< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

45/03/04

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: التفسير الموضوعي/تفسير آيات المصدرة بيا ايها الذين آمنوا /تفسير الآيات41-44

 

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾ ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾ ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً﴾ ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً﴾ [1] .

قال في الميزان: (قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾ الذكر ما يقابل النسيان وهو توجيه الإدراك نحو المذكور وأما التلفظ بما يدل عليه من أسمائه وصفاته فهو بعض مصاديق الذكر. قوله تعالى: ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ التسبيح هو التنزيه وهو مثل الذكر لا يتوقف على اللفظ وإن كان التلفظ بمثل سبحان الله بعض مصاديق التسبيح)[2]

وبكرة
واصيلاً قالوا فيها: البكرة اول النهار والاصيل آخره وورد هذا كناية عن الاستمرار في التسبيح او بما ان بين الطلوعين وبين الغروبين تجتمع ملائكة الليل والنهار ففيهما قداسة خاصة تمتاز للعبادة وفي بعض الاقوال انها إشارة الى صلاة الفجر والعشاء لما ورد في عظمة صلاتهما وقد جعل البعض البكرة إشارة الى صلاة الصبح والأصيل إشارة الى صلاة الظهر والمغرب والعشاء. والمهم هو التسبيح الدائم.

قال في الميزان: والبكرة أول النهار والأصيل آخره بعد العصر وتقييد التسبيح بالبكرة والأصيل لما فيهما من تحول الأحوال فيناسب تسبيحه وتنزيهه من التغير والتحول وكل نقص طار، ويمكن أن يكون البكرة والأصيل معا كناية عن الدوام كالليل والنهار في قوله: ﴿يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ﴾:[3] . [4]

في هذا المقطع من سورة الأحزاب توجه ربنا الينا بأمرين: "ذكرُ الله كثيراً وتسبيح الله بكرة واصيلاً" ولعل المراد من ذكر الله ذكر ذاته وصفات جماله ومن تسبيحه ذكره بصفات جلاله. وكل واحد من الذكرين ملازم للآخر فان تحميد الله نسبة جميع الصفات الكمالية والايجابية اليه فهو واجد مطلق، والتسبيح هو تنزيهه وتجليله عن جميع الصفات السلبية فمن كان واجد لكل كمال لم يبق له طريق الى النقص ومن كان منزه عن كل نقص فهو واجد لكل كمال لان النسبة بينهما: نقيضان لا يجتمعان ولا يفترقان. فقولنا: "سبحان ربي الأعلى وبحمده" ليس معناه كما يقولون: انه "اُسبحه وأحمده" بل الباء للسببية أي: اُسبِّح ربّي بما أحمده". قال تعالى: ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ﴾ [5] وقال ايضاً: ﴿اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك﴾ [6] وقال ايضاً: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لٰكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً﴾ [7] وقال ايضاً: ﴿أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾ [8]

ثم ان عنوان "الكثير" من المقولات المشككة والنسبية، كما انّ "الذكر" بمعنى توجيه الإدراك نحو المذكور ذو درجات كثيرة من حيث العمق وحضور القلب، فأمير المؤمنين عليه السلام كان ذاكراً لله بحيث لم ير شيئاً الّا ورأى اللهَ قبله وبعده ومعه. وامثالي حتى حين الصلاة يذهب ذهنه يميناً وشمالاً وشرقاً وغرباً حتى ينتهي من صلاته فأين الثرى من ثريّا.

ثم في الآية التي تليها وهو قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً﴾ بيّن الله في هذه الآية الداعي لذكرنا إياه تعالى كتعليل فمعناه لأنّه: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ﴾ الآية. فمكافئة لهذه النعمة علينا ان نذكره ذكرا كثيراً، ويحتمل ان يكون المراد بما ان الله يصلي عليكم إذا ذكرتموه ذكراً كثيراً فيقتضي ان تستغلوا هذه الفرصة للحصول على صلاته وصلاة ملائكته، ففي الاحتمال الأول يكون معلولا لصلاته علينا وهي بمنزلة العلة بخلاف المحتمل الثاني فالذكر الكثير علة وصلاة الله على الذاكرين معلول. ويمكن الجمع بين الاحتمالين كنسبة الايمان بالعمل الصالح فالإيمان يوجب ازدياد العمل الصالح كما ان العمل الصالح يوجب الازدياد في الايمان وهو الذي يسمى الدور المعي وهو ليس من مقولة الدور المحال فتامل جيداً. ومما يناسب هذا المعنى قول الله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾بقر[9]

ثم لابد ان نعرف ما المراد من صلاة الله علينا في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً﴾، قال في الميزان:

(المعنى الجامع للصلاة على ما يستفاد من موارد استعمالها هو الانعطاف، فيختلف باختلاف ما نسب إليه ولذلك قيل: إن الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن الناس الدعاء لكن الذي نسب من الصلاة إلى الله سبحانه في القرآن هو الصلاة بمعنى الرحمة الخاصة بالمؤمنين وهي التي تترتب عليها سعادة العقبى والفلاح المؤبد ولذلك علل تصليته عليهم بقوله: ﴿لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّور وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً﴾.

هنا نود ان نخوض في الروايات التي وردت من اهل البيت عليهم السلام في هذا المورد:

فِي أُصُولِ الْكَافِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلَّا وَ لَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ الّا الذِّكْرَ، فَلَيْسَ لَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْفَرَائِضَ فَمَنْ أَدَّاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ، وَشَهْرَ رَمَضَانَ فَمَنْ صَامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ، وَالْحَجَّ فَمَنْ حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ، إِلَّا الذِّكْرَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَرْضَ مِنْهُ بِالْقَلِيلِ وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ ثُمَّ تَلَا: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا فَقَالَ: لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ كَثِيرَ الذِّكْرِ لَقَدْ كُنْتُ أَمْشِي مَعَهُ وَإِنَّهُ لَيَذْكُرُ اللَّهَ، وَآكُلُ مَعَهُ الطَّعَامَ وَإِنَّهُ لَيَذْكُرُ اللَّهَ، وَلَقَدْ كَانَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ مَا يَشْغَلُهُ ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَكُنْتُ أَرَى لِسَانَهُ لَازِقاً بِحَنَكِهِ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ يَجْمَعُنَا فَيَأْمُرُنَا بِالذِّكْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَيَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ مَنْ كَانَ يَقْرَأُ مِنَّا، وَمَنْ كَانَ لَا يَقْرَأُ مِنَّا أَمَرَهُ بِالذِّكْرِ، وَالْبَيْتُ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ وَيُذْكَرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ تَكْثُرُ بَرَكَتُهُ، وَتَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ وَتَهْجُرُهُ الشَّيَاطِينُ، ويضيء لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا يُضِي‌ءُ الْكَوْكَبُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ، وَالْبَيْتُ الَّذِي لَا يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ وَلَا يُذْكَرُ اللَّهُ تَقِلُّ بَرَكَتُهُ وَتَهْجُرُهُ الْمَلَائِكَةُ وَتَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينُ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ أَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنَ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَقْتُلُوهُمْ وَيَقْتُلُوكُمْ؟ فَقَالُوا: بَلَى، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَثِيراً. ثُمَّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقَالَ: مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ؟ فَقَالَ: أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْراً، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: مَنْ أُعْطِيَ لِسَاناً ذَاكِراً فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ قَالَ: لَا تَسْتَكْثِرْ مَا عَمِلْت ‌مِنْ خَيْرٍ لِلَّهِ." [10]

وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: "شِيعَتُنَا الَّذِينَ إِذَا خَلَوْا ذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً".[11]

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ "قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبَّهُ اللَّهُ. وَمَنْ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ".[12]

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: تَسْبِيحُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلَامُ مِنَ الذِّكْرِ الْكَثِيرِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾.[13]

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي جَنَّتِهِ.[14]

عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ الْخَصَّافِ رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي السِّرِّ فَقَدْ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً إِنَّ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَلَانِيَةً وَلَا يَذْكُرُونَهُ فِي السِّرِّ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾".[15]

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿اذْكُرُوا الله ذِكْرَاً كَثيراً﴾ قَالَ: قُلْتُ: مَا أَدْنَى الذِّكْرِ الْكَثِيرِ؟ قَالَ: فَقَالَ: التَّسْبِيحُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ مَرَّةً.[16]

وهنا نذكر بعض ما ورد في المجمع:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قُلْ:

سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ عَدَدَ مَا عَلِمَ وَزِنَةَ مَا عَلِمَ‌ وَمَلَأَ مَا عَلِمَ، فَإِنَّهُ مَنْ قَالَهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا سِتَّ خِصَالٍ: كُتِبَ مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً، وَكَانَ أَفْضَلَ مَنْ ذَكَرَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَكُنَّ لَهُ غَرْساً فِي الْجَنَّةِ وَتَحَاتَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرَةِ الْيَابِسَةِ، وَيَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَمَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ".

عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "مَا ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُ بشيء أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ يُحْرَمُهَا، قِيلَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: الْمُوَاسَاةُ فِي ذَاتِ يَدِهِ، وَالْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ، وَذِكْرُ اللَّهِ كَثِيراً، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَكِنَّ ذِكْرَ اللَّهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ لَهُ وَذِكْرَ اللَّهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ".

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "ثَلَاثٌ لَا يُطِيقُهُنَّ النَّاسُ: الصَّفْحُ عَنِ النَّاسِ، وَمُوَاسَاةُ الْأَخِ أَخَاهُ فِي مَالِهِ، وَذِكْرُ اللَّهِ كَثِيراً".[17]

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo