< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

45/09/17

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: التفسير الموضوعي/الآيات المصدرة بيا ايها الذين آمنوا /الآيات الثلاثة الاخيرة من سورة الجمعة

 

قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى‌ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ﴿فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ ﴿وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [1]

أورد صاحب مجمع البيان في فضل سورة الجمعة روايتان هما: (أبي بن كعب عن النبي ص قال ومن قرأ سورة الجمعة أعطي عشر حسنات بعدد من أتى الجمعة وبعدد من لم يأتها في أمصار المسلمين). [2]

وعن منصور بن حازم عن أبي عبد الله (ع) قال: "من الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك وفي صلاة الظهر بالجمعة والمنافقين فإذا فعل فكأنما يعمل عمل رسول الله ص وكان ثوابه وجزاؤه على الله الجنة".[3]

فِي الْكَافِي بسند صحيح عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: الْقِرَاءَةُ فِي الصَّلَاةِ فِيهَا شَيْ‌ءٌ مُوَقَّتٌ؟ قَالَ: لَا إِلَّا الْجُمُعَةَ فَإِنَّهُ يَقْرَأُ فِيهَا الْجُمُعَةَ وَالْمُنَافِقِينَ.

وكذلك فيه بسند صحيح عَنْ مَنْصُورِ ابْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: "لَيْسَ فِي الْقِرَاءَةِ مُوَقَّتٌ إِلَّا الْجُمُعَةَ يَقْرَأُ بِالْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ".[4]

وكذلك عنه بسند صحيح عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "اقْرَأْ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ بِالْجُمُعَةِ وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَفِي الْفَجْرِ بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَفِي الْجُمُعَةِ بِالْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ".[5]

وهكذا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَ بِالْجُمُعَةِ الْمُؤْمِنِينَ فَسَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِشَارَةً لَهُمْ، وَالْمُنَافِقِينَ تَوْبِيخاً لِلْمُنَافِقِينَ وَلَا يَنْبَغِي تَرْكُهَا، فَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّداً فَلَا صَلَاةَ لَهُ".[6]

وهكذا عَنِ الْحَلَبِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الْجُمُعَةِ إِذَا صَلَّيْتُ وَحْدِي أَرْبَعاً أَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ؟ فَقَالَ: "نَعَمْ. وَقَالَ: اقْرَأْ بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ".

وهكذا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: "فِي الرَّجُلِ يُرِيدُ أَنْ يَقْرَأَ بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ فِي الْجُمُعَةِ فَيَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ؟ قَالَ: يَرْجِعُ إِلَى سُورَةِ الْجُمُعَةِ. وَرُوِيَ أَيْضاً يُتِمُّهَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَأْنِفُ".

وهكذا عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ: قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ صَلَّى الْجُمُعَةَ بِغَيْرِ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ أَعَادَ الصَّلَاةَ فِي سَفَرٍ أَوْ حَضَرٍ وَرُوِيَ لَا بَأْسَ فِي السَّفَرِ أَنْ يَقْرَأَ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ".[7]

وهكذا فِي كِتَابِ عِلَلِ الشَّرَائِعِ روى الصدوق بسند صحيح عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَقُولُ: اقْرَأْ سُورَةَ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ، فَإِنَّ قِرَاءَتَهُمَا سُنَّةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الْغَدَاةِ وَالظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَلَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقْرَأَ بِغَيْرِهِمَا فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ، يَعْنِي الْجُمُعَةَ إِمَاماً كُنْتَ أَوْ غَيْرَ إِمَامٍ". [8]

والروايات في لزوم قراءة الجمعة في صلاة الجمعة كثيرة جدا ذكرنا نماذج منها، اذا لم تبلغ حد التواتر لا اقل تكون بحد الاستفاضة ولكن المؤسف كثير من أئمة الجمعة يتركون قراءة سورة الجمعة بعذر عدم الاطالة ويطيلون خطبتهم ويرجحون كلامهم على كلام الله و لا يراعون ماورد في هذه الروايات الكثيرة بينما في عصر صدور هذه الروايات لم تتوفر وسائل التبريد والتدفئة ولم تكن السيارات للإياب والذهاب ولو كان رعاية حال المصلين عذرا في ترك سورة الجمعة والمنافقون كان الرعاية في تلك الأزمنة أولى وقد وقفت عند هذه الروايات تنبيها لأئمة الجمعة في عصرنا.

نقل في سبب نزول هذه الآيات وخصوصا الآية الأخيرة من هذه السورة: ﴿وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً﴾ روايات مختلفة متقاربة المعنى، هو أنّ في إحدى السنوات «أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر فقدم «دحيّة بن خليفة» بتجارة زيت من الشام والنبي يخطب يوم الجمعة فلمّا رأوه قاموا إليه بالبقيع خشية أن يسبقوا إليه فلم يبق مع النبي إلّا رهط فنزلت الآية فقال: «والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتّى لا يبقى أحد منكم لسال بكم الوادي نارا».

كما ورد في في شأن نزولها: (وقال المقاتلان: بينا رسول اللّه يخطب يوم الجمعة إذ قدم دحيّة بن خليفة بن فروة الكلبي ثمّ أخذ بني الخزرج ثمّ أخذ بني زيد بن مناة من الشام بتجارة وكان إذا قدم لم يبق بالمدينة عاتق إلّا أتته وكان يقدم إذا قدم بكلّ ما يحتاج إليه من دقيق أو برّ أو غيره فينزل عند «أحجار الزيت»، وهو مكان في سوق المدينة ثمّ يضرب بالطبل ليؤذن الناس بقدومه فيخرج إليه الناس ليتبايعوا معه فقدم ذات جمعة وكان ذلك قبل أن يسلم ورسول اللّه قائم على المنبر يخطب فخرج الناس فلم يبق في المسجد إلّا إثنا عشر رجلا وامرأة فقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: "لو لا هؤلاء لسوّمت عليهم الحجارة من السماء وأنزل اللّه هذه الآية").[9]

في المقطع الثالث من السورة الى الثلاثة الأخيرة تطرقت الى مسألة صلاة الجمعة بعد ما تحدث في المقطع الاول حول تسبيح جميع الكائنات لله ورسالة النبي الأعظم وفي المقطع الثاني انتقل الى موضوع اليهود الذين تركوا تعاليم التوراة وسيرتهم في الحياة، ثم أتى في المقطع الثالث الى موضوع صلاة الجمعة فخاطب المؤمنين وامرهم بالحضور في صلاة الجمعة وهي هدية من الله للمسلمين. فهي تجمّع عبادي سياسي اسبوعي فرصة عظيمة لنشر العلم والوعي والتآخي وتحسين العلاقات الاجتماعية.

ففي البداية يخاطب اللّه تعالى المسلمين جميعا بقوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى‌ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

وجاء في سورة المائدة في صفة المنافقين: ﴿وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ﴾[10]

فی آیتنا المبحوث عنها تاکید بلیغ على لزوم الاهتمام بصلاة الجمعة وجعلها الأولوية الأولى في يوم الجمعة وترك المبايعات في لحظتها والتأكيد على انها هي الخيار التي اكثر نفعاً في يوم الجمعة وتظهر هذه الحقيقة عند ما نلاحظ آثار المباركة لصلاة الجمعة من نشر العلم والدين والتقوى على مستوى العموم ما يحسن العلاقات الاقتصادية ايضاً لان المجتمع المتدين سوف يكون امينا وبعيدا عن الغش والمكر والخديعة وهذا جزء صغير من بركات صلاة الجمعة، وليس في هذا تعريض على البيع والعلاقات التجارية فان الكاسب حبيب الله ولذا يؤكد بعد ذلك على متابعة الاعمال الاقتصادية بقوله: ﴿فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ ولو ان الأمر عقيب الحظر ظاهر في مجرد الجواز ولكن اعتبار العمل الاقتصادي من فضل الله دال على قداستها عند الله ايضاً.

لا يخفى كما قلنا ان النهي عن البيع ذكر لمصداق المزاحم والا لا ينبغي للمؤمن ان يشتغل بما يشغله عن صلاة الجمعة أي عمل كان، الا ما كان ضرورياً ومعجلاً، كذلك يمكن ان يكون قوله تعالى: ﴿وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾ غير محصور على العمل الاقتصادي بل يشمل كل عمل مفيد يحبه الله تعالى: كعيادة المريض ومساعدة الاخوان وزيارة المؤمنين وطلب العلم والمعرفة وغيرها من الأمور الحسنة بل المباحة ايضاً.

كما ان في قوله تعالى: ﴿فَاسْعَوْا إِلى‌ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ لعله ليس المراد من السعي الى الصلاة الركض اليها لأنه ورد في بعض الأحاديث: "إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة»[11] .

فالجمع بین ظاهر الآية ومثل هذه الرواية ان نقول: ان المراد من السعي الاهتمام بالصلاة لا الركض اليها. نعم إذا تأخّر المصلي عن الحضور، فعليه ان يركض بمقدار الميسور حتى لا تفوت عنه صلاة الجمعة.

أما في تأريخ الجمعة وتسميتها فقد كلمات كثيرة منها: ما رواه الطبرسي رضوان الله عليه في المجمع فقال: (كان يقال للجمعة العروبة عن أبي سلمة وقيل إن أول من سماها جمعة الأنصار قال ابن سيرين جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبي ص المدينة وقيل قبل أن تنزل الجمعة قالت الأنصار لليهود يوم يجتمعون فيه كل سبعة أيام وللنصارى يوم أيضا مثل ذلك فلنجعل يوما نجتمع فيه فنذكر الله عز وجل ونشكره وكما قالوا يوم السبت لليهود ويوم الأحد للنصارى فاجعلوه يوم العروبة فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ وذكرهم فسموه يوم الجمعة حين اجتمعوا إليه فذبح لهم أسعد بن زرارة شاة فتغدوا وتعشوا من شاة واحدة وذلك لقلتهم فأنزل الله تعالى في ذلك ﴿إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ﴾ الآية فهذه أول جمعة جمعت في الإسلام فأما أول جمعة جمعها رسول الله ص بأصحابه فقيل: إنه قدم رسول الله ص مهاجرا حتى نزل قبا على عمرو بن عوف وذلك يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول حين الضحى فأقام بقبا يوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وأسس مسجدهم ثم خرج من بين أظهرهم يوم الجمعة عامداً المدينة فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم، قد اتخذ اليوم في ذلك الموضع مسجد وكانت هذه الجمعة أول جمعة جمعها رسول الله ص في الإسلام)[12]

ثم فی المراد من قوله تعالى في ذيل الآية ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ آراء وتفاسير:

منها: انها إشارة إلى ذكر اللّه تعالى لا وهب كلّ تلك البركات والنعم للإنسان. وقال بعضهم: إنّ الذكر هنا يعني التفكّر كما جاء في الحديث «تفكّر ساعة خير من عبادة سنة»

وفسّرها آخرون بمعنى التوجّه إلى اللّه تعالى في الكسب والمعاملات وعدم الانحراف عن جادّة الحقّ والعدالة.

والحق ینبغی للانسان ان یکون ذاکرا لله بقلبه أي وقد يعبر عنه بالتفكّر بان يلتفت الى ان كل شيء من عند الله ومخلوقه وتحت قدرته، فيجب عليه عند كل شيء مراعات أوامر ربه ونواهيه فلا يخرج عن جادة الصواب، كما يجب عليه ان يكون ذاكرا لله في مقام العمل بان يفعل ما يرضي ربه ويجتنب عما يسخطه وذاكرا بلسانه بالأذكار المختلفة التي تشير الى ذاته تعالى صفاته الحميدة ولكن لعل تأكيده في هذه الآية عند الانتشار في الأرض بما من المواطن التي فيها فرصة لجولة الشيطان هي الأسواق والمتاجر، وممّا لا شكّ فيه أنّ استمرار الذكر والمداومة عليه يرسخ الخوف من اللّه ويعمّقه في نفس الإنسان، ويجعله يستشعر ذلك في أعماق نفسه، ويقضي نهائيا على أسباب الغفلة والجهل اللذين يشكّلان السبب الأساس لكلّ الذنوب، ويضع الإنسان في طريق الفلاح دائما. وهناك تتحقّق حقيقة لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.

في آخر الآية- مورد البحث- ورد ذمّ عنيف للأشخاص الذين تركوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في صلاة الجمعة وأسرعوا للشراء من القافلة القادمة، إذ يقول تعالى: ﴿وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً﴾. ولكن ﴿قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.

ولعل السر فی ذکر اللهو والتجارة مترادفین مرتین أراد ان يبين ان صلاة الجمعة مقدمة على التجارة واللهو يعني حتى اذا كان الامر الذي تتركون النبي صلى الله عليه واله لأجله كان عملا في نفسه مستحسن مع ذلك لا ينبغي ترك صلاة الجمعة لأجله. لأنّ ثواب الله وجزاءه والبركات التي يحظى بها الإنسان من الحضور فی صلاة الجمعة والاستماع إلى المواعظ والخطبة التي يلقيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وما ينتج عن ذلك من تربية روحية و معنوية، لا يمكن مقارنتها بأي شي‌ء آخر. فإذا كنتم تظنّون انقطاع الرزق فإنّكم على خطأ كبير لأنّه: ﴿واللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.

لا یخفى بمناسبة ذكرى شهادة المولى عليه صلوات المصلين نرك بحثنا نتابع بحثنا بعد أيام العزاء ان شاء الله عظم الله اجوركم وتقبل الله صيامكم وقيامكم ونرجوا دعائكم في ليلي القدر المباركة.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo