< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

40/03/14

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تلخيص مباحث علم الرجال.

قاعدة مشايخ الثقات:

وهي ان محمد بن ابي عمير وصفوان بن يحيى واحمد بن محمد بن ابي نصر البزنطي وامثالهم لا يروون ولا يرسلون إلا عن ثقة، والتسوية بين مراسيلهم ومسانيدهم.

    1. معنى القاعدة: هي حكم على كل من يروي عنهم هؤلاء بانهم ثقات، إلا أن يدل دليل على عدم توثيقه، ولذا لا يخدش بها رواية بعضهم عن غير ثقة إذا كان النقل لمبرر عقلائي، لان كل عام يحتمل التخصيص [1] .

    2. أهمية القاعدة: يترتب على ثبوت هذه القاعدة توثيق عشرات الرواة، واعتبار مئات الروايات.

    3. منشأ القاعدة: لعل منشأها نصان من الشيخ الطوسي (ره) والشيخ النجاشي (ره).

يقول الطوسي في كتاب العدة: وإذا كان أحد الراويين مسندا والاخر مرسلا ، نظر في حال المرسل، فان كان ممن يعلم انه لا يرسل إلا عن ثقة موثوق به فلا ترجيح لخبر غيره على خبره، ولاجل ذلك سوت الطائفة بين ما يرويه محمد ابن ابي عمير وصفوان بن يحيى، واحمد بن محمد بن ابي نصر، وغيرهم من الثقات الذين عرفوا بانهم لا يروون ولا يرسلون إلا عن من يوثق به، وبين ما اسنده غيرهم، ولذا عملوا بمراسيلهم إذا انفردوا عن رواية غيرهم. فاما إذا لم يكن كذلك، ويكون ممن يرسل عن ثقة وعن غير ثقة، فانه يقدّم خبر غيره عليه، وإذا انفرد وجب التوقف في خبره، وإلا ان يدل على وجوب العمل به. [2]

ويقول النجاشي، وهو من المعاصرين للشيخ الطوسي، له نفس دعوى التسوية، لكنه ذكرها في خصوص محمد بن ابي عمير، وذكر ان سببها ضياع كتبه وهلاكها.

    4. الفرق بين قاعدة مشايخ الثقات وقاعدة الاجماع: من حيث المنشأ ومن حيث الدلالة.

اما الفرق من حيث المنشأ، فمنشأ قاعدة اصحاب الاجماع فهو ما ذكره الكشي في ثمانية عشر رجلا من اصحاب الباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام في تصحيح ما صحّ عنهم وقد مرّ ذلك.

ومنشأ قاعدة مشايخ الثقات فهو ما ذكره الطوسي في العدّة مما ذكرناه وما ذكره النجاشي.

واما القول بان منشأ قاعدة مشايخ هو قاعدة أصحاب الاجماع فهو مما لا دليل عليه.

وقيل بأن كلمة " واضرابهم " تشير إلى اصحاب الاجماع، ولكن لا نسلّم بذلك إذ قد يكون المراد بعضهم كيونس بن عبد الرحمن أو غيرهم كما قيل في أحمد بن محمد بن عيسى والطاطري والزعفراني وغيرهم.

والفرق من حيث الدلالة: فان ظاهر لفظ قاعدة الاجماع هو المروي : " تصحيح ما يصح عنهم " وظاهر قاعدة مشايخ الثقات الراوي.

    5. القاعدة حسية لا حدسية: قيل أن هذه القاعدة حدس من الشيخ الطوسي وليس نقلا عن حس، واجتهاده حجة عليه لا علينا.

ونقول: إن عبارة الشيخ الطوسي غير ظاهرة في انه استنبط منه، بل ظاهرها نقله لما عند الطائفة، حيث تشير كلمة " عرفوا " إلى ذلك، مع كون الفعل مبني للمجهول الذي يدل على العموم.

 


[1] يخصص العام لوجود ملاك آخر مزاحم غالبا أو لعدم وجود ملاك العام في الفرد المخصص. العام عندما يكون عاما هذا لا يعنى انه نص في العموم بحيث لا يمكن الاستثناء منه، فإذا استثني منه يكون فيه جرح وقدح. ما من عام الا وقد خص هذا هو معنى القاعدة، لذلك لا يخدش بها رواية بعضهم عن غير ثقة كرواية ابن ابي عمير عن وهب بن وهب، هذا ليس خدشا، إذا كان النقل لمبرر عقلائي.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo