< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

38/03/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع:- شرائط الوضوء.

نذكر باقي الروايات في المقام.

منها:- عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): الرجل يعمل العمل وهو خائف مشفق، ثم يعمل شيئا من البر فيدخله شبه العجب به، فقال: هو في حاله الأولى وهو خائف أحسن حالا منه في حال عجبه)[1] .

وهذه الرواية ليس فيها أي حكم تكليفي حتى يناقش في سندها ، فهي تدل على ان الذي يصدر من الانسان في حال الخوف وفي حال الندم انما يكون اقرب الى الله ويكون الاخلاص فيه اشد من غيره ، بينما في حالة العجب فلا.

ومنها:- سعد الإسكاف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ثلاث قاصمات الظهر: رجل استكثر عمله، ونسي ذنوبه، وأعجب برأيه)[2] .

وهذه الرواية فيها الاعجاب بالراي وهو يختلف عن الاعجاب بالعمل وكلامنا في العجب بالعمل ، وعلى فرض ان العجب بالراي يشمل العجب بالعمل فانه لا تدل على ان العجب يوجب بطلان العمل وانما تدل على ان العجب من الصفات الذميمة القاصمات للظهر لا اكثر.

ومنها:- رواية يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث ـ: قال موسى بن عمران ( عليه السلام ) لإبليس: أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ قال: إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه، وقال: قال الله عز وجل لداود: يا داود، بشر المذنبين، وأنذر الصديقين، قال كيف أبشر المذنبين، وأنذر الصديقين؟ قال: يا داود، بشر المذنبين أني أقبل التوبة وأعفو عن الذنب، وأنذر الصديقين أن لا يعجبوا بأعمالهم، فإنه ليس عبد أنصبه للحساب إلا هلك)[3] .

وهذه الرواية تدل على حبط الثواب ولا تدل على بطلان العمل.

ومنها:- رواية عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه، ويعمل العمل فيسره ذلك، فيتراخى عن حاله تلك، فلأن يكون على حاله تلك خير له مما دخل فيه)[4] .

فهذ الخبر يرشد الى الخبر السابق الذي ذكره.

ومنها:- ما رواه علي بن أسباط، عن رجل يرفعه عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الله علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب ولولا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب أبداً)[5] .

وهذه الرواية ايضا لا تدل على ان العجب يوجب بطلان العمل.

ولا حاجة الى ملاحظة الاسانيد لان القاعدة في الامور الاخلاقية عدم ملاحظة الاسانيد وان هذا خاص بالأحكام.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo