47/03/15
بسم الله الرحمن الرحیم
السادس من موجبات سجدتي السهو/ موجبات سجدتي السهو /كتاب الصلاة
الموضوع: كتاب الصلاة/ موجبات سجدتي السهو /السادس من موجبات سجدتي السهو
كان بحثنا في المحاضرة اليوم الماضي قول المصنف: (السادس: للقيام في موضع القعود أو العكس، بل لكلّ زيادة ونقيصة لم يذكرها في محلّ التدارك، وأمّا النقيصة مع التدارك فلا توجب، والزيادة أعمّ من أن تكون من الأجزاء الواجبة أو المستحبّة، كما إذا قنت في الركعة الأُولى مثلًا أو في غير محلّه من الثانية، ومثل قوله: بحول اللّٰه في غير محلّه لا مثل التكبير أو التسبيح، إلّا إذا صدق عليه الزيادة، كما إذا كبّر بقصد تكبير الركوع في غير محلّه، فإنّ الظاهر صدق الزيادة عليه، كما أنّ قوله: سمع اللّٰه لمن حمده كذلك، والحاصل أنّ المدار على صدق الزيادة، وأمّا نقيصة المستحبّات فلا توجب، حتّى مثل القنوت، وإن كان الأحوط عدم الترك في مثله إذا كان من عادته الإتيان به دائماً، والأحوط عدم تركه في الشكّ في الزيادة أو النقيصة).
اما قول المصنف: (وأمّا النقيصة مع التدارك فلا توجب)، فقياساتها معها لانه لا يبقى موضوع لسجدتي السهو الا اذا التزم التدارك زيادة فالسجدة تكون لتلك الزيادة لا للنقص المتدارك. ولكن الروايات التي مرت بنا تنطق بقوله: "لا سهوعلى من اتم السهو" تنفي سجدة السهو للزيادة التي نشأت من ضمن عملية التدارك ايضاً.
ثم المصنف یعمم الحکم على المستحبات ايضاً فيقول: (والزيادة أعمّ من أن تكون من الأجزاء الواجبة أو المستحبّة، كما إذا قنت في الركعة الأُولى مثلًا أو في غير محلّه من الثانية، ومثل قوله: بحول اللّٰه في غير محلّه لا مثل التكبير أو التسبيح، إلّا إذا صدق عليه الزيادة، كما إذا كبّر بقصد تكبير الركوع في غير محلّه، فإنّ الظاهر صدق الزيادة عليه، كما أنّ قوله: سمع اللّٰه لمن حمده كذلك، والحاصل أنّ المدار على صدق الزيادة)
حكم هذه المسألة عند من لا يري وجوب سجدتي السهو لكل زيادة او نقيصة واضح لان من انكر وجوب سجدتي السهو لكل زيادة او نقيصة فهو في سعة من هذا الفرع. لانه لا يري وجوب سجدتي السهو اذا كان السهو في الواجبات فبالأولى لايرى وجوب سجدتي السهو في السهو في المستحبات.
كما ان من انكر وجود المستحب في الواجبات ويقول المستحبات لا يمكن ان تكون جزء للواجبات فكذلك لا يوجد لهذه المسألة عنده مصداق حتى نبحث هل يجب سجدة السهو على من زاد او نقص مستحباً لان الزيادة والنقيصة على مبناه لا تقع في الصلاة لانه يرى ان الفرائض هي ظرف للمستحبات، فبإنكار جزئية المستحبات للفرائض ادلة وجوب سجدتي السهو لكل زيادة او نقيصة لا تشمل المستحبات لأنها ليست جزأً من الصلاة على رأيه بل هي أمور ظرفها الصلاة. [1]
واما من يعترف ان المستحبات جزء للصلاة فيعترف بوجود أجزاء مستحبة للفريضة فله ان يقول بشمول تلك الأدلة لها، لان الإخلال بالأجزاء المستحبة او اضافتها يصدق، عليها النقيصة اوالزيادة.
ولكننا بينما ندّعي بان العناوين المركبة بعض اجزائها مقومات للعنوان بحيث اذا اخلّ بها لا يصدق العنوان على الباقي فهي واجبات في تحقق العنوان وبعض اجزائها مكملات للعنوان لا يتوقف صدق العنوان عليها، فمثلا في البناء، الشباك التي من محسنات البناء هي جزء له ولو لم تكن ضرورياً للبناء، وكذلك الأمر في المركبات الاعتبارية كالصلاة، فالقنوت جزء حقيقي للصلاة ولكنه غير ضروري لتحقق صلاة صحيحة ومع ذلك نرى عدم شمول ادلة سجدتي السهو للمستحبات التي اخل بها المصلي سواء كان اخلاله بها عمدا او كان سهوا، لان ما ورد في وجوب سجدتي السهو انما يشمل أمورا لو اخلّ بها عمدا بطلت صلاته، فالشارع المقدس جعل سجدتي السهو جابراً لهذا النقص الذي صدر عن المصلي سهواً. ولذا نقول ان ادلة سجدتي السهو منصرفة الى الزيادات او النواقص التي كانت واجبة على المصلي رعايتها فاذا صدرت عنه سهوا تجبر في بعضها بقضائها وفي بعضها بسجدتي السهو التي هي ارغام للشيطان، ومنصرفة عن المستحبات التي لا لوم ولا مؤاخذة بتركها، فتلخص من كلامنا عدم شمول ادلة ايجاب سجدتي السهو للمستحبات سواء كان المصلى معتادا على اتيانها أولا؟ فما ذهب اليه المصنف الى وجوب سجدتي السهو لزيادتها او نقصانها في غير محله فتدبر جيداً. وبهذا كملنا البحث حول المسألة الأولى.
قال المصنف: (مسألة 2): يجب تكرّره بتكرّر الموجب، سواء كان من نوع واحد، أو أنواع، و الكلام الواحد موجب واحد وإن طال، نعم إن تذكّر ثمّ عاد تكرّر، والصيغ الثلاث للسلام موجب واحد، وإن كان الأحوط التعدّد (1) ونقصان التسبيحات الأربع موجب واحد، بل وكذلك زيادتها، وإن أتى بها ثلاث مرّات).
تعليقتان:
(1) قال السيد الحكيم: (إذا نوى بواحد منها ما في الذمّة وإلّا لم يكن أحوط).
وقال السيد الگلپايگاني: (بل المتعيّن على مختاره أن يأتي بسجدتين مرّة للأُولى من حيث إنّها زيادة جزء من التشهّد ومرّة للأخيرتين من حيث السلام الواقع في غير المحلّ).
اليوم نكتفي بهذا المقدار وغداً ندخل في فقه المسألة ان شاء الله