< قائمة الدروس

الأستاذ السید عبدالمنعم الحکیم

بحث الفقه

40/05/26

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الكلام في صوم يومي دحو الأرض وعاشوراء

ويوم دحو الأرض (1) وعاشوراء على وجه الحزن[1] (2)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وهو القسم السادس وهو اليوم الذي فيه دحيت الأرض اي بسطت من تحت الكعبة وهو اليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة.

ففي خبر الحسن بن علي الوشاء عن الإِمام الرضا (عليه السلام) - في حديث-: "فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين شهراً" ونحوه غيره من النصوص الكثيرة.

(2) وهو القسم السابع: وهو صوم يوم عاشوراء.

فقد قال باستحبابه جمع من الأصحاب على وجه الحزن والمصيبة[2] . بل قيل: لا خلاف فيه أجده[3] . وعن ظاهر الغنية: الإجماع عليه[4] .

واما النصوص فهي مختلفة ويمكن توزيعها على طوائف:

الأولى: وهي التي تذكر فضائل عاشوراء من دون ان تأمر بصومه:

كخبر كثير النوا، عن أبي جعفر ع قال: "لزقت السفينة يوم عاشوراء على الجودي، فأمر نوح عليه ‌السلام من معه من الجن والانس أن يصوموا ذلك اليوم، قال أبو جعفر عليه‌ السلام: أتدرون ما هذا اليوم؟ هذا اليوم الذي تاب الله عز وجل فيه على آدم وحواء ، وهذا اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل فأغرق فرعون ومن معه ، وهذا اليوم الذي غلب فيه موسى عليه‌ السلام فرعون ، وهذا اليوم الذي ولد فيه إبراهيم عليه‌ السلام وهذا اليوم الذي تاب الله فيه على قوم يونس ، وهذا اليوم الذي ولد فيه عيسى بن مريم عليه‌ السلام ، وهذا اليوم الذي يقوم فيه القائم عليه‌ السلام"[5] .

الطائفة الثانية: وهي الآمرة بالصوم من غير اشتراط:

كرواية أبي همام: "صام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يوم عاشوراء"[6] .

ومسعدة: "صوموا العاشوراء التاسع والعاشر فإنّه يكفّر ذنوب سنة"[7] .

وخبر القدّاح: "صيام يوم عاشوراء كفّارة سنة"[8] .

الطائفة الثالثة: وهي الناهية عن صيامه مطلقا:

كرواية زرارة: "لا تصم يوم عاشوراء، ولا يوم عرفة بمكّة ولا في المدينة ولا في وطنك ولا في بعض الأمصار"[9] .

الطائفة الرابعة: وهي الظاهرة بان صومه منسوخ بتشريع صوم رمضان:

ورواية نجيّة: "عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: "صوم متروك بنزول شهر رمضان، والمتروك بدعة» قال: فسألت أبا عبد اللّه عليه السلام من بعد أبيه عن ذلك، فأجابني بمثل جواب أبيه، ثمَّ قال: "أما أنّه صوم ما نزل به كتاب ولا جرت به سنّة، إلّا سنّة آل زياد لعنهم اللّه بقتل الحسين بن علي عليهما السلام"[10] .

وعن زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم جميعا، "أنهما سألا أبا جعفر الباقر عليه‌ السلام عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال : كان صومه قبل شهر رمضان ، فلما نزل شهر رمضان ترك "[11] .

الطائفة الخامسة: وهي الظاهرة في ان الصوم الفعلي من ابتداعات بني امية:

وفي مجالس الصدوق: "...قلت: فصوم عاشوراء، قال: «ذلك يوم قتل فيه الحسين عليه السلام، فإن كنت شامتا فصم» ثمَّ قال: ان آل امية نذروا نذرا‌ إن قتل الحسين عليه السلام أن يتّخذوا ذلك اليوم عيدا لهم، فيصومون شكرا ويفرحون، فصارت في آل أبي سفيان سنّة إلى اليوم، فلذلك يصومونه» إلى أن قال: «إن الصوم لا يكون للمصيبة، ولا يكون إلّا شكرا للسلامة. وإنّ الحسين عليه السلام أصيب يوم عاشوراء، فإن كنت فيمن أصيب به فلا تصم، وإن كنت ممّن سرّه سلامة بني أميّة فصم شكرا للّه"[12] .

ورواية جعفر بن عيسى: "عن صوم يوم عاشوراء وما يقول الناس فيه؟ فقال: «عن صوم ابن مرجانة لعنه اللّه تسألني؟! ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين عليه السلام، هو يوم يتشاءم به آل محمّد صلوات اللّه عليهم ويتشاءم به أهل الإسلام، واليوم الذي يتشاءم به أهل الإسلام لا يصام، ولا يتبرّك به، ويوم الاثنين يوم نحس» إلى أن قال: «فمن صامهما أو تبرّك بهما لقي اللّه تعالى ممسوخ القلب، وكان يحشره مع الذين سنّوا صومهما وتبرّكوا بهما"[13] .

محمد بن أبي عمير، عن زيد النرسي قال: "سمعت عبيد بن زرارة يسأل أبا عبدالله ع عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال : من صامه كان حظه من صيام ذلك اليوم حظ ابن مرجانة وآل زياد ، قال : قلت : وما كان حظهم من ذلك اليوم؟ قال : النار ، أعاذنا الله من النار ومن عمل يقرب من النار"[14] .

الطائفة السادسة: وهي الظاهرة في انه يوم حزن فلا يصلح للصوم

كرواية عبد الملك: "عن صوم تاسوعاء وعاشوراء من شهر المحرم؟ فقال: "تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين عليه السلام» إلى أن قال: «وأمّا يوم عاشوراء فيوم أصيب فيه الحسين عليه السلام» إلى أن قال: «فصوم يكون في ذلك اليوم؟! كلّا وربّ البيت الحرام، ما هو يوم صوم، وما هو إلّا يوم حزن ومصيبة» إلى أن قال: «فمن صامه، أو تبرّك به حشره اللّه تعالى مع آل زياد ممسوخ القلب مسخوطا عليه"[15] .

الطائفة السابعة: وهي الظاهرة في ان الصوم فيه هو الصوم الناقص الظاهر في الامساك

والمروي في المصباح: "... فقلت: ما قولك في صومه؟ فقال لي : صمه من غير تبييت ، وأفطره من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كملا ، وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء ، فإنه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم... "[16] .


[2] كما في المبسوط 1: 282، والنافع: 71، والقواعد 1: 68.
[3] كما في الرياض 1: 326.
[4] الغنية (الجوامع الفقهية): 573.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo