< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

43/04/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: فائدة: كتاب سليم بن قيس:

     كلمات المدح والذمّ في أبان بن ابي عياش.

     الاشكالات على كتاب سليم.

     الإشكال الأول: انه قال ان الائمة ثلاثة عشر.

     وجدنا نصين في ذلك، ولكن غير ظاهرين في ذلك، بل كون الائمة بمعنى القدوة والقادة من نسل إسماعيل.

ذكرنا ان سليم من الأجلاء وخواص امير المؤمنين (ع) وهو اعلى من التوثيق.

اما أبان بن ابي عياش:

ورد فيه ذمّ ومدح، ووثقه بعضهم، وذكرنا بعض الكلمات الواردة في مدحه، والملاحظ ان أكثر مدحه ورد عن طريق ابناء العامّة.

ومن المدح ما ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال: ج1، ص 10: قال سلم العلوي يا بني عليك بأبان، فذكرت ذلك لأيوب السخستياني فقال: ما زال نعرفه بالخير مذ كان.

وقال عنه الذهبي أيضا ص12: كان أبان من العباد الذين يسهرون الليل بالقيام ويطوون النهار بالصيام.

اما الذم: فيقول السيد محسن الأمين العاملي في اعيان الشيعة: يدل على تشيعه قول احمد بن حنبل كما سمعت. قيل: إنه كان له هوى ... والمراد به التشيع. واما شعبة (بن الحجاج وله شأن عندهم) فتحامله عليه ظاهر، وليس ذلك إلا لتشيعه كما هو العادة، مع انه صرّح بان قدحه فيه بالظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا، ولا يسوغ كل هذا التأمل بمجرد الظن، وقد سمعت تصريح غير واحد بصلاحه وعبادته وكثرة روايته، وانه لا يتعمّد الكذب.

وجعلهم له منكر الحديث لروايته ما ليس معروفا عندهم أو مخالفا لما يرونه أو ما يرون فيه شيئا من الغلو. وأما الاعتماد على المنامات في تضعيف الرجال فغريب طريف، مع أن بعض المنامات السابقة دلّ على حسن حاله.

اما الاصحاب فاكثرهم ضعفوه:

السيد الخوئي، في معجم رجال الحديث: 22 - أبان بن أبي عياش فيروز: عده الشيخ في رجاله من أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهم السلام، وقال - عند ذكره في أصحاب الباقر عليه السلام - تابعي ضعيف، وعند ذكره في أصحاب الصادق عليه السلام: البصري تابعي. وقال ابن الغضائري: أبان بن أبي عياش - واسم عياش هارون - تابعي، روى عن أنس بن مالك، وروى عن علي بن الحسين عليهما السلام، ضعيف لا يلتفت إليه، وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه. [1]

رجال الطوسي، ح 36: أبان بن أبي عياش فيروز، تابعي، ضعيف. [2]

نقد الرجال التفريشي: ح 10 / 2: أبان بن أبي عياش فيروز: تابعي ضعيف، من أصحاب علي بن الحسين والباقر والصادق عليهم السلام، رجال الشيخ. تابعي، روى عن أنس بن مالك، وروى عن علي بن الحسين عليهما السلام، ضعيف لا يلتفت إليه، ونسب وضع كتاب سليم بن قيس إليه، رجال ابن الغضائري. [3]

جامع الرواة، محمد بن علي الاردبيلي: أبان بن أبي عياش فيروز تابعي ضعيف [ ين . قر . ق ] وزاد [ صه ] عن [ غض ] روى عن انس بن مالك وروى عن علي بن الحسين عليه السلام لا يلتفت إليه وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قس إليه وعن [ عق ] أبان بن أبي عياش كان سبب تعرفه هذا الامر سليم بن قيس الهلالي حيث طلبه الحجاج ليقتله حيث هو من أصحاب أمير - المؤمنين عليه السلام فهرب ... [4]

طرائف المقال، السيد على البروجردي، ح 6556: أبان بن أبي عياش فيروز، تابعي ضعيف " ين " " قر " " ق " وزاد " صه " عن " غض " روى عن أنس بن مالك ، روى عن " ين " عليه السلام لا يلتفت إليه، وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه. [5]

مستدرك علم رجال الحديث، ح1: أبان بن أبي عياش فيروز البصري أبو إسماعيل : عده الشيخ في رجاله من أصحاب السجاد والباقر والصادق صلوات الله عليهم، وقال: تابعي ضعيف. تبعه العلامة في صه حيث نقل الضعف عنه. وعن ابن الغضائري أنه ينسب إليه وضع كتاب سليم بن قيس. وعن السيد العقيقي أنه قال في حقه: إنه كان فاسد المذهب، رجع وعرف، وسبب تعرفه هذا الامر سليم بن قيس حين طلبه الحجاج ليقتله، فهرب ولجأ إلى أبان بن أبي عياش.. [6]

وانا بحسب ما ابني عليه يكفي عدم توثيقه حتى لا نأخذ بخبره، فان الخبر لا يؤخذ به إلا بعد توثيق صاحبه أو بقرائن خاصّة، والتوثيق هو الذي بحاجة إلى دليل وليس عدم الاخذ الذي يحتاج إلى دليل.

واما أبان في نفسه فهو بحسب القرائن الكثيرة رجل جليل، وبلا شك كان من الموالين المحبين، عاش في البصرة تقيّة واخفى أمره كل عمره، وآخر عمره ظاهر عندما يدأ ضعف الدولة الاموية وانشغالها بثورة العباسيين، انسان تحمل لأجل التشيع وأهل البيت (ع)، لكن هذا لا يكفي للتوثيق بالاخبار الخبر انما يكون حجّة عند التثبت والوثاقة.

أما الكتاب:

اشتهر الكتاب شهرة عظيمة، ذكر في كتب كثيرة، عبّر عنه بعضهم بانه من الأصول الاربعمائة.

ومن الإشكالات على كتاب سليم بن قيس:

     ان الائمة ثلاثة عشر.

     المنامات.

     ان سلاطين الجور اثنا عشر ثم يردّ الحق على أهله.

     وعظ محمد بن ابي بكر لأبيه، رغم انه كان ابن سنتين حين وفاة ابيه.

اما ان الائمة ثلاثة عشر:

النص الأول: راجعت نص الكتاب ذكر في ص252: النبي والأئمة الاثني عشر عليهم السلام في كتب عيسى عليه السلام: وتلك الكتب عندي [7] إملاء عيسى بن مريم وخط أبينا بيده، وفيها كل شيء يفعل الناس من بعده ملك ملك، وكم يملك وما يكون في زمان كل ملك منهم، حتى يبعث الله رجلا من العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن من أرض تدعى (تهامة) من قرية يقال لها (مكة)، يقال له (أحمد)، الأنجل العينين، المقرون الحاجبين، صاحب الناقة والحمار والقضيب والتاج - يعني العمامة - له اثنا عشر اسما. ثم ذكر مبعثه ومولده وهجرته ومن يقاتله ومن ينصره ومن يعاديه وكم يعيش وما تلقى أمته من بعده من الفرقة والاختلاف. وفيه تسمية كل إمام هدى وإمام ضلالة إلى أن ينزل الله عيسى بن مريم من السماء. فذكر في الكتاب ثلاثة عشر رجلا من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله، هم خير من خلق الله وأحب من خلق الله إلى الله. وإن الله ولي من والاهم وعدو من عاداهم. من أطاعهم اهتدى ومن عصاهم ضل. طاعتهم لله طاعة ومعصيتهم لله معصية. [8]

ذكر في الكتاب انه: " يبعث الله رجلا من العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم "، كلهم من ولد إسماعيل ونبيّهم فيصبح العدد ثلاثة عشر. إذن فالإشكال الأول الذي يقول ان الائمة ثلاثة عشر غير واضحة، فهو يقول انهم من ولد إسماعيل ولم يحدد أكثر.

النص الثاني: الشهداء على الناس في القرآن هم الأئمة عليهم السلام فقال عليه السلام: أنشدكم الله، أتعلمون أن الله عز وجل أنزل في سورة الحج: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير)، فقام سلمان فقال: يا رسول الله، من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس، الذين اجتباهم الله وما جعل عليهم في الدين من حرج ملة أبيهم إبراهيم ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إنما عنى بذلك ثلاثة عشر إنسانا أنا وأخي علي بن أبي طالب وأحد عشر من ولدي، واحدا بعد واحد، كلهم أئمة، القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفترقون حتى يردوا علي الحوض. قالوا: اللهم نعم. (2). [9]

في هذا النص تصريح بـ " انا " وأخي علي بن أبي طالب وأحد عشر من ولدي.

وعلى الظاهر ان هذا الاشكال على كتاب سليم غير وارد وغير تام. فالنبي أيضا امام، إبراهيم الخليل (ع) قال تعالى في حقه: ﴿قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً﴾ [10] كان ذلك بعد النبوّة.

 


[7] عند النصراني صاحب الدير الذي دخل على عليّ (ع) عندما أقبل من صفيّن.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo