< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

45/05/08

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: التفسير الموضوعي/الآ يات المصدرة بيا ايها الذين آمنوا /تفسي الآية 56 من سورة الاحزاب

 

﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [1]

في الاُسبوع الماضي تحدّثنا حول هذه الآية المباركة في جهات: بيان مفرداتها وكيفية اداءها والاقوال في وجوبها وما يتعلق بتفسير هذه الآية المباركة.

واليوم نريد انتباهكم الى نقطتين:

أولاً: مدى التأكيد عليها وما يترتب عليها من الفضائل والأجر؟ وثانياً: السر الكامن في هذا التأكيد البليغ وفلسفة احياء الصلوات؟

في تفسير عليّ بن إبراهيم ذكر "ما فضل اللّه نبيه صلّى اللّه عليه وآله فقال جل ذكره ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ قال صلوات اللّه عليه تزكية له وثناء عليه وصلاة الملائكة مدحهم له وصلاة الناس دعاؤهم له والتصديق والإقرار بفضله، وقوله تعالى: ﴿وسلموا تسليما﴾ يعنى سلموا له بالولاية وبما جاء به".

وفِي عُيُونِ الْأَخْبَارِ فِي بَابِ ذِكْرِ مَجْلِسِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ الْمَأْمُونِ فِي الْفَرْقِ بَيْنَ الْعِتْرَةِ وَالْأُمَّةِ حَدِيثٌ طَوِيلٌ وَفِيهِ: قَالَتِ الْعُلَمَاءُ: فَأَخْبِرْنَا هَلْ فَسَّرَ اللَّهُ تَعَالَى الِاصْطِفَاءَ فِي الْكِتَابِ؟ فَقَالَ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَسَّرَ الِاصْطِفَاءَ فِي الظَّاهِرِ سِوَى الْبَاطِنِ فِي اثْنَي عَشَرَ مَوْطِناً وَمَوْضِعاً، إِلَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَمَّا الْآيَةُ السَّابِعَةُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ وَقَدْ عَلِمَ الْمُعَانِدُونَ مِنْهُمْ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَرَفْنَا التَّسْلِيمَ عَلَيْكَ فَكَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ تَقُولُونَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، فَهَلْ بَيْنَكُمْ مَعَاشِرَ النَّاسِ فِي هَذَا خِلَافٌ؟

قَالُوا: لَا، قَالَ الْمَأْمُونُ: هَذَا مِمَّا لَا خِلَافَ فِيهِ أَصْلًا وَعَلَيْهِ إِجْمَاعُ الْأُمَّةِ فَهَلْ عِنْدَكَ فِي الْآلِ شَيْ‌ءٌ أَوْضَحُ مِنْ هَذَا فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: نَعَمْ أَخْبِرُونِي عَنْ قَوْلِ اللَّه‌ تَعَالَى: ﴿«يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ فَمَنْ عَنَى بِقَوْلِهِ: يس؟ قَالَتِ الْعُلَمَاءُ: يس مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَشُكَّ فِيهِ أَحَدٌ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَعْطَى مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ مِنْ ذَلِكَ فَضْلًا لَا يَبْلُغُ أَحَدٌ كُنْهَ وَصْفِهِ إِلَّا مَنْ عَقَلَهُ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَى الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿سَلامٌ عَلى‌ نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ﴾ وَقَالَ: ﴿سَلامٌ عَلى‌ إِبْراهِيمَ﴾ وَقَالَ: ﴿سَلامٌ عَلى‌ مُوسى‌ وَهارُونَ﴾ وَلَمْ يَقُلْ: سَلَامٌ عَلَى آلِ نُوحٍ وَلَمْ يَقُلْ سَلَامٌ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يَقُلْ: سَلَامٌ عَلَى آلِ مُوسَى وَهَارُونَ، وَقَالَ: ﴿سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ﴾ يَعْنِي آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَقَالَ الْمَأْمُونُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ فِي مَعْدِنِ النُّبُوَّةِ شَرْحَ هَذَا وَبَيَانَهُ فَهَذِهِ السَّابِعَةُ".

فِي أُصُولِ الْكَافِي بسنده عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا فِي مَجْلِسٍ فَلَمْ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ حَسْرَةً وَوَبَالًا عَلَيْهِمْ".

وَفِيهِ فِيمَا عَلَّمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَصْحَابَهُ مِنَ الْأَرْبَعِمِائَةِ بَابٍ مِمَّا يُصْلِحُ لِلْمُسْلِمِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ: صَلُّوا عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقْبَلُ دُعَاءَكُمْ عِنْدَ ذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَدُعَائِكُمْ وَحِفْظِكُمْ إِيَّاهُ إِذَا قَرَأْتُمْ ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ فَصَلُّوا عَلَيْهِ فِي الصَّلَاةِ كُنْتُمْ أَوْ فِي غَيْرِهَا".

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: "أَرْبَعَةٌ أُوتُوا سَمْعَ الْخَلَائِقِ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَحُورُ الْعِينِ، وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَمَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَوْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا بَلَغَهُ ذَلِك‌"

وفِي الْكَافِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "إِذَا أَذِنْتَ فَأَفْصِحْ بِالْأَلِفِ وَالْهَاءِ، وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ كُلَّمَا ذَكَرْتَهُ أَوْ ذَكَرَهُ ذَاكِرٌ فِي أَذَانٍ أَوْ فِي غَيْرِهِ".

وفِي كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ عَنِ أَبِي الْمَغْرَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَقُولُ: مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَصَلَاةِ الْمَغْرِبِ قَبْلَ أَنْ يَثْنِيَ رِجْلَيْهِ أَوْ يُكَلِّمَ أَحَداً: ﴿«إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ ذُرِّيَّتِهِ» قَضَى اللَّهُ لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ سَبْعِينَ فِي الدُّنْيَا وَثَلَاثِينَ فِي الْآخِرَةِ، قَالَ: قُلْتُ: مَا مَعْنَى صَلَاةِ اللَّهِ وَصَلَاةِ مَلَائِكَتِهِ وَصَلَاةِ الْمُؤْمِنِ؟ قَالَ: صَلَاةُ اللَّهِ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ، وَصَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ تَزْكِيَةٌ مِنْهُمْ لَهُ، وَصَلَاةُ الْمُؤْمِنِينَ دُعَاءٌ مِنْهُمْ لَهُ‌".

فِي إِرْشَادِ الْمُفِيدِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: "صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَيَّ وَعَلَى عَلِيٍّ سَبْعَ سِنِينَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يُرْفَعْ إِلَى السَّمَاءِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا مِنِّي وَمِنْ عَلِيٍّ."

وفِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ خُطَبٌ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَفِيهَا: وَبِالشَّهَادَتَيْنِ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَبِالصَّلَاةِ تَنَالُونَ الرَّحْمَةَ، فَأَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّكُمْ وَآلِهِ، ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾

وفِي كِتَابِ مَعَانِي الْأَخْبَارِ بسنده عن ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ فَقَالَ: الصَّلَاةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رَحْمَةٌ وَمِنَ الْمَلَائِكَةِ تَزْكِيَةٌ، وَمِنَ النَّاسِ دُعَاءٌ، وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿سَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ فِيمَا وَرَدَ عَنْهُ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ؟ قَالَ: تَقُولُونَ: صَلَوَاتُ اللَّهِ وَصَلَوَاتُ مَلَائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا ثَوَابُ مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ بِهَذِهِ الصَّلَوَاتِ؟ قَالَ: الْخُرُوجُ مِنَ الذُّنُوبِ وَاللَّهِ كَهَيْئَةِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"

وفِي أُصُولِ الْكَافِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: "كُنْتُ عِنْدَ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ فَعَطَسَ فَقُلْتُ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ ثُمَّ عَطَسَ فَقُلْتُ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ إِذَا عَطَسَ مِثْلُكَ يُقَالُ لَهُ كَمَا يَقُولُ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَوْ كَمَا نَقُولُ؟ قَالَ: نَعَمْ أَ لَيْسَ تَقُولُ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: أَ رَحِمَ اللَّهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: بَلَى وَقَدْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَرَحِمَهُ، وَإِنَّمَا صَلَاتُنَا عَلَيْهِ رَحْمَةٌ لَنَا وَقُرْبَةٌ".

فِي الْكَافِي أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ انْتَهَى إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي اجْتَبَاكَ وَاخْتَارَكَ وَهَدَاكَ وَهَدَى بِكَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْكَ؛ ثُمَّ قَالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾

وَخُطْبَةٌ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ فِيهَا: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَحَنَّنْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَأَفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ وَتَحَنَّنْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".

وفِي كِتَابِ الْإِحْتِجَاجِ لِلطَّبْرِسِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَدِيثٌ طَوِيلٌ وَفِيهِ: "فَأَمَّا مَا عَلِمَهُ الْجَاهِلُ وَالْعَالِمُ مِنْ فَضْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ وَلِهَذِهِ الْآيَةِ ظَاهِرٌ وَبَاطِنٌ، فَالظَّاهِرُ قَوْلُهُ: ﴿صَلُّوا عَلَيْهِ﴾ وَالْبَاطِنُ قَوْلُهُ: ﴿وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ أَيْ سَلِّمُوا لِمَنْ وَصَّاهُ وَاسْتَخْلَفَهُ [وَ فَضَّلَهُ‌] عَلَيْكُمْ فضله وَمَا عَهِدَ بِهِ إِلَيْهِ تَسْلِيماً، وَهَذَا مِمَّا أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا مَنْ لَطُفَ حِسُّهُ وَ صَفَا ذِهْنُهُ وَ صَحَّ تَمْيِيزُهُ".

فِي الصَّحِيفَةِ السَّجَّادِيَّةِ فِي دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي طَلَبِ الْحَوَائِجِ: "وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلَاةً دَائِمَةً نَامِيَةً لَا انْقِطَاعَ لِأَبَدِهَا، وَلَا مُنْتَهَى لِأَمَدِهَا، وَاجْعَلْ ذَلِكَ عَوْناً لِي وَسَبَباً لِنَجَاحِ طَلِبَتِي إِنَّكَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ".

الى هنا جميع الأحاديث التي اخترناها لكم كانت من تفسير نور الثقلين المجلد الرابع الصفحة 300الى 305

وقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع "مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَاجَةٌ- فَلْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ- ثُمَّ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ- ثُمَّ يَخْتِمُ بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ- فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ- أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَقْبَلَ الطَّرَفَيْنِ وَيَدَعَ الْوَسَطَ- إِذَا كَانَتِ الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ لَا تُحْجَبُ عَنْهُ".[2]

وعَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: "لَا يَزَالُ الدُّعَاءُ مَحْجُوباً عَنِ السَّمَاءِ- حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ع"[3] .

وعَن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله "صَلَاتُكُمْ عَلَيَّ إِجَابَةٌ لِدُعَائِكُمْ وَزَكَاةٌ لِأَعْمَالِكُمْ"[4] .

وعَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الصَّادِقِ ع فِي حَدِيثٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّهُ يُكْرَهُ لِلْعَبْدِ أَنْ يُزَكِّيَ نَفْسَهُ- وَ لَكِنِّي أَقُولُ: إِنَّ آدَمَ لَمَّا أَصَابَ الْخَطِيئَةَ- كَانَتْ تَوْبَتُهُ أَنْ قَالَ- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ- لَمَّا غَفَرْتَ لِي فَغَفَرَهَا لَهُ- وَ إِنَّ نُوحاً لَمَّا رَكِبَ السَّفِينَةَ وَ خَافَ الْغَرَقَ- قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ- لَمَّا أَنْجَيْتَنِي مِنَ الْغَرَقِ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنْهُ- وَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ- قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ- لَمَّا أَنْجَيْتَنِي مِنْهَا فَجَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ بَرْداً وَ سَلَاماً- وَ إِنَّ مُوسَى لَمَّا أَلْقَى عَصَاهُ وَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً- قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ- لَمَّا آمَنْتَنِي فَقَالَ لَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى.[5]

وأَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ فِي عُدَّةِ الدَّاعِي عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّداً ص يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَا عِبَادِي- أَ وَ لَيْسَ مَنْ لَهُ إِلَيْكُمْ حَوَائِجُ كِبَارٌ لَا تَجُودُونَ بِهَا- إِلَّا أَنْ يَتَحَمَّلَ عَلَيْكُمْ بِأَحَبِّ الْخَلْقِ إِلَيْكُمْ- تَقْضُونَهَا كَرَامَةً لِشَفِيعِهِمْ- أَلَا فَاعْلَمُوا أَنَّ أَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَيَّ وَأَفْضَلَهُمْ لَدَيَّ- مُحَمَّدٌ وَأَخُوهُ عَلِيٌّ وَمِنْ بَعْدِهِ الْأَئِمَّةُ- الَّذِينَ هُمُ الْوَسَائِلُ إِلَى اللَّهِ- فَلْيَدْعُنِي مَنْ هَمَّتْهُ حَاجَةٌ يُرِيدُ نَفْعَهَا- أَوْ دَهِمَتْهُ دَاهِيَةٌ يُرِيدُ كَشْفَ ضُرِّهَا- بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ أَقْضِهَا لَهُ أَحْسَنَ مَا يَقْضِيهَا- مَنْ (تَسْتَشْفِعُونَ لَهُ) بِأَعَزِّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ. وَرَوَاهُ الْعَسْكَرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ مِثْلَه" [6]

نحن اكتفينا بذكر نصوص الروايات رعاية للوقت وتركنا التدبر والتفكر وإخراج المطالب السامية واللطيفة على عهدتكم وشكراً وعذرا


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo