< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

41/04/22

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: التوثيقات العامة:

كثرة الرواية عن المعصوم:

     ثلاث روايات استدل بها على أن كثرة الرواية عن المعصوم (ع) من التوثيقات والاستدلال غير تام.

     دواعي كثرة الرواية عن المعصوم (ع).

     عند السك في الداعي لكثرة الرواية، فالمسألة أصبحت من باب مسألة جواز التمسك بالعام في الشبهة المصداقية، مع ملاحظة ان المخصص هنا لبّي.

نكمل الروايات:

    1. في نفس المصدر الرواية السابقة: محمد بن سعيد الكشي بن يزيد، وأبو جعفر محمد بن أبي عوف البخاري، قالا: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن حماد المروزي المحمودي رفعه، قال: قال الصادق عليه السلام: ( إعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا، فإنا لا نعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا، فقيل له: أو يكون المؤمن محدثا ؟ قال: يكون مفهما. والمفهم المحدث ) [1]

والرواية ضعيفة السند، والكلام في الدلالة نفس الكلام في السابقة، ولعلّ في لفظ " ما يحسنون من رواياتهم عنا " مؤيدا لتوجيه السيد الخوئي (ره) في المراد من الرواية السابقة " بقدر رواياتهم عنا " لا كثرة الرواية بل مقدار حسن التحمل.

    2. رجال الكشي: باب فضل الرواية والحديث: إبراهيم بن محمد بن عباس الختلي(قال العلامة والشيخ كان رجلا صالحا، ممدوح)، قال: حدثنا أحمد بن إدريس القمي المعلم (ثقة )، قال: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن عمران (ثقة)، قال: حدثني سليمان الخطابي، قال: حدثني محمد بن محمد، عن بعض رجاله عن محمد بن حمران العجلي، عن علي بن حنظلة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ( إعرفوا منازل الناس منا على قدر رواياتهم عنا ) [2]

الرواية ضعيفة السند، والكلام في الدلالة نفس الكلام.هذه الروايات الثلاثة في ان كثرة الرواية عن المعصوم تدل على الوثاقة. قلنا ان هذه الروايات من ناحية السند غير مقبولة إلا الاولى وفيها محمد سنان وهو مختلف فيه، ولا دلالة واضحة في التوثيق مع ملاحظة أن بعض من أكثر من الرواية عن المعصومين (ع) كانوا ضعفاء كأبي هريرة الذي روى عن رسول الله (ص) كثيرا، بل بعضهم ورد الذمّ فيهم وسقاط حديثهم كالمغيرة بن سعيد الذي اكثر الرواية عن الامام (ع)، هل اصبح ثقة؟! فكثرة الرواية بذاتها ليست دليلا على التوثيق، نعم بلا شك هي غالبا منقبة تدل على احترام هذا الرجل للإمام (ع) أو محبة له. نعم لو كان هناك عموم مثل " كل من اكثر النقل عن المعصوم فهو ثقة " لقلنا بالوثاقة لكن لا يوجد هذا العموم إلا ما يمكن استخراجه من الروايات الثلاث السابقة الذكر، وقد مرّ حالها سندا ودلالة. وأما عند العقلاء فالدوافع لكثرة الحديث عن شخص متعددة فقد تكون للمحبة، فان المرء إذا أحب شخصا أكثر من ذكره، وقد تكون للاسترزاق، وقد تكون للتقرب، وقد تكون لتلميع الصورة، وقد تكون للتحطيم كما في بعض احاديث ابي هريرة، وغير ذلك من الدوافع.

اما عند الشك: ثم إنه لو سلمنا بوجود عام مخصص، أي: كل من أكثر الرواية عن المعصوم (ع) فهو ثقة إلا من كان يروي بدافع سيء، وشككنا في شخص هل يروي بهذا الداعي؟ فهنا أصبحت المسألة من باب التمسك بالعام في الشبهة المصداقية. فان قلنا في هذه المسألة الاصولية بجواز التمسك مطلقا، جاز لنا الحكم بوثاقة من أكثر الرواية. واما على القول بعدم جواز التمسك كما هو المشهور بين المتأخرين فلا نحكم. واما على القول بالتفصيل بين المخصص اللبي واللفظي، فيجوز التمسك بالعام في الاول دون الثاني، فيجوز التمسك بالعام هنا لان المخصص لبّي.

والنتيجة: إن كثرة الرواية عن المعصوم (ع) لا تدل على اعتبار أو وثاقة، نعم يحتمل فيها الدلالة على حسن السريرة بناء على كون الداعي إلى الرواية هو حب الامام (ع) ونشر فضائله وكلماته، ولو انقيادا لدعوة الامام (ع): " فان الناس لو عرفوا محاسن كلامنا لاتبعونا "، فإذا كان استجابة لهذه الدعوة لا شك انها منقبة لكنها ليست توثيقا.

 


[2] المصدر السابق.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo