العنوان: المباحث\العرب والإسلام
اما في العراق: فنشات هناك دولة المناذرة قرب بابل وكانت عاصمتهم الحيرة وهؤلاء تحالفوا مع الفرس ضد الرومان ولكن النعمان اصطدم بالفرس في معركة ذي قار الشهيرة وانتصر عليهم حوالي 602 م كما ان دولة الغساسنة امتدت من شمال العراق الى خليج العقبة في الأردن وهؤلاء تحالفوا مع الروم ضد الفرس وأما مكة آنذاك فكانت مركزا تجاريا ودينيا وكانت معقلا للعصبية والقبلية والحروب كحرب البسوس بين بكر وبين تغلب وحرب الفجار بين هوازن وحلفاء قريش والحرب الشهيرة داحس والغبراء بين عبس وذبيان واما دينيا فكانت بين الوثنية والإبراهيمية وشيء يسير من النصرانية . واما في اليمن ويثرب فقد سادت اليهودية بقوة الى ان جاء النبي محمد صلى الله عليه وآله المولود في عام الفيل 570 م ونشر الإسلام في المدينة ومكة والأطراف وكانت وفاته في آخر صفر حيث حدث النزاع الشهير بين الأنصار وبين قريش واستولى ابو بكر على السلطة في قضية السقيفة المشهورة وقد حصل في عهده ان ادعى مسيلمة الحنفي النبوة في اليمامة وادعى الأسود العنسي كذلك في اليمن وادعى طليحة بن خويلد الأسدي كذلك كما حدث في عهده ارتدادات وحصلت ما عرف عنها بحروب الردة وكانت بداية ما سمي بالفتوحات منها بإتجاه فارس والعراق اذ كلّف ابو بكر المثنى ابن حارثة الشيباني الذي زحف من الجزيرة ووصل الى الحيرة وفي هذه الأثناء مات ابو بكر واستولى عمر على الخلافة والذي بادر لعزل المثنى وعين ابا عبيدة الثقفي لإكمال الزحف . قام الفرس بتجهيز جيش جرار بقيادة رستم وزحفوا الى العراق وكانت وقعة القادسية الشهيرة والتي قادها سعد بن ابي وقاص وقد قتل رستم في المعركة وفر يزدجرد وسقطت المدائن بيد المسلمين . عاود الفرس الكرة عام 21 هـ ولكنهم هزموا نهائبا في معركة نهاوند الشهيرة .
واما بلاد الشام : عين يزيد بن ابي سفيان قائدا الى بلاد الشام وعين شرحبيل بن حسنة قائدا الى الأردن وعين عمر بن العاص قائدا الى فلسطين وعين على الجميع ابو عبيدة ابن الجراح الذي كلف ايضا بمهمة حمص وبعلبك . حشد الروم جيشا جرارا قويا لمواجهة الزحف وكان خالد ابن الوليد في العراق وقد انتصر في اجنادين فحوله الى الشام وجمعهم في اليرموك وهزم الروم شر هزيمة اذ قتل اخو هرقل واسمه ثيودور وفر هرقل الى انطاكيا وبدأت البلاد بالتساقط . عام 20 للهجرة 640 م كلف عمر ابن الخطاب عمرو بن العاص بالتوجه الى مصر التي تم اسقاطها ولكن عمر طُعن بعدها وتولى تعيين ستة مما عرف بإسم الشورى .
وكان ما كان وجاء عثمان الذي قرَّب الأقارب واكمل سياسة اقصاء المعارضة كأبي ذر وابن عوف وحول بيت المال الى طعمة له ولأزلامه وعين الولاة الفجرة ومنهم عبدالله بن ابي صرح في مصر حيث جاء وفد مصر محتجا اليه ولكنه كتب رسالة وارسلها معهم ووعدهم خيرا واكتشفوا في الطريق ان الرسالة هي امر بقتلهم وتجمعت المعارضة من كل صوب وكان ما كان من أمر قتله . عادت الخلافة الى صاحبها الرئيس الإمام علي عليه السلام عام 35 للهجرة ولكنه ابتلي بحروب الجمل وصفين والخوارج الى ان كان من شهادته في المسجد وفي المحراب في الكوفة 40 للهجرة 644 م .
وتولى معاوية اكمال مسيرة اغتصاب السلطة فوطد سلطانه بعد صفين وصلح الحسن الذي نقضه وعين بعد فترة يزيدا خليفة على المسلمين وكان من آثارها فاجعة الطف سنة 61 للهجرة . كما حدث ان ثارت المدينة المنورة على فِعال يزيد وازلامه فأرسل اليهم مسلم بن عقبة المري لتأديب المدينة وجاء اليها وفعل الأعاجيب ثم هاجم مكة وكان فيها عبد الله بن الزبير فحاصرها ودكها بالمنجنيق. مات الطاغية يزيد وجاء ولده معاوية الثاني الذي رفض السلطة فإجتمع الاموييون والأتباع في الجابية قرب دمشق وبايعوا مروان بن الحكم عام 63 للهجرة 683 م ولم يطل امره فجاء ولده عبد الملك بن مروان وهو الذي تصدى لثورة التوابين وتصدى لمصعب ابن الزبير وقتله واعاد سلطان العراق الى المروانيين وارسل جيشا جرارا الى الحجاز بقيادة الدموي الحجاج بن يوسف وحاصر مكة وضربها بالمنجنيق وشنق ابن الزبير .