< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

40/06/08

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تلخيص مباحث علم الرجال.

قاعدة مشايخ الثقات:

يونس بن ظبيان:

اشكل على القاعدة ايضا بان ابن ابي عمير روى عن يونس بن ظبيان وهو ضعيف، وإذا كان ضعيفا فتخترق القاعدة.

يونس بن ظبيان يحتمل وثاقته لأمور:

اولا: دعاء وتوثيق الامام الصادق (ع) له : فعن هشام بن سالم قال: سألت ابا عبد الله (ع) عن يونس بن ظبيان فقال: رحمة الله وبنى الله له بيتا في الجنّة، كان والله مأمونا في الحديث.

من حيث الدلالة هذه الشهادة واضحة الدلالة في التوثيق، اولا هناك دعاء له، ثم يقول وكان " والله مأمونا في الحديث ".

ومن حيث السند: هذه الشهادة عن الامام الصادق (ع) نقلت بطريقين: احدهما رواه الكشي، وهو ضعيف بابن الهروي المجهول، فالرواية سقطت سندا من هذا الطريق.

والثاني ورد في جامع البزنطي (احمد بن ابي نصر البزنطي) بسند صحيح، وكان هذا الجامع مشهورا بين الشيعة ومرجعا لهم قبل تأليف الجوامع الكبيرة كالكافي وغيره. وهو من الكتب المتداولة، ومن الكتب التي يقول عنها الصدوق: " اليها المرجع وعليها المعوّل ". وقد روى هذا الجامع ابن ادريس في مستطرفاته، لكن بين البزنطي وابن ادريس حوالي ثلاثمائة سنة، ولم يذكر السند بينه وبين البزنطي، هل يكون هذا الكتاب حجة؟.

كان جامع البزنطي كتابا معروفا مشهورا متداولا. هناك من بعض العلماء يقول انا اعمل بالكتب المشهورة التي عليها المعوّل بغض النظر عن السند، أي يصبح المناط في صحة الحديث وجوده في كتاب موثوق. حتى ان الحر العاملي ينحو هذا المنحى " هذه الكتب عليها المعول واليها المرجع " يعتبر ان هذه قرائن تدل على صحة الكتاب، وبالتالي صحة احاديثه.

والسيد الخوئي (ره) وكان دقيقا وشديدا في مسألة التوثيقات سقط كتاب جامع البزنطي، لعدم ذكر السند اليه. السيد الخوئي اشكل وقال:" ان الطريق من ابن ادريس إلى البزنطي غير معلوم، ولذلك اسقط هذا الحديث عن الاعتبار.

إذن هذا الدعاء من الامام وهذا التوصيف: " كان مأمونا في الحديث " نقل بطريقين احدهما ضعيف بابن الهروي والثاني ضعيف بإسقاط السند من ابن ادريس إلى البزنطي، لكنه مروي في جامع البزنطي ولذا اخذ به كلّ من قال بتوثيق الكتب.

فإذن يونس بن ظبيان يحتمل وثاقته. هذا اولا.

وثانيا: ان ابن ابي عمير روى عن يونس بن ظبيان وبريد او يزيد: فقد روى الشيخ عن موس بن القاسم، عن صفوان وابن ابي عمير عن بريد او يزيد ويونس بن ظبيان قالا ... التهذيب ج 5 ص 32 ح 95 باب ضروب الحج . الاستبصار ج 2 ح 513 . ولعلّ ابن ابي عمير روى عن يونس كمؤيد للرواية عن بريد او يزيد، لا اتكالا عليه فقط، وتأييد خبر الثقة بسند آخر ولو عن ضعيف مبرر عقلائي للرواية عن الضعيف. ويؤيد ذلك ما ورد عن بعض المحدثين يقول: " ولا يعوّل على ما ينفرد بنقله "، اما ما لا ينفرد بنقله وهو ضعيف فلا مشكلة في الرواية عنه من باب التأييد لا من باب الحجة.

إذن الرواية الثانية المأخوذة وهو ان ابن ابي عمير وصفوان رويا عن يونس، لم يرويا عن يونس وحده فقط، بل رويا عن يونس وبريد (أو يزيد)، وشخص آخر من الثقات.

وثالثا: يحتمل التصحيف من النساخ وسقط الواسطة بين ابن ابي عمير وبين يونس بن ظبيان، هذا الاحتمال موجود يطرد بأصالة عدم التصحيف وان الاصل هو الصحة. لكن هناك ما يؤيد هذا الاسقاط والتصحيف فان ابن ابي عمير توفي سنة 217 ويونس بن ظبيان توفي قبل سنة 148 لدعاء الامام الصادق (ع) له والصادق توفي سنة 148. أي بينهما 69 سنة على الاقل، البون شاسع بينهما، ولذا يحتمل قويا ان ابن ابي عمير روى عن شخص عن يونس بن ظبيان.

ألا ان يقال ان هذا الدعاء غير ثابت وقد نقل بطريقين مخدوشي الصحة.

إذن يونس بن ظبيان يحتمل وثاقته وهذا كاف لعدم اسقاط القاعدة، وليس كوهب بن وهب الكذاب.

علي بن حديد بن حكيم:

قال الكشي في رجاله: فطحي من أهل الكوفة، وكان أدرك الرضا (ع).

وقد ضعفه الشيخ (ره) فيكون إشكالا على القاعدة.

والجواب: اولا: يحتمل وثاقته لأمور:

     ورد توثيقه في رجال الكشي، فقد روى توثيقه في ترجمة هشام بن الحكم (ص 237) ويونس بن عبد الرحمن (ص 418) وهما:

علي بن محمد، عن احمد بن محمد، عن علي بن راشد، عن ابي جعفر الثاني (الجواد) (ع) قال: جعلت فداك، قد اختلف اصحابنا، فأصلي خلف اصحاب هشام بن الحكم؟ قال: عليك بعلي بن حديد. قلت: فآخذ بقوله؟ قال: نعم، فلقيت علي بن حديد، فقلت: نصلّي خلف اصحاب هشام بن الحكم. قال: لا. [1]

من حيث السند: في سندها ضعف بعلي بن راشد.

والرواية الثانية في ترجمة يونس بن عبد الرحمن:

آدم بن محمد القلانسي البلخي، قال: علي بن محمد القمي قال: حدثني احمد بن محمد بن عيسى القمي عن يعقوب بن يزيد عن ابيه يزيد بن حماد عن ابي الحسن (ع) قال: قلت: أصلي خلف من لا أعرف؟ فقال: لا تصلّ إلا خلف من تثق بدينه. فقلت له: أصلي خلف يونس واصحابه؟ فقال: يابى ذلك عليكم علي بن حديد، قلت: آخذ بقوله؟ قال: نعم، قال: فسألت علي بن حديد عن ذلك؟ فقال: لا تصلّ خلفه ولا خلف اصحابه. [2]

من حيث السند: وفي السند خدش.

إذن هناك روايتان نعم ساقطتان سندا لكن توثقان علي بن حديد.

     ورد في اسناد كامل الزيارات لابن قولويه، في ص 4 باب 8 في فضل الصلاة في مسجد الكوفة ومسجد السهلة.

     وورد في رجال تفسير القمي.

     وروى عنه احمد بن محمد بن عيسى، الذي من الاجلاء الكبار وهناك من يقول انه لا يروي إلا عن ثقة. وهذا يؤيد التوثيق، وان كنا لا نقول بهذه القاعدة: أي كل من يروي عنه احمد بن محمد بن عيسى ثقة.

     هو من بيت ثقات، البيئة لها أثر فأبوه ثقة وعمه مرازم، وهذا ليس دليلا ولكنه مؤيد. فأبوه حديد بن حكيم يقول عنه في خاتمة الوسائل: ثقة وجه. وعمه مرازم بن حكيم يقول عنه في الوسائل: الازدي المدائني مول ثقة روى عن ابي عبد الله (ع) وابي الحسن (ع) قاله النجاشي والعلامة ووثقه الشيخ في اصحاب الكاظم (ع).

طبعا، نحن لا نقول بان الراوي يكفي في توثيقه كونه من بيت ثقات، فان النبي نوح (ع) كان ابنه كافرا، وجعفرا الكذاب كان ابن امام معصوم، وزوجتا نوح ولوط قد خانتاهما، ولكن نقول ان البيئة تؤثر في تربية البشر، ولذلك عبّرنا عن ذلك بالمؤيد لا بالدليل.

ثانيا: يحتمل التصحيف في سند الرواية أي بدل: " عن علي بن حديد " " وعلي بن حديد " ، ويؤيده ان ابن ابي عمير كثير الرواية عن جميل بلا واسطة، إلا هذه الرواية فهي بواسطة علي بن حديد. ابن ابي عمير عن علي بن حديد عن جميل. فلا يوجد رواية لابن ابي عمير عن علي بن حديد في الكتب الاربعة إلا هذه الرواية. لذلك احتمال التصحيف وارد. ومع هذه الاحتمالات القاعدة لا تسقط.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo