< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

45/09/07

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: التفسير الموضوعي/تفسير الآيات المصدرة بيا ايها الذين آمنوا /تفسير الأيات 22-24مجادلة

﴿أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى‌ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَ يَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَ إِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ (8)﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى‌ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ (9) ﴿إِنَّمَا النَّجْوى‌ مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (المجادلة 8-10)

«النجوى» و «النجاة» في الأصل بمعنى المكان المرتفع الذي انفصل عن أطرافه وجوانبه بسبب ارتفاعه، ولأنّ الإنسان إذا أراد التكتم على حديثه يعتزل في مكان بعيد عن الآخرين، أو بلحاظ أنّ المتحدّث بالنجوى يريد أن ينجي أسراره من الكشف ويبعدها عن تناول أسماع الآخرين.

يستفاد من هذا التعبير- بصورة واضحة- أنّ النجوى إذا كانت بين المؤمنين فيجب أن تكون بعيدة عن السوء وما يثير قلق الآخرين، ولا بدّ أن يكون مسارها التواصي بالخير والحسنى، وبهذه الصورة فلا مانع منها. ولكن كلّما كانت النجوى بين أشخاص كاليهود والمنافقين الذين يهدفون إلى إيذاء المؤمنين، فنفس هذا العمل حرام وقبيح، فكيف الحال إذا كانت نجواهم شيطانية وتآمرية، ولذلك فإنّ القرآن يحذّر منها أشدّ تحذير في آخر آية مورد للبحث، حيث يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّجْوى‌ مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ ولكن يجب أن يعلموا أنّ الشيطان لا يستطيع إلحاق الضرر بأحد إلّا أن يأذن اللّه بذلك ﴿وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾. ذلك لأنّ كلّ مؤثّر في عالم الوجود يكون تأثيره بأمر اللّه حتّى إحراق النار وقطع السيف. ﴿وعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ إذ أنّهم- بالروح التوكّلية على اللّه، وبالاعتماد عليه سبحانه- يستطيعون أن ينتصروا على جميع هذه المشاكل، ويفسدوا خطط أتباع الشيطان، ويفشلوا مؤامراته.

لا يخفى ان النجوى على اقسام من ناحية الحكم الشرعي:

فقد تكون«حراما» وهو لو أدّى إلى أذى الآخرين أو هتك حرمتهم- كما أشير له في الآيات الناهية عنها.

وقد تكون واجبة كما اذا كان موضوعها واجبة سرّية، حيث أنّ إفشاءها مضرّ ويسبّب الخطر والأذى، او إضاعة حقوق او ما فيه خطر على الإسلام والمسلمين.

وقد تكون مستحباً وهي ما اذا كانت في الأمور المستحبة التي اخائها الأفضل كالاحسان الى محتاج لا يحلو له الكشف على الآخرين من الخير والبرّ.

وعلى كل حال النجوى عمل غير محمود، ومخالف لآداب المجالس، ويعتبر نوعا من اللامبالاة وعدم الاكتراث بالآخرين الا ما خرج بالدليل.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإنّ ذلك يحزنه"

كما نقرأ في حديث عن أبي سعيد الخدري أنّه قال: كنّا نتناوب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يطرقه أمر أو يأمر بشي‌ء فكثر أهل الثوب المحتسبون ليلة حتّى إذا كنّا نتحدّث فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من الليل فقال: "ما هذه النجوى ألم تنهوا عن النجوى".

ويستفاد من روايات أخرى أنّ الشيطان- لإيذاء المؤمنين- يستخدم كلّ وسيلة ليس في موضوع النجوى فقط، بل أحيانا في عالم النوم حيث يصوّر لهم مشاهد مؤلمة توجب الحزن والغمّ، ولا بدّ للإنسان المؤمن في مثل هذه الحالات أن يلتجئ إلى اللّه ويتوكّل عليه، ويبعد عن نفسه هذه الوساوس الشيطانية.

اما بالنسبة الى ما ورد من تحيات المنافقين لرسول الله بخلاف ما حياه الله تعالى في قوله تعالى: ﴿إِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ﴾

ففي التحيّة بالإضافة إلى الاحترام والإكرام لا بدّ أن تقرن بذكر اللّه في حالة اللقاء، كما في (السّلام) الذي تطلب فيه من اللّه السلامة للطرف الآخر. وما احسن سيرة اهل العراق من شيوع التحية بصبح كم الله ومساكم الله المشتملة على اسم الله بخلاف سائر الشعوب العربية حيث يكتفوا بصباح الخير ومساء الخير.

فورد في تفسير علي بن إبراهيم- في نهاية الآيات مورد البحث- أنّ مجموعة من أصحاب الرّسول صلّى اللّه عليه وآله عند ما كانوا يقدمون عليه يحيّونه بقولهم (أنعم صباحاً) و (أنعم مساء) وهذه تحية أهل الجاهلية فأنزل اللّه: ﴿وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ﴾

فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: "قد أبدلنا اللّه بخير تحيّة أهل الجنّة السّلام عليكم".

كما أنّ من خصوصيات السّلام في الإسلام أن يكون مقترنا بذكر اللّه تعالى.

وهنا نذكر لكم بعض النصوص حول التحيات بعينها:

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: ﴿«أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى‌ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ»﴾

قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص يَأْتُونَ رَسُولَ اللَّهِ ص‌ فَيَسْأَلُونَهُ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ لَهُمْ، وَكَانُوا يَسْأَلُونَ مَا لَا يَحِلُّ لَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ «وَ يَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ» وَ قَوْلُهُمْ لَهُ إِذَا أَتَوْهُ أَنْعِمْ صَبَاحاً وَ أَنْعِمْ مَسَاءً وَ هِيَ تَحِيَّةُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ «وَ إِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ» فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَدْ أَبْدَلَنَا اللَّهُ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ تَحِيَّةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ».

ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ» إلى قوله «إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ» و قَوْلُهُ: «إِنَّمَا النَّجْوى‌ مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ»

قَالَ فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كَانَ سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ فَاطِمَةَ ع رَأَتْ فِي مَنَامِهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص هَمَّ أَنْ يَخْرُجَ هُوَ وَ فَاطِمَةُ وَ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ص مِنَ الْمَدِينَةِ فَخَرَجُوا حَتَّى جَاوَزُوا مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَعَرَضَ لَهُمْ طَرِيقَانِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص ذَاتَ الْيَمِينِ حَتَّى انْتَهَى بِهِمْ إِلَى مَوْضِعٍ فِيهِ نَخْلٌ وَ مَاءٌ فَاشْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ ص شَاةً كَبْرَاءَ «1» وَ هِيَ الَّتِي فِي أَحَدِ أُذُنَيْهَا نُقَطٌ بِيضٌ فَأَمَرَ بِذَبْحِهَا فَلَمَّا أَكَلُوا مِنْهَا مَاتُوا فِي مَكَانِهِمْ، فَانْتَبَهَتْ فَاطِمَةُ بَاكِيَةً ذَعِرَةً فَلَمْ تُخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ ص بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَصْبَحَتْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِحِمَارٍ فَأَرْكَبَ عَلَيْهِ فَاطِمَةَ وَ أَمَرَ أَنْ يَخْرُجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع مِنَ الْمَدِينَةِ كَمَا رَأَتْ فَاطِمَةُ فِي نَوْمِهَا فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ عَرَضَ لَهُمْ طَرِيقَانِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص ذَاتَ الْيَمِينِ كَمَا رَأَتْ فَاطِمَةُ ع حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَوْضِعٍ فِيهِ نَخْلٌ وَ مَاءٌ فَاشْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ ص شَاةً ذَرْآءَ كَمَا رَأَتْ فَاطِمَةُ ع فَأَمَرَ بِذَبْحِهَا فَذُبِحَتْ وَ شُوِيَتْ فَلَمَّا أَرَادُوا أَكْلَهَا قَامَتْ فَاطِمَةُ وَ تَنَحَّتْ نَاحِيَةً مِنْهُم‌ تَبْكِي مَخَافَةَ أَنْ يَمُوتُوا، فَطَلَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهَا وَ هِيَ تَبْكِي فَقَالَ مَا شَأْنُكِ يَا بُنَيَّةُ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَ كَذَا فِي نَوْمِي وَ قَدْ فَعَلْتَ أَنْتَ كَمَا رَأَيْتُهُ فِي نَوْمِي فَتَنَحَّيْتُ عَنْكُمْ لِأَنْ لَا أَرَاكُمْ تَمُوتُونَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ نَاجَى رَبَّهُ فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ ع فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ هَذَا شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ الزها [الرُّهَا] وَ هُوَ الَّذِي أَرَى فَاطِمَةَ هَذِهِ الرُّؤْيَا وَ يُؤْذِي الْمُؤْمِنِينَ فِي نَوْمِهِمْ مَا يَغْتَمُّونَ بِهِ فَأَمَرَ جَبْرَئِيلَ ع أَنْ يَأْتِيَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَجَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ لَهُ أَنْتَ أَرَيْتَ فَاطِمَةَ هَذِهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ: نَعَمْ يَا مُحَمَّدُ! فَبَزَقَ عَلَيْهِ ثَلَاثَ بَزَقَاتٍ فَشَجَّهُ فِي ثَلَاثِ مَوَاضِعَ ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِيلُ لِمُحَمَّدٍ ص قُلْ يَا مُحَمَّدُ إِذَا رَأَيْتَ فِي مَنَامِكَ شَيْئاً تَكْرَهُهُ أَوْ رَأَى أَحَدٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَلَائِكَةُ اللَّهِ الْمُقَرَّبُونَ وَ أَنْبِيَاءُ اللَّهِ الْمُرْسَلُونَ وَ عِبَادُهُ الصَّالِحُونَ مِنْ شَرِّ مَا رَأَيْتُ مِنْ رُؤْيَايَ، وَ يَقْرَأُ الْحَمْدَ وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ يَتْفُلُ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثَ تَفَلَاتٍ، فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّهُ مَا رَأَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ «إِنَّمَا النَّجْوى‌ مِنَ الشَّيْطانِ» الْآيَةَ.

، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ وَ بَكْرِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ قَالا حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: «إِنَّمَا النَّجْوى‌ مِنَ الشَّيْطانِ» قَالَ فُلَانٌ قَوْلُهُ «ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى‌ ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ» فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ ابْنُ فُلَانٍ أَمِينُهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا فَدَخَلُوا الْكَعْبَةَ فَكَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَاباً إِنْ مَاتَ مُحَمَّدٌ أَنْ لَا يَرْجِعَ الْأَمْرُ فِيهِمْ أَبَداً.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ ﴿«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ»﴾

قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَقُومُ لَهُ النَّاسُ فَنَهَاهُمُ اللَّهُ أَنْ يَقُومُوا لَهُ فَقَالَ تَفَسَّحُوا أَيْ وَسِّعُوا لَهُ فِي الْمَجْلِسِ «وَ إِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا» يَعْنِي إِذَا قَالَ قُومُوا فَقُومُوا.

وَقَوْلُهُ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً» قَالَ: إِذَا سَأَلْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ ص حَاجَةً فَتَصَدَّقُوا بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتِكُمْ لِيَكُونَ أَقْضَى لِحَوَائِجِكُمْ، فَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلَّا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَإِنَّهُ تَصَدَّقَ بِدِينَارٍ وَ نَاجَى رَسُولَ اللَّهِ ص عَشْرَ نَجَوَاتٍ.

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع [أَبِي جَعْفَرٍ] قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً» قَالَ: قَدَّمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاهُ صَدَقَةً ثُمَّ نَسَخَهَا قَوْلُهُ: «أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ».

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنِيُّ [الْحَسَنِيُ‌] قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ خُنَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَبَّاحٌ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ ع: إِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ لَآيَةً مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي وَ لَا يَعْمَلُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي وَ هِيَ آيَةُ النَّجْوَى كَانَ عِنْدِي دِينَارٌ فَبِعْتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، فَجَعَلْتُ أُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ نَجْوَى أُنَاجِيهَا النَّبِيَّ ص دِرْهَماً، قَالَ:

فَنَسَخَهَا قَوْلُهُ: «﴿أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ﴾» إِلَى قَوْلِهِ «﴿وَ اللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ﴾».

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo