علاها غبار الذل بين المقابرِ

أي ذلّ العبودية لله سبحانه الذي هو عين العزّ.

2_ بضرورة من المذهب، بل الدين بالنسبة الى قبور الأنبياء والاوصياء في الجملة، وهي تقتضي برجحان تعمير مشاهدهم وحفظها عن الانقراض وتجديد عمارتها، بل كونها من أعظم شعائر الله تعالى، الذي يشمل أولاد الائمة وأصحابهم والعلماء والصلحاء، فإن جميع ذلك من تعظيم شعائر الله.

ولا يشمل خبر المنع -على فرض تماميته- لها لأنّ تجديد شعائر الله تعالى حسن مستحسن في جميع الأديان، كل ذلك يرجع الى رجحان زيارتها، فلا مجال للشك في تعمير قبورهم ومشاهدهم، لكونها من أعظم الأسباب التي يتقرب بها الى الله تعالى، وغيره من المصالح الدينية، وتشهد به السيرة المستمرة، بل يمكن استفادته من الاخبار الواردة بالنسبة الى بعضهم الدالة على فضل زيارتهم حيث تستفاد منها محبوبية كون قبورهم -كمشاهد الائمة- معظّمة معمورة لدى الشارع.

ومنه يظهر عدم شمول اخبار المنع -على فرض تماميتها- لها، لما يترتب عليها من المصالح الدينية والاخروية.

 

الثامن: تسنيمه بل الأحوط تركه (1)

التاسع: البناء عليه (2) عدا قبور من ذكر (3) والظاهر عدم كراهة الدفن تحت البناء والسقف (4)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1_ تقدم ما يتعلق به في الأثر العشرين من الفصل السابق، فراجع.

2_ اجماعاً، ونصوصاً كثيرة منها قول الكاظم عليه السلام: "لا يصلح البناء على القبر"[2] ، ومنها خبر المدائني "لا تبنوا على القبور"[3] .

3_ للإجماع، ولما تقدم في سابقه، وما ورد في آداب زيارة المعصومين عليهم السلام، والسيرة، والاخبار المرغبة في تعمير قبورهم عليهم السلام، ويلحق بهم أولادهم والعلماء العاملين، كما تقدم ذكره.

4_ للأصل بعد كون ظاهر النص هو البناء على القبر، وعند الدوران بين الدفن تحت السماء او تحت السقف، الظاهر أفضلية الأول لو لم يكن مرجح في الثاني، كذا ذكره السيد الوالد (قده).


[2] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج2، ص870، أبواب الدفن، باب44، ح1، ط الإسلامية.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo