< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

44/10/19

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: التفسير الموضوعي/الآيات المصدرة بيا ايها الذين آمنوا /تفسير الآيات 58-60من سورة النور

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى‌ بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾[1] ﴿وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾[2] ﴿وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[3]

وقفة عند بعض مفردات الآيات:

(كلمة «الحلم» على وزن «كتب» بمعنى العقل والكناية عن البلوغ، الذي يعتبر توأما لطفرة عقلية وفكرية، ومرحلة جديدة في حياة الإنسان، وقيل أنّ الحلم بمعنى الرؤيا، فهي كناية عن احتلام الشباب حين البلوغ).[4]

ووضع الثياب: خلعها وهو كناية عن كونهم على حال ربما لا يحبون أن يراهم عليها الأجنبي. والظهيرة: وقت الظهر،

والعورة: السوأة سميت بها لما يلحق الإنسان من انكشافها من العار وكان المراد بها في الآية ما ينبغي ستره. (والتبرج: إظهار المرأة من محاسنها ما يجب عليها ستره، وأصله الظهور ومنه البرج البناء العالي لظهوره).[5]

في هذه الآية تعرض لمسألة ربما يراه الانسان امرا تافها لا يهم ولكن قد يصير عدم رعايتها سبباً لكثير من المشاكل في المجتمع والقران كثيراً ما يجعل الاصبع على مثل هذه الأمور ويوليها اهتماما ويدقق في تفاصيلها كما نرى ركّز في أطول آية في القرآن على مسألة المداينة فإنها موضوع ترتبت عليه نزاعات وتشاكي وخلافات بين الأقارب والأحبة وقد انتهى الامر الي التقاطع والتقاتل فيما بينهم ممن لم يراعي الأمور المذكورة فيها.

في هذه السورة المباركة سبق الكلام عن الدخول في بيت الغير في الآية 27 وما بعدها حيث قال: "﴿لاتَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتّىَ تَسْتأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا﴾ الآية"

وفي هذا المقطع من الآيات يتحدث معنا عن التعامل في داخل الأسرة ففي الآية الأولى منها يتصدى لأدب جميل لابد من رعايته في دخول الأقرباء من الاُسرة على بعضهم ممن يكون بينهم تردد كثير من الخدم والأولاد الصغار في حد المراهقة فيقول: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ﴾ وهذين الفريقين من الخدم والأولاد المراهقين بحاجة الى المراودة الكثيرة الى الوالدين فأمرهم بلزوم الإستيذان قبل الدخول في ثلاث فترات من اليوم وهي فُرَصٌ يحتاج الانسان ان يأخذ راحته ويخلوا بأهله بأخف الثياب، وبهيئة لا ينبغي الخروج بها على غير الزوج. فيظهر من هذه الآية ان الإسلام يريد من المؤمنين رعاية كاملة للتستر والتعفف في العلاقات الزوجية. خلافاً لما نرى في ثقافة الغربيين الذين انخلعوا من جميع الآداب الكريمة والقيم الإنسانية في المجتمع وانسحابهم من مما يعود الى كرامة الانسان، اذ ان المقننين والمربين منهم هم الفاسدون أخلاقياً والمنحرفون دينياً فجعلوا في مناهج الدراسي للأطفال الصغار والمراهقين تعليم العمليات الجنسية والاستئناس بها مما يوجب فساد الاخلاق و انفلات الحياة الاُسرية وقد يرمون المجتمعات التي تراعي العفة والسداد بالمتخلف ويعاقبون من منع من هذه الممارسات الشنيعة بينما العفة الجنسية من أصول الاخلاق في جميع الأديان والنحل ويرفضون الخلاعة والمجون كما جعلوا من ضمن حقوق الانسان الشرعية الزواج المثلي ويروجونه في المجتمعات البشرية وكل ذلك مضافا على عدم ملائمتها مع طبيعة الانسان وقد ثبت لها الاثار السلبية في المجتمعات من التفكك الاسري و ارتكاب الجرائم الكبيرة و غيرها من المفاسد الكثيرة التي هي ثابتة في علم النفس و علم الاجتماع.

نعود الى الآية: ﴿لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ﴾ هنا الامر متوجه الى الذين آمنوا ثم اتى بصيغة الغائب فيستفاد منها: مروهم أن يستأذنوكم عند الدخول عليكم، و ظاهر الذين ملكت أيمانكم شموله للعبيد والإماء لان مفردة "اللذين" ولو انها صيغة المذكر ولكن تستعمل للأعم الا اذا كانت هناك قرينة تدل على انها استعملت لخصوص الرجال فاللفظ لا يأبى عن العموم بعناية التغليب، ولكن وردت بعض الروايات فيها تخصيص الحكم على الرجال منها ما رواه الكليني بسنده عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ قَالَ: "هِيَ خَاصَّةٌ فِي الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ، قُلْتُ: فَالنِّسَاءُ يَسْتَأْذِنَّ فِي هَذِهِ الثَّلَاثِ سَاعَاتٍ قَالَ: لَا وَ لَكِنْ يَدْخُلْنَ وَ يَخْرُجْنَ" الحديث.[6]

وقوله: ﴿وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ﴾ أي المراهقين من الأطفال قبل البلوغ الذين وصلوا الى حد التميز، والدليل على تقيدهم بالتمييز قوله: ﴿ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ﴾.

وقوله: ﴿ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ﴾، هي الأوقات التي يعتاد الناس للخلو بالأهل بثياب خفيفة او عاري عنها وقد أشار إلى وجه الحكم بقوله: ﴿ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ﴾ فعامة الناس ينامون بالليل الى قريب الفجر كما يستريحون بعد عودهم عن أعمالهم ويصلون الظهر ويتغدون ثم يستريحون شيئاً. كما بالليل كان المتعارف لكثير من الناس ان يصلوا العشاء ثم التعشي ومن بعده الذهاب الى غرفة النوم.

ولكن في هذا العصر حيث يتوفر الكهرباء واشتغال الناس بالتلفزيونات وغيرها ما يوب تأخير ساعة نومهم ويوجد مواعد ليلية في المعامل ومحلات البيع والشراء مفتوحة كما ان دوام كثير من الدوائر يستمر الى العصر والى الغروب يمكن من باب تنقيح المناط وخصوصا بما ان الآية تؤكد على ثلاث عورات لكم فلعل الميزان في وجوب رعاية الإستيذان هو أوقات التي تتعارف في كل بيئة وبلد ان يختاروها للراحة متناسبا لأوقات العورات عندهم.

وقوله: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى‌ بَعْضٍ﴾ والطواف ليس مجرد الحركة حول الشيء كطواف بيت الله المقدس بل يطلق عل مطلق التردد والإياب والذهاب كما ورد في القران المجيد: " ﴿إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ﴾[7]

من هذه الآية المباركة يستوحى الترغيب الى تقوية العلاقات تحميتها والانس في داخل الاسرة حيت استعمل صيغة المبالغة: "طَوَّافُونَ" أي تكونوا كثير الطوف عليكم بعضكم يطوف على بعض.

فالإستيذان الدائم يقل عن المرادة الحرة والحامية.

ثم قال: ﴿كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ﴾ الآية هي الدليل الى الله والدلالة عليه قد تكون من خلال بيان مسائل التوحيد والتوجه الى الله واوليائه وقد تكون في بيان الأحكام دينة والشرائع الاهية التي هي آيات دالة عليه ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ فهو عالم بمصالحكم فكل ما يشرعه فيه مصلحة لكم وهو حكيم لا يحكم عليكم الا بحكمة. كما وصف الله تعالى انبياءه في أكثر من آية بقوله: يعلمهم الكتاب والحكمة. فالعلم لابد ان يكون مقرونا بالحكمة والبصيرة حتى يعطي مفعوله.

الى هنا كان البحث عن تعامل بين افراد الاسرة أولاد الصغار والخدم مع ربي البيت والآية التي تليها تتحدث معنا عن بعد بلوغ الأطفال فقال: ﴿وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ تفيد أن حكم ‌الاستيذان ثلاث مرات مغيى بالبلوغ فإذا بلغ الأطفال منكم الحلم بأن بلغوا فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم وهم البالغون من الرجال والنساء الأحرار أي ما ورد في الآية 27 من هذه السورة ثم يؤكد الله مرة ثانية لما قاله في المرة الأولى بقوله: ﴿كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.

ثم جاء باستثناء من واجب الحجاب بقوله تعالى: ﴿وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

القواعد جمع قاعدة وهي المرأة التي قعدت عن النكاح فلا ترجوه لعدم الرغبة في مباشرتها لكبرها، وقيل: هي التي يئست من الحيض. والمعنى الأول اقرب الى مضمون الآية لان كثير من النساء بعد اليأس من الحيض يتزوجن لسائر ما يترتب على الزواج كما ان كثير من الرجال وخصوصا كبير السن منهم يرغبون الى المرأة التي تقاربهم في السن حتى يستأنسوا بها وتكون شاعرة بوضعهم وحاجاتهم فلا يرجون نكاحا لا ينطبق على كثيرمن النساء اللاتي يئسن من المحيض.

فهذه الآية تستثني المسنات من واجب الحجاب بشرطين: أولا بلوغهن الى حد ﴿لا يَرْجُونَ نِكاحاً﴾ وثانياً: ﴿غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ﴾ فلا بأس عليهن أن لا يحتجبن. وليس المراد من وضع الثياب خلع جميع ثيابهن بل المراد الحجاب الذي كن يلبسنها فوق سائر الثياب من الجلباب والمقنعة كما ورد في بعض الروايات.

ثم يؤكد على ان وضع الثياب ليس محتوما عليهن بل الأفضل البقاء على حجابهن بقوله: ﴿وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ﴾ كناية عن الاحتجاب وانه من العفة وقوله: ﴿وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

قال في الميزان حول مدلول هذا المقطع من الآية من انه: (تعليل لما شرع بالاسمين أي هو تعالى سميع يسمع ما يسألنه بفطرتهن عليم يعلم ما يحتجن إليه من الأحكام).[8]

في ختتم البحث نعرض عليكم بعض الروايات التي وردت حول هذه الآيات:

ورد (في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ﴾ قال: ان اللّه تبارك وتعالى نهى أن يدخل أحد في هذه الثلاثة الأوقات على أحد، لا أب ولا أخت ولا أم ولا خادم الا بأذن، والأوقات بعد طلوع الفجر ونصف النهار وبعد العشاء الآخرة، ثمّ أطلق بعد هذه الثلاثة الأوقات فقال: لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ يعنى بعد هذه الثلاثة الأوقات طوافون عليكم بعضكم من بعض).

وفِي الْكَافِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: ﴿يَسْتَأْذِنُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ﴾ كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ بَلَغَ الْحُلُمَ فَلَا يَلِجُ عَلَى أُمِّهِ وَ لَا عَلَى أُخْتِهِ وَلَا عَلَى خَالَتِهِ، وَ لَا عَلَى مَا سِوَى ذَلِكَ إِلَّا بِإِذْنٍ، فَلَا يَأْذَنُوا حَتَّى يُسَلِّمُوا، وَ السَّلَامُ طَاعَةٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لِيَسْتَأْذِنْ عَلَيْكَ خَادِمُكَ إِذَا بَلَغَ الْحُلُمَ فِي ثَلَاثِ عَوْرَاتٍ إِذَا دَخَلَ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْهُنَّ وَ لَوْ كَانَ بَيْتُهُ فِي بَيْتِكَ، قَالَ: وَ لْيَسْتَأْذِنْ عَلَيْكَ بَعْدَ الْعِشَاءِ الَّتِي تُسَمَّى الْعَتَمَةَ وَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ إِنَّمَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ لِلْخَلْوَةِ، فَإِنَّهَا سَاعَةُ عزة [غِرَّةٍ] وَخَلْوَةٍ.[9]

وعن الكليني قال: عن عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ قَالَ: هِيَ خَاصَّةٌ فِي الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ، قُلْتُ: فَالنِّسَاءُ يَسْتَأْذِنَّ فِي هَذِهِ الثَّلَاثِ سَاعَاتٍ قَالَ: لَا وَلَكِنْ يَدْخُلْنَ وَ يَخْرُجْنَ وَ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ قَالَ: مِنْ أَنْفُسِكُمْ قَالَ: عَلَيْكُمُ اسْتِيذَانٌ كَاسْتِيذَانِ مَنْ قَدْ بَلَغَ فِي هَذِهِ الثَّلَاثِ سَاعَاتٍ.[10]

كليني عن مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي- عَبْدِ اللَّهِ جَمِيعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: ﴿لِيَسْتَأْذِنِ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ﴾ وَمَنْ بَلَغَ الْحُلُمَ مِنْكُمْ فَلَا يَلِجُ عَلَى أُمِّهِ وَلَا عَلَى أُخْتِهِ وَلَا عَلَى ابْنَتِهِ وَلَا عَلَى مَنْ سِوَى ذَلِكَ إِلَّا بِإِذْنٍ، وَلَا يَأْذَنْ لِأَحَدٍ حَتَّى يُسَلِّمَ فَإِنَّ السَّلَامَ طَاعَةُ الرَّحْمَنِ". [11]


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo