< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه

40/06/25

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: روایات إثبات مبدأ ولایة الفقیه /کتاب الامر بالمعروف و النهی عن المنکر الأمر بالمعروف

الثاني عشر: من الروايات التي ذكروها في هذا الباب ما في جامع الاخبار لمحمد بن محمد الشعيري قال: (رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ فِي الْقِيَامَةِ أَهْوَالًا وَ أَفْزَاعاً وَ حَسْرَةً وَ نَدَامَةً حَتَّى يَغْرَقَ الرَّجُلُ فِي عَرَقِهِ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنِهِ فَلَوْ شَرِبَ مِنْ عَرَقِهِ سَبْعُونَ بَعِيراً مَا نَقَصَ مِنْهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ مِنْ ذَلِكَ قَالُوا اجْثُوا رُكْبَتَكُمْ بَيْنَ يَدَيِ الْعُلَمَاءِ تَنَحَّوْا مِنْهَا وَ مِنْ أَهْوَالِهَا فَإِنِّي أَفْتَخِرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِعُلَمَاءِ أُمَّتِي عَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي أَلَا لَا تُكَذِّبُوا عَالِماً وَ لَا تَرُدُّوا عَلَيْهِ وَ لَا تُبْغِضُوهُ وَ أَحِبُّوهُ فَإِنَّ حُبَّهُمْ إِخْلَاصٌ وَ بُغْضَهُمْ نِفَاقٌ أَلَا وَ مَنْ أَهَانَ عَالِماً فَقَدْ أَهَانَنِي وَ مَنْ أَهَانَنِي فَقَدْ أَهَانَ اللَّهَ فَمَصِيرُهُ إِلَى النَّارِ وَ مَنْ أَكْرَمَ عَالِماً فَقَدْ أَكْرَمَنِي وَ مَنْ أَكْرَمَنِي فَقَدْ أَكْرَمَ اللَّهَ وَ مَنْ أَكْرَمَ اللَّهَ فَمَصِيرُهُ إِلَى الْجَنَّةِ) إلى آخر الحديث وهو طويل.[1] وقد اشتهر انه للصدوق ولكن على حسب ما حقّقه آقا بزرك الطهراني هو لمحمد بن محمد بن علي الذي كان يعيش في القرن السادس وليس للصدوق رضوان الله عليه

هذا الحديث كما ترون ضعيف السند من دون جبر.

ووجه الاستدلال عليه والفقرة التي استدلوا بها هي قوله عليه السلام: "فَإِنِّي أَفْتَخِرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِعُلَمَاءِ أُمَّتِي عَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي" بما فيها مقارنة بين الانبياء والعلماء فكلاهما من مقولة واحدة و شأن هذا الحديث شأن علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل.

ولكن يرد عليه مضافا على ضعف السند و غرابة بعض المضامين فيها. ان مساق الحديث مدح العلماء وموقعهم عند الله مما كان قبل هذه الفقرة وما بعدها ولو تنازلنا عن كل ذلك ان المقارنه ليس بين علماء الاسلام و سائر الانبياء بل المقارنة بين نفسه المباركة وسائر الانبياء كانه سائر الانبياء لم يملكوا في اممهم مثل ما يكون من العلماء في امة محمد صلى الله عليه واله فالرواية اجنبية عن مبحث ولاية الفقيه.

نعم ان الامام الخميني في مبحث ولاية الفقيه الذي القاه في النجف الاشرف سابقاً ذكر الرواية هكذا: (از جامع الاخبار «5» هم روايتى نقل مى‌كنند كه پيغمبر اكرم (ص) فرموده است:. أَفْتَخِرُ يَوْمَ‌ الْقِيٰامَةِ بِعُلَمٰاءِ أُمَّتي وَ عُلَمٰاءُ أُمَّتي كَسٰائرِ أَنْبيٰاءِ قَبْلي). اذا كان كما ذكرها الامام رضوان الله عليه فدلالتها لا بأس بها الا ان السند مخدوش ارسالا والمروي عنه.

الثالث عشر: ما روي في غرر الحكم عن امير المؤمنين عليه السلام: "العلماء حكّام على النّاس".[2]

و قد ورد في كَنْزِ الْفَوَائِدِ لأبو الفتح الكراجكي عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: "الْمُلُوكُ حُكَّامٌ عَلَى النَّاسِ وَ الْعُلَمَاءُ حُكَّامٌ عَلَى الْمُلُوكِ‌").[3] فالحديث كما ترونه لا سند له ولكن دلالته على المطلوب ظاهرة وما رواه في الكنز من كون العلماء حكام على الملوك كذلك يدل على ولاية الفقيه فانه قد يرى ان يختار شخصا حكيما عادلا له القبول عند الشعب فيأمره بتشكيل الحكومة وهو يراقب اعماله ويوجهه الى مصالح المسلمين على مباني الشرعية فالحاكم على الحاكم حاكم على الرعية المحكوم عليه.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo