درس خارج فقه استاد محمدعلی خزائلی
99/03/25
بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: الصید و الذباحة/ وقوع التذکیة علی السباع
«المسألة الثالثة و العشرون: لا اشکال فی وقوع التذکیة علی کل حیوان حلّ اکله ذاتا، ... و امّا السباع و هی ما تفترس الحیوان و تاکل اللحم سواء کانت من الوحوش کالاسد و النمر ... او من الطیور کالصقّر و البازی و الباشق[1] و غیرها، فالاقوی قبولها للتذکیة و بها تطهر لحومها و جلودها، فیحلّ الانتفاع بها بان تلبس فی غیر الصلاة و تفترش بها بان تجعل وعاء للمایعات و ان لم تدبغ علی الاقوی، و ان کان الاحوط ان لا تستعمل ما لم یکن مدبوغة».[2]
اقول: لا یبعد الشهرة فی وقوع التذکیة المفیدة للطهارة بالنسبة الی السباع خصوصا غیر المسوخ منها و لم یوجد التصریح بالخلاف الّا من سلّار عبد العزیز حیث قال: «الجنایة علی البهائم علی ضربین: بهیمة لا تدخل تحت ملک مسلم و هو الخنزیر و الدّب و القرد و بهیمة تدخل تحت الملک و هو ما عدا ما ذکرناه و هذا الضرب علی ضربین: احدهما: لا تقع علیه ذکاة و هو مما لا یحلّ اکله ...مثل جوارح الطیر و السباع و الکلاب التی ینتفع بها ... ».[3]
اقول: ظاهر هذا الکلام عدم وقوع الذکاة المفیدة للطهارة مضافا الی الحلّیة فی السباع.
قال ابن زهرة فی الوسیلة: « و ان لم تقع علیه الذکاة و صحّ تملّکه، ضمن قیمته یوم الاتلاف و ذلک مثل جوارح الطّیر و السّباع و الکلب السلوقی و کلب الزرع و الماشیة».[4]
و قال المفید فی المقنعه: « الجنایات علی الحیوان من البهائم و غیرها و الاتلاف لانفس الحیوان، علی ضربین: احدهما: یمنع من الانتفاع به بعده ... فالضرب الذی یمنع من الانتفاع به قبل ما لا یقع علیه الذکاة و لا یحلّ اکله مع الاختیار کالبغال[5] و الحمیر الاهلیة ... و السّباع من الطّیر ...».[6]
اقول: ظاهر هذه العبارة ایضا عدم وقوع التذکیة المفیدة للطّهارة علی السّباع، لظاهر قوله: « یمنع من الانتفاع به» الشامل لانتفاع غیر الاکل ایضا. و قال الشیخ فی النهایة فی باب الجنایات: « من اتلف حیوانا لغیره مما لاتقع علیه الذکاة، کان علیه قیمته یوم اتلفه و ذلک مثل الفهد[7] او البازی[8] او الصقّر[9] او غیر ذلک مما یجوز للمسلمین تملکه».[10]
اقول: الظاهر ان مراد الشیخ من عدم وقوع التذکیة، التذکیة المفیدة للطهارة لا الطهارة بقرینة عبارته[11] الدالة علی وقوع التذکیة المفیدة للطهارة و هذه الموارد التی مثل بها من السّباع و قال بانه لا تقع علیها الذکاة و ظاهرها حتی الذکاة المفیدة للطهارة، و علی کل حال الاقوی کما فی المتن وقوع التذکیة المفیدة للطهارة علی السّباع و لا وجه للقول بعدمه فی مقابل المشهور خصوصا مع لحاظ النصوص الواردة فی جواز استعمال جلد السّباع علی ما مضی فی موثقة سماعة بن مهران عن ابی عبد الله (ع) و موثقة الاخری قال: « سئلته[12] عن جلود السّباع أینتفع بها؟ فقال: اذا رمیت و سمّیت فانتفع بجلده و امّا المیة فلا». [13]