< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

40/04/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تلخيص مباحث علم الرجال.

قاعدة مشايخ الثقات:

الاشكالات على القاعدة:

نكمل الكلام في الاشكالين الرئيسيين، والاشكال الاول ان ما نقله الشيخ الطوسي (ره) من ان الطائفة عاملت مراسيلهم هؤلاء المشايخ كمسانيدهم، ومع ذلك فالشيخ الطوسي نفسه يقول: " واول ما فيه انه مرسل " هذا اللسان لسان توهين وتضعيف وتمريض، مع انه مرسل لابن ابي عمير. حاولنا الخروج من هذا الاشكال لكن هناك:

وجهة نظر اخرى: قال بعض المعاصرين انه لا يظهر من كلام الشيخ الطوسي (ره) تبنيه للتسوية، لانه نسبها إلى الطائفة، أي علماءها، وبهذا ينحل الاشكال على الشيخ حين اشكل عليه بتضعيف مرسل ابن ابي عمير حيث قال: " فاول ما فيه انه مرسل " لانه يكشف عن أن الارسال عنده مضعّف للرواية وان كانت من ابن ابي عمير، ولا يكون ذلك اشكالا عليه لانه لا يتبنّ ما عند الطائفة من التسوية، بل هو مجرد ناقل لها. الشيخ الطوسي من خلال كلماته يستظهر من ذلك. يقول في كتاب العدّة: " وإذا كان أحد الراويين مسندا والاخر مرسلا، نظر في حال المرسل، فان كان ممن يعلم انه لا يرسل الا عن ثقة موثوق به فلا ترجيح لخبر غيره على خبره، ولأجل ذلك سوَّت الطائفة بين ما يرويه محمد بن أبى عمير وصفوان بن يحيى، وأحمد بن محمد، ابن أبى نصر وغيرهم من الثقات الذين عرفوا بأنهم لا يروون ولا يرسلون الا عن من يوثق به وبين ما أسنده غيرهم، ولذا عملوا بمراسيلهم إذا انفردوا عن رواية غيرهم. فأما إذا لم يكن كذلك، ويكون ممن يرسل عن ثقة وعن غير ثقة، فإنه يقدم خبر غيره عليه، وإذا انفرد وجب التوقف في خبره إلا أن يدل دليل على وجوب العمل به ". [1] فان قوله: " سوّي الطائفة " يظهر نقل للاتفاق لا تبن له. لكن تعبيره قبل ذلك: " فان كان ممن يعلم أنه لا يرسل إلا عن ثقة موثوق به فلا ترجيح لخبر غيره على خبره ". لا يبعد ظهوره في تبنيه للتسوية.

وقد يقال: إن الشيخ الطوسي (ره) نقل إجماع الطائفة على التسوية، وهذا الاجماع حجة بنظره، لانه يقول ان الاجماع حجة من باب اللطف، أي اجماع أهل عصر واحد. وبالتالي فهو يقول بالتسوية.

إلا أن يقال: إن قاعدة اللطف تؤدي عند الشيخ الطوسي إلى حجية الاجماع في خصوص الاحكام دون ما يستنبط به الحكم كمقدمات كقاعدة التسوية بين مراسيل هؤلاء ومسانيدهم.

النتيجة: ان مرسل ابن ابي عمير يكون كمسنده في حال عدم التعارض أي إذا انفرد اما غيره فلا.

الاشكال الثاني على القاعدة: وهو ان الشيخ الطوسي وهو صاحب القاعدة وناقلها قد نقل في كتبه المعتبرة كالتهذيب والاستبصار اخبارا لهؤلاء الثلاثة واضرابهم عن ضعفاء كوهب بن وهب ابو البختري الكذاب. هذا الاشكال الاخير إذا استطعنا الخروج منه تتم القاعدة وهي التالية: ان هؤلاء لا يروون إلا عن ثقة ومراسيله كمسانيدهم إلا ما كان معارضا بمسند.

يقول السيد الخوئي (ره) في معجمه: ج1 يقول (قده): " قد ثبت رواية هؤلاء عن الضعفاء في موارد ذكر جملة منها الشيخ بنفسه. ولا أدري أنه مع ذلك كيف يدعي أن هؤلاء لا يروون عن الضعفاء ؟ فهذا صفوان [2] روى عن علي بن أبي حمزة البطائني كتابه، ذكره الشيخ. وهو الذي قال فيه علي بن الحسن بن فضال: (كذاب ملعون). وروى محمد بن يعقوب بسند صحيح عن صفوان بن يحيى عن علي بن أبي حمزة وروى الشيخ بسند صحيح عن صفوان، وابن أبي عمير عن يونس بن ظبيان، ويونس بن ظبيان ضعفه النجاشي والشيخ وروى بسند صحيح عن صفوان عن ابي جميلة عن عبد الله بن خداش " .... إلخ. [3]

ان شاء الله غدا نذكر نقل الشيخ الطوسي للاجماعات المتعارضة في المسألة الواحدة، ثم نحاول ان نخرج من الاشكال.

 


[2] هذا سيدفعنا لبحث تناقضات نقل الاجماع عند الشيخ الطوسي (ره) ونحن حلنا الاشكال. صاحب الحدائق يقول كان عندي رسائل للشهيد الاول يذكر فيها سبعين موضع ونيف في نفس المسألة ينقل فيها اجماعين متعارضين.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo