< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الفقه

40/06/07

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: بقية الصَّلوات المستحبَّة(8)

قوله: (والاستطعام ركعتان، يقول بعدهما: يا رب! إنِّي جائع فأطعمني، فإنَّه يُطعِمه)

تدلّ على ذلك رواية عُرْوة ابن أخت شعيب العقرقوفي عن خاله شعيب (قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: مَنْ جاعَ فَلْيتوضَّأ وَلْيصلِّ ركعتين، ثمَّ يقول: يا رب! إنِّي جائع فأطعمني، فإنَّه يُطعَم مِنْ ساعته)(1)، وهي ضعيفة بجهالة عليِّ بن محمَّد بن عبد الله، وبإبراهيم بن إسحاق، وعدم وثاقة عروة، كما أنَّ عبد الله بن أحمد مشترك؛ كما أنّها ضعيفة بطريق الشَّيخ بعدم وثاقة عُرْوة، وجهالة الحسين بن عليِّ بن النُّعمان.

قوله: (وللعافية)

كما يستفاد ذلك من رواية إسماعيل بن الأَرْقط وأمّه أمّ سلمة أُخْت أبي عبد الله عليه السلام (قال: مرضتُ مرضاً شديداً في شهر رمضان حتَّى ثَقُلْت...)(2)، وقد تقدَّمت الرِّواية عند الكلام عن صلاة الحاجة، وقلنا: إنَّها ضعيفة بعليِّ بن أبي حمزة، وبعدم وثاقة إسماعيل بن الأَرْقط.

وتدلُّ على صلاة العافية أيضاً رواية جميل (قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ، وَذَكَرَتْ أَنَّهَا تَرَكَتِ ابْنَهَا‌ وَقَدْ قَالَتْ بِالْمِلْحَفَةِ عَلى وَجْهِهِ مَيِّتاً، فَقَالَ لَهَا: لَعَلَّهُ لَمْ يَمُتْ، فَقُومِي فَاذْهَبِي إِلى بَيْتِكِ، فَاغْتَسِلِي، وَصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَادْعِي وَقُولِي: يَا مَنْ وَهَبَهُ لِي وَلَمْ يَكُ شَيْئاً، جَدِّدْ هِبَتَهُ لِي، ثُمَّ حَرِّكِيهِ، وَلَاتُخْبِرِي بِذلِكِ أَحَداً، قَالَتْ: فَفَعَلْتُ فَحَرَّكْتُهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ بَكى)(3)، وهي ضعيفة بعدم وثاقة عمر بن عبد العزيز.

قوله: (والغِنى)

كما يستفاد ذلك من جملة من الرِّوايات:

منها: رواية محمَّد بن علي الحلبي (قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام الْفَاقَةَ وَالْحُرْفَةَ فِي التِّجَارَةِ، بَعْدَ يَسَارٍ قَدْ كَانَ فِيهِ، مَا يَتَوَجَّهُ فِي حَاجَةٍ إِلاَّ ضَاقَتْ عَلَيْهِ الْمَعِيشَةُ،

فَأَمَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام أَنْ يَأْتِيَ مَقَامَ رَسُولِ اللهِ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌) بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ، فَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَيَقُولَ مِائَةَ مَرَّةٍ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِقُوَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ، وَبِعِزَّتِكَ وَمَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ، أَنْ تُيَسِّرَ لِي مِنَ التِّجَارَةِ أَوْسَعَهَا رِزْقاً، وَأَعَمَّهَا فَضْلاً، وَخَيْرَهَا عَاقِبَةً)(4)، وهي ضعيفة بمحمَّد بن إسماعيل البُنْدقي النيشابوري، فإنَّه مجهول، وكذا غيرها من الرِّوايات.

قوله: (ودفع الخوف)

تدل عليه جملة من الرِّوايات:

منها: رواية أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام (قال: كان عليٌّ عليه السلام إذا هاله شيءٌ فَزِعَ إلى الصَّلاة، ثمَّ تلا الآية: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ})(5)، وهي ضعيفة بجهالة محمَّد بن إسماعيل البُنْدقي النيشابوري.

ومنها: رواية حريز عن أبي عبد الله عليه السلام (قَالَ: اتَّخِذْ مَسْجِداً فِي بَيْتِكَ، فَإِذَا خِفْتَ شَيْئاً فَالْبَسْ ثَوْبَيْنِ غَلِيظَيْنِ مِنْ أَغْلَظِ ثِيَابِكَ، وَصَلِّ فِيهِمَا، ثُمَّ اجْثُ عَلى رُكْبَتَيْكَ، فَاصْرُخْ إِلَى اللهِ، وَسَلْهُ الْجَنَّةَ، وَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ الَّذِي تَخَافُهُ، وَإِيَّاكَ أَنْ يَسْمَعَ اللهُ مِنْكَ كَلِمَةَ بَغْيٍ، وَإِنْ أَعْجَبَتْكَ نَفْسَكَ وَعَشِيرَتَكَ)(6)، وهي ضعيفة بعدم وثاقة معلَّى بن محمَّد.

ومنها: مرسلة مجمع البيان عن الصَّادق عليه السلام (قال: ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غمٌّ من غموم الدُّنيا أنْ يتوضَّأ، ثمَّ يدخل المسجد فيركع ركعتين، يدعو الله فيهما، أَمَا سمعتَ الله يقول: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ})(7)، وهي ضعيفة بالإرسال.

 

قوله: (وللحَبَل ركعتان بعد الجمعة، يطوِّل فيهما الرُّكوع والسُّجود، ثمّ يقول: اللَّهمَّ إنِّي أسألك بما سألك زكريّا، إذ قال: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}، اللَّهمَّ هَبْ لي ذريَّةً طيّبةً إنَّك سميع الدُّعاء، اللَّهمَّ باسمك استحللتها، وفي أمانتك أخذتها، فإنْ قضيتَ لي في رحمها ولداً فاجعله غلاماً صالحاً، ولا تجعل للشَّيطان فيه نصيباً ولا شِرْكاً)

تدلُّ عليه رواية محمَّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام (قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحْبَلَ لَهُ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ يُطِيلُ فِيهِمَا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ بِهِ زَكَرِيَّا، يَا رَبِّ! لَاتَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ؛ اللَّهُمَّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ؛ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ اسْتَحْلَلْتُهَا، وَفِي أَمَانَتِكَ أَخَذْتُهَا، فَإِنْ قَضَيْتَ فِي رَحِمِهَا وَلَداً فَاجْعَلْهُ غُلَاماً (مُبَارَكاً زَكِيّاً)، وَلَا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَصِيباً وَلَا شِرْكاً)(8)، وهي ضعيفة بالإرسال.

قوله: ([درس 51]

كلُّ مَنْ أخلَّ بركن أو شرط أَبْطَل صلاته، وإنْ كان سهواً، و كذا بواجب عَمْداً، وإنْ كان جاهلاً، إلَّا في الجهر و السرِّ، و كذا لو فعل ما يجب تركه)

اِعلم أنَّ الخَلَل الواقع في الصَّلاة إمَّا أنْ يكون عن عَمْد، أو سَهْو، أو شكٍّ؛ والمراد بالعَمْد: هو القَصْد مع تذكُّر المصلِّي أنَّه في الصَّلاة، وبحكمه ما إذا كان عن جَهْل بالحكم، إلَّا ما استُثني، كما ستعرف -إنْ شاء الله تعالى- سواء كان عن تقصير أو قُصُور.

والمراد بالسَّهو: هو عزوب المعنى عن القلب بعد خطوره بالبال؛ والمراد بالشك: ما تساوى طرفاه.

وأمَّا مع ترجيح أحدهما فهو بمنزلة العلم، من غير فرق بين ما لو تعلَّق بأجزاء الصَّلاة أو بعدد ركعاتها، ولا بين ما لو تعلَّق بالأوليين أو بالأخيرتين.

وبقي الكلام في الخَلَل الواقع اضطراراً، فإنَّه لا يدخل في أحد الثلاثة، وسيأتي حكمه -إن شاء الله تعالى-.

وكذا الخَلَل الواقع من سَبْق اللسان، فإنَّه لا يندرج في أحد الثلاثة أيضاً، وإنْ كان الظَّاهر عدم بطلان الصَّلاة به مع التدارك بالصَّحيح.

_____________

(1) الوسائل باب25 من أبواب بقية الصلوات المندوبة ح1.

(2)و(3) الوسائل باب30 من أبواب بقية الصلوات المندوبة ح1و2.

(4) الوسائل باب22 من أبواب بقية الصلوات المندوبة ح1.

(5) الوسائل باب31 من أبواب بقية الصلوات المندوبة ح1.

(6)و(7) الوسائل باب31 من أبواب بقيَّة الصَّلوات المندوبة ح2و3.

(8) الوسائل باب38 من أبواب بقيَّة الصَّلوات المندوبة ح1.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo