< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

43/06/17

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: تفسير موضوعي/الأیات المصدرة بيا ايها الذين آمنوا /تفسير الآية 59 من سورة النساء

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‌ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ [1]

انتهى بحثنا في الجلسة الاخيرة الى ذكر روايات اهل البيت عليهم السلام عن طريق الخاصة حول ان المراد من اولي الامر هم المعصومون من عترة النبي صلوات الله عليهم اجمعين و اليك نماذج منها مما ورد في مصادر الشيعة مثل كتاب الكافي و تفسير العياشي و كتب الصدوق و مصنفاته و غيرها تشهد جميعها بأنّ المراد من «أولي الأمر» هم الأئمّة المعصومون، حتى أن بعضها ذكرت أسماء الأئمّة عليهم السّلام واحدا تلو الآخر.

منها: ما رواه فِي أُصُولِ الْكَافِي عن الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلَى الْوَشَّا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‌ أَهْلِها وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ قَالَ إِيَّانَا عَنَى أَنْ يُؤَدِّيَ الْأَوَّلُ إِلَى الْإِمَامِ الَّذِي بَعْدَهُ الْكُتُبَ وَ الْعِلْمَ وَ السِّلَاحَ ﴿وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ الَّذِي فِي أَيْدِيكُمْ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ إِيَّانَا عَنَى خَاصَّةً أَمَرَ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِطَاعَتِنَا" [2]

ومنها ما فِي عُيُونِ الْأَخْبَارِ فِي بَابِ الْعِلَلِ الَّتِي ذَكَرَ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ أَنَّهُ سَمِعَهَا مِنَ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَشَيْئاً بَعْدَ شَيْ‌ءٍ، فَإِنْ قَالَ فَلِمَ جُعِلَ أُولِي الْأَمْرِ وَأُمِرَ بِطَاعَتِهِمْ؟ قِيلَ: لِعِلَلٍ كَثِيرَةٍ:

مِنْهَا أَنَّ الْخَلْقَ لَمَّا وَقَفُوا عَلَى حَدٍّ مَحْدُودٍ وَ أُمِرُوا أَلَّا يَتَعَدَّوْا ذَلِكَ الْحَدَّ لِمَا فِيهِ مِنْ فَسَادِهِمْ لَمْ يَكُنْ يَثْبُتُ ذَلِكَ، وَ لَا يَقُومُ إِلَّا بِأَنْ يَجْعَلَ عَلَيْهِمْ فِيهِ أَمِيناً يَمْنَعُهُمْ مِنَ التَّعَدِّي وَ الدُّخُولِ فِيمَا حَظَرَ عَلَيْهِمْ لِأَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَكَانَ أَحَدٌ لَا يَتْرُكُ لَذَّتَهُ وَ مَنْفَعَتَهُ لِفَسَادِ غَيْرِهِ، فَجَعَلَ عَلَيْهِمْ فِيمَا يَمْنَعُهُمْ مِنَ الْفَسَادِ، وَ يُقِيمُ فِيهِمُ الْحُدُودَ وَ الْأَحْكَامَ.) فیها اشارة الى ضرورة تنفیذ قانون الاسلام وتقم رعایة مصلحة المجتمع على الافراد.

ثم قال علیه السلام : وَ مِنْهَا أَنَّا لَا نَجِدُ فِرْقَةً مِنَ الْفِرَقِ وَ لَا مِلَّةً مِنَ الْمِلَلِ بَقُوا وَ عَاشُوا الّا بِقَيِّمٍ وَ رَئِيسٍ لِمَا لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ فِي امْرِ الدِّينِ، فَلَمْ يَجُزْ فِي حُكْمِ الْحَكِيمِ أَنْ يَتْرُكَ الْخَلْقَ مِمَّا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ وَ لَا قِوَامَ إِلَّا بِهِ، فَيُقَاتِلُونَ فِيهِ عَدُوَّهُمْ وَ يُقَسِّمُونَ بِهِ فَيْئَهُمْ، وَ يُقِيمُ لَهُمْ جُمُعَتَهُمْ وَ جَمَاعَتَهُمْ، وَ يَمْنَعُ ظَالِمَهُمْ مِنْ مَظْلُومِهِمْ. فاشار الامام عليه السلام: على ضرورة الحكومة لكل مجتمع للقيام بامور المجمع وفي الإسلام أيضا نشعر بتلك الضرورة. [3]

330- فِي كِتَابِ كَمَالِ الدِّينِ وَ تَمَامِ النِّعْمَةِ حَدَّثَنَا أَبِي (ره) عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»﴾ قَالَ: الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ إِلَى أَنْ يَقُومَ السَّاعَةُ.[4]

331- وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَرَفْنَا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَمَنْ أُولُوا الْأَمْرِ الَّذِينَ قَرَنَ اللَّهُ طَاعَتَهُمْ بِطَاعَتِكَ؟ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ هُمُ خُلَفَائِي يَا جَابِرُ وَ أَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَعْدِي، أَوَّلُهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ الْحَسَنُ، ثُمَّ الْحُسَيْنُ، ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْرُوفُ فِي التَّوْرَاةِ بِالْبَاقِرِ وَ سَتُدْرِكُهُ يَا جَابِرُ فَاذَا لَقِيتَهُ فَاقْرَأْهُ مِنِّي السَّلَامَ، ثُمَّ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثُمَّ عَلِىُّ بْنُ مُوسَى، ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ الْحَسَنُ بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ سَمِيِّي وَ كَنِيِّي حُجَّةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ بَقِيَّتُهُ فِي عِبَادِهِ ابْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، ذَاكَ الَّذِي يَفْتَحُ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ عَلَى يَدَيْهِ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا، ذَاكَ الَّذِي يَغِيبُ عَنْ شِيعَتِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ غَيْبَةً لَا يَثْبُتُ فِيهَا عَلَى الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ إِلَّا مَنِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ، قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلْ يَنْتَفِعُ الشِّيعَةُ بِهِ فِي غَيْبَتِهِ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِي وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالنُّبُوَّةِ إِنَّهُمْ يَنْتَفِعُونَ بِهِ وَ يَسْتَضِيئُونَ بِنُورِ وَلَايَتِهِ فِي غَيْبَتِهِ كَانْتِفَاعِ النَّاسِ بِالشَّمْسِ وَ إِنْ تَجَلَّاهَا السَّحَابُ، يَا جَابِرُ هَذَا مِنْ مَكْنُونِ سِرِّ اللَّهِ وَ مَخْزُونِ عِلْمِهِ فَاكْتُمْهُ إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ.[5]

332- فِي تَفْسِيرِ الْعَيَّاشِيِّ عَنْ أَبَانِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ فَقَالَ ذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ سَكَتَ، قَالَ فَلَمَّا طَالَ سُكُوتُهُ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ ثُمَّ الْحَسَنُ ثُمَّ سَكَتَ فَلَمَّا طَالَ سُكُوتُهُ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ قَالَ: الْحُسَيْنُ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَ سَكَتَ فَلَمْ يَزَلْ يَسْكُتُ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ حَتَّى أُعِيدَ الْمَسْئَلَةُ فَيَقُولُ، حَتَّى سَمَّاهُمْ إِلَى آخِرِهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ.[6]

333- عَنْ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ إِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ جَذْوِهِ يَعْنِي مِنْ أَصْلِهِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ وَ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ: مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا، لَا مِنْ قَوْلِ فُلَانٍ وَ لَا مِنْ قَوْلِ فُلَانٍ.[7]

334- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قَوْلِهِ: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ قَالَ هِيَ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ فِي الْأَئِمَّةِ جَعَلَهُمُ اللَّهُ مَوَاضِعَ الْأَنْبِيَاءِ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يُحِلُّونَ شَيْئاً وَ لَا يُحَرِّمُونَهُ.[8]

335- عَنْ سُلَيْمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِي مَنْ أُولِي الْأَمْرِ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِهِمْ؟ فَقَالَ لِي: أُولَئِكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ عَلِيُ ابْنُ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ جَعْفَرٌ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فَاحْمَدُوا اللَّهَ الَّذِي عَرَّفَكُمُ أَئِمَّتَكُمْ وَ قَادَتَكُمْ حِينَ جَحَدَهُمُ النَّاسُ..[9]

337- عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: احْذَرُوا عَلَى دِينِكُمْ، إِلَى قَوْلِهِ، وَ لَا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى اللَّهَ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ،وَ إِنَّمَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِطَاعَةِ الرَّسُولِ لِأَنَّهُ مَعْصُومٌ مُطَهَّرٌ لَا يَأْمُرُ بِمَعْصِيَةٍ، وَ إِنَّمَا أَمَرَ بِطَاعَةِ أُولِي الْأَمْرِ لِأَنَّهُمْ مَعْصُومُونَ مُطَهَّرُونَ لَا يَأْمُرُونَ بِمَعْصِيَةِ.[10]

339- فِي كِتَابِ عِلَلِ الشَّرَائِعِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: لِأَيِّ شَيْ‌ءٍ يُحْتَاجُ إِلَى النَّبِيِّ وَ الْإِمَامِ؟ فَقَالَ: لِبَقَاءِ الْعَالَمِ عَلَى صَلَاحِهِ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَرْفَعُ الْعَذَابَ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ إِذَا كَانَ فِيهَا نَبِيٌّ أَوْ إِمَامٌ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ﴾ وَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى أَهْلَ السَّمَاءِ مَا يَكْرَهُونَ. وَ إِذَا ذَهَبَتْ أَهْلُ بَيْتِي أَتَى أَهْلَ الْأَرْضِ مَا يَكْرَهُونَ، يَعْنِي بِأَهْلِ بَيْتِهِ الْأَئِمَّةَ الَّذِينَ قَرَنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ طَاعَتَهُمْ بِطَاعَتِهِ فَقَالَ:﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ وَ هُمُ الْمَعْصُومُونَ الْمُطَهَّرُونَ الَّذِينَ لَا يُذْنِبُونَ وَ لَا يَعْصُونَ وَ هُمُ الْمُؤَيَّدُونَ الْمُوَفَّقُونَ الْمُسَدَّدُونَ، بِهِمْ يَرْزُقُ اللَّهُ عِبَادَهُ، وَ بِهِمْ يَعْمُرُ بِلَادَهُ، وَ بِهِمْ يُنْزِلُ الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَ بِهِمْ تُخْرَجُ بَرَكَاتُ الْأَرْضِ، وَ بِهِمْ يُمْهِلُ أَهْلَ الْمَعَاصِي وَ لَا يُعَجِّلُ عَلَيْهِمْ الْعُقُوبَةَ وَ الْعَذَابَ لَا يُفَارِقُهُمْ رُوحُ الْمَقْدِسِ (الْقُدُسِ- ظ) وَ لَا يُفَارِقُونَهُ، وَ لَا يُفَارِقُونَ الْقِرَانُ وَ لَا يُفَارِقُهُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ[11] .

343- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ فَقَالَ نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: فَمَا لَهُ لَمْ يُسَمِّ عَلِيّاً وَ أَهْلَ بَيْتِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فِي كِتَابِهِ عَزَّ وَ جَلَّ؟ قَالَ: فَقَالَ قُولُوا لَهُمْ. إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَزَلَتْ عَلَيْهِ الصَّلَوةُ وَ لَمْ يُسَمِّ اللَّهُ لَهُمْ ثَلَثاً وَ لَا أَرْبَعاً حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ وَ نَزَلَ عَلَيْهِ الزَّكَاةُ وَ لَمْ يُسَمِّ لَهُمْ مِنْ أَرْبَعِينَ دِرْهَماً دِرْهَمٌ حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ، وَ نَزَلَ الْحَجُّ فَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ طُوفُوا أُسْبُوعاً حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ، وَ نَزَلْتَ ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ وَ نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي عَلِيٍّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَهْلَ بَيْتِي، فَإِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لَا يُفَرَّقَ بَيْنَهُمَا حَتَّى يُورِدَهُمَا عَلَى الْحَوْضِ فَأَعْطَانِي ذَلِكَ، وَ قَالَ: لَا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ، وَ قَالَ: إِنَّهُمْ لَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ بَابِ هُدًى وَ لَنْ يُدْخِلُوكُمْ فِي بَابِ ضَلَالَةٍ [12]

346- فِي كِتَابِ كَمَالِ الدِّينِ وَ تَمَامِ النِّعْمَةِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ قَدْ أَخْبَرَنِي رَبِّي جَلَّ جَلَالُهُ أَنَّهُ قَدِ اسْتَجَابَ لِي فِيكَ وَ فِي شُرَكَائِكَ الَّذِينَ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكَ، فَقُلْتُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ شُرَكَائِي مِنْ بَعْدِي؟ قَالَ، الَّذِينَ قَرَنَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِنَفْسِهِ وَ بِي فَقَالَ، ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ الْآيَةِ فَقُلْتُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الْأَوْصِيَاءُ مِنْ آلِي يَرِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ كُلُّهُمْ هَادِينَ مَهْدِيِّينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، هُمْ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَهُمْ لَا يُفَارِقُهُمْ، وَ لَا يُفَارِقُونَهُ، بِهِمْ تُنْصَرُ أُمَّتِي وَ بِهِمْ يُمْطَرُونَ وَ بِهِمْ يُدْفَعُ عَنْهُمُ الْبَلَاءُ وَ بِهِمْ يُسْتَجَابُ دُعَاؤُهُمْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِّهِمْ لِي، قَالَ: إبني هَذَا- وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْحَسَنِ- ثُمَّ إِبْنِي هَذَا- وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْحُسَيْنِ- ثُمَّ ابْنٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ عَلِيٌّ سَيُولَدُ فِي حَيَوتِكَ فَاقْرَأْهُ مِنِّي السَّلَامَ، ثُمَّ تُكْمِلُهُ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ سَمِّهِمْ لِي رَجُلًا رَجُلًا، فَقَالَ: فِيهِمْ وَ اللَّهِ يَا أَخَا بَنِى هِلَالٍ مَهْدِيُّ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً، وَ اللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ مَنْ يُبَايِعُهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ، وَ أَعْرِفُ أَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَ قَبَائِلِه [13]

354- فِي نَهْجِ الْبَلَاغَةِ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَ لَمَّا دَعَانَا الْقَوْمُ إِلَى أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَنَا الْقُرْآنُ لَمْ نَكُنِ الْفَرِيقَ الْمُتَوَلِّيَ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: ﴿فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‌ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ﴾ فَرَدُّهُ إِلَى اللَّهِ أَنْ نَحْكُمَ بِكِتَابِهِ وَ رَدُّهُ إِلَى الرَّسُولِ أَنْ نَأْخُذَ بِسُنَّتِهِ فَاذَا حُكِمَ بِالصِّدْقِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَنَحْنُ أَحَقُّ النَّاسِ [بِهِ‌] وَ إِنْ حُكِمَ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَنَحْنُ أَوْلَاهُمْ بِهَا[14] .

هذه فيض من غيض روايات حول اولي الامر فعليكم ان تراجعوا الى نصوص ونكتفي بهذا المقدار.

 


[2]  .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo