العنوان: الأصول \التعبدي و التوصلي\
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
التعبدي والتوصلي – تابع -
الثاني: ان يقال بأن الإهمال في الأمر الأول غير متعقل لأن الأمر كقولنا صل بعد صدوره له حظ من التعين كما قيل في الفلسفة ان الشيء اذا وجد تشخص بجنسه وفصله وعوارضه لإستحالة التردد في الوجود نعم قد يقال بالتردد والإهمال في مقام الإثبات كما في التقية ونحو ذلك.
ويمكن الجواب ان عدم تعقل الإهمال انما يصح في الأمر المردد في وجوده بين المطلق وبين المقيد اذ لا وجود مردد وأما اذا اردنا من الإهمال ان الآمر لم يلحظ التقييد ولم يلحظ الإطلاق وإنما لحظ الطبيعة فقط فهذا ليس من المحال وإنما يطرح البحث اصوليا ان لحاظ الطبيعة هل هو بقوة المطلق او هل هو بقوة المقيد ويتحدد المراد والإمتثال على ضوء الخيار الأصولي فإن قلنا بأن الطبيعة لا بد ان تسري فالعمل على ذلك.
وان قلنا ان الأمر بالطبيعة لا يقتضي السريان فسيصبح الأمر بقوة المقيد والذي يتحقق بفرد واحد وعلى هذا الأساس اعاد بعض الأعاظم الإشكال لأن معنى صل كأمر بالطبيعة تساوق التقييد بقصد امتثال الأمر وهو الذي أحلناه ودعوى ان التقييد جاء كنتيجة عقيلية لكبرى وجود الطبيعة في اي فرد وليس لجهة تقييد الشارع كقوله صل بقصد الأمر .
لأن ما قاله انما يستلزم ايجاد الطبيعة بأي فرد ومنه الصلاة بدون قصد وهذا يستلزم الإمتثال من دون قصد الأمر وهو خلاف ما فرغنا منه في التعبدي وهذا الإشكال دفع بالمحققين الأصوليين الى حل آخر وعلى رأس هؤلاء المحقق العراقي الذي افاد بأن الأمر لجهة الإطلاق او التقييد يتعقل من حيث المبدأ في ثلاثة انحاء :
الأول: ان يتعلق الأمر بالمطلق لجهة قصد القربى او الإمتثال
الثاني: ان يتعلق الأمر بالمقيد بقصد القربى والأمر .
وهذان النحوان اوجبا ما تقدم من الإشكالات من الدور والتهافت الخ
الثالث: وهو الأمر بالقيد دون ان يكون القيد داخلا كجزء في متعلق الأمر فهو مقيد في الصورة ولكنه في حكم المهمل او المطلق في المضمون وسمى ذلك بالحصة التوأم مع القيد وأوضحه بمثال الأمر اتبعوا بعدي خاصف النعل فالأمر ههنا مقيد بالخصف ولكن المقصود هو ذات علي المقدسة وهي التي أمرنا بإطاعتها خصف ام لم يخصف فالخصف اخذ كمشير للذات المطلقة اما من باب بيان زهد القائد مثلا او غير ذلك ومثل لذلك بالوضوء وبالصلاة فإن الصلاة مقيدة بالوضوء وليس الوضوء جزء فهو خارج عن حقيقتها وإنما طلب منا ان نصلي عن وضوء فالتقيد بالوضوء داخل والقيد خارج اذا عرفت ذلك .