< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه

44/05/16

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: كتاب الصلاة/صلاة جماعة /مستحبات الجماعة

قال السيد المصنف: (فصل 49 في مستحبات الجماعة ومكروهاتها، ‌أما المستحبات فأمور):

وقد انتهينا في الأيام الماضية عن البحث عن خمسة من مستحبات الجماعة وأشرنا في كل مندوب الى نماذج من الروايات التي تخصّ الموضوع وجُلّها ضعاف من حيث السند، فمن يقول بالتسامح في ادلة السنن فيفتي بالاستحباب، ومن لا يقول به، فيشجِّع الى رعايتها لرجاء المطلوبية عند المولى، واليوم نريد أن نتابع بحثنا في السادس منها وما بعده من المستحبات المذكورة:

قال السيد المصنف" (السادس: إقامة الصفوف واعتدالها، وسدّ الفرج الواقعة فيها، والمحاذاة بين المناكب).

ذكر المصنف في هذا الفرع أربع أمور: إقامة الصفوف، اعتدالها، سد الفرج، والمحاذاة بين المناكب، واليك بعض الروايات التي تفيد هذه المعانى:

.1روى الشيخ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص سَوُّوا بَيْنَ صُفُوفِكُمْ- وَحَاذُوا بَيْنَ مَنَاكِبِكُمْ لَا يَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمُ الشَّيْطَانُ".[1] سندها موثق ورد فيها الامر بسد الفُرَج ومحاذاة المناكب.

.2مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ- فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي- كَمَا أَرَاكُمْ مِنْ قُدَّامِي وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ- وَلَا تُخَالِفُوا فَيُخَالِفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ". وَرَوَاهُ الصَّفَّارُ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ وَذَكَرَ مِثْلَهُ" [2] وهذه الرواية مرسلة صدوق ومسندة الصفار بسند صحيح وورد فيه الامر بإقامة الصفوف.

.3 روى الصدوق َفِي الْمَجَالِسِ بِإِسْنَادٍ تَقَدَّمَ فِي إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ: "إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ وَ َقِيمُوهَا- وَسَوُّوا الْفُرَجَ- وَإِذَا قَالَ إِمَامُكُمْ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقُولُوا اللَّهُ أَكْبَرُ- وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ- فَقُولُوا اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ". [3]

سندها ضعيف وقد ورد فيها الامر باعتدال الصفوف واقامتها وملئ فراغاتها.

.4 روى الصدوق فِي عِقَابِ الْأَعْمَالِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‌ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ- وَامْسَحُوا بِمَنَاكِبِكُمْ- لِئَلَّا يَكُونَ فِيكُمْ خَلَلٌ- وَلَا تُخَالِفُوا فَيُخَالِفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ- أَلَا وَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي. [4] في سنده وهيب بن حفص وهو كان واقفيا ووثقه النجاشي فالسند موثقة ويدل على إقامة الصفوف و ملئ الخُلل.

.5 روى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام: نَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ، فَتَكُونُ الصُّفُوفُ مُخْتَلِفَةً فِيهِ نَاسٌ، فَأُقْبِلُ إِلَيْهِمْ مَشْياً حَتَّى نُتِمَّهُ؟ فَقَالَ نَعَمْ لَابَأْسَ بِهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي كَمَا أَرَاكُمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، لَتُتِمُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ.[5] سنده صحيح، وفيه امر بتتميم الصفوف.

ثم مما يلفت النظر ان أهمية هذه المسألة الى درجة ينبغي تحصيلها حتى في اثناء الصلاة وقد نطق بذلك روايات: َ

.6 في بصائر الدرجات عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عِيسَى بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ كَاتِبِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِي عَتَّابٍ زِيَادٍ مَوْلَى آلِ دَغْشٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ "سَمِعْتُهُ يَقُولُ أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ إِذَا رَأَيْتُمْ خَلَلًا- وَ لَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْخُذَ وَرَاءَكَ- إِذَا رَأَيْتَ ضِيقاً فِي الصُّفُوفِ أَنْ تَمْشِيَ- فَتُتِمَّ الصَّفَّ الَّذِي خَلْفَكَ- أَوْ تَمْشِيَ مُنْحَرِفاً فَتُتِمَّ الصَّفَّ الَّذِي قُدَّامَكَ فَهُوَ خَيْرٌ- ثُمَّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ- فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكُمْ مِنْ ‌خَلْفِي- لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ".[6]

وروى عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ فِي كِتَابِهِ عَنْ أَخِيهِ ع قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ "الرَّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ فِي الصَّفِّ- هَلْ يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ إِلَى الثَّانِي أَوِ الثَّالِثِ- أَوْ يَتَأَخَّرَ وَرَاءَهُ فِي جَانِبِ الصَّفِّ الْآخَرِ- قَالَ إِذَا رَأَى خَلَلًا فَلَا بَأْسَ بِهِ".[7] وبهذا المقدار من الروايات اكتفي في هذه السنة المندوب اليها من قبل اوليائنا والمهجورة عندنا في مقام العمل بها الا شيئا قليلاً وللأسف، وقد تقدم علينا في رعايتها إخواننا العامة.

السابع: تقارب الصفوف بعضها من بعض بأن لا يكون (1) ما بينها أزيد من مقدار مسقط جسد الإنسان إذا سجد.

تعليقات: (1) قال السيد البروجردي: (تقدّم أنّه أحوط). وقال السيد الگلپايگاني: (وقد مرّ أنّه أحوط).

.1 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ: "يَنْبَغِي لِلصُّفُوفِ أَنْ تَكُونَ- تَامَّةً مُتَوَاصِلَةً بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَ- لَا يَكُونَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ مَا لَا يُتَخَطَّى- يَكُونُ قَدْرُ ذَلِكَ مَسْقَطَ جَسَدِ إِنْسَانٍ إِذَا سَجَدَ". [8] سنده صحيح ودلالته صريحة

.2- ورواية الصدوق عن زرارة قَالَ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام "إِنْ صَلَّى قَوْمٌ- وَ «4» بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْإِمَامِ مَا لَا يُتَخَطَّى- فَلَيْسَ ذَلِكَ الْإِمَامُ لَهُمْ بِإِمَامٍ- وَ أَيُّ صَفٍّ كَانَ أَهْلُهُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ الْإِمَامِ- وَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الصَّفِّ الَّذِي يَتَقَدَّمُهُمْ مَا لَا يُتَخَطَّى- فَلَيْسَ لَهُمْ تِلْكَ بِصَلَاةٍ- وَ إِنْ كَانَ (شِبْراً وَاحِداً) «نسخة: ستراً او جداراً» إِلَى أَنْ قَالَ- أَيُّمَا امْرَأَةٍ صَلَّتْ خَلْفَ إِمَامٍ- وَ بَيْنَهَا وَ بَيْنَهُ مَا لَا يُتَخَطَّى فَلَيْسَ لَهَا تِلْكَ بِصَلَاةٍ- قَالَ قُلْتُ: فَإِنْ جَاءَ إِنْسَانٌ يُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ- كَيْفَ يَصْنَعُ وَ هِيَ إِلَى جَانِبِ الرَّجُلِ- قَالَ يَدْخُلُ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَ تَنْحَدِرُ هِيَ شَيْئاً". وَ ‌رَوَاهُ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ أَسْقَطَ حُكْمَ الْمَرْأَةِ [9] .

3- «صدوق» وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‌ قَالَ: "أَقَلُّ مَا يَكُونُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ مَرْبِضُ عَنْزٍ- وَأَكْثَرُ مَا يَكُونُ مَرْبِضُ فَرَسٍ"[10] .

4- «مستطرفات السرائر» مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ فِي آخِرِ السَّرَائِرِ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: "إِنْ صَلَّى قَوْمٌ وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْإِمَامِ مَا لَا يُتَخَطَّى- فَلَيْسَ ذَلِكَ الْإِمَامُ لَهُمْ إِمَاماً". [11]


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo