< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه

40/08/09

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: روایات المعارضة /کتاب الامر بالمعروف و النهی عن المنکر الأمر بالمعروف

قد ذكرنا فيما مضي من البحث ما يقرب من عشرة رواية من الروايات الموهمة للزوم السكوت وعدم التعرض للحكام و الاجتناب من محاولة هداية المجتمع و اصلاح الامور و هناك روايات اخرى في هذا المجال:

ومنها: ما رواه الصدوق في العيون، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْمُكَتِّبُ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ النَّحْوِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُبْدُونٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا حُمِلَ زَيْدُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ إِلَى الْمَأْمُونِ وَ قَدْ كَانَ خَرَجَ بِالْبَصْرَةِ وَ أَحْرَقَ دُورَ وُلْدِ الْعَبَّاسِ، وَهَبَ الْمَأْمُونُ جُرْمَهُ لِأَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ع وَ قَالَ لَهُ يَا أَبَا الْحَسَن‌ لَئِنْ خَرَجَ أَخُوكَ وَ فَعَلَ مَا فَعَلَ لَقَدْ خَرَجَ قَبْلَهُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ فَقُتِلَ وَ لَوْ لَا مَكَانُكَ مِنِّي لَقَتَلْتُهُ فَلَيْسَ مَا أَتَاهُ بِصَغِيرٍ، فَقَالَ الرِّضَا ع يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَقِسْ أَخِي زَيْداً إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ غَضِبَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَجَاهَدَ أَعْدَاءَهُ حَتَّى قُتِلَ فِي سَبِيلِهِ وَ لَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ جَعْفَرَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع يَقُولُ رَحِمَ اللَّهُ عَمِّي زَيْداً إِنَّهُ دَعَا إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَوْ ظَفِرَ لَوَفَى بِمَا دَعَا إِلَيْهِ وَ لَقَدِ اسْتَشَارَنِي فِي خُرُوجِهِ فَقُلْتُ لَهُ يَا عَمِّ إِنْ رَضِيتَ أَنْ تَكُونَ الْمَقْتُولَ الْمَصْلُوبَ بِالْكُنَاسَةِ فَشَأْنَكَ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَيْلٌ لِمَنْ سَمِعَ وَاعِيَتَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ فَقَالَ الْمَأْمُونُ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَ لَيْسَ قَدْ جَاءَ فِيمَنِ ادَّعَى الْإِمَامَةَ بِغَيْرِ حَقِّهَا مَا جَاءَ، فَقَالَ الرِّضَا ع إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ لَمْ يَدَّعِ مَا لَيْسَ لَهُ بِحَقٍّ وَ إِنَّهُ كَانَ أَتْقَى لِلَّهِ مِنْ ذَلِكَ إِنَّهُ قَالَ أَدْعُوكُمْ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ع وَ إِنَّمَا جَاءَ مَا جَاءَ فِيمَنْ يَدَّعِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَصَّ عَلَيْهِ ثُمَّ يَدْعُو إِلَى غَيْرِ دِينِ اللَّهِ وَ يُضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ كَانَ زَيْدٌ وَ اللَّهِ مِمَّنْ خُوطِبَ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ.[1]

هذه الرواية المباركة ولو في سندها مجاهيل ولكن نرى فيها مقارنة بين من كان دعوته لله ومن كان دعوته لنفسه حيث نهى عليه السلام عن قياس احداهما بالأخرى ففي قضية زيد كان عالماً وغضب لله و دعا الى الرضا من آل محمد عليهم السلام و كان وفيا بقراره. والامام بينما اخبره بقتله اجاز له اختيار القتل والسلب بالكناسة. ثم جعل الويل لمن سمع واعيته ولم يجبه. فهذا الحديث مما يدل على مشروعية القيام بل مطلوبيته لزيد بن علي عليه السلام و لم يرتض لزيد بن موسى بن جعفر عليهما السلام.

منها مارواه الصدوق بقوله: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْفَامِيُّ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِين‌ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِلْحُسَيْنِ ع يَا حُسَيْنُ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ يَتَخَطَّى هُوَ وَ أَصْحَابُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِقَابَ النَّاسِ غُرّاً مُحَجَّلِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِلَا حِسَابٍ"[2] فبشارة رسول الله صلى الله عليه واله للحسين عليه السلام بمثل هذا الولد دليل على امضائه لقيامه.

ومنها ايضاً قوله: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الدَّقَّاقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ النَّاصِريُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ رُشَيْدٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي مَعْمَرٍ سَعِيدِ بْنِ خَيْثَمٍ عَنْ أَخِيهِ مَعْمَرٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فَجَاءَ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع‌ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ‌ الْبَابِ فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع يَا عَمِّ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَكُونَ الْمَصْلُوبَ بِالْكُنَاسَةِ فَقَالَتْ أُمُّ زَيْدٍ وَ اللَّهِ لَا يَحْمِلُكَ‌ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ غَيْرُ الْحَسَدِ لِابْنِي فَقَالَ ع يَا لَيْتَهُ حَسَداً يَا لَيْتَهُ حَسَداً ثَلَاثاً حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي ع أَنَّهُ قَالَ يَخْرُجُ مِنْ وُلْدِهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ يُقْتَلُ بِالْكُوفَةِ وَ يُصْلَبُ بِالْكُنَاسَةِ يَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ حِينَ يُنْشَرُ تُفَتَّحُ لِرُوحِهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ يَبْتَهِجُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ يُجْعَلُ رُوحُهُ فِي حَوْصَلَةِ طَيْرٍ أَخْضَرَ يَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ يَشَاءُ".[3]

6- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السُّكَّرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْجَوْهَرِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَيَابَةَ قَالَ: خَرَجْنَا وَ نَحْنُ سَبْعَةُ نَفَرٍ فَأَتَيْنَا الْمَدِينَةَ فَدَخَلْنَا عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ ع فَقَالَ لَنَا أَ عِنْدَكُمْ خَبَرُ عَمِّي زَيْدٍ فَقُلْنَا قَدْ خَرَجَ أَوْ هُوَ خَارِجٌ قَالَ فَإِنْ أَتَاكُمْ خَبَرٌ فَأَخْبِرُونِي فَمَكَثْنَا أَيَّاماً فَأَتَى رَسُولُ بَسَّامٍ الصَّيْرَفِيِّ بِكِتَابٍ فِيهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ ع قَدْ خَرَجَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ غُرَّةَ صَفَرٍ فَمَكَثَ الْأَرْبِعَاءَ وَ الْخَمِيسَ وَ قُتِلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ قُتِلَ مَعَهُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَدَخَلْنَا عَلَى الصَّادِقِ ع فَدَفَعْنَا إِلَيْهِ الْكِتَابَةَ فَقَرَأَهُ وَ بَكَى ثُمَّ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى أَحْتَسِبُ عَمِّي إِنَّهُ كَانَ نِعْمَ الْعَمُّ إِنَّ عَمِّي كَانَ رَجُلًا لِدُنْيَانَا وَ آخِرَتِنَا مَضَى وَ اللَّهِ عَمِّي شَهِيداً كَشُهَدَاءَ اسْتُشْهِدُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عَلِيٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ص".[4]

7- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع صَبِيحَةَ يَوْمٍ خَرَجَ بِالْكُوفَةِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ يُعِينُنِي مِنْكُمْ عَلَى قِتَالِ أَنْبَاطِ أَهْلِ الشَّامِ فَوَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً لَا يُعِينُنِي مِنْكُمْ عَلَى قِتَالِهِمْ أَحَدٌ إِلَّا أَخَذْتُ بِيَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَمَّا قُتِلَ اكْتَرَيْتُ رَاحِلَةً وَ تَوَجَّهْتُ نَحْوَ الْمَدِينَةِ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَقُلْتُ فِي نَفْسِي وَ اللَّهِ لَأُخْبِرَنَّهُ بِقَتْلِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ فَيَجْزَعُ عَلَيْهِ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَالَ مَا فَعَلَ عَمِّي زَيْدٌ فَخَنَقَتْنِي الْعَبْرَةُ فَقَالَ قَتَلُوهُ قُلْتُ إِي‌ وَ اللَّهِ قَتَلُوهُ قَالَ فَصَلَبُوهُ قُلْتُ إِي وَ اللَّهِ فَصَلَبُوهُ قَالَ فَأَقْبَلَ يَبْكِي دُمُوعُهُ تَنْحَدِرُ عَنْ جَانِبَيْ خَدِّهِ كَأَنَّهَا الْجُمَانُ ثُمَّ قَالَ يَا فُضَيْلُ شَهِدْتَ مَعَ عَمِّي زَيْدٍ قِتَالَ أَهْلِ الشَّامِ قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ فَكَمْ قَتَلْتَ مِنْهُمْ قُلْتُ سِتَّةً قَالَ فَلَعَلَّكَ شَاكٌّ فِي دِمَائِهِمْ قُلْتُ لَوْ كُنْتُ شَاكّاً مَا قَتَلْتُهُمْ فَسَمِعْتُهُ وَ هُوَ يَقُولُ أَشْرَكَنِي اللَّهُ فِي تِلْكَ الدِّمَاءِ مَا مَضَى وَ اللَّهِ زَيْدٌ عَمِّي وَ أَصْحَابُهُ إِلَّا شُهَدَاءَ مِثْلَ مَا مَضَى عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَصْحَابُهُ."[5]

سنده صحيح لو لا فيه محمد بن الحسن بن شمون حيث ضعفه النجاشي بقوله: (ابو جعفر بغدادي واقف ثم غلا وكان ضعيفا جدا فاسد المذهب) وقال فيه الغضائري: (اصله بصري واقف ثم غلا ضعيف متهافت لا يلتفت اليه و لا الى مصنفاته و سائر ما ينسب اليه) ولكن يدل على عظمة زيد وحسن فعاله.

منها: ما في الكافي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيّ، قال: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَقُلْتُ لَهُ وَ اللَّهِ مَا يَسَعُكَ الْقُعُودُ فَقَالَ وَ لِمَ يَا سَدِيرُ قُلْتُ لِكَثْرَةِ مَوَالِيكَ وَ شِيعَتِكَ وَ أَنْصَارِكَ وَ اللَّهِ لَوْ كَانَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع مَا لَكَ مِنَ الشِّيعَةِ وَ الْأَنْصَارِ وَ الْمَوَالِي مَا طَمِعَ فِيهِ تَيْمٌ وَ لَا عَدِيٌّ فَقَالَ يَا سَدِيرُ وَ كَمْ عَسَى أَنْ يَكُونُوا قُلْتُ مِائَةَ أَلْفٍ قَالَ مِائَةَ أَلْفٍ قُلْتُ نَعَمْ وَ مِائَتَيْ أَلْفٍ قَالَ مِائَتَيْ أَلْفٍ قُلْتُ نَعَمْ وَ نِصْفَ الدُّنْيَا، قَالَ فَسَكَتَ عَنِّي ثُمَّ قَالَ يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ تَبْلُغَ مَعَنَا إِلَى يَنْبُعَ قُلْتُ نَعَمْ فَأَمَرَ بِحِمَارٍ وَ بَغْلٍ أَنْ يُسْرَجَا فَبَادَرْتُ فَرَكِبْتُ الْحِمَارَ فَقَالَ يَا سَدِيرُ أَ تَرَى أَنْ تُؤْثِرَنِي بِالْحِمَارِ قُلْتُ الْبَغْلُ أَزْيَنُ وَ أَنْبَلُ قَالَ الْحِمَارُ أَرْفَقُ بِي فَنَزَلْتُ فَرَكِبَ الْحِمَارَ وَ رَكِبْتُ الْبَغْلَ فَمَضَيْنَا فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَقَالَ يَا سَدِيرُ انْزِلْ بِنَا نُصَلِّ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ أَرْضٌ سَبِخَةٌ لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ فِيهَا فَسِرْنَا حَتَّى صِرْنَا إِلَى أَرْضٍ حَمْرَاءَ وَ نَظَرَ إِلَى غُلَامٍ يَرْعَى جِدَاءً فَقَالَ وَ اللَّهِ يَا سَدِيرُ لَوْ كَانَ لِي شِيعَةٌ بِعَدَدِ هَذِهِ الْجِدَاءِ مَا وَسِعَنِي الْقُعُودُ وَ نَزَلْنَا وَ صَلَّيْنَا فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الصَّلَاةِ عَطَفْتُ عَلَى الْجِدَاءِ فَعَدَدْتُهَا فَإِذَا هِيَ سَبْعَةَ عَشَرَ.[6]

يروي في «فرائد السمطين» و «عيون أخبار الرضا» بسنده المتّصل عن أبِي نَضْرَة أنَّه قال: لما احتضر أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام دعا ابنه الصادق عليه السلام ليعهد إليه عهداً؛ فقال له أخوه زيد بن عليّ عليه السلام: لَوِ امْتَثَلْتَ فِي تِمْثَالِ الحَسَنِ وَ الحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ لَرَجَوْتُ ألَّا تَكُونَ آتَيْتَ مُنْكَراً. فقال الإمام الباقر عليه السلام في جوابه: يَا أبَا الحُسَيْنِ! إنَّ الأمَانَاتِ لَيْسَ بِالمِثَالِ وَ لَا العُهُودَ بِالسَّوْمِ؛ وَ إنَّمَا هِيَ امُورٌ سَابِقَةٌ عَنْ حُجَجِ اللهِ‌ ‌تَبَارَكَ وَ تَعَالَى‌. ثمّ دعا جابر بن عبد الله؛ فقال له: يا جابر! حدّثنا بما عاينت في «الصحيفة». فقال له جابر: نعم يا أبا جعفر؛ دخلت على مولاتي فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله لُأهنئها بمولد الحسين عليه السلام، فإذا بيديها بيضاء من درّة. فقلت لها: يا سيّدة النساء! ما هذه «الصحيفة» التي أراها معك؟ قالت: فيها أسماء الأئمّة من ولدي. قلت لها: ناوليني لأنظر فيها. قالت: يا جابر! لو لا النهي لكنت أفعل، لكنّه قد نهي أن يمسّها إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ أو أهل بيت النبيّ. لكنّه مأذون لك أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها. قال جابر: فقرأتها، ثمّ بيّن أنَّ فيها أسماء الأئمّة الاثنا عشر، و قبلهم النبيّ الأكرم صلّى الله عليه و آله و سلّم الذي اسمه أبو القاسم محمّد بن عبد الله المصطفي و امّه آمنة، إلى الشخص الأخير الذي اسمه أبو القاسم محمّد بن الحسن الحجّة القائم و امّه جارية اسمها نرجس، صلوات الله عليهم أجمعين).[7]


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo