الموضوع: الفلسفة \ الدرس15
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
المفكر العاشر دافيد هيوم
ولد 1711 وتوفي 1776 من فلاسفة عصر النهضة مفكر انكليزي تجريبي التزم الريبية والشكية وان مارسه باعتدال ولم يعرف عنه أنه فيلسوف الا بعد وفاته نظرا لما كتبه ضد الدين والكنيسة والمعجزات والخوارق , آمن هيوم بأن ما نراه في الخارج من روابط بين الأشياء لا يعني قانون السببية ولذا طعن في القائلين بوجود مبادئ عقلية سابقة على التجربة , فالليل مثلا يعقبه النهار دائما مع أن الليل ليس سببا للنهار , ولذا رأى في الريبية ضرورة وأن الانتقال من الاستقراء والتتبع لنسج مفاهيم ثابتة تعسّف بل ان تحويلها الى معادلات رقمية تعسف أعظم .
ذكر هيوم بأن الادراك اما ان يكون حسيا وهو الأقوى, وأما ما يسمى بالفكر فما هو الا صور باهتة لمشاهدات حسية , وقال لو بقيت الصور على ما هي لما صارت فكرة فالانطباع الحسي أقوى من الفكري , ورأى في ترابط الظواهر أنه مرتبط بقانون آلي هو التداعي وأن المدركات العقلية ناشئة من ذلك لا لأنها فطرية ومسبوقة ولا أولويات عقلية بل الموجود لدى الأنسان الترقب عند مشاهدة ظاهرة لظاهرة أخرى وأسماها قوة الميل للتوقع مع انه ليس ضروريا بل العادة تهيئ الذهن لفكرة الضرورات . وقال هيوم بأن لا افكار مجردة لأن كل شيئ له وجود لا يخلو من كم وكيف ووجود فكرة عامة أمر مستحيل والموجود جزئي دائما , وأما الأخلاق فلا علاقة لها بالعقل لأنها تعبير عما ينبغي أن يكون وما يلزم والعقل ليس فيه الا انطباعات حسية عما هو كائن , وربط الأخلاق بالعاطفة والحاسة الأخلاقية هي التي تدعونا لقول أو فكرة عن شر أو خير وهكذا رأى في المعتقدات الدينية فإنها لا تقوم لا في عقل ولا في وحي ولا في نقل وليس الدين فطرة وغريزة والا لآمن الناس جميعا وانما ينشئ الايمان من غريزة أصلية ميل ومن العسير أن تتبنى ما لا يراه العرف ضرورة ولم يقبل ما ذكره الفلاسفة من أن العقل البشري صورة عن العقل الالهي وأن اساس الأحكام الأخلاقية هي الميل والعاطفة والرغبة الخيرية الموجودة لدى كل الناس . أثر هيوم في الكثير من الفلاسفة حتى قال عنه كانت لقد أيقضني من السبات .