< قائمة الدروس

الأستاذ السید عبدالمنعم الحکیم

بحث الفقه

38/03/21

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: رؤوس الجبال، وبطون الأودية

ورؤوس الجبال، وبطون الأودية(1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كما "نص على كونها من الانفال جماعة كثيرة، بل لا خلاف فيه ظاهر"[1] كذا في المستمسك.

والمراد برؤوس الجبال قممه، والظاهر انه لا ريب في كونهما ـ في الجملة ـ من الانفال اما لكونهما من الموات او لأنهما عنوانان برأسهما.

ظاهر الادلة انهما عنوانان قائمان برأسهما

منها: مرسل حماد بن عيسى عن بعض أصحابنا، عن العبد الصالح عليه السلام ـ في حديث ـ قال: "وللإِمام صفو المال... وله رءوس الجبال وبطون الأودية والآجام وكل ارض ميتة لا رب لها..."[2]

ومنها: خبر داود بن فرقد عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال، "قلت: وما الأنفال؟ قال: بطون الأودية ورؤوس الجبال والآجام والمعادن، وكلّ أرض لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، وكلّ أرض ميتة قد جلا أهلها وقطائع الملوك"[3]

ومنها: خبر المقنعة عن محمد بن مسلم قال في حديث: "وسألته عن الأنفال، فقال: كلّ أرض خربة أو شي‌ء كان يكون للملوك، وبطون الأودية، ورؤوس الجبال، وما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكلّ ذلك للإمام خالصا"[4]

ومنها: مرفوعة أحمد بن محمد التقدم قال: "وبطون الأودية، ورؤوس الجبال، والموات كلّها هي له"[5]

وهناك روايتان معتبرتان ذكرتا بطن الوادي دون رؤوس الجبال هما صحيحة حفص بن البختري، وموثقة محمد بن مسلم المتقدّمتان[6] .

وظاهر هذه النصوص أنّ للعنوانين خصوصية لان ذكرهما كقسيمين للأرض الموات يقتضي ذلك. وكونه من عطف العام على الخاص لا يصار اليه الا بقرينة وهي مفقودة. فلا مجال للقول أنّ ذكرهما للتنبيه على أنّهما من الأفراد باعتبار انهما من الافراد الخفية للأرض الموات.

ومن ثم يشكل ما نسب الى المحقق الأردبيلي والفقيه الهمداني من أنّ رءوس الجبال وبطون الأودية مندرجان في الأرض الموات، وافرادهما بالذكر في الفتاوى انما هو تبعا للنصوص، وأما التنصيص عليهما في النصوص فلأنّهما من الأفراد الخفية التي ينصرف عنها إطلاق الأرض الموات، فاحتيج الى التنبيه عليهما.

والاشكال بضعف سند النصوص عدا صحيح حفص بن البختري وموثق محمد بن مسلم.

يدفعه ما عرفت من الانجبار بعمل الاصحاب خصوصا بالنسبة الى مرسلة حماد بن عيسى التي عرفت انه من اصحاب الاجماع. وقد ذكر فيه العنوانان معا.

ومن ثم لا حاجة لاثبات عنوان رؤوس الجبال الى التمسك بصحة سند ما دل على بطن الوادي بضميمة عدم القول بالفصل.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo