الموضوع: كتاب الصلاة/الخلل في الصلاة /المسألة 14من الخلل في الصلاة

قال المصنف رضوان الله عليه: (مسألة 15): لو نسي السجدتين ولم يتذكّر إلّا بعد الدخول في الركوع من الركعة التالية بطلت صلاته، ولو تذكّر قبل ذلك رجع وأتى بهما وأعاد ما فعله سابقاً ممّا هو مرتّب عليهما بعدهما، وكذا تبطل الصلاة لو نسيهما من الركعة الأخيرة حتّى سلّم وأتى بما يبطل الصلاة عمداً وسهواً، كالحدث والاستدبار، وإن تذكّر بعد السلام قبل الإتيان بالمبطل فالأقوى أيضاً البطلان (1) لكن الأحوط (2) التدارك ثمّ الإتيان بما هو‌ مرتّب عليهما، ثمّ إعادة الصلاة،5- وإن تذكّر قبل السلام أتى بهما وبما بعدهما من التشهّد والتسليم وصحّت صلاته، وعليه سجدتا السهو (3) لزيادة التشهّد أو بعضه، وللتسليم المستحبّ).

تعليقات:

(1) قال السيد الفيروزآبادي: (الأقوى الصحّة فيتدارك بما في المتن ولا تلزم الإعادة).

وقال السيد الگلپايگاني: (في القوّة منع فلا يترك الاحتياط بما ذكر مع سجدتي السهو لزيادة التسليم).

وقال الشيخ آل ياسين: (بل الأقوى الصحّة فيكفي التدارك ثمّ الإتيان بما هو مرتّب عليهما من غير حاجة الى الإعادة وإن كانت أحوط).

وقال السيد البروجردي: (بل الأقوى هو وجوب تداركهما وإعادة التشهّد والتسليم مع سجدتي السهو للتسليم).

وقال الشيخ الحائري: (في الأقوائية منع فلا يترك الاحتياط المذكور).

وقال السيد الخوئي: (بل الأقوى عدمه فيتداركهما ويأتي بما هو مترتّب عليهما نعم الإعادة بعد ذلك أحوط).

وقال السيد الشيرازي: (بل الصحّة لا تخلو من قوّة فيتداركهما ويأتي بما بعدهما).

وقال الشيخ كاشف الغطاء: (لخروجه بالسلام فيكون قد نقص ركناً ويمكن الحكم بالصحّة فإنّ نقصان الركعة إذا كان لا يوجب البطلان ويتداركها بعد السلام فنقصان السجدتين أولى والاحتياط كما ذكره (قدّس سرّه) حسن ولكن الصحّة أقوى فيأتي بالسجدتين ويعيد التشهّد والتسليم ويسجد سجدتي السهو).

(2) قال الشيخ آقا ضياء: (بل هو الأقوى وأنّ السلام وقع في محلّه سهواً فيسجد سجدتي السهو لسلامه أيضاً ووجهه ظاهر).

وقال الشيخ الجواهري: (التدارك وعدم وجوب الإعادة لا يخلوان من قوّة).

وقال الإمام الخميني: (لا يترك وإن كان القول بوجوب التدارك وإعادة التشهّد والتسليم وصحّة الصلاة لا يخلو من وجه).

وقالا السيدين الخوانساري، الأصفهاني: (لا يترك).

(3) قال السيد الحكيم: (على الأحوط والتسليم المستحبّ لا سجود له).

وقال الإمام الخميني: (على الأحوط ويأتي موارد لزومها).

وقال: الشيخ النائيني: (على الأحوط).

ذكر المصنف في هذه المسألة أربع فروع: الأول:

(لو نسي السجدتين ولم يتذكّر إلّا بعد الدخول في الركوع من الركعة التالية بطلت صلاته)،

قال في الجواهر: (أما البطلان في ناسي السجدتين حتى ركع فهو المشهور شهرة كادت تكون إجماعا، بل عن النجيبية أنه لا خلاف فيه، وفي المنقول عن الغنية الإجماع عليه أيضاً) [1]

قال السيد الخوئي: (أمّا لو تذكّر بعد الدخول فيه فلا مناص من الحكم بالبطلان كما عليه المشهور بل قيل إنّه ممّا لا خلاف فيه) [2]

ووجه البطلان واضح فانه زاد ركنا في صلاته إن عاد الى الركوع، وإن اكمل صلاته من دون ركوع فقد نقصه في صلاته والاخلال بالأركان مبطل للصلاة بلا ريب.

وقد ذُكر محاولة للعلاج، بان لا يعود بل يأتي بهما عند السجود للركعة التي هو فيها فيأتي بأربع سجدات اثنتان منها قضاء عن الركعة الماضية واثنتان للركعة التي بيده فبذلك أدى ما عليه من السجود وانما أخلّ بالترتيب، وحديث لا تعاد قد صحح لنا صلاتنا إذا كان الخلل في غير الخمسة.

ولكن يرد عليه ان سجدة كل ركعة لابد ان تكون فيها وركن للركعة وهو اتي بها في غير محلها مضافا الى ان الخللَ معفوٌ أذا صدر عن المصلي سهواً، وفيما نحن فيه تركها في مكانها كان سهواً و لكن الاتيان بها في غير مكانها كان عمداً، والاخلال للواجب متعمداً مبطل للصلاة ولا يشمله حديث لا تعاد.

ولذا في الترتيب بين المغربين ذهب فقهائنا الى أنه معفوٌ عنه اذا سهى وقدّم صلاة العشاء على المغرب مادام لم يتذكر الا بعد الانتهاء من العشاء، ولكن اذا تذكّر في اثناء الصلاة قبل الدخول الى ركوع ركعة الرابعة، عليه ان يعدل بنيته الى المغرب، ولكن اذا تذكر وهو في الركوع الركعة الرابعة او بعده الى انتهاء الصلاة، فصلاته باطلة لان ما يفعله من الصلاة بعد الدخول في الركعة الرابعة لا يمكن عدولها الى المغرب و استمرارها بنية العشاء نقض للترتيب وهو ملتفت الى النقض فهو خلل عمدي غير معفوٍ عنه فيوجب بطلان صلاته.

ويمكن ايضاً ان نقول ان كل جزء من أجزاء الصلاة له مكان معين فاذا اتي به في غير مكانه لا يعتبر جزئاً بل اتى بشيء زائدٍ خارجٍ عن حقيقة الصلاة وشيءٍ لم يتعلق به الامر فنفس الاتيان به هكذا يكون خللاً في الصلاة، فبدلاً ان يكون علاج للنقص السابق هو إخلال للأجزاء اللاحقة لانّ كل مركب قائم بهيئته المفروضة وكل زائد في غير محله اخلال لهيئته.

وهناك رأي أخر نشير اليه في اليوم القادم ان شاء الله