< قائمة الدروس

الأستاذ السید عبدالمنعم الحکیم

بحث الفقه

38/04/01

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: والموات التي لا أرباب لها

والموات(1) التي لا أرباب لها(2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) في مجمع البحرين: "والموات بضم الميم وبالفتح يقال لما لا روح فيه، ويطلق على الأرض التي لا مالك لها من الآدميين ولا ينتفع بها، إما لعطالتها أو لاستيحامها أو لبعد الماء عنها"[1]

وفي الجواهر: "ولعلها التي لا ينتفع بها لعطلتها بانقطاع الماء عنها، أو استيجامها، أو استيلاء الماء عليها، أو التراب أو الرمل، أو ظهور السبخ فيها، أو غير ذلك من موانع الانتفاع سواء ملكت ثم باد أهلها، أو لم يجر عليها ملك لمسلم كالمفاوز سواء ملكت ثم باد أهلها، أو لم يجر عليها ملك لمسلم كالمفاوز"[2]

ولا اشكال في ان الموات عرفا شامل للموات بالأصل ولما خرب بعد العمران، وحيث جعلهما المصنف عنوانين منفصلين متقابلين، وقد تكلمنا عن الأخير، فينبغي ان نخص كلامنا بالموات بالأصل.

(2) وكونها من الانفال "بلا خلاف ظاهر، بل عن جماعة كثيرة. دعوى الإجماع عليه"[3] كذا في المستمسك

ويشهد به عدة نصوص:

منها: مرسل حماد الذي تقدم وتقدم اعتباره حيث يقول فيه: "وله رؤوس الجبال وبطون الأودية والآجام وكل أرض ميتة لا رب لها"[4] .

ومنها: مرسل أحمد بن محمد حيث فيه"...وبطون الأودية ورؤوس الجبال والموات كلها هي له وهو قوله تعالى: (يسئلونك عن الأنفال) ..."[5] .

فان هذين النصين صرح فيهما بالموات. وغير خفي ان القدر المتيقن من الموات هو الموات بالأصل.

ومنها: صحيحة حفص المتقدمة حيث فيها: "الأنفال ما لم يوجف...وكل أرض خربة، وبطون الأودية..."[6] .

ومنها: موثق سماعة: " قال: سألته عن الأنفال؟ فقال: كل أرض خربة أو شيء يكون للملوك..."[7]

إذا فهمنا من لفظ "الخربة" في هذين النصين الموات ولو بالإصالة، ـ كما هو غير بعيد ـ اذ كما أن الارض العامرة تشمل الارض العامرة بالإعمار والعامرة بنفسها، كذلك الارض الخربة تشمل الخربة بعد العمران والخربة بالأصالة.

وعليه فهذه النصوص وردت في خصوص الموات ـ ولو بعد العمار ـ وهناك ما جاء شاملا له ولغيره

منها: موثق إسحاق بن عمار المتقدم قال: "سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الأنفال؟ فقال: هي القرى التي قد خربت وانجلى أهلها فهي لله وللرسول، وما كان للملوك فهو للإمام، وما كان من الأرض بخربة لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وكل أرض لا رب لها، والمعادن منها، ومن مات وليس له مولى فماله من الأنفال"[8] .

فان قوله: " وكل أرض لا رب لها" وان لم يرد في خصوص الموات لكن عمومه شامل للموات جزما. وكذا غيره.

ثم ان الشيخ الانصاري (ره) ادعى أنّ النصوص بذلك مستفيضة، بل قيل: أنّها متواترة.

وأورد عليه المحقق الأصفهاني (ره) بأن كون الأرض الموات بالإِصالة للإِمام وإن كان اتفاقيّاً، إلّا أنّه لا يمكن دعوى استفاضة النصوص فيها، لأن النصوص الواردة في المقام متعرضة لجوانب اخر وتلك الجوانب الاخر هي السبب في كونها للإمام لا لكونها مواتا بالأصالة[9] .


[9] حاشية كتاب المكاسب، للأصفهاني، ج‌3، ص16 قال: "ومن الواضح للمتأمل المراجع إلى الاخبار أنّها وإن كانت مستفيضة أو متواترة، إلّا أنّ كون الأنفال كلية له عليه السّلام كذلك، لا أنّ النصوص في خصوص الموات مستفيضة، فإنّ بعض النصوص تضمن كون الأرض الخربة للإمام عليه السّلام، وبعضها تضمن كون الأرض الخربة التي باد أهلها له عليه السّلام، وبعضها تضمن كون الأرض التي لا ربّ لها للإمام عليه السّلام، وبعضها تشتمل على أنّ‌ الأرض الميتة التي لا ربّ لها له عليه السّلام، أمّا الأرض الخربة مطلقة كانت أو مقيدة فموردها المسبوقة بالعمارة لا الموات بالأصالة، وأمّا الأرض التي لا ربّ لها فمطلقها ومقيدها مسوقة لمالكيته عليه السّلام لما لا مالك له، وتوصيفها بالميتة- كما سيأتي إن شاء اللّه تعالى- من باب الغلبة، فلا يكون دليلا على أنّ الموات بالأصالة- بما هي موات- للإمام عليه السّلام، والنبويان المذكوران في المتن غير مرويين من طرقنا، نعم في بعض روايات الكافي (والموات كلها للإمام عليه السّلام)، والمسألة وإن كانت اتفاقية إلّا أنّ الغرض أنّ النصوص بها ليست مستفيضة ولا متواترة. وأمّا ما ورد من أنّ الأرض كلها للإمام عليه السّلام فيعم الموات فلا بد من حمله على الملك بمعنى آخر، فيكون كملكه تعالى ملكا حقيقيا لا اعتباريا يترتب عليه الآثار، وذلك الملك الحقيقي يعم الاملاك والملّاك كما قدمناه في مبحث الولاية."

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo