< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

43/09/10

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: التفسير الموضوعي/الآيات المصدرة بيا ايها الذين آمنوا /تفسي الآية 2من سورة المائدة

 

قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَ لا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَ لا الْهَدْيَ وَ لا الْقَلائِدَ وَ لا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَ رِضْواناً وَ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَ تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى‌ وَ لا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ﴾[1]

فی الآية الأولى من هذه السورة المباركة امر الله تعالى عباده بوفاء العقود وقلنا ان العقود تشمل كل عهد على ذمة العبد سواء كان مع الله الذي يشمل جميع المعارف والاحكام والأخلاق مما امر الله به او نهي عنه او مع نفسه او مه الآخرون جماعة وفرادى وذكر حكما من الاحكام وهو حلية بهيمة الانعام الا ما اختص بالمن

وفي هذه الآية تناول لعدة احكام يتعلق بباب العبادات والأخلاق والعلاقات الاجتماعية

وقد ورد في شأن نزولها في المجمع: (قال أبو جعفر الباقر (ع) نزلت هذه الآية في رجل من بني ربيعة يقال له الحطم‌، وقال السدي أقبل الحطم بن هند البكري حتى أتى النبي ص وحده وخلف خيله خارج المدينة فقال إلى ما تدعو وقد كان النبي ص قال لأصحابه يدخل عليكم اليوم رجل من بني ربيعة يتكلم بلسان شيطان فلما أجابه النبي ص قال أنظرني لعلي أسلم ولي من أشاوره‌ فخرج من عنده فقال رسول الله ص لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقب غادر فمر بسرح من سروح المدينة فساقه وانطلق به وهو يرتجز ويقول:..ثم أقبل من عام قابل حاجا قد قلد هدبا فأراد رسول الله أن يبعث إليه فنزلت هذه الآية ﴿وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ﴾ وهو قول عكرمة وابن جريج وقال ابن زيد نزلت يوم الفتح في ناس يأمون البيت من المشركين يهلون بعمرة فقال المسلمون يا رسول الله إن هؤلاء مشركون مثل هؤلاء دعنا نغير عليهم فأنزل الله تعالى الآية).[2]

ففي مفتتح الآية نهى عن تحليل خمسة أشياء فلابد من الوقوف عند هذه المحرمات الخمس فنقول:

اما الشعائر فقد بينها في المجمع بقوله: (الشعائر جمع شعيرة وهي أعلام الحج وأعماله واشتقاقها من قولهم شعر فلان بهذا الأمر إذا علم به والمشاعر المعالم من ذلك الإشعار الإعلام من جهة الحس وقيل الشعيرة والعلامة والآية واحدة) [3]

وفي المراد من شعائر الله ذكر في المجمع ثمانية اقوال:

(أحدها: أن معناه لا تحلوا حرمات الله ولا تتعدوا حدود الله وحملوا الشعائر على المعالم أي معالم حدود الله وأمره ونهيه وفرائضه عن عطاء وغيره

ثانيها: أن معناه لا تحلوا حرم الله وحملوا الشعائر على المعالم أي معالم حرم الله من البلاد عن السدي

ثالثها: أن معنى شعائر الله مناسك الحج أي لا تحلوا مناسك الحج فتضيعوها عن ابن جريج وابن عباس

رابعها: ما روي عن ابن عباس أن المشركين كانوا يحجون البيت ويهدون الهدايا ويعظمون حرمة المشاعر وينحرون في حجهم فأراد المسلمون أن يغيروا عليهم فنهاهم الله عن ذلك.

خامسها: أن شعائر الله هي الصفا والمروة والهدي من البدن وغيرها عن مجاهد وقال الفراء كانت عامة العرب لا ترى الصفا والمروة من شعائر الله ولا يطوفون بينهما فنهاهم الله عن ذلك وهو المروي عن أبي جعفر (ع)

سادسها: أن المراد لا تحلوا ما حرم الله عليكم في إحرامكم عن ابن عباس في رواية أخرى

سابعها: أن الشعائر هي العلامات المنصوبة للفرق بين الحل والحرم نهاهم الله سبحانه أن يتجاوزوها إلى مكة بغير إحرام عن أبي علي الجبائي

ثامنها: أن المعنى لا تحلوا الهدايا المشعرة أي المعلمة لتهدي إلى بيت الله الحرام عن الزجاج والحسين بن علي المغربي واختاره البلخي وأقوى الأقوال هو القول الأول لأنه يدخل فيه جميع الأقوال من مناسك الحج وغيرها وحمل الآية على ما هو الأعم أولى).[4]

فقد نهى الله عن تحليل:

اولاً: نهي عن تحليل شعائر الحج ومعالمه بشكل عام ولو ان شعائر الله بلحاظ معنى اللفظ تشمل كثيرا من الشعائر ولكن بما ان في القرآن وردت اربع مرات في القرآن كلها في سياق الحج ولذا هنا ايضا يحملون الكلام الى النهي عن تحليل شعائر الله في الحج. والموارد المذكورة في القرآن أحدها: قوله: ﴿ان الصفا والمروة من شعائر الله﴾[5] ثانيها: الأية المبحوث عنها وثالثها: في سورة الحج بعد مرور على تفاصيل الحج قال: ﴿ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب﴾[6] ورابعها: قوله تعالى: ﴿والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير...﴾[7]

ولكن مع ذلك كله ليس بعيدا ان يكون قوله ﴿لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ﴾ كبرى لجميع الشعائر كما ان قوله ﴿والشهر الحرام﴾ اعم من الحج

ثانياً: نهى عن تحليل أشهر الحرم من رجب وذي القعدة وذي الحجة ومحرم وهذه الأشهر كانت تعتبر في الجاهلية أيضا محرما والإسلام اقرها لان فيها الامن والهدوء

ثالثاً: الهدي وهي القرابين المعلمة للذبح في الحج بما انه من المناسك والإسلام يروج على احياء مناسك الحج فلابد ان يكون ما يتعلق بالحج في امان من النهب والذبح

رابعاً: القلائد وهي القرابين التي غير معلمة هذا أيضا قياس على الهدي لوحدة الملاك

خامساً: آمين بيت الحرام أي القاصدين له قيده بقوله : ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَ رِضْواناً﴾ لاخراج السراق والهاجمین لنقض الأمن لان شمول الامن لهم نقض لامن الآخرین وهو خلف والسلام

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo