الأستاذ السید علي مکي
بحث التاريخ
35/11/26
بسم الله الرحمن الرحیم
التاريخ: المباحث\ لبنان
وجبل عامل والحوزات الدينية:
الحوزة في اللغة كما في المصباح وفي مختار الصحاح وفي تاج العروس من الحوز أي الجمع والضم ولذا يقال حوز الدار اي ما جمع اليها من المنافع وفي الحديث حمى حوزة الإسلام اي حدوده وأرض حوز أي أقسم حولها حاجز وفي الإصطلاح هي تجمع ديني علمي يستخدمه الشيعة في دراساتهم الدينية المحددة والحوزة لم يتحصر عند الشيعة في مكان محدد وإن إشتهرت تاريخيا حوزة النجف وحوزة قم فالذي يظهر بأن بغداد كانت تحوي حوزة دينية قديمة نظرا لوجود السفراء الأربعة فيها ونظرا لحالة الأمن الفكري زمن دولة بني بويه وبالتحديد من عام 334 الى 447 هجري الى أن زالت سلطة البويهيين بحلول السلاجقة الأتراك ولذا نرى بروز ثلة من عمالقة العلم كالمفيد 413 الذي نفي مرتين وفي عهد آل بويه دفعا للفتن المذهبية.
وكذلك برز السيد المرتضى المتوفى 436 وتلميذه إبن البراج 481 الذي حل قاضيا في طرابلس ما يقرب من ثلاثين عاما وكذلك ابو الفتح الكراجكي متوفي 449 الذي حل في صور وصيدا وكذلك الشيخ الطوسي تلميذ ابن الرباج المتوفي 460 وأما حوزة النجف فلم تنشأ الا بمجيء الشيخ الطوسي عام 448 وبقيت الحوزة الأساس هي 555 هجرية بينما برزت في هذه المرحلة حوزة الحلة والتي يسجل للعامليين هجرة لا بأس بها اليها وعلى رأسهم إسماعيل ابن الحسين العودي الجزيني المتوفي 580 هجري في زمن مجيء إبن ادريس الحلي سبط الطوسي الذي نقل حلقات العلم الى الحلة وبقيت الحلة ثلاثة قرون متواصلة من 575 الى 862 هجري .
وبرز فيها ابن ادريس وعلي ابن طاووس وابن معقل الحمصي واحمد البعلبكي والعلامة الحلي والفخر وثلة من كبار العامليين كالشيخ أسد الله الصائغ وإبراهيم ابن الحسام ومكي ابن محمد والشهيد والشهيد الثاني صالح الجبعي وطومان المناري وفي موازات ذلك صار في جبل عامل حوزة في جزين أسسها الشهيد الأول وإستضافت جملة من الحليين حيث عاد الشهيد الأول عام 760 للهجرة ولا بد من الإشارة الى الإشكالية حول نشوء التشيع في لبنان وجبل عامل لأن هناك من يرى ان التشيع لم يبدأ مع أبي ذر ولا مع سلمان وانما نشء في مطلع القرن الرابع مع الدويلات الشيعية كدولة بني بويه وبني حمدان وبعدها الدولة الفاطمية ويقول الحر العاملي دون دليل أنه لم يسبق أهل جبل عامل أحد الى التشيع سوى جماعة من أهل المدينة وقلة في مكة والطائف واليمن والعراق والعجم وكان أكثر الشيعة من أهل جبل عامل وأيده المؤرخ شكيب إرسلان .
هذا مع الإشارة الى ما ذكره ياقوت الحموي بأن أهل قم كانوا شيعة جميعا زمن الحجاج وفي عام 83 للهجرة لحلول ثلة من جيش ابن الأشعث من بني سعد ابن مالك الأشعري في قم والتأمل في الحوزات اللبنانية يقضي بأنها مرت في مراحل ثلاث:
الأولى : من عام 760 هـ الى عام 1195 السنة التي خاض فيها الجزار بالدماء . 9 حوزات
الثانية: من عام 1219ه وهو عام هلاك الجزار وصادف مجيء الشيخ حسن القبيسي الكوثراني الى 1350هـ وكانت 14 حوزة
الثالثة: المرحلة المعاصرة وتبدأ من 1961م الى يومنا الحالي . 25 حوزة
المرحلة الأولى:
الحوزة الأولى: حوزة جزين أسسها الشهيد الأول عند عودته من الحلة عام 760 هـ وبقيت مستمرة الى حوالي عام 900 للهجرة وقد درس الشهيد في معظم دراسته في الحلة وعلى يد فخر المحققين الحلي المتوفى 771 هجرية كما درس على إبن معيّا الديباجي متوفي 776 ودرس على قطب الدين الرازي البويهي توفي 766 وعلى عميد الدين إبن الأعرج الحسيني توفي 754 هـ في النجف وتلمّذ على أربعين شيخا من العامة ومنهم القاضي برهان الدين ابراهيم ابن جماعة والذي يظهر انه هو الذي أفتى بقتله فيما بعد .وعلى جماعة .
وقد شكلت حوزة جزين ثورة مميزة في عالم الشريعة فتوجه اليها العلماء والطلبة من الحلة وقد أحصى بعضهم أربعة وعشرين فقيها وقد درّس فيها إبن الخازن الحائري والمقداد السريوري ويروى أنه اجتمع في دور هذه الحوزة على جنازة سبعون مجتهدا إستمرت الحوزة بعد شهادته ووفد اليها العلامة أحمد ابن فهد الحلي صاحب كتاب المهذب البارع الذي درس على نجل الشهيد كما تميزت حوزة جزين بالعنصر النسائي وعلى رأسهم زوجة الشهيد ام علي الفاضلة وابنته ست المشايخ فاطمة وهذه المدرسة في أيامنا أثر بعد عين فغدى مسجد الشهيد كنيسة وداره طريقا بما يعرف بالساحة ويقال أن ثانوية جزين الرسمية هي مكان الحوزة .
الحوزة في اللغة كما في المصباح وفي مختار الصحاح وفي تاج العروس من الحوز أي الجمع والضم ولذا يقال حوز الدار اي ما جمع اليها من المنافع وفي الحديث حمى حوزة الإسلام اي حدوده وأرض حوز أي أقسم حولها حاجز وفي الإصطلاح هي تجمع ديني علمي يستخدمه الشيعة في دراساتهم الدينية المحددة والحوزة لم يتحصر عند الشيعة في مكان محدد وإن إشتهرت تاريخيا حوزة النجف وحوزة قم فالذي يظهر بأن بغداد كانت تحوي حوزة دينية قديمة نظرا لوجود السفراء الأربعة فيها ونظرا لحالة الأمن الفكري زمن دولة بني بويه وبالتحديد من عام 334 الى 447 هجري الى أن زالت سلطة البويهيين بحلول السلاجقة الأتراك ولذا نرى بروز ثلة من عمالقة العلم كالمفيد 413 الذي نفي مرتين وفي عهد آل بويه دفعا للفتن المذهبية.
وكذلك برز السيد المرتضى المتوفى 436 وتلميذه إبن البراج 481 الذي حل قاضيا في طرابلس ما يقرب من ثلاثين عاما وكذلك ابو الفتح الكراجكي متوفي 449 الذي حل في صور وصيدا وكذلك الشيخ الطوسي تلميذ ابن الرباج المتوفي 460 وأما حوزة النجف فلم تنشأ الا بمجيء الشيخ الطوسي عام 448 وبقيت الحوزة الأساس هي 555 هجرية بينما برزت في هذه المرحلة حوزة الحلة والتي يسجل للعامليين هجرة لا بأس بها اليها وعلى رأسهم إسماعيل ابن الحسين العودي الجزيني المتوفي 580 هجري في زمن مجيء إبن ادريس الحلي سبط الطوسي الذي نقل حلقات العلم الى الحلة وبقيت الحلة ثلاثة قرون متواصلة من 575 الى 862 هجري .
وبرز فيها ابن ادريس وعلي ابن طاووس وابن معقل الحمصي واحمد البعلبكي والعلامة الحلي والفخر وثلة من كبار العامليين كالشيخ أسد الله الصائغ وإبراهيم ابن الحسام ومكي ابن محمد والشهيد والشهيد الثاني صالح الجبعي وطومان المناري وفي موازات ذلك صار في جبل عامل حوزة في جزين أسسها الشهيد الأول وإستضافت جملة من الحليين حيث عاد الشهيد الأول عام 760 للهجرة ولا بد من الإشارة الى الإشكالية حول نشوء التشيع في لبنان وجبل عامل لأن هناك من يرى ان التشيع لم يبدأ مع أبي ذر ولا مع سلمان وانما نشء في مطلع القرن الرابع مع الدويلات الشيعية كدولة بني بويه وبني حمدان وبعدها الدولة الفاطمية ويقول الحر العاملي دون دليل أنه لم يسبق أهل جبل عامل أحد الى التشيع سوى جماعة من أهل المدينة وقلة في مكة والطائف واليمن والعراق والعجم وكان أكثر الشيعة من أهل جبل عامل وأيده المؤرخ شكيب إرسلان .
هذا مع الإشارة الى ما ذكره ياقوت الحموي بأن أهل قم كانوا شيعة جميعا زمن الحجاج وفي عام 83 للهجرة لحلول ثلة من جيش ابن الأشعث من بني سعد ابن مالك الأشعري في قم والتأمل في الحوزات اللبنانية يقضي بأنها مرت في مراحل ثلاث:
الأولى : من عام 760 هـ الى عام 1195 السنة التي خاض فيها الجزار بالدماء . 9 حوزات
الثانية: من عام 1219ه وهو عام هلاك الجزار وصادف مجيء الشيخ حسن القبيسي الكوثراني الى 1350هـ وكانت 14 حوزة
الثالثة: المرحلة المعاصرة وتبدأ من 1961م الى يومنا الحالي . 25 حوزة
المرحلة الأولى:
الحوزة الأولى: حوزة جزين أسسها الشهيد الأول عند عودته من الحلة عام 760 هـ وبقيت مستمرة الى حوالي عام 900 للهجرة وقد درس الشهيد في معظم دراسته في الحلة وعلى يد فخر المحققين الحلي المتوفى 771 هجرية كما درس على إبن معيّا الديباجي متوفي 776 ودرس على قطب الدين الرازي البويهي توفي 766 وعلى عميد الدين إبن الأعرج الحسيني توفي 754 هـ في النجف وتلمّذ على أربعين شيخا من العامة ومنهم القاضي برهان الدين ابراهيم ابن جماعة والذي يظهر انه هو الذي أفتى بقتله فيما بعد .وعلى جماعة .
وقد شكلت حوزة جزين ثورة مميزة في عالم الشريعة فتوجه اليها العلماء والطلبة من الحلة وقد أحصى بعضهم أربعة وعشرين فقيها وقد درّس فيها إبن الخازن الحائري والمقداد السريوري ويروى أنه اجتمع في دور هذه الحوزة على جنازة سبعون مجتهدا إستمرت الحوزة بعد شهادته ووفد اليها العلامة أحمد ابن فهد الحلي صاحب كتاب المهذب البارع الذي درس على نجل الشهيد كما تميزت حوزة جزين بالعنصر النسائي وعلى رأسهم زوجة الشهيد ام علي الفاضلة وابنته ست المشايخ فاطمة وهذه المدرسة في أيامنا أثر بعد عين فغدى مسجد الشهيد كنيسة وداره طريقا بما يعرف بالساحة ويقال أن ثانوية جزين الرسمية هي مكان الحوزة .
