< قائمة الدروس

الأستاذ السید عبدالمنعم الحکیم

بحث الفقه

40/01/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: في خصال الكفارة ـ في تعيين خصال كفارة شهر رمضان

الثانية : كفارة المتعين: عتق رقبة ، أو صيام شهرين متتابعين ، أو إطعام ستين مسكينا (1).

اما كفارة شهر رمضان فقد اختلف الاصحاب فيها فالمشهور ما ذكره المصنف ونسب الى الشيخين والمرتضى وابن الجنيد وأبو الصلاح وسلار وابن البراج وابن إدريس والمدارك وغيرهم. وعن المختلف انه نسب الى ابن ابى عقيل ان كفارته مرتبة هي :عتق رقبة فان لم يجد فصيام شهرين متتابعين فان لم يستطع فإطعام ستين مسكينا. ونسب الى الشيخ في الخلاف ان فيه روايتين الترتيب والتخيير. ولم يرجح إحداهما. وعن المبسوط اختار التخيير ثم قال: وقد روى انها مرتبة. وفي الحدائق: "ذهب الصدوق في من لا يحضره الفقيه الى التفصيل وهو وجوب الثلاث ان أفطر على محرم ووجوب الواحدة في الإفطار على محلل، وهو قول الشيخ في كتابي الأخبار، واختاره العلامة في القواعد والإرشاد وابنه فخر المحققين في الإيضاح ونقله عن ابن حمزة أيضا".

أقول: عدا ابن ابى عقيل ظاهر الجميع القول بالتخيير في الإفطار على محلل.

وكيف كان فالنصوص على طوائف:

الأولى: ما هو كالصريح في التخيير

كصحيح ابن سنان عن أبي عبد اللّه (ع): "في رجل أفطر في شهر رمضان متعمداً يوماً واحداً، من غير عذر. قال (ع): يعتق نسمة، أو يصوم شهرين متتابعين، أو يطعم ستين مسكيناً. فان لم يقدر تصدق بما يطيق"[1]

وخبر أبي بصير: "عن رجل وضع يده على شي‌ء من جسد امرأته فأدفق. فقال (ع): كفارته أن يصوم شهرين متتابعين، أو يطعم ستين مسكيناً، أو يعتق رقبة"[2] .

وموثق سماعة- المروي عن نوادر ابن عيسى، على ما في الجواهر والوسائل المصححة. وكذا‌ في رواية الشيخ، على ما في الوسائل:- "عن رجل أتى أهله في شهر رمضان متعمداً. قال (ع): عليه عتق رقبة، أو إطعام ستين مسكيناً، أو صوم شهرين متتابعين"[3]

وموثقه‌ الآخر: "عن معتكف واقع أهله. قال (ع): عليه ما على الذي أفطر يوماً من شهر رمضان متعمداً: عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكيناً"[4]

وهذه الطائفة واضحة الدلالة على التخيير

الطائفة الثانية: ما اقتصر فيه على ذكر الصدقة

كمصحح جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع "أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مُتَعَمِّداً فَقَالَ إِنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ص فَقَالَ هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ مَا لَكَ قَالَ النَّارَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ومَا لَكَ قَالَ وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي قَالَ تَصَدَّقْ واسْتَغْفِرْ فَقَالَ الرَّجُلُ فَوَ الَّذِي عَظَّمَ حَقَّكَ مَا تَرَكْتُ فِي الْبَيْتِ شَيْئاً لَا قَلِيلًا ولَا كَثِيراً قَالَ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ بِمِكْتَلٍ مِنْ تَمْرٍ فِيهِ عِشْرُونَ صَاعاً يَكُونُ عَشَرَةَ أَصْوُعٍ بِصَاعِنَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص خُذْ هَذَا التَّمْرَ فَتَصَدَّقْ بِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى مَنْ أَتَصَدَّقُ بِهِ وقَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي بَيْتِي قَلِيلٌ ولَا كَثِيرٌ قَالَ فَخُذْهُ وأَطْعِمْهُ عِيَالَكَ واسْتَغْفِرِ اللَّهَ قَالَ فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ أَصْحَابُنَا إِنَّهُ بَدَأَ بِالْعِتْقِ فَقَالَ أَعْتِقْ أَوْ صُمْ أَوْ تَصَدَّقْ"[5]

وخبر مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع "أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ كَفَّارَتُهُ جَرِيبَانِ مِنْ طَعَامٍ وهُوَ عِشْرُونَ صَاعاً"[6]

ومنها: صحيح عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع "فِي رَجُلٍ وَقَعَ عَلَى أَهْلِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَلَمْ يَجِدْ مَا يَتَصَدَّقُ بِهِ عَلَى سِتِّينَ مِسْكِيناً قَالَ يَتَصَدَّقُ بِقَدْرِ مَا يُطِيقُ"[7]

ومنها: صحيح عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ "سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مُتَعَمِّداً قَالَ عَلَيْهِ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعاً لِكُلِّ مِسْكِينٍ مُدٌّ بِمُدِّ النَّبِيِّ ص أَفْضَلُ"[8]

ومنها: موثق سماعة قال: "سألته عن رجل لزق بأهله فأنزل، قال: عليه اطعام ستين مسكينا مد لكل مسكين"[9]

ومنها: خبر إِدْرِيسَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع "أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَتَى أَهْلَهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ عَلَيْهِ عِشْرُونَ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ فَبِذَلِكَ أَمَرَ النَّبِيُّ ص الرَّجُلَ الَّذِي أَتَاهُ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِك‌"[10] .


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo