< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

40/09/20

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : سورة لقمان / دروس شهر رمضان

﴿يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اصْبِرْ عَلى‌ ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ . وَ لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ . وَ اقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾[1]

ولو كان بحثنا في سورة لقمان ولكن أودُّ ان نعطف كلامنا بمناسبة ذكرى استشهاد مولانا امير المؤمنين عليه السلام الى ما يناسب هذه الليلة وهي اختيار بعض وصاياه بعد ما وقع على الفراش جريحاً وفي النهج ثلاث منها موجودة و لعل كلكم سمعتموها كثيرا ولكنّي اخترت لكم وصيته لإمام الحسن عليهما السلام، ذكرها الشيخ الطوسي رضوان الله عليه في أماليه و إليك نصه:

(وَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الزَّيَّاتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ الْإِسْكَافِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَامَةَ الْغَنَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَامِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْفُجَيْعِ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ:

حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ وَالِدِيَ الْوَفَاةُ أَقْبَلَ يُوصِي، فَقَالَ: هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخُو مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ ابْنُ عَمِّهِ وَ صَاحِبُهُ، أَوَّلُ وَصِيَّتِي أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُهُ وَ خِيَرَتُهُ اخْتَارَهُ بِعِلْمِهِ وَ ارْتَضَاهُ لِخِيَرَتِهِ، وَ أَنَّ اللَّهَ بَاعِثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، وَ سَائِلُ النَّاسِ عَنْ أَعْمَالِهِمْ عَالِمٌ بِمَا فِي الصُّدُورِ.

ثُمَّ إِنِّي أُوصِيكَ- يَا حَسَنُ- وَ كَفَى بِكَ وَصِيّاً بِمَا أَوْصَانِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ يَا بُنَيَّ الْزَمْ بَيْتَكَ، وَ ابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ، وَ لَا تَكُنِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّكَ، وَ أُوصِيكَ يَا بُنَيَّ بِالصَّلَاةِ عِنْدَ وَقْتِهَا، وَ الزَّكَاةِ فِي أَهْلِهَا عِنْدَ مَحَالِّهَا، وَ الصَّمْتِ عِنْدَ الشُّبْهَةِ وَ الِاقْتِصَادِ، وَ الْعَدْلِ فِي الرِّضَاءِ وَ الْغَضَبِ، وَ حُسْنِ الْجِوَارِ، وَ إِكْرَامِ الضَّيْفِ، وَ رَحْمَةِ الْمَجْهُودِ وَ أَصْحَابِ الْبَلَاءِ، وَ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَ حُبِّ الْمَسَاكِينِ وَ مُجَالَسَتِهِمْ، وَ التَّوَاضُعِ فَإِنَّهُ مِنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَةِ، وَ قَصْرِ الْأَمَلِ، وَ اذْكُرِ الْمَوْتَ، وَ ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّكَ رَهِينُ مَوْتٍ، وَ غَرَضُ بَلَاءٍ، وَ صَرِيعُ سُقْمٍ.وَ أُوصِيكَ بِخَشْيَةِ اللَّهِ فِي سِرِّ أَمْرِكَ وَ عَلَانِيَتِكَ، وَ أَنْهَاكَ عَنِ التَّسَرُّعِ بِالْقَوْلِ وَ الْفِعْلِ، وَ إِذَا عَرَضَ شَيْ‌ءٌ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ فَابْدَأْ بِهِ، وَ إِذَا عَرَضَ شَيْ‌ءٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فَتَأَنَّهُ حَتَّى تُصِيبَ رُشْدَكَ فِيهِ، وَ إِيَّاكَ وَ مَوَاطِنَ التُّهَمَةِ وَ الْمَجْلِسَ الْمَظْنُونَ بِهِ السَّوْءُ، فَإِنَّ قَرِينَ السَّوْءِ يَغُرُّ جَلِيسَهُ.وَ كُنْ لِلَّهِ يَا بُنَيَّ عَامِلًا، وَ عَنِ الْخَنَا زَجُوراً، وَ بِالْمَعْرُوفِ آمِراً، وَ عَنِ الْمُنْكَرِ نَاهِياً، وَ وَاخِ الْإِخْوَانَ فِي اللَّهِ، وَ أَحِبَّ الصَّالِحَ لِصَلَاحِهِ، وَ دَارِ الْفَاسِقَ عَنْ دِينِكَ، وَ أَبْغِضْهُ بِقَلْبِكَ، وَ زَايِلْهُ بِأَعْمَالِكَ، كَيْ لَا تَكُونَ مِثْلَهُ، وَ إِيَّاكَ وَ الْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ، وَ دَعِ الْمُمَارَاةَ، وَ مُجَازَاةَ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ وَ لَا عِلْمَ.وَ اقْتَصِدْ يَا بُنَيَّ فِي مَعِيشَتِكَ، وَ اقْتَصِدْ فِي عِبَادَتِكَ، وَ عَلَيْكَ فِيهَا بِالْأَمْرِ الدَّائِمِ الَّذِي تُطِيقُهُ، وَ الْزَمِ الصَّمْتَ تَسْلَمْ، وَ قَدِّمْ لِنَفْسِكَ تَغْنَمْ، وَ تَعَلَّمِ الْخَيْرَ تَعْلَمْ، وَ كُنْ لِلَّهِ ذَاكِراً عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَ ارْحَمْ مِنْ أَهْلِكَ الصَّغِيرَ، وَ وَقِّرْ مِنْهُمُ الْكَبِيرَ، وَ لَا تَأْكُلَنَّ طَعَاماً حَتَّى تَتَصَدَّقَ مِنْهُ قَبْلَ أَكْلِهِ، وَ عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ زَكَاةُ الْبَدَنِ وَ جُنَّةٌ لِأَهْلِهِ، وَ جَاهِدْ نَفْسَكَ، وَ احْذَرْ جَلِيسَكَ، وَ اجْتَنِبْ عَدُوَّكَ، وَ عَلَيْكَ بِمَجَالِسِ الذِّكْرِ، وَ أَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ فَإِنِّي لَمْ آلُكَ يَا بُنَيَّ نُصْحاً، وَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ.

وَ أُوصِيكَ بِأَخِيكَ مُحَمَّدٍ خَيْراً، فَإِنَّهُ شَقِيقُكَ وَ ابْنُ أَبِيكَ، وَ قَدْ تَعْلَمُ حُبِّي لَهُ، فَأَمَّا أَخُوكَ الْحُسَيْنُ فَهُوَ ابْنُ أُمِّكَ، وَ لَا أَزِيدُ الْوَصَاةَ بِذَلِكَ، وَ اللَّهُ الْخَلِيفَةُ عَلَيْكُمْ، وَ إِيَّاهُ أَسْأَلُ أَنْ يُصْلِحَكُمْ، وَ أَنْ يَكُفَّ الطُّغَاةَ الْبُغَاةَ عَنْكُمْ، وَ الصَّبْرَ الصَّبْرَ حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ الْأَمْرَ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ)[2]

وانا اكتفي بنص الوصية اعتمادا على تأملات القراء في استخراج عمق المعاني و كذلك ما بيناه ووقفنا عنده في بحثنا حضوراً


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo