< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

42/09/06

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: تفسير الموضوعي / تفسير آيات المصدرة ب"يا ايا الذين آمنوا /تفسير آية 254سورة البقرة

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَ لاَ خُلَّةٌ وَ لاَ شَفَاعَةٌ وَ الْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾[1]

هذه الآية المباركة هي المورد السابع مما تصدر بقوله يا ايها الذين آمنوا في سورة البقرة.

قال في المجمع: («أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ» قيل أراد به الفرض كالزكاة ونحوها دون النفل لاقتران الوعيد به عن الحسن ولأن ظاهر الأمر يقتضي الإيجاب وقيل يدخل فيه النفل والفرض عن ابن جريج واختاره البلخي وهو الأقوى لأنه أعم ولأن الآية ليس فيها وعيد على ترك النفقة وإنما فيها إخبار عن عظم أهوال يوم القيامة وشدائدها)[2] فهو رجح اطلاق متعلق الانفاق.

ولكن قال في الأمثل: (جملة مِمَّا رَزَقْناكُمْ لها مفهوم واسع حيث يشمل الإنفاق الواجب والمستحب، وكذلك الإنفاق المعنوي كالتعليم وأمثال ذلك، ولكن مع الالتفات إلى التهديد الوارد في ذيل الآية لا يبعد أن يكون المراد به الإنفاق الواجب يعني الزكاة وأمثالها، مضافا إلى أنّ الإنفاق الواجب هو الّذي يعزّز بيت المال ويقوّم كيان‌ الحكومة، وبهذه المناسبة يشير تعبير (ممّا) أنّ هذا الإنفاق يكون بجزء من المال الّذي يملكه الشخص لا كلّه)[3] .

فهو في هذا البيان رجح تخصيص متعلق الانفاق في هذه الآية بإنفاقات الواجبة واستشهد لهذا الترجيح بأمور ثلاثة: أولاً: التهديد الوارد ذيل الآية ثانياً: ان إنفاق الواجب يعزز بيت المال ثالثاً: كون من للتبعيض يفيد ان الانفاق يكون بجزء من المال.

ثم أكمل الرجحان بقوله: (ولكن مع ملاحظة آخر جملة في هذه الآية الّتي تقول إنّ الكافرين هم الظالمون يتضح أنّ ترك الإنفاق نوع من الكفر والظلم، وهذا لا يكون إلّا في الإنفاق الواجب).[4]

أقول: بما ان الامر ظاهر في الطلب وكثيرا في رواياتنا أردفوا الواجب والمستحب في طلب واحد وهو متداول في جميع المحاورات العرفية. كما ان في كثير من النصوص التي وردت حول الصدقات في الصدقة والانفاق في سبيل الله علل بانها تطفئ غضب الرب او النيران و التحريض على الانفاق المستحب للعتق من النار و في سورة الدهر ورد في وصف الابرار: ﴿وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً . إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَ لاَ شُكُوراً . إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً . فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذٰلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً﴿الدهر8-11﴾ والصدقة المستحبة أيضا من المال و ليس كل المال واما في ذيل الآية فالكافرون هم الذين لا ينفقون في سبيل الله لا الواجب ولا المستحب و نحن لا نريد تخصيص هذه الآية بالمستحب بل اعم منهما فعلينا ان نأخذ بإطلاق الآية لتشمل الواجب والمستحب كما ان الرزق اعم من المال والقوة والعلم والجاه وكل ما يمكن ان يتصدق به

وقد ورد في كلام مولانا لكميل: "وَالْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الْإِنْفَاقِ" وفي الدعاء "اللهم ارزقتا توفيق الطاعة و بعد المعصية وعرفان الحرمة"

ولا وجه لأن نحدد الانفاق بالواجب والرزق بالمال ونخسر هذا البحر الزاخر في هذه الآية الكريمة الدالة للرزق على جميع النعم وبانفاقها على جميع الأنماط.

ولعل الانفاق المستحب أفضل من الواجب لان الواجب قد يؤدي فاعله عن كراهة ولكن من ينفق المستحب انفاقه يكون عن طيب النف

مضافا الى الن الواجب ليس حصرا على الزكاة او الخمس او سائر التفقات الواجبة المحددة بل خصص صاحب الوسائل باب السابع من أبواب ما تجب فيه الزكاة وما تستحب بعنوان "بَابُ الْحُقُوقِ فِي الْمَالِ سِوَى الزَّكَاةِ وَ جُمْلَةٍ مِنْ أَحْكَامِهَا" فذكر فيه روايات عديدة فيها صحاح وموثقات دلت على وجوب تخصيص المؤمن شيئا من ماله لينفقه في سبيل الله ونذكر نماذج منها:

ففي حديث صحيح عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ فِي حَدِيثٍ وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَضَ فِي أَمْوَالِ الْأَغْنِيَاءِ حُقُوقاً غَيْرَ الزَّكَاةِ- فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الَّذِينَ فِي أَمْوٰالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسّٰائِلِ - فَالْحَقُّ الْمَعْلُومُ غَيْرُ الزَّكَاةِ- وَ هُوَ شَيْ‌ءٌ يَفْرِضُهُ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ فِي مَالِهِ- يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَفْرِضَهُ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ وَ سَعَةِ مَالِهِ- فَيُؤَدِّي الَّذِي فَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ- إِنْ شَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ- وَ إِنْ شَاءَ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ- وَ إِنْ شَاءَ فِي كُلِّ شَهْرٍ- وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَيْضاً أَقْرِضُوا اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً وَ هَذَا غَيْرُ الزَّكَاةِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَيْضاً يُنْفِقُوا مِمّٰا رَزَقْنٰاهُمْ سِرًّا وَ عَلٰانِيَةً وَ الْمَاعُونُ أَيْضاً وَ هُوَ الْقَرْضُ يُقْرِضُهُ- وَ الْمَتَاعُ يُعِيرُهُ وَ الْمَعْرُوفُ يَصْنَعُهُ- وَ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَيْضاً فِي الْمَالِ مِنْ غَيْرِ الزَّكَاةِ- قَوْلُهُ عَزّوَ جَلَّ وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ مَنْ أَدَّى مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ- وَ أَدَّى شُكْرَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ- إِذَا هُوَ حَمِدَهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِيهِ- مِمَّا فَضَّلَهُ بِهِ مِنَ السَّعَةِ عَلَى غَيْرِهِ- وَ لِمَا وَفَّقَهُ لِأَدَاءِ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ وَ أَعَانَهُ عَلَيْهِ.[5]

‌ ومنها صحيح أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ مَعَنَا بَعْضُ أَصْحَابِ الْأَمْوَالِ- فَذَكَرُوا الزَّكَاةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع- إِنَّ الزَّكَاةَ لَيْسَ يُحْمَدُ بِهَا صَاحِبُهَا- وَ إِنَّمَا هُوَ شَيْ‌ءٌ ظَاهِرٌ- إِنَّمَا حَقَنَ بِهَا دَمَهُ وَ سُمِّيَ بِهَا مُسْلِماً- وَ لَوْ لَمْ يُؤَدِّهَا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ- وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ غَيْرَ الزَّكَاةِ- فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَ مَا عَلَيْنَا فِي أَمْوَالِنَا غَيْرُ الزَّكَاةِ- فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا تَسْمَعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ- يَقُولُ فِي كِتَابِهِ ﴿وَ الَّذِينَ فِي أَمْوٰالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ- لِلسّٰائِلِ وَ الْمَحْرُومِ﴾ قَالَ- قُلْتُ مَا ذَا الْحَقُّ الْمَعْلُومُ الَّذِي عَلَيْنَا- قَالَ هُوَ الشَّيْ‌ءُ الَّذِي يَعْمَلُهُ الرَّجُلُ فِي مَالِهِ- يُعْطِيهِ فِي الْيَوْمِ أَوْ فِي الْجُمْعَةِ أَوْ فِي الشَّهْرِ قَلَّ أَوْ كَثُرَ- غَيْرَ أَنَّهُ يَدُومُ عَلَيْهِ- وَ قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿وَ يَمْنَعُونَ الْمٰاعُونَ﴾ قَالَ هُوَ الْقَرْضُ يُقْرِضُهُ وَ الْمَعْرُوفُ يَصْطَنِعُهُ- وَ مَتَاعُ الْبَيْتِ يُعِيرُهُ وَ مِنْهُ الزَّكَاةُ- فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ لَنَا جِيرَاناً- إِذَا أَعَرْنَاهُمْ مَتَاعاً كَسَرُوهُ وَ أَفْسَدُوهُ- فَعَلَيْنَا جُنَاحٌ أَنْ نَمْنَعَهُمْ- فَقَالَ لَا لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ- أَنْ تَمْنَعُوهُمْ إِذَا كَانُوا كَذَلِكَ قَالَ- قُلْتُ لَهُ ﴿وَ يُطْعِمُونَ الطَّعٰامَ عَلىٰ حُبِّهِ- مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً﴾ قَالَ لَيْسَ مِنَ‌ الزَّكَاةِ قَالَ قُلْتُ:- قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ- بِاللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ سِرًّا وَ عَلٰانِيَةً﴾ قَالَ لَيْسَ مِنَ الزَّكَاةِ قُلْتُ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقٰاتِ فَنِعِمّٰا هِيَ- وَ إِنْ تُخْفُوهٰا وَ تُؤْتُوهَا الْفُقَرٰاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ قَالَ لَيْسَ مِنَ الزَّكَاةِ- وَ صِلَتُكَ قَرَابَتَكَ لَيْسَ مِنَ الزَّكَاةِ.[6]

عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿وَ الَّذِينَ فِي أَمْوٰالِهِمْ- حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسّٰائِلِ وَ الْمَحْرُومِ﴾ أَ هُوَ سِوَى الزَّكَاةِ فَقَالَ- هُوَ الرَّجُلُ يُؤْتِيهِ اللَّهُ الثَّرْوَةَ مِنَ الْمَالِ- فَيُخْرِجُ مِنْهُ الْأَلْفَ وَ الْأَلْفَيْنِ- وَ الثَّلَاثَةَ الْآلَافِ وَ الْأَقَلَّ وَ الْأَكْثَرَ فَيَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ- وَ يَحْمِلُ بِهِ الْكَلَّ عَنْ قَوْمِهِ.[7]

منها ما قاسم عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع- فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الَّذِينَ فِي أَمْوٰالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسّٰائِلِ وَ الْمَحْرُومِ مَا هَذَا الْحَقُّ الْمَعْلُومُ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع- الْحَقُّ الْمَعْلُومُ الشَّيْ‌ءُ يُخْرِجُهُ مِنْ مَالِهِ- لَيْسَ مِنَ الزَّكَاةِ وَ لَا مِنَ الصَّدَقَةِ الْمَفْرُوضَتَيْنِ- قَالَ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ الزَّكَاةِ وَ لَا مِنَ الصَّدَقَةِ فَمَا هُوَ- فَقَالَ هُوَ الشَّيْ‌ءُ يُخْرِجُهُ الرَّجُلُ مِنْ مَالِهِ إِنْ شَاءَ أَكْثَرَ- وَ إِنْ شَاءَ أَقَلَّ عَلَى قَدْرِ مَا يَمْلِكُ- فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ فَمَا يَصْنَعُ بِهِ- فَقَالَ يَصِلُ بِهِ رَحِماً وَ يُقَوِّي بِهِ ضَعِيفاً وَ يَحْمِلُ بِهِ كَلًّا أَوْ يَصِلُ بِهِ أَخاً لَهُ فِي اللَّهِ أَوْ لِنَائِبَةٍ تَنُوبُهُ- فَقَالَ الرَّجُلُ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالاتِهِ.[8]

منها ما عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَسَأَلَهُ رَجُلٌ- فِي كَمْ تَجِبُ الزَّكَاةُ مِنَ الْمَالِ- فَقَالَ لَهُ الزَّكَاةَ الظَّاهِرَةَ أَمِ الْبَاطِنَةَ تُرِيدُ- فَقَالَ أُرِيدُهُمَا جَمِيعاً- فَقَالَ أَمَّا الظَّاهِرَةُ فَفِي كُلِّ أَلْفٍ خَمْسَةٌ وَ عِشْرُونَ- وَ أَمَّا الْبَاطِنَةُ فَلَا تَسْتَأْثِرْ عَلَى أَخِيكَ- بِمَا هُوَ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنْكَ.[9]

ومنها ما رواه صدوق بسند صحيح عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الْحَقُّ الْمَعْلُومُ لَيْسَ مِنَ الزَّكَاةِ- هُوَ الشَّيْ‌ءُ تُخْرِجُهُ مِنْ مَالِكَ إِنْ شِئْتَ كُلَّ جُمْعَةٍ- وَ إِنْ شِئْتَ كُلَّ شَهْرٍ وَ لِكُلِّ ذِي فَضْلٍ فَضْلُهُ- وَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿وَ إِنْ تُخْفُوهٰا وَ تُؤْتُوهَا الْفُقَرٰاءَ- فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ فَلَيْسَ هُوَ مِنَ الزَّكَاةِ- وَ الْمَاعُونُ لَيْسَ مِنَ الزَّكَاةِ- هُوَ الْمَعْرُوفُ تَصْنَعُهُ- وَ الْقَرْضُ تُقْرِضُهُ وَ مَتَاعُ الْبَيْتِ تُعِيرُهُ- وَ صِلَةُ قَرَابَتِكَ لَيْسَ مِنَ الزَّكَاةِ- وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿ُوَ الَّذِينَ فِي أَمْوٰالِهِمْ حَقٌّ مَعْلومٌ﴾ فَالْحَقُّ الْمَعْلُومُ غَيْرُ الزَّكَاةِ- وَ هُوَ شَيْ‌ءٌ يَفْرِضُهُ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ- أَنَّهُ فِي مَالِهِ وَ نَفْسِهِ- يَجِبُ أَنْ يَفْرِضَهُ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ وَ وُسْعِهِ.[10]

فينبغي للمؤمنين ان يشاركوا مع بعض المؤسسات الخيرية و يدفعون اليهم مبلغا مرتبا او يتكفلون بمؤنة معاش بعض المحترمين من الفقراء.

وفي مقطع الآخر من الآية نقرء: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَ لاَ شَفَاعَةٌ وَ الْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ فحذرنا عن التاخير في الانفاق ليوم لا يفيد الانسان الا عمله و لا مال يفيده ولا صديق ولا يشفع له شافع الا باذن الله و كانه اشار الى ان من لم ينفق فقد كفر نعمة الله وظلم نفسه حيث حرمها من منافع المال وظلم الآخرين من ارباب الحاجة حيث لم يؤدهم حقهم فمن اصبح ولم يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo