< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الفقه

40/03/07

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: صلاة العيدَيْن(22)

 

وأمَّا بالنسبة إلى عيد الأضحى، فالرِّوايات فيه مختلفة أيضاً، وهي كثيرة:

منها: صحيحة زرارة بطريق الشَّيخ الطُّوسي رحمه الله، والشَّيخ الصَّدوق رحمه الله، وحسنته بطريق الكُلَيْني، (وأوَّلُ التكبير في دُبُر صلاة الظُّهر يوم النَّحر، تقول فيه: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلَّا الله، والله أكبر)، هكذا في التهذيب.

وفي غير التهذيب بزيادة: (الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام...)(1).

ومنها: صحيحة منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام (في قول الله عزَّوجل: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}، قال: هي أيام التشريق كانوا إذا قاموا بمِنى بعد النَّحر تفاخروا، فقال الرَّجل منهم: كان أبي يفعل كذا وكذا، فقال الله عزَّوجل: {فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ}[ ... ]{كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً }، قال: والتكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلَّا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام)(2)، وهذه الكيفيَّة مثل ما في صحيحة زرارة في غير التهذيب.

ومنها: صحيحة علي بن جعفر (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلَّا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام)(3)، وهذه الكيفيَّة مثل الكيفيَّة السَّابقة الواردة في صحيحة زرارة في غير التهذيب، وفي صحيحة منصور بن حازم.

ومنها: حسنة معاوية بن عمار (والتكبير أن يقول: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلَّا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام، والحمد لله على ما أبلانا)(4).

وهذه الكيفية مثل الكيفيات السابقة، إلَّا أن فيها زيادة: (والحمد لله على ما أبلانا).

ومنها: مرسلة الفقيه (قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام في الأضحى، فقال: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلَّا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، وله الشُّكر فيما أبلانا، والحمد لله على ما رزقنا من بهيمة الأنعام)(5)، وهي ضعيفة بالإرسال، وهذه الكيفيَّة مختلفة عن الكيفيَّات السَّابقة.

ومنها: رواية الأعمش المتقدِّمة (في تكبير عيد الفطر: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلَّا الله، والله أكبر ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما أبلانا، لقوله عزَّوجل: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}، وبالأضحى -إلى أن قال:- ويزاد في هذا التكبير: والله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام)(6)، وقد عرفت أنَّها ضعيفة.

وهذه الكيفيَّة الواردة بالطُّرق المعتبرة، والكلّ حسن -إن شاء الله تعالى-.

ثمَّ إنَّ عبارات الأعلام اختلفت في تثليث التكبير في أوّله، فالمصنِّف رحمه الله هنا -أي الدُّروس- على التثليث؛ وفي الذِّكرى حكاه عن أبي عليّ، ولكن في المعتبر حكى عنه التربيع، وحكى التثليث أيضاً عن البزنطي والجعفريَّة؛ ولكنَّ المشهور على التثينة.

وأمَّا النصوص فهي متِّفقة على التثية، إلَّا في رواية النقَّاش الواردة في الفِطْر على بعض نُسَخ التهذيب، وإلَّا ففي الكافي والفقيه وأكثر نُسَخ التهذيب على التثنية.

______

(1)و(2)و(3)و(4)و(5) الوسائل باب21 من أبواب صلاة العيد ح2و3و11و4و5.

(6) الوسائل باب20 من أبواب صلاة العيد ح6.

 

وأمَّا في تكبير الأضحى فالنصوص متِّفقة على تثنية التكبير في أوَّله، والله العالم بحقائق أحكامه.

ثمَّ إنَّه من جملة المستحبَّات ما ذكره المصنِّف رحمه الله في الذِّكرى، وهو إحياء ليلتي العيدين بالصَّلاة والدُّعاء والذِّكر.

أقول: قدِ استُدلّ لذلك بما رواه عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد عن السِّندي بن محمَّد عن وهب بن وهب القرشي عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن عليٍّ عليه السلام (قال: كان يعجبه أن يُفرِغ نفسَه أربعَ ليالٍ من السَّنة، أوَّل ليلة من رجب، وليلة النَّحر، وليلة الفطر، وليلة النِّصف من شعبان)(1)، ورواه الشَّيخ رحمه الله في المصباح عن وهب بن وهب.

وهي ضعيفة بوهب بن وهب القرشي أبي البختري، كما أنها ضعيفة في المصباح من جهة أخرى، وهي الإرسال.

وقدِ استُدلّ أيضاً بما رواه الشَّيخ الصَّدوق رحمه الله في ثواب الأعمال بإسناده عن ابن كردوس عن أبيه (قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أحيا ليل العيد، وليلة النِّصف من شعبان، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب)(2)، وهي ضعيفة بجهالة عدَّة أشخاص.

وروى أيضاً في ثواب الأعمال بإسناده عن أنس (قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أحيا ليلة العيدلم يمت قلبه يوم تموت القلوب)(3)، وهي ضعيفة أيضاً بجهالة أكثر من شخص.

قال المصنِّف رحمه الله في الذِّكرى -بعد إيراده للحديث: (وموت القلبِ الكفرُ في الدُّنيا، والفزعُ في الآخرة، وإضافة الموت إلى القلب مبالغة لقوله {فَإِنَّه آثِمٌ قَلْبُه}؛ وقال بعض العامَّة: لم يرد في شيء من الفضائل مثل هذه الفضيلة، لأنَّها تقتضي نزع الكفر وأهوال القيامة؛ وقال الشَّافعي: بلغنا أنَّ الدُّعاء مستجاب في خمسِ ليالٍ: ليلة الجمعة، والعيدين، وأوّل رجب، ونصف شعبان).

ثمَّ قال المصنِّف: (فرع- تحصيل فضيلة الإحياء بمعظم اللّيل تنزيلاً لأكثر الشَّيء منزلته، وعن ابن عباس الإحياء أن تصلِّي العشاء في جماعة).

_______

(1)و(2)و(3) الوسائل باب35 من أبواب صلاة العيد ح3و1و2.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo