< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الفلسفه

35/06/10

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الفلسفة \ الدرس 18 \
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
المفكر الثالث عشر : أوغست كانط
ولد 1798 وتوفي عام 1857 للميلاد. هو مفكر فرنسي كاثوليكي . ويعد مؤسس المذهب الوضعي الواقعي ومؤسس علم الاجتماع كما يصنفونه , وكان خبيرا بعلم الرياضيات , ورأى كانط بأن المعرفة هي الوسيلة لإعادة بناء المجتمع على أساس الحياة المثالية ولذا سمي مذهبه بالوضعي أو الواقعي وأراد الابتعاد عن الحقائق النهائية والماوراء في تفسير الحوادث , مفسرا حوادث الطبيعة بواسطة قوانين التعاقب والتشابه , وجعل الهدف من فلسفته اعادة تنظيم المجتمع رافضا الخوض في الماوراء رأى كانط بأن المجتمع على مر الزمان مرّ ويمرّ بمراحل ثلاث :
المرحلة الدينية : التي يتصالح فيها السلطان مع الكهنوت ,
والمرحلة الماورائية : التي تركز على الادراك والفكر المجرد ,
والثالثة المرحلة الوضعية : حيث يتوقف التفكير عن علل الظواهر والعودة الى المبادئ الأولية
واكتفى بالملاحظة والاستقراء لاستكشاف العلاقات من خلال التجربة الحسية وسمىّ الأخير بعلم الاجتماع الذي يساعد على فهم الانسان لأنه دراسة كلية للمجتمع في جميع مظاهره .
ركز كانط على أولوية الكل من الفرد والجزء بدعوى وجود ترابط بين المفاصل ولذا قدّم الاجتماعي على الفردي في فهمه للأخلاق, وأن الانتصار يتحقق عندما يدمج الفرد في المجتمع وأن الوضعية في نظره تصنّف الحق في دائرة القيام بالواجب ولا واجب الا ما كان باتجاه الكل لأن الحق الفردي عبثي وغير أخلاقي وجعل الأسرة والوطن بين الفرد وبين الانسانية وهما همزة الوصل للخروج و دعى الى دين دنيوي هو دين الانسانية وأن نعبد الكائن الأعظم وهو المحسن للإنسانية وأن يقام لأجلهم نصب وتماثيل داعيا الى نبذ الرغبات والى الالتزام بالسلطة ولو كانت ديكتاتورية .
وقف كانط موقفا معاديا من مبدئ حساب الاحتمالات ورفض مبدئ التركيب الداخلي للمادة ومبدأ تطور الأنواع لأن الملاحظة تبين لنا الظواهر وأنه لا قدرة لنا على التوغل الى الواقع . آمن كانط بدور النخبة وأهل الاختصاص وبأن السياسة هي تحويل المواطن الى موظف اجتماعي خاضع للسلطة , و جعل كانط الأخلاق في نفق الواقعية بدراسة العادات والتقاليد فهي جزء من علم الاجتماع فليس لها بعد عقلي بقدر ما لها طابع عملي .
ولما رأى في المسيحية عجزا لتعارضها مع العلم لجأ الى هذه البحوث لتأسيس قواعد للأخلاق والدين . هاجم كانط المذهب النفعي وكذلك المذهب الواجب الاسقاطي لأنه ماورائي وأما الاخلاق فجعلها نسبية وهو ما أدى الى حملة ضارية عليه هاجم كانط السائد في فرنسا من فوضى العقل واضطراب الاخلاق وفساد العمل ورأى أن تبادل المصالح لا يحقق الاستقرار والتقدم بل لا بد من سبق نظام قائم على اسس ومنهج بحثي مركّز للوصول الى ذلك .


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo