< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الأصول

38/02/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: هل قاعدة دفع الضرر واردة على قاعدة قبح العقاب بلا بيان

وثانيا انه لا دليل على وجوب دفع الضرر مطلقا بل لا قبح عقلا في تحمّل بعض المضار الدنيوية لبعض الدواعي العقلائية، فإن العقلاء مع علمهم بالضرر يصرفون الأموال ويتحملون المشاق لأجل تحصيل العلم أو كسب المال بالتجارة، مع أن الغاية ليست معلومة الحصول لهم كما أنه يجوز شرعا تحمّل الضرر الدنيوي، كما في بذل المال لشراء الماء للطهارة، كما هو مورد النص وغير ذلك من الموارد.

وأما ان كان المراد بالضرر المفسدة التي هي مناط للحكم بالحرمة، فاحتمال الحرمة في شيء وان كان ملازما لاحتمال المفسدة فيه الاّ أنّ التحرز عن احتمال المفسدة ليس ممّا يستقل العقل بلزومه بل ان ادرك العقل المفسدة التامة في شيء، وأحاط بجميع الجهات ولم ير مزاحما لها حكم بقبح الإلقاء في المفسدة.

وأمّا مجرد احتمال المفسدة مع احتمال وجود المزاحم لها فلا سبيل إلى دعوى استقلال العقل بقبح الاقتحام على ما فيه احتمال المفسدة، ويشهد لذلك أن جميع العلماء الأصوليين والأخباريين وفي جميع الاعصار والامصار أجمعوا على عدم لزوم الاجتناب عمّا يحتمل وجود المفسدة فيه في الشبهة الموضوعية، ولو كان العقل مستقلا بوجوب دفع المفسدة المحتملة لكان الاحتياط واجبا لها أيضا إذ لا فرق بين الشبهة الحكمية والموضوعية من هذه الجهة.

نعم قد تكون المفسدة المحتملة بمثابة من الأهمية يلزم التحرز عن الوقوع في مخالفتها ولو احتمالا إلا أنه لو كانت بهذه المثابة فعلى الشارع أن يوجب الاحتياط فيها، ومع الشك في ايجاب الاحتياط كان المرجع هو البرائة لأنه كأحد التكاليف المجهولة فيعمّه حديث الرفع.

والخلاصة إلى هنا ان قاعدة وجوب دفع الضرر المحتمل ليست واردة على قاعدة قبح العقاب بلا بيان واصل إلى المكلف بل لا تعارضها أيضا، والله العالم.

من جملة الأدلة التي استدل بها على البرائة الاستصحاب أي استصحاب عدم التكليف. توضيحه ان المراد من العدم اما أن يكون هو العدم الأزلي السابق على تشريع الاحكام وأما ان يكون هو العدم السابق على البلوغ أي المستصحب هو العدم في حال الصغر السابق على البلوغ وهو الذي يعبّر عنه باستصحاب البرائة الأصلية، فإن كان المستصحب هو عدم التكليف بالعدم الأزلي السابق على تشريع الأحكام، وهو ما يسمّى بالعدم المحمولي، فيرد عليه ان العدم المشكوك فيه هو العدم النعتي المنتسب إلى الشارع، وهو ليس له حالة سابقة حتى يستصحب، والعدم المحمولي وان كان متيقنا الاّ ان استصحاب العدم الازلي

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo