< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

42/09/17

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: تفسير الموضوعي / تفسير آيات المصدرة ب"يا ايا الذين آمنوا /تفسير آية102-103سورة البقرة

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ . وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ كُنْتُمْ عَلى‌ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾[1]

هذا المقطع الثالث عشر مما خاطب الله المؤمنين فيها بقوله ﴿يا ايها الذين آمنوا﴾.

ذكر المجمع في شأن نزول الآيات انه: (قال مقاتل افتخر رجلان من الأوس و الخزرج ثعلبة بن غنم من الأوس و أسعد بن زرارة من الخزرج فقال الأوسي منا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين و منا حنظلة غسيل الملائكة و منا عاصم بن ثابت بن أفلح حمي الدين و منا سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن له و رضي الله بحكمه في بني قريظة و قال الخزرجي منا أربعة أحكموا القرآن أبي بن كعب و معاذ بن جبل و زيد بن ثابت و أبو زيد و منا سعد بن عبادة خطيب الأنصار و رئيسهم فجرى الحديث بينهما فغضبا و تفاخرا و ناديا فجاء الأوس إلى الأوسي و الخزرج إلى الخزرجي و معهم السلاح فبلغ ذلك النبي (ص) فركب حمارا و أتاهم فأنزل الله هذه الآيات فقرأها عليهم فاصطلحوا)[2] .

بما ان مادة التقوى ورد في كثير من نصوصنا الدينية فينبغي ان نقف عندها وقفة قال الراغب في مفرداته: (وقي‌ الْوِقَايَةُ: حفظُ الشي‌ءِ ممّا يؤذيه و يضرّه. يقال: وَقَيْتُ الشي‌ءَ أَقِيهِ وِقَايَةً و وِقَاءً.

قال تعالى: ﴿فَوَقاهُمُ اللَّهُ﴾‌ [الإنسان/ 11]، ﴿وَ وَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ﴾‌ [الدخان/ 56]، ﴿وَ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ‌﴾ [الرعد/ 34]، ﴿ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا واقٍ﴾‌ [الرعد/ 37]، ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً﴾ [التحريم/ 6] و التَّقْوَى جعل النّفس في وِقَايَةٍ مما يخاف، هذا تحقيقه، ثمّ يسمّى الخوف تارة تَقْوًى، و التَّقْوَى خوفاً حسب تسمية مقتضى الشي‌ء بمقتضيه و المقتضي بمقتضاه، و صار التَّقْوَى في تعارف الشّرع حفظ النّفس عمّا يؤثم، و ذلك بترك المحظور، و يتمّ ذلك بترك بعض المباحات لما رُوِيَ: «الْحَلَالُ بَيِّنٌ، وَ الْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَ مَنْ رَتَعَ حَوْلَ الْحُمَّى فَحَقِيقٌ أَنْ يَقَعَ فِيهِ» . قال اللّه تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّقى‌ وَ أَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾‌ [الأعراف/ 35]، ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ [النحل/ 128]، ﴿وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً﴾ [الزمر/ 73]

و لجعل التَّقْوَى منازل قال: ﴿وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ﴾‌ [البقرة/ 281]، ﴿و اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾* [النساء/ 1]، ﴿وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَخْشَ اللَّهَ وَ يَتَّقْهِ﴾‌ [النور/ 52]، ﴿وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ‌﴾ [النساء/ 1]، ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ﴾‌ [آل عمران/ 102].(مفردات راغب مادة وقي)

في الآية الأولى يخاطب الله المؤمنين و يأمرهم بالتقوى حق تقاته ما المراد بحق تقاته؟

يمكن تفسير حق التقوى بمعان: الاول: ان لا يكون صورياً بل يكون من صميم القلب. الثاني: حفظ النفس عن الاخطار بما هو حافظ واقعاً لا بالخرافات و الأمور الواهية والمختلقة كما نرى عند بعض العوام. الثالث: حقيقة التقوى هي المستمر عليها من دون غفلة و سهو. الرابع: ان يكون تقواه جامعا لجميع جهات الوقاية. الخامس: وهو الأهم ان يلتزم التقوى الى آخر عمره فكم من الناس كانوا اهل التقوى والالتزام ث انقلبوا الى المعارضين والمنحرفين عن الخط ونطائرها نرى من عهد النبي صلوات الله عليه واله الى يومنا هذا فكم من المجاهدين والثوريين بعد ما وصلوا الى الدنيا فقدوا انفسهم واصبحوا اهل الفساد والطرف والبذخ والمتصف في بيت المال من دون ورع او ان بعض العقد النفسية دفعتهم الى المعارضة وتركوا خط الثورة والولاية والمقاومة واصبحوا البا للاعداء.

و اظن ان التقوى حقيقة عظيمة ذات ابعاد يشمل جميع الجهات المذكورة فالتقوى لا تصبح وقاية كاملة الا بجمع ما قلناه.

فِي نَهْجِ الْبَلَاغَةِ قَالَ ﴿عَلَيْهِ السَّلَامُ فَبَادِرُوا الْعَمَلَ وَ خَافُوا بَغْتَةَ الْأَجَلِ، فَإِنَّهُ لَا يُرْجَى مِنْ رَجْعَةِ الْعُمُرِ مَا يُرْجَى مِنْ رَجْعَةِ الرِّزْقِ، مَا فَاتَ الْيَوْمَ مِنَ الرِّزْقِ رُجِيَ غَداً زِيَادَتُهُ وَ مَا فَاتَ أَمْسِ مِنَ الْعُمُرِ لَمْ تُرْجَ الْيَوْمَ رَجْعَتُهُ، الرَّجَاءُ مَعَ الْجَائِي وَ الْيَأْسُ مَعَ الْمَاضِي، اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.﴾[3]

قال في المجمع: ذكر في قوله «حَقَّ تُقاتِهِ» وجوه (أحدها) إن معناه أن يطاع فلا يعصى و يشكر فلا يكفر و يذكر فلا ينسى عن ابن عباس و ابن مسعود و الحسن و قتادة و هو المروي عن أبي عبد الله (ع)

(و ثانيها) أنه اتقاء جميع معاصيه عن أبي علي الجبائي (و ثالثها) أنه المجاهدة في‌ الله تعالى و أن لا تأخذه فيه لومة لائم و أن يقام له بالقسط في الخوف و الأمن عن مجاهد)[4]

اما قوله ﴿وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ قد ناقشوا في دلالة الآية بان النهي عن الموت نهي عنما يكون خارجا عن قدرة المكلف فاجابوا بان النهي متوجه الى النهي عن ترك الاسلام الى لحظة الوفات ولكن يمكن ان يقال ان لا تموتن تعقيب لقوله حق تقاته اي اتقوا الله حق تقاته باستمراركم وتمسككم بالاسلام حتى لا تموتوا الا وانتم مسلمون فالذل تاكيد وترجمة للصدر فلا حاجة الى تكلفات في الكلام بل هذه العبارة واضحة عند عامة الناس اذا القي اليهم كما ورد في المجمع: (عن أبي عبد الله (ع) و أنتم مسلمون بالتشديد و معناه مستسلمون لما أتى به النبي (ص) منقادون له‌)[5] .

نعم لعل البقاء والاستمرار على الاسلام اصعب من الدخول فيه.

في الآية الثانية قال: . ﴿وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ كُنْتُمْ عَلى‌ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾

قد تحدثنا حول الإعتصام آنفا في ذيل قول الله تعالى ﴿ومن يعتصم بالله فقد هدي الى الى صراط مستقيم﴾ واما الحبل فقد ترجمه في المجمع بقوله (الحبل السبب الذي يوصل به إلى البغية كالحبل الذي يتمسك به للنجاة من بئر أو نحوها و منه الحبل للأمان لأنه سبب النجاة).

فالمامور به هو الاعتصام بحبل الله الذي ينتهي الى النجاة اعتصاما جماعياً وللتاكيد على لزوم ان يكون الاعتصام في حالة الجماعي قال: ﴿ولا تفرقوا﴾

اما حبل الله فهو يشمل جميع الوسائل التي ترشدنا الى الله من القران والرسول صلوات الله عليه واله، و اهل البيت عليهم السلام، والاسلام وهي التي وردت في روايتنا بعبارات مختلفة وكلها تعود الى نقطة واحدة

منها: ماعَنِ ابْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِهِ: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ.[6]

ومنها: ماعَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ آلُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ هُمْ حَبْلُ اللَّهِ الَّذِي أُمِرَ بِالاعْتِصَامِ بِهِ، فَقَالَ «وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا».[7]

ومنها: ما فِي أَمَالِي شَيْخِ الطَّائِفَةِ قُدِّسَ سِرُّهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي قَوْلِهِ «وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً» قَالَ نَحْنُ الْحَبْلُ.[8]

منها: ما فِي كِتَابِ مَعَانِي الْأَخْبَارِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلَى عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ قَالَ الْإِمَامُ مِنَّا لَا يَكُونُ إِلَّا مَعْصُوماً وَ لَيْسَتِ الْعِصْمَةُ فِي ظَاهِرِ الْخِلْقَةِ فَيُعْرَفَ بِهَا، وَ لِذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا مَنْصُوصاً، فَقِيلَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا مَعْنَى الْمَعْصُومِ؟ فَقَالَ هُوَ مُعْتَصِمٌ بِحَبْلِ اللَّهِ، وَ حَبْلُ اللَّهِ هُوَ الْقُرْآنُ لَا يَفْتَرِقَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَ الْإِمَامُ يُهْدَى إِلَى الْقُرْآنِ، وَ الْقُرْآنُ يُهْدَى إِلَى الْإِمَامِ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ «إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ».

ومنها: ما فِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَوْلُهُ: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً قَالَ: التَّوْحِيدُ وَ الْوَلَايَةُ.[9]

وفي تتمة الآية قول الله: ﴿وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ كُنْتُمْ عَلى‌ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [10]

في هذا القسم امرنا ربنا ان نقارن بين ماضينا قبل اعتصامنا بحبل الله وبعده كي نقدّر حق الاعتصام ونعرف مدى تقدُّمنا به، نعم الاعتصام كذلك من المقولات المشككة وهي ذو درجات فبمقدار ما نعتصم يكون لنا النجاح والخير،

كما لابد من الانتباه على ان الاعتصام بحبل الله جميعا ليس مجرد الاعتراف بسائر المذاهب الاسلامية باسلامهم بل الاعتصام الجماعي عبارة عن نوع من الانسجام والتكاتف والتعاضد في مواقفنا الفكرية و القولية والعملية على مبنى تعاليم والقيم الاسلامية المستوحاة من الكتاب و سنة النبي واهل بيته الكرام عليهم السلام حتى نصبح اُمّة واحدة ذا منطلق واحد. بحيث ان المستكبرين لو ارادوا احتلال او الإعتداء على اي نقطة من بلاد المسلمين، يعرفوا انّهم واجهوا اُمّة تربوا على مليارين نسمة. فما نرى من بعض المتقدسين يكتفون بظواهر الإسلام من الصلاة و الصوم والحج وما شابه ذلك ويتخذون موقف الانحياد من كل ما يجري على المسلمين، ليسوا من الاسلام في شيء، "فمن أصبح ولم يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم"، او يشاهدون ان حكام الممالك الاسلامية يقرّرون تطبيع العلاقات مع الصهاينة، رأس حربة الاستكبار، ويسكتون عليه بحجة أنّهم لا يخصّونهم هذه الأمور، فليعرفوا ان هذا السكوت خيانة منهم في حق الاُمّة الإسلامية.

نعم في هذا العام ينبغي احياء يوم القدس مع رعاية البروتكلات الصحية بنشاطات عالية و متنوعة كي نغطي الخلاء الحاصل من الظروف الكرونائية خصوصا وان في بيان آية الله العظمى السيد على السيستاني تصريح على لزوم اتخاذ الموقف من قبل رجال الدين في رفض الاحتلال الصهيوني لارض فلسطين وادانته و ادانة لحملة التطبيع من قبل بعض رؤساءالبلاد العربية وندعوا الله في ليالي القدر المباركة لنصرة المسلمين في فلسطين واليمن وخذلان المستكبرين و رفع شرهم عن بلادنا.

ولو اننا كمسلمين طبّقنا مضمون هذه الآية المباركة، لكانت الاُمّة الاسلامية اَعزّ الشعوب في العالم وكانت الطواغيت يحاسبون لهم الف حساب. و للأسف نحن "غثاء كغثاء السيل" كثير العدد وعديم الانسجام. وقد جرّبنا فضل الله تعالى علينا في العقود الأربعة الأخيرة من تاريخنا اذ انشئت الثورة الاسلامية ومن ورائها المقاومة الاسلامية في لبنان وفي اليمن و فصائل المقاومة في فلسطين وسوريا والعراق و راح ليتحقق مقاومة إسلامية دوليّة و صار سببا لخوف المستكبرين في العالم واصبحت صيت المسلمين في انتشار واسع، الأمر الذي يأمِّلنا لمستقبل متألّق والى الأحسن حتي ينتهي بفضل الله الى حكومة حجة بن الحسن المهدي العالمية ونحن ممهدون لها ان شاء الله.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo