< قائمة الدروس

الأستاذ السید عبدالمنعم الحکیم

بحث الفقه

38/03/18

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الأنفال: كل أرض خربة باد أهلها

والأنفال: كل أرض خربة باد أهلها(1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الانفال جمع نفل والنَّفْل، بالسكون وقد يحرّك: الزيادة.

وفی اللسان عن ابن الأَعرابي: النَّفَل الغنائمُ، والنَّفَل الهبة، والنَّفَل التطوُّع، والزيادة، والتفضيل وابن الابن وغيرها. وقد ذكروا ان مرجع كل هذه المعاني الى الزيادة فهي الأصل لها. ومن جملة من قال هذا هو ابن منصور حيث يقول: وجماع معنى النفل والنافلة ما كان زيادة على الأصل وسميت الغنائم انفالا لان المسلمين فضلوا على سائر الأمم الذين لم تحل لهم الغنائم. وصار التطوع نافلة لأنها زيادة في اجرهم...) وقريب منه ما عن الزهري حيث قال: ان مرجع النفل الزيادة.

نعم عن ابي سعيد ان النفل بالتحريك الغنيمة وبالسكون وقد يحرك هو الزيادة فكأنه يجعلهما معنيين. ومع ذلك لا يخرجهما عما ذكرنا من كون مرجعه الى الزيادة لان الغنيمة أيضا زيادة. وكيف كان.

واما بحسب الشرع فالمقصود من الانفال هي الأمور التي جعلت لله ولرسوله وللإمام ع من بعد الرسول ص وهذا ما ذكرته الآية الشريفة (يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول) فاذا الآية الكريمة صريحة في ان الانفال تكون للإمام ع خاصة ومن مختصاته بعد الرسول ص في قبال الخمس الذي عرفت ان نصفه للإمام ع والنصف الآخر لفقراء بني هاشم.

وعلى ضوء هذا ينبغي الرجوع الى العناوين التي ذكرها المصنف واحدة واحدة والنظر في انها من الانفال او لا.

اما قوله: "كل أرض خربة باد أهلها" فكونه من الأنفال في الجملة لعله محل وفاق اذ عن الخلاف، والغنية، وجامع المقاصد: دعوى الإِجماع عليه، وعن المسالك، أنّه موضع وفاق.

وقد يشهد به عدة نصوص:

منها: مرسلة حماد بن عيسى المتقدمة: "...والأنفال كل أرض خربة باد أهلها، وكل أرض لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب ولكن صالحوا صلحا وأعطوا بأيديهم على غير قتا...".

فالملاحظ ان فقرة العلامة (ره) متطابقة مع فقرة المرسل

هذا وقد تقدم اعتبار المرسل.

ومنها: خبر الحلبي عن ابي عبد الله ع: قال: "سألته عن الأنفال فقال ع: ما كان من الأرضين باد أهلها، وفي غير ذلك الأنفال هو لنا..."[1]

ومنها: خبر سماعة بن مهران قال: "سألته عن الأنفال؟ فقال: كل أرض خربة أو شيء يكون للملوك فهو خالص للإمام وليس للناس فيها سهم، قال: ومنها البحرين لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب"[2]

ومنها: خبر حريز، عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "قلت له: ما يقول الله: (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول)؟ وهي كل أرض جلا أهلها من غير أن يحمل عليها بخيل ولا رجال ولا ركاب فهي نفل لله وللرسول"[3]

ومنها: خبر حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "الأنفال ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب أو قوم صالحوا أو قوم اعطوا بأيديهم وكل أرض خربة، وبطون الأودية، فهو لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو للإمام من بعده يضعه حيث يشاء"[4]

والملاحظ ان العلامة (ره) جعل هذا العنوان وجعل ايضا عنوان الموات. فلعله يكون ظاهرا في ان يكون المراد بالخربة هي ان تكون مسبوقة بالعمران. كما ان الظاهر من قوله: "باد اهلها" ليس له موضوعية وانما هو للإشارة الى ان ليس لها مالك. انه جعل ذلك قيدا كما نسب الى الشيخ الانصاري (ره) ذلك ايضا.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo