< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

43/06/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: ملخص ما مرّ في علم الرجال بسطور.

     انهاء دورة كاملة في علم الرجال.

 

لقد أنهينا بحمد الله دورة كاملة تقريبا في علم الرجال، بحثنا فيها أمهات المسائل وقسمنا أبحاث علم الرجال إلى أربعة اقسام أو مقاصد:

المقصد الأول: في مقدماته وأهمّها مقدمتان: الأولى: الحاجة إلى علم الرجال لان بعضهم قال بعدم الحاجة له والكتب المعتمدة تكفي وهو قول مستمر إلى يومنا.

المقدّمة الثانية وهي الخروج من اشكال توثيق الرجاليين إذا شككنا انه توثيق عن حس أو عن حدس، ونحن خرجنا منه بالتمسك بالعام في الشبهة المصداقيّة -وهو ما ذهبنا اليه- وهي: أن كل خبر نعمل به إلا ما كان حدسيا، وتطبيقه: هذا التوثيق أشك في كونه حسيا أم حدسيا فابني على جواز العمل بالعام لان التوثيق اخبار.

بعد ذلك بحثنا التوثيقات الخاصّة والتوثيقات العامّة. مثال الخاصّة ان الامام (ع) ينص على توثيق راوٍ أو ان النجاشي يقول ان محمد بن مسلم ثقة، أو الاتفاق على توثيق شخص معيّن.

اما القواعد العامّة ذكرنا منا حوالي العشرين قاعدة، كقاعدة أصحاب الاجماع، ومشايخ الثقاة، ومن روى عنه احمد بن محمد بن عيسى ومن ورد في اسانيد كامل الزيارات وتفسير علي بن إبراهيم وغيرها.

ثم أنهينا الكلام بالمقصد الرابع وهو الفوائد، وهكذا أيضا قسّمنا كتابنا الوجيز في علم الرجال، واتصور انها هذه اهم المقاصد في علم الرجال.

ذكرنا فوائد من كتاب المختصر النافع، وفي الدرس بحثنا مدى اعتبار بعض الكاب، منها:

مسند زيد بن علي (ع): رغم أخذ محدثي الإماميّة عنه، لكن السند إليه غير تام من جهة التوثيق.

الصحيفة السجاديّة: معتبرة، لثلاثة أوجه، مع ضم بعضها إلى بعض يحصل اطمئنان باعتبارها، وهي:

الأول: كثرة الاسانيد.

الثاني: تلقي المسلمين الشيعة لها بالقبول كابرا عن كابر، شبه متواتر، وعملوا بها.

الثالث: المضامين العالية فيها بذاتها تدل على اعتبارها، وأنها لا تصدر إلا عن لسان عالم معصوم.

مستطرفات السرائر لابن ادريس: المؤلّف حذف الاسانيد في الكتاب، وأضاع علينا ثروة، ومع حذف الاسانيد لا نستطيع ان نقول ان الكتاب معتبر. وذكرنا ان ابن ادريس كان يقول بعدم حجّة خبر الواحد إلا المطمئن به، لكن إذا كان مطمئنا بالصدور لحدس شخصي أو لقاعدة معتبرة عنده، فهذه حجّة عليه لا علينا. لكن المؤلّف ثقة جليل فقيه، وكذلك المؤلّف الذي اخذوا عنه كثيرا.

الاشعثيات أو الجعفريات: كتاب مشهور، لكن لا يمكن الاعتماد عليه بحيث يكون معتبرا وحجّة، لم يثبت اعتباره وصحّة الطريق إليه .

كتاب سليم بن قيس: له اسانيد عديدة معظمها يمرّ بأبان بن ابي عياش ولم يتم توثيقه بحسب القواعد لدينا وإن كان لا يبعد انه مجاهد جليل موال لأهل البيت (ع)، عاش فترة تقيّة من ظلم بني اميّة، ولا يبعد صحّة قسم كبير من الكتاب وصدوره، لكن لا نستطيع ان نجعله حجّة ومعتبرا كدليل.

بصائر الدرجات للشيخ محمد بن الحسن الصفّار: من حيث السند مقبول، له عدّة نسخ ولا بأس بالعمل بما نعلم انه القدر المتيقّن من النسخ.

هذا ملخّص ما ذهبنا اليه في اعتبار بعض الكتب الحديثيّة التي وصلت الينا، وإلى هنا نكون قد أنهينا دورة في علم الرجال، مستوفية لمسائله المهمّة ذات الفائدة الكبيرة، وقد توسعنا في دراستها، من قبيل قاعدة: مشايخ الثقات الذين لا يروون إلا عنمن يوثق به. اما المسائل التي لا أهمية لها، او لها أهمية نظريّة، او تكون فوائدها نادرة فقد بحثناها بحثا مختصرا، ضنّا منّا بأعمار الطلبة والباحثين الشريفة، تاركين التوسع فيها لمن أراد ذلك للمطولات.

واسأل الله الثواب والسداد، والرحمة والغفران، وان تكون هذه الدروس مما يثقل ميزان اعمالي يوم القيامة، وإنه كريم لا يخيّب رجاء من رجاه.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo