< قائمة الدروس

الأستاذ السید علي مکي

بحث التاريخ

35/08/10

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: المباحث\العرب والاسلام
قسم المماليك بلاد الشام الى ست نيابات وهي نيابة دمشق طرابلس صفد حلب حماه والكرك وجعلوا لبنان الشمالي وكسروان مع نيابة طرابلس وجعلوا بيروت وصيدا والشوف والبقاع مع نيابة دمشق واما لبنان الجنوبي فألحق بصفد في فلسطين وقد ذكرنا بأن المماليك تبنوا المذاهب الأربعة لا سيما الشافعي وجعلوا منه منصب قاضي القضاة وانهم تصدوا لحرب الشيعة بفتوى من ابن نوح تارة ومن ابن تيمية تارة اخرى.
وقد عاونهم في لبنان التنوخيون كآل بحتر وارسلان وعلم الدين وهم فئة جاءت مع الفتح الى الشويفات وعاليه كما اعنوهم على قتل الشيعة في كسروان بحجة التعاون تارة مع المغول وتارة مع الصليبيين ويبدو ان الشيعة نجحوا اكثر من مرة في صد هحمات المماليك خاصة عام 701 هـ ولذا اصدر ابن تيمية فتواه بسفك دمائهم وتولى ذلك نائب دمشق آقوش في جيش مؤلف من خميسن الفا واسقطوا مدن كسروان بعد قتال دام احد عشر يوما وفتكوا وقتلوا وحرقوا وغنمو واساؤا حتى روي ان الناصر ابن قلوون احتج عليهم ومن ذلك اليوم هجر الشيعة جنوبا وشمالا وحل الموارنة مكانهم وفي هذه الأجواء قامت حركة الشهيد الأول لإنقاض ما بقي ولجمع الكلمة ولكن حصلت مؤامرة في عريضة قدمت لحاكم دمشق بدمر يومهما ألصقوا به تهما غريبة مم ادى الى سجنه ثم محاكمته في مؤامرة قادها ابن جماعة وقد اشرنا الى ذلك سابقا .
اعتمد المماليك الحكم الإقطاعي فبرز في جبيل وكسروان آل حمادي وبرز في البقاع آل حرفوش وبرز في وادي التيم آل شهاب المخزوميون وآل معن وإرسلان في الشوف وآل سيفا الأكراد في عكار طرابلس وآل عساف في كسروان وجبيل
ويذكر المؤرخون بأن بيدمر انتقم ايضا من لاموارنة لأنهم تعاونوا مع ملك قبرص وهاجمهم عام 769 هـ وأعدم البطريرك جبرائيل الحجولي وفر الأساقفة الى قبرص
جبل عامل والعثمانيون:
لما وصل العثمانيون الى الحكم بعد هزيمة المماليك في مرج دابق واعتبروا انفسهم خلفاء الرسول تركوا بلاد الشام في عهدة جان بردى الغزالي الى ان قتله السلطان سليم عام 1521 وغيروا التقسيم المملوكي الى ثلاث ولايات دمشق حلب طرابلس وكانت صيدا وبيروت مع ولاية دمشق وولاية طرابلس ضمت حمص وحماه واللاذقية الخ ثم انشؤا ولاية صيدا فدخل جبل عامل تحت لوائها وكذلك اتبعوا بيروت وكان على كل ولاية باشا له الحق في الإقطاع مقابل ضرائب سنوية وكانت كل ولاية تقسم الى سناجق "أمير" وقد تأثر جبل عامل للغاية بالصراع بين العثمانيين السنة وبين الصفويين الشيعة ففي كل حرب كان العامليون يدفعون ضريبة الإنتماء .
هذا وقد هزم الصفوي اسماعيل في جاليداران عام 1514 م ودخل العثمانييون العاصمة تبريز ولكن الحروب بقيت بينهم الى ان عقد الصلح عام 1555 وكان العثماني يضرب حيث يوجد من ينتمي الى الصفويين فقد ذبح سليم في الأناضول ما قدر بأربعين الف من الشيعة بحجة ان الصفويين ابعدوا علماء السنة وقتلوا مليون منهم في هذه الأثناء حاولا الشهيد الثاني ان يستفيد من فرص الصلح فحصل على إذن عرف بإسم براءة سلطانية ودرس في المدرسة النورية في بعلبك ولكن كما حصل مع الشهيد الأول حصلت عليه وشاية من قاضي صيدا يومهما معروف الشامي لقضية خصومة فإعتقلوه في مكة وإقتادوه الى اسطنبول ولكن غدروا به في الطريق وإحتزوا رأسه ويوجد اليوم على الساحل في اسطنبول بمشهد يعرف بسر قطني وينسب الى الشهيد الثاني وهذا الوضع ادى الى هجرة عاملية كبيرة الى إيران حيث لعبوا دورا في نشر الفقه والتشيع الخ كالشيخ حسين والد البهائي 984 والشيخ البهائي 1031 والشيخ الكركي 938 والحر العاملي الخ.
وقد فرض العثمانيون على جبل عامل ضريبة سنوية شاقة وهي ستون الف قرش على أن يجمعها من يتولى سنجقية صفد وكان آل بشارة يومها حكاما على جبل عامل وكانوا يصطدمون بالعثمانيين مما دفع بصاحب صيدا ناصر الدبن ابن الحنش بتجهيز جيش من خمسة آلاف مقاتل وهاجم آل بشارة ومن معهم وقضى عليهم 1503 م وفي هذا العهد العثمان يسيما بعد مرج دابق جاء الى الشوف فخر الدين المعني الأول 1544 م وأتبع جبل عامل لولايتهم ثم جاء ولده قرقماز الذي قتل على يد العثمانيين 1584 بحجة إيوائه للصوص وعند مجيئ فخر الدين الثاني المتوفى 1635 كان جبل عامل بقيادة ابن الفريخ ثم تحت ولاية درويش الرومي ثم برز الوائليون وآل شكر وآل منكر وآل صعب فحكم آل صعب منطقة الشقيف وحكم بلاد الشومر والتفاح آل منكر وقد حاول العاملييون التنسيق مع الحرافشة في البقاع ومشغرة لمساعدتهم ضد المعنيين ولكن ما ان حصلت معركة مجدل عنجر 1623 هزم الحرافشة وفروا واستبد المعنيون الى سنة 1697 م حيث مات آخرهم احمد ابن ملحم ابن يونس ابن قرقماز ابن فخر الدين دون ولد ذكر فإنتقلت الأمارة الى الشهابيين .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo