< قائمة الدروس

الأستاذ السید علي مکي

بحث التاريخ

35/11/13

بسم الله الرحمن الرحیم

التاريخ: العرب والاسلام/ لبنان والمصريون:
اما في لبنان فإن الحلفاء ردوا على بشير الثاني امام تردده في دعمهم وقد تم عزله ونفيه الى الأستانة عام 1840 الى ان توفي 1850 . ان الإحتلال المصري للبنان وسوريا وفلسطين أدى الى تدخل الدول الأجنبية مما فسح اما الطوائف للإرتباط بدولة ما وأدى الى تسعير الصراع لا سيما بين الدروز وبين المسيحيين من عام 1841 الى 1860 وقد ساهمت جملة قضايا على حدوث الفتن المتلاحقة فإن المصري لم يحسن للدروز بل وفتك بهم كما ان الأمير بشير الشهابي وقف في الصراع مع النصارى بل واقدم على قتل الزعيم الدرزي يومها بشير جنبلاط 1825 وامام اطماع الدول الأوروبية ومجيئ بشير الثالث ابن قاسم ابن ملحم وهو ممن لا خبرة له ومتكبر وطاغية وفي عهده بدأت شرارة الفتنة في تشرين الأول 1841 اثر نزاع بين رجل من دير القمر وبين درزي والذي ادى الى هجوم آل جنبلاظ ونكد وآل العماد واحرقوا دير القمر بل واحرقت قصور الشهابيين وأدت المعارك الى خراب جزين والبقاع الغربي والشوف والمتن وأما الدروز فقد ساعدهم الإنكليز وأما الموارنة فعاونتهم فرنسا واما الأرثوذوكس فعاونهم الروس واما الباقي فلا حول لهم ولا قوة .
امام ذلك كله حاول العثماني اعادة ربط جبل لبنان به ولكن النصارى اعترضوا مما ادى الى عزل بشير الثالث وعين مكانه الأرثوذوكسي الذي اسلم لاحقا . عمر باشا النمساوي الذي حاول جمع الكلمة ولكن الموارنة رفضوا التعاون معه ورفعوا شعار لبنان وهذا ما ساهم في استغلال الدول الاجنبية بإثارة الدروز ضد النصارى والعكس مما اشعل الفتنة الكبرى .
أقيل عمر النمساوي وتدخلت فرنسا والنمسا وقرروا تقسيم لبنان الى قائممقاميتين مارونية ودرزية ويرتبطان بوالي صيدا العثماني واما في الشمال فقد جعلت طريق بيروت الشام عبارة عن الحدود الفاصلة فحكم في الشمال الموارنة وفي الجنوب الشامل لجزين واقليم التفاح والبقاع الغربي فضلا عن الشوف للدروز بقيادة آل ارسلان وفي هذه السنوات حدثت مؤتمرات ولقاءات ومشاريع مصالحات وتعويضات وإنشاء مجالس تمثيلية وحدثت ثورات لا سيما بين الفلاحين وأسوء ما حدث فتنة 1860 بين النصارى وبين الدروز والتي نسبت الى بريطانيا نكاية بالفرنسيين ويقال ذهب فيها اثني عشر الف قتيل وقد لعب الشيعة والعامليون دورا في تخفيف الصراع وفي احتضان المظلومين وأمر الشيخ عبدالله نعمة الجبعي بفتح بيوت الشيعة امام الهاربين .
هذا الوضع المأساوي للمسيحيين أدى الى اجتماع اوروبي وعلى رأسهم فرنسا وأرسلوا جيشا من اثني عشر الفا نزل على شواطئ بيروت وترتب على ذلك اعدامات لقادة الفتن وفتحت السجون امام رموز الفتن وجمعت الأموال لإعادة البناء .
أبطل الأوروبيون نظام القائممقاميتين بالإتفاق مع الروسي والعثماني وسنوا نظاما جديدا للبنان عرف بإسم المتصرفية عام 1861 والخلاصة ان يحكم لبنان رجل مسيحي بمعاونة العثماني لمدة خمس سنوات بعنوان متصرف وشكلوا معه مجلسا اداريا من اثني عشر عضوا : اربعة موارنة ثلاثة دروز اثنان روم وواحد شيعي وواحد سني وواحد كاثوليكي وقسموا جبل لبنان الى اقضية سبعة وأسسوا جهاز للشرطة وجهاز للقضاء بيد شيخ الصلح وهو رجل تنتخبه القرية مضافا الى الجهاز القضائي . بقي نظام المتصرفية من عام 1861 من داوود باشا الى اوهنس باشا 1915 وهنا بدأت الحرب العالمية الأولى وتم عزل اوهنس باشا وأوتي بعثماني هو علي منيف واسماعيل حقي .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo