< قائمة الدروس

الأستاذ السید عبدالمنعم الحکیم

بحث الفقه

40/08/02

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: صوم الصمت.

صوم الصمت[1] (1)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قال في الجواهر: "في شرعنا عند علمائنا أجمع كما في محكي التذكرة والمنتهى[2] وغيرهما"[3] . كالحدائق[4] والغنية[5] ، والمفاتيح[6] ، والذخيرة[7] .

فالمسألة إجماعية

والظاهر ان المراد بصوم الصمت[8] كما عن جماعة: أن ينوي الصوم ساكتا، بأن يجمع في النيّة بين قصد الصوم عن المفطرات و بين قصد الصمت، فإنّه كان في بني إسرائيل، فإذا أراد أحد أن يجتهد صام عن الكلام أيضا كما يصوم عن الطعام، و فسّر به قوله تعالى (فَإِمّٰا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمٰنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).

وقد يستدل لحرمة هذا الصوم ـ مضافا الى الاجماع الذي هو العمدة ـ عدة نصوص:

كصحيح منصور بن حازم ، عن أبي عبد الله عليه ‌السلام ـ في حديث ـ قال : "لا وصال في صيام ، ولا صمت يوما إلى الليل"[9] .

وصحيح زرارة، عن أبي عبدالله عليه السلام - في حديث - قال: "ولا صمت يوما إلى الليل"[10] .

وخبر الزهري ، عن علي بن الحسين عليه ‌السلام ـ في حديث ـ قال : "وصوم الصمت حرام"[11] .

ورواية حماد بن عمرو وأنس بن محمد ، عن أبيه جميعا ، عن الصادق عن آبائه عليهم ‌السلام ـ في وصية النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله‌ وسلم لعلي عليه‌ السلام ـ قال : "ولا وصال في صيام ـ إلى أن قال : ـ وصوم الصمت حرام"[12] .

ورواية زيد بن علي ، عن أبيه عن علي عليه ‌السلام قال: "قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم : "ليس في اُمتي رهبانية ولا سياحة ولا زم ـ يعني : السكوت"[13]

ومن الظاهر ان عدا الصحيحين الاولين نصوص ضعيفة لا يمكن التعويل عليها اللهم الا ان تكون مجبورة بعمل الاصحاب كما لا يبعد ذلك في خبر الزهري.

واما الصحيحان فظاهرهما حرمة السكوت تمام النهار سواء نوى الصوم ام لا فلا دلالة لهما على الصورة التي ذكرها الاعلام والتي هي معقد اجماعهم.

اللهم الا ان يقال ان المنظور هو النهي عما كان مشرعا سابقا ومن المشرع سابقا هو صوم الصمت كما في قضية مريم عليها السلام فالنصوص منصرفة الى ذلك ولا اقل من كون هذا ما قام عليه الاجماع وبالتالي يكون المحرم هو الصوم الواقع على هذه الكيفية.

هذا وحكي عن المدارك انه قال: "ظاهر الأصحاب ان الصوم على هذا الوجه يقع فاسدا لمكان النهي، ويحتمل الصحة لصدق الامتثال بالإمساك عن المفطرات مع النية، وتوجه النهي إلى الصمت المنوي ونيته، وهو خارج عن حقيقة العبادة"[14]

وفيه: ان مدرك الفساد هو الإِجماع وكذا الأخبار بناءً على ظهورهما في ذلك فمدلولهما حرمة الصوم الواقع على نحو الصمت ونيته نفسه، فيكون فاسداً كما افاده الأصحاب.


[2] المنتهى 2: 617، التذكرة 1: 280، .
[5] (الجوامع الفقهية): 573.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo