الموضوع: الفلسفة \ الدرس 28 \
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
المفكر الرابع والعشرون بول هنري هولباخ
ولد 1723 وتوفي 1789 أصله الماني وعاش في فرنسا .مفكر موسوعي غزير الانتاج جدا حيث كتب في مختلف العلوم ويعد هولباخ من أبرز فلاسفة الالحاد ومن أشدهم انكارا للدين وتهجما عليه كان لهولباخ منتدى ادبي يضم الكتاب الكبار امثال هيوم وآدم سميث وديديرو , هاجم هولباخ الكنيسة والدولة والاقطاع معا ولم يأبه لتهديدات الكنيسة الكاثوليكية حتى أصدر برلمان باريس قرارا بحرق كتابه الالحادي نظام الطبيعة .
رفض هولباخ الفلسفة المثالية ورأى بأن الانسان جزء من الطبيعة وخاضع لقوانينها ولا وجود لشيء اسمه الروح حتى أن الأخلاق بل والافكار ما هما الا انعكاس للأحاسيس وأن الطبيعة ما هي الا مادة وحركة وأن العالم المادي هو صنع نفسه وأن التغير في الاشياء هو ناتج من تبدل الاجزاء ولا يعني ذلك الصدفة لأنها ظاهرة لا يعرف لها سبب ولكن الوجود يخضع لنظام حتمي نظامي وأن الكون سلسلة من اسباب ونتائج ولذا يعد هولباخ من دعاة الحتمية فالكون والوجود وكل شيء يخضع لتسلسل منطقي سببي .
يقول هولباخ ان هدف الانسان هو السعادة والسعادة تحصل بالتعاون وادراك الانسان لحاجاته يحفزه لها ولكن الدين ضلل الانسان وربط أفكار الناس بالأوهام ولكن هولباخ أصر على الخضوع لحكم الاخلاق وأن الدولة في مهمتها اخلاقية فإنها تربي الأفراد على الاجتماع والتعاون من اجل الانسان وتحريره لا سيما من الجهل الذي يوقعنا تحت نير الحكومات ورأى هولباخ أن الدولة يجب ان تنفصل عن الدين من خلال حكم الشعب والاستبداد فدعى الى حكم مطلق ومتنور يتوافق مع الحرية وركّز على مجتمع الأحرار المتساوين وما سمو بالبرجوازية الصاعدة الذي لا يضم كل الناس و ذكر هولباخ بأن الطبيعة البشرية لا تخلقنا أشرارا بل الذي يجعلنا كذلك هو مؤسسات المجتمع أخذ على هولباخ تهجمه على القانون الالهي والتركيز عليه بدلا من الهجوم على القانون الوضعي الانساني على عكس روسو ورغم الحاده اعترف بأن الدين مفيد للشعوب وأن الالحاد هو من اختصاص البعض وقد تأثر به ماركس وهيغل . فيما سيأتي بيانه .